ام حفصه
10 Jun 2011, 06:26 PM
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم».
إن الله سبحانه من عدله أنه يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات.. فلا يحاسب المجنون أو يسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم؟
وإنما يحاسب العاقل وإن كان لا يعلم، يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم؟
ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة، وهكذا..
وأما من يملك القدرة العلمية والمالية للدعوة إلى الله، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه من قدرات؟ هل سخر ولو جزءاً منها في سبيل الله؟ تبرئة للذمة. أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات؟فسيسأل عن عمره فيما أفناه؟هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟أم أفناه أمام شاشات التلفزيون، وفي ملاعب الكرة؟ أو في (القهاوي)؟
وسيسأل عن شبابه فيما أبلاه؟هل أبلاه في تعلم ما فرض الله عليه من واجبات، وتعليمها لأهله ومجتمعه؟أم أبلى شبابه في الركض وراء الشهوات والملذات؟نعم سنسأل عن زهرة شبابنا، فيما أبليناها؟فليستعد كل منا للأجابة، بالعلم والعمل، وليستدرك المقصر ما فاته.
وسيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟وهنا الطامة الكبرى! هنا تزل أكثر الأقدام، إلا ما رحم ربي، ولنقف هنا وقفة متأنية لنرى حالنا المفجع هذه الأيام.ماله من أين اكتسبه؟
!هل اكتسبه من العمل الذي يتأخر عنه أو لا ينجزه بأمانة؟
هل اكتسبه من بيع الدخان؟ أو الجرائد والمجلات التي تنشر صور المتبرجات والأفكار الرديئة والعقائد الفاسدة؟
هل اكتسبه من أسهم البنوك أو الشركات التي تتعامل بالربا؟
هل اكتسبه من الغش أو التدليس الذي يمارسه في تجارته؟
هل اكتسبه من بيع المسكرات والمخدرات؟
أو بالسكوت على فعل المنكرات؟
هل اكتسبه من وجه حرمه الله؟
أم اكتسبه من طرق حلال ينجو بها عند الله تبارك وتعالى ويستغني به عن عباد الله وينفع به من عباد الله ما شاء الله.فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن يحاسبك الله فلن تزول قدماك يا ابن آدم حتى تسأل عن مالك من أين اكتسبته؟
وسيسأل فيما أنفقه؟
نعم ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ حتى لو من كسب حلال فهذا جزء من السؤال هو الأخطر.
هل أنفقته في تأثيث بيت فاره ضخم وإخوانك المسلمون يموتون جوعاً وتشرداً؟
هل أنفقته في إجازتك مع الكفار في بلادهم؟
هل أنفقته على أجهزة التلفزيون والفيديو وأشرطته الخليعة؟
هل أنفقته في شراء الهوائيات المتطورة لتجلب محطات البث المباشر لتفسد بها عقلك وعقل عائلتك وخلقك وخلق عائلتك ودينك ودين أهلك؟
أم أنفقته فيما أمرك الله من نفقة واجبة على نفسك وأهلك، من غير إسراف ولا تقطير، وزكاة، وصدقة للقراء والمساكين؟
أم أنفقته في الدعوة إلى الله؟
أخي هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أعطاك هذه النعمة عبثاً؟حاشا لله! لتفهم غاية هذه النعم وسبب إعطاءك إياها، اسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم، لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم».هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا كانت عند غيرنا، فلم يشكروها فمنعوها، ولم ينفقوها في منافع العباد من دعوتهم إلى الله تعالى بتعليم جاهلهم بأمر دينه، وإطعام جائعهم، لم يفعلوا ذلك فيما أعطاهم من نعم بل أنفقوها على شهواتهم وملذاتهم، كما يفعل كثير من الناس إلا ما رحم ربي، ونسوا أن الله تعالى «يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها» فـ «نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» اختبار لنا، وها هي النعم هنا بين ظهرانينا نرفل فيها ونستمتع، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لنحقق ما يريد الله من منافع العباد؟إن الله يمهل ولا يهمل.
ويجب أن نعلم أن هذا المال الذي في أيدينا هو مال الله الذي استخلفنا فيه، وأمرنا أن نؤدي منه حقه فيه، وأن ننفق منه على أنفسنا، وأهلينا، وفي سبيل الله، قال تعالى:
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7]ألا فليتذكر أولوا الألباب.
وسيسأل ماذا عمل فيما علم؟إن ما نشاهده اليوم من اختصار وتحقيق، وطباعة لكتب التفسير والسنة والفقه، وانتشار العلوم الشرعية، لمن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، أهم بكثير من نعمة المال في هذا الزمان الذي تغط فيه أجزاء كبيرة من بلاد المسلمين في ظلمات من الجهل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وانتشار البدع، والطرق المنحرفة.
فماذا فعلنا لنشكر هذه النعمة؟ماذا ستكون إجابتنا إذا سألنا الله: ماذا عملت فيما علمت؟هل نشرنا التوحيد والعقيدة الصحيحة؟لو فعلنا لما بقيت قطاعات واسعة من بلاد الإسلام أهلها إلا من رحم الله لا يعرفون إلا قبور من يسمون بالأولياء الصالحين يذبحون عندها ويتوسلون بها بدلاً من أن يرفعوا دعاءهم وتوسلهم إلى ملك الملوك جبار السماوات والأرض.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم».
إن الله سبحانه من عدله أنه يحاسب كل إنسان حسبما أعطاه من قدرات وإمكانات.. فلا يحاسب المجنون أو يسأله لماذا لم يعلم أهله ما يجب عليهم من أمر دينهم؟
وإنما يحاسب العاقل وإن كان لا يعلم، يحاسبه لماذا لم يتعلم ما أوجبه عليه وهو قادر على التعلم؟
ولا يحاسب الفقير على عدم إخراجه للزكاة، وهكذا..
وأما من يملك القدرة العلمية والمالية للدعوة إلى الله، فإنه سيسأل لا محالة ماذا عمل فيما أعطاه من قدرات؟ هل سخر ولو جزءاً منها في سبيل الله؟ تبرئة للذمة. أم هو كالأنعام يعيش ليأكل ويستمتع بالشهوات؟فسيسأل عن عمره فيما أفناه؟هل أفناه في طاعة، وعبادة، من علم وعمل ودعوة إلى الله، وتعليم أهله وجيرانه وأصدقائه الخير؟أم أفناه أمام شاشات التلفزيون، وفي ملاعب الكرة؟ أو في (القهاوي)؟
وسيسأل عن شبابه فيما أبلاه؟هل أبلاه في تعلم ما فرض الله عليه من واجبات، وتعليمها لأهله ومجتمعه؟أم أبلى شبابه في الركض وراء الشهوات والملذات؟نعم سنسأل عن زهرة شبابنا، فيما أبليناها؟فليستعد كل منا للأجابة، بالعلم والعمل، وليستدرك المقصر ما فاته.
وسيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟وهنا الطامة الكبرى! هنا تزل أكثر الأقدام، إلا ما رحم ربي، ولنقف هنا وقفة متأنية لنرى حالنا المفجع هذه الأيام.ماله من أين اكتسبه؟
!هل اكتسبه من العمل الذي يتأخر عنه أو لا ينجزه بأمانة؟
هل اكتسبه من بيع الدخان؟ أو الجرائد والمجلات التي تنشر صور المتبرجات والأفكار الرديئة والعقائد الفاسدة؟
هل اكتسبه من أسهم البنوك أو الشركات التي تتعامل بالربا؟
هل اكتسبه من الغش أو التدليس الذي يمارسه في تجارته؟
هل اكتسبه من بيع المسكرات والمخدرات؟
أو بالسكوت على فعل المنكرات؟
هل اكتسبه من وجه حرمه الله؟
أم اكتسبه من طرق حلال ينجو بها عند الله تبارك وتعالى ويستغني به عن عباد الله وينفع به من عباد الله ما شاء الله.فاسأل نفسك وحاسبها قبل أن يحاسبك الله فلن تزول قدماك يا ابن آدم حتى تسأل عن مالك من أين اكتسبته؟
وسيسأل فيما أنفقه؟
نعم ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ حتى لو من كسب حلال فهذا جزء من السؤال هو الأخطر.
هل أنفقته في تأثيث بيت فاره ضخم وإخوانك المسلمون يموتون جوعاً وتشرداً؟
هل أنفقته في إجازتك مع الكفار في بلادهم؟
هل أنفقته على أجهزة التلفزيون والفيديو وأشرطته الخليعة؟
هل أنفقته في شراء الهوائيات المتطورة لتجلب محطات البث المباشر لتفسد بها عقلك وعقل عائلتك وخلقك وخلق عائلتك ودينك ودين أهلك؟
أم أنفقته فيما أمرك الله من نفقة واجبة على نفسك وأهلك، من غير إسراف ولا تقطير، وزكاة، وصدقة للقراء والمساكين؟
أم أنفقته في الدعوة إلى الله؟
أخي هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أعطاك هذه النعمة عبثاً؟حاشا لله! لتفهم غاية هذه النعم وسبب إعطاءك إياها، اسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى أقواماً يختصهم بالنعم، لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم».هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا كانت عند غيرنا، فلم يشكروها فمنعوها، ولم ينفقوها في منافع العباد من دعوتهم إلى الله تعالى بتعليم جاهلهم بأمر دينه، وإطعام جائعهم، لم يفعلوا ذلك فيما أعطاهم من نعم بل أنفقوها على شهواتهم وملذاتهم، كما يفعل كثير من الناس إلا ما رحم ربي، ونسوا أن الله تعالى «يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها» فـ «نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» اختبار لنا، وها هي النعم هنا بين ظهرانينا نرفل فيها ونستمتع، فلنسأل أنفسنا ماذا عملنا لنحقق ما يريد الله من منافع العباد؟إن الله يمهل ولا يهمل.
ويجب أن نعلم أن هذا المال الذي في أيدينا هو مال الله الذي استخلفنا فيه، وأمرنا أن نؤدي منه حقه فيه، وأن ننفق منه على أنفسنا، وأهلينا، وفي سبيل الله، قال تعالى:
{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7]ألا فليتذكر أولوا الألباب.
وسيسأل ماذا عمل فيما علم؟إن ما نشاهده اليوم من اختصار وتحقيق، وطباعة لكتب التفسير والسنة والفقه، وانتشار العلوم الشرعية، لمن أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، أهم بكثير من نعمة المال في هذا الزمان الذي تغط فيه أجزاء كبيرة من بلاد المسلمين في ظلمات من الجهل بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وانتشار البدع، والطرق المنحرفة.
فماذا فعلنا لنشكر هذه النعمة؟ماذا ستكون إجابتنا إذا سألنا الله: ماذا عملت فيما علمت؟هل نشرنا التوحيد والعقيدة الصحيحة؟لو فعلنا لما بقيت قطاعات واسعة من بلاد الإسلام أهلها إلا من رحم الله لا يعرفون إلا قبور من يسمون بالأولياء الصالحين يذبحون عندها ويتوسلون بها بدلاً من أن يرفعوا دعاءهم وتوسلهم إلى ملك الملوك جبار السماوات والأرض.