jamila
10 Jun 2011, 03:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا ننتظر..........؟
http://img7.hostingpics.net/pics/898532.gif
مواقف عديدة نمر بها في حياتنا تستدعي منا المرور بفترات انتظار طويلة أو
قصيرة. مهما يكن الهدف الذي نسعى إليه بعد هذا الانتظار فإن تحمل الانتظار
يظل أمراً صعباً على الكثير. كيف يمكن تحمل الانتظار، كيف يمكن التعامل مع
فترات الانتظار التي تبدو طويلة؟
مصدر الانتظار هو الغاية التي نسعى إليها. الانتظار يبدو
طويلاً وقاسياً عندما يكون ما نسعى إليه مهماً جداً بالنسبة لنا. فمن
ينتظر نتيجة امتحان قبول أو قرار توظيف يشعر برغبة عارمة بمعرفة النتيجة.
وتزداد شدة هذا الشعور عندما يكون الهدف الذي نصبو إليه ممكناً في متناول
اليد. فانتظار نتيجة اليانصيب ليس قاسية. لأن ربح الجائزة الكبرى أو جائزة
قيمة هو أمر استثنائي حتى أن البعض يعتبره مستحيلاً.
تحمل الانتظار ممكن عندما نعيد اعتبار أهمية الاشياء التي
نسعى إليها. من الطبيعي أن نضع أهداف نصب أعيينا، لكن تحميل هذه الأهداف
قدرات عجائبية يجعلها تبدو أكثر أهمية ويجعل انتظارها أصعب.
لا شك بأن النجاح مهم، الحصول على وظيفة مهم، الحصول على
ترقية مهم،... لكن جعل النجاح في امتحان دراسي أو امتحان توظيف محور
للحياة هو أمر مبالغ فيه بشكل كبير. التغلب على الانتظار يبدأ بوضع ما
ننتظره ضمن حجمه الحقيقي لا أكثر.
عندما نضع كل هدف أو موقف ضمن حجمه
الحقيقي نخفف على أنفسنا عناء الانتظار لاشياء كثيرة نجعلها مهمة وهي في
الحقيقة أمور عادية. لكن مالعمل مع الأمور التي تظل رغم كل شيء مهمة جداً؟
مثلاً، انتظار نتيجة عمل جراحي يمكن أن يؤدي فشله لفقدان
شخص عزيز. في هذه الحالة لا بد من اللجوء إلى وسائل تقنية. مثل شغل
التفكير بأمر مهم آخر لتجنب الوقوع في الفراغ أثناء الانتظار. توقف العقل
عن التفكير يجعل الانتظار مؤلماً جداً.
ماسي الانتظار.................؟
http://img7.hostingpics.net/pics/1576491.jpg
جاءك الدكتور يوماً ...
وقال ووجهه يقمع احمراراً .. ولسانه يتلعثم .. ستموت بعد خمسة أيام !
أقول لك .. إنك لن تموت بعد خمسة أيام .. إنك ستموت في كل ساعة من تلك الأيام الخمسة .. ستون مرة !
ستموت في كل دقيقة تنتظر فيها الموت .. بل ستعيش الموت ولحظاتها وسكراته وحشرجاته
في كل زفرة تخرج من صدرك .. سترسم طريق الموت أمامك .. وسترى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب تحوم حولك ..
وستشاهد ملك الموت في كل ليلة في المنام .. وتبكي حتى تظن أن دموعك قد جفت .. فتخرج مرة أخرى من جديد ..
ستسأم من كل المشاهد التي أمامك .. لن تحاول أن تشبع بطنك .. وما فائدة الأكل إذا كنتُ سأموت بعد خمسة أيام ..؟
حتى مطيتك ومسكنك .. وأصحابك ستهجرهم .. لماذا أحسسهم بالحزن والألم بعد مغادرتي لهم ..
ألستُ أقول دوماً أنني أحبهم .. هل حبي لهم يعني أن أعايشهم بأحسن حالاتي قبل مغادرة دنياهم ؟
حتى جسدك لن تهتم به .. ولن تأكل الأدوية لتعالج مرضك ..
ستقتل كل الأعمال القلبية في فؤادك .. حبك .. وبغضك .. كراهيتك .. وحنانك ...
كل هذا .. لمجرد أنك ستنتظر الموت !!
مع أنك تجزم الآن .. أن الموت مخلوق .. ليس في يد الطبيب ولا في يدك ..
فالله قد خلق الموت والحياة التي نعيشها الآن .. ليبلونا أينا أحسن عملاً !!!
الانتظار .. جعل حياة بشر كثر .. حياة برزخية .. يصبحون على الدود وينامون في الليل بين اللحود !
ينتظرون الموت في كل أشكاله .. إن لم تكن حرباً دامية .. فسيارة طاحنة ..
وإن لم يكن مرضاً عضالاً .. فموتاً مفاجأً !!
انتظارهم للموت .. أحال حياتهم لسواد .. ونسوا أن يعمروا دنياهم .. فخربوا دنياهم وأخراهم !!
كحال من ينتظر صاحبه أمام الباب .. ليقله معه في سيارته .. فهو جالس على عتبة بيتهم ..
لا يشتغل ولا يريد أن يشغل وقته .. كل ذلك ينتظر ... وينتظر ... وينتظر صاحبه !!
الانتظار .. صنع البطالة لدى من استلموا الشهادات والوثائق الجامعية ..
فمكثوا في بيوت أمهاتهم كأخواتهم ينتظرون الوظيفة ..!
الانتظار .. صنع الكسل والكسلانين في مجتمعنا .. فباتوا ينتظرون الفرج من عند الدولة
أو الملك أو من أقرب أو أبعد إنسان .. فإن لم يكن .. فليأتِ بموت آبائهم ليرثوا ما جمعوه لهم من أموال !
الانتظار .. صنع الخمول .. وصنع الرقاد وكثرة النوم .. صنع الانتظار في نفوس الصغار ..
بروج الآمال في الأجيال القادمة .. وهم أجيالنا القادمة !!!
الانتظار .. ألزم الأمة في مهانة وذل .. فهي تنتظر فرجاً من الله .. بنزول أمر خارق للعادة ..
أو معجزة إلهية بدمار أمريكا أو فناء إسرائيل ..
الانتظار .. عطل ملايين من العالم الإسلامي .. ينتظرون المهدي أو ينتظرون نزول المسيح بن مريم !!
قاتل الله الانتظار ... ما أفسده !
خلاصة الانتظار..............؟
التعامل مع الانتظار هو سلوك شخصي يمكن تغييره. وهذا التغيير يعود بالفائدة على جوانب حياتنا كلها.
ماذا ننتظر..........؟
http://img7.hostingpics.net/pics/898532.gif
مواقف عديدة نمر بها في حياتنا تستدعي منا المرور بفترات انتظار طويلة أو
قصيرة. مهما يكن الهدف الذي نسعى إليه بعد هذا الانتظار فإن تحمل الانتظار
يظل أمراً صعباً على الكثير. كيف يمكن تحمل الانتظار، كيف يمكن التعامل مع
فترات الانتظار التي تبدو طويلة؟
مصدر الانتظار هو الغاية التي نسعى إليها. الانتظار يبدو
طويلاً وقاسياً عندما يكون ما نسعى إليه مهماً جداً بالنسبة لنا. فمن
ينتظر نتيجة امتحان قبول أو قرار توظيف يشعر برغبة عارمة بمعرفة النتيجة.
وتزداد شدة هذا الشعور عندما يكون الهدف الذي نصبو إليه ممكناً في متناول
اليد. فانتظار نتيجة اليانصيب ليس قاسية. لأن ربح الجائزة الكبرى أو جائزة
قيمة هو أمر استثنائي حتى أن البعض يعتبره مستحيلاً.
تحمل الانتظار ممكن عندما نعيد اعتبار أهمية الاشياء التي
نسعى إليها. من الطبيعي أن نضع أهداف نصب أعيينا، لكن تحميل هذه الأهداف
قدرات عجائبية يجعلها تبدو أكثر أهمية ويجعل انتظارها أصعب.
لا شك بأن النجاح مهم، الحصول على وظيفة مهم، الحصول على
ترقية مهم،... لكن جعل النجاح في امتحان دراسي أو امتحان توظيف محور
للحياة هو أمر مبالغ فيه بشكل كبير. التغلب على الانتظار يبدأ بوضع ما
ننتظره ضمن حجمه الحقيقي لا أكثر.
عندما نضع كل هدف أو موقف ضمن حجمه
الحقيقي نخفف على أنفسنا عناء الانتظار لاشياء كثيرة نجعلها مهمة وهي في
الحقيقة أمور عادية. لكن مالعمل مع الأمور التي تظل رغم كل شيء مهمة جداً؟
مثلاً، انتظار نتيجة عمل جراحي يمكن أن يؤدي فشله لفقدان
شخص عزيز. في هذه الحالة لا بد من اللجوء إلى وسائل تقنية. مثل شغل
التفكير بأمر مهم آخر لتجنب الوقوع في الفراغ أثناء الانتظار. توقف العقل
عن التفكير يجعل الانتظار مؤلماً جداً.
ماسي الانتظار.................؟
http://img7.hostingpics.net/pics/1576491.jpg
جاءك الدكتور يوماً ...
وقال ووجهه يقمع احمراراً .. ولسانه يتلعثم .. ستموت بعد خمسة أيام !
أقول لك .. إنك لن تموت بعد خمسة أيام .. إنك ستموت في كل ساعة من تلك الأيام الخمسة .. ستون مرة !
ستموت في كل دقيقة تنتظر فيها الموت .. بل ستعيش الموت ولحظاتها وسكراته وحشرجاته
في كل زفرة تخرج من صدرك .. سترسم طريق الموت أمامك .. وسترى ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب تحوم حولك ..
وستشاهد ملك الموت في كل ليلة في المنام .. وتبكي حتى تظن أن دموعك قد جفت .. فتخرج مرة أخرى من جديد ..
ستسأم من كل المشاهد التي أمامك .. لن تحاول أن تشبع بطنك .. وما فائدة الأكل إذا كنتُ سأموت بعد خمسة أيام ..؟
حتى مطيتك ومسكنك .. وأصحابك ستهجرهم .. لماذا أحسسهم بالحزن والألم بعد مغادرتي لهم ..
ألستُ أقول دوماً أنني أحبهم .. هل حبي لهم يعني أن أعايشهم بأحسن حالاتي قبل مغادرة دنياهم ؟
حتى جسدك لن تهتم به .. ولن تأكل الأدوية لتعالج مرضك ..
ستقتل كل الأعمال القلبية في فؤادك .. حبك .. وبغضك .. كراهيتك .. وحنانك ...
كل هذا .. لمجرد أنك ستنتظر الموت !!
مع أنك تجزم الآن .. أن الموت مخلوق .. ليس في يد الطبيب ولا في يدك ..
فالله قد خلق الموت والحياة التي نعيشها الآن .. ليبلونا أينا أحسن عملاً !!!
الانتظار .. جعل حياة بشر كثر .. حياة برزخية .. يصبحون على الدود وينامون في الليل بين اللحود !
ينتظرون الموت في كل أشكاله .. إن لم تكن حرباً دامية .. فسيارة طاحنة ..
وإن لم يكن مرضاً عضالاً .. فموتاً مفاجأً !!
انتظارهم للموت .. أحال حياتهم لسواد .. ونسوا أن يعمروا دنياهم .. فخربوا دنياهم وأخراهم !!
كحال من ينتظر صاحبه أمام الباب .. ليقله معه في سيارته .. فهو جالس على عتبة بيتهم ..
لا يشتغل ولا يريد أن يشغل وقته .. كل ذلك ينتظر ... وينتظر ... وينتظر صاحبه !!
الانتظار .. صنع البطالة لدى من استلموا الشهادات والوثائق الجامعية ..
فمكثوا في بيوت أمهاتهم كأخواتهم ينتظرون الوظيفة ..!
الانتظار .. صنع الكسل والكسلانين في مجتمعنا .. فباتوا ينتظرون الفرج من عند الدولة
أو الملك أو من أقرب أو أبعد إنسان .. فإن لم يكن .. فليأتِ بموت آبائهم ليرثوا ما جمعوه لهم من أموال !
الانتظار .. صنع الخمول .. وصنع الرقاد وكثرة النوم .. صنع الانتظار في نفوس الصغار ..
بروج الآمال في الأجيال القادمة .. وهم أجيالنا القادمة !!!
الانتظار .. ألزم الأمة في مهانة وذل .. فهي تنتظر فرجاً من الله .. بنزول أمر خارق للعادة ..
أو معجزة إلهية بدمار أمريكا أو فناء إسرائيل ..
الانتظار .. عطل ملايين من العالم الإسلامي .. ينتظرون المهدي أو ينتظرون نزول المسيح بن مريم !!
قاتل الله الانتظار ... ما أفسده !
خلاصة الانتظار..............؟
التعامل مع الانتظار هو سلوك شخصي يمكن تغييره. وهذا التغيير يعود بالفائدة على جوانب حياتنا كلها.