jamila
10 Jun 2011, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم وبارك علي محمد نبينا محمد وعلي اله وصحبة أجمعين
أما بعد .....
يتسائل الكثير من الناس عن سبب ضعف إيمان القلب ، وغياب لذة الشوق والخشوع إلي الله ندخل إلي الصلاة ، ونخرج منها ، لا نفقه أي شئ قرأنا ، ولا معني الدعاء الذي نقوله نشعر بجمود في القلب وتحجر ، ونألف المعصية وتحدثنا بها النفس ، حتي ولو لم نفعلها ، لكن نشعر بشوق في النفس لفعلها القلب معطل عن وظيفته الرئيسية ، وغارق في تمني الشهوات ونيل حظ من الحظوظ واللسان غرق في الكلام واللهو بدون فائدة فكثر المزاح والخطاب والجدل والعين زُين لها الشيطان مغريات الدنيا وما فيها من متاع يغرر بنا أحياناً ويصيبنا العُحب ، بطاعه نفعلها ونظن في نفوسنا الخير ونزكي النفس يحبب إلينا كثرة المديح ، وسماع التزكية فينا نسمع القرءان من القارئ فلان وعندما تأتي أية مثلاً نجده يبكي حتي يمنعه بكائه عن أستمرار القراءة ، فنسأل النفس لماذا يبكي كل هذا البكاء وماذا في هذه الأية من تدبر لهذه الدرجة ، حتي يتوقف القارئ ويظل يبكي فترة طويلة لا نعرف أين العطب ؟
أين المفسدة كي ندركها ويتم الإصلاح ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .......؟
إن القلوب تقسو، فتكون كالحجارة أو أشد قسوة، فتبعد عن الله وعن رحمته وعن طاعته، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، الذي لا ينتفع بتذكير، ولا يلين لموعظة، ولا يفقه مقالة، فيصبح صاحبه يحمل في صدره حجراً صلداً لا فائدة منه، ولا يصدر منه إلا الشر. ومن القلوب ما يلين ويخشع ويخضع لخالقه ويفقه ويقرب من الله ومن رحمته وطاعته، فيحمل صاحبه قلباً طيباً رحيماً يصدر منه الخير دائماً
ولعنا نبدء بسبب للين القلب وهو ذكر الله
لا شك أن ذكر الله من أجل الطاعات وأفضل القربات وأيسر العبادات
ودليل علي حب الله فأن من أحب شئ أكثر من ذكره
فأن ليس هناك شئ من الأعمال أخف مؤنة منه ولا أعظم لذة ولا أفرح للقلب من ذكر الله تبارك وتعالي
وقد أمر الله عز وجل بذكره في أيات كثيرة
فقال تعالي (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفره وأجراً عظيما)
قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )
قال صلي الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند ماليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من أنفاق الذهب والولد وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقهم ....... ذكر الله )
وسئل رجلاً النبي صلي الله عليه وسلم عن عملاً يتشبث به قال يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني علي عملاً أتشبث به فقال ......لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله
وقال صلي الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت )
قال الحسن البصر رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاث أشياء ، في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرءان
وقال مالك ابن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله
وقال معاذ : ليس يتحسر أهل الجنه إلا علي ساعة لم يذكر الله سبحانه فيها
أن الذكر يلين القلب ، ويجلب إليه التدبر والخشوع ، ويجعله أنيس الطاعة ، بعيد عن المعصية
أن ذكر الله دواء القلب من علة الشهوة
كثرة ذكر الأستغفار يحرق مواضع الشهوة ، ويجدد نور القلب من ظلمة المعصية ويجلب الندم والخوف
ولقد قال أبن القيم رحمه الله تفقدوا قلوبكم في ثلاث مواطن وذكر منها ( عند ذكر الله )
قال تعالي (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )
فأن لم يشعر العبد بحضور القلب عند الذكر
فيسأل الله أن يهبه قلباً فأن لا قلب له
إلي متي ستظل جوارحنا معطلة
قال ابن القيم رحمه الله في أغاثة اللهفان
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص، به كماله فى حصول ذلك الفعل منه، ومرضه: أن يتعذر عليه الفعل الذى خلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب، فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش، ومرض العين: أن يتعذر عليها النظر والرؤية، ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق، ومرض البدن: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها، ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من المعرفة بالله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوته، فلو عرف العبد كل شىء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئا، ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله، والشوق إليه، والأنس به، فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين، بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولا بد، فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين من جهة حسرة فوته، وأنه حيل بينه وبينه، مع شدة تعلق روحه به، ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم، حيث لم يحصل له، فالمحبوب الحاصل فات، والمحبوب الأعظم لم يظفر به، وكل من عرف الله أحبه، وأخلص العبادة له
وأما واجب اللسان فهو ذكر الله وشكره
لسان المرء يعرب عما في قلبه ، فإذا امتلأ القلب بشكر الله لهج اللسان بحمده والثناء عليه، وتأمل ما في أذكار النبي صلى الله عليه وسلم من الحمد والشكر لرب العالمين
كان لما يفيق من نومه يقول (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) (الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)
إذا أكل أو شرب أو سئل عن حال أو سافر أو عطس
يفتتح الأدعية بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله
دعاء الاستفتاح ، سورة الفاتحة ، الرفع من الركوع ، أذكار ما بعد السلام ، ربنا ولك الحمد ، أدعية التهجد ، اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً
قال صلى الله عليه وسلم : ( يا معاذ إني أحبك فلا تدع أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك )
فهل جوارحنا كلها تعمل للطاعة أم البعض منها للطاعة ، والبعض تملكته النفس والهوي
عافنا الله وإياكم
فاتقوا الله عباد الله، وتحروا ما يلين قلوبكم ويحييها، واحذروا من كل ما من شأنه أن يظلم بصيرتها ويقسيها ، فإنكم إلى ربكم منقلبون، وبأعمالكم مجزيون، وعلى تفريطكم نادمون
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم وبارك علي محمد نبينا محمد وعلي اله وصحبة أجمعين
أما بعد .....
يتسائل الكثير من الناس عن سبب ضعف إيمان القلب ، وغياب لذة الشوق والخشوع إلي الله ندخل إلي الصلاة ، ونخرج منها ، لا نفقه أي شئ قرأنا ، ولا معني الدعاء الذي نقوله نشعر بجمود في القلب وتحجر ، ونألف المعصية وتحدثنا بها النفس ، حتي ولو لم نفعلها ، لكن نشعر بشوق في النفس لفعلها القلب معطل عن وظيفته الرئيسية ، وغارق في تمني الشهوات ونيل حظ من الحظوظ واللسان غرق في الكلام واللهو بدون فائدة فكثر المزاح والخطاب والجدل والعين زُين لها الشيطان مغريات الدنيا وما فيها من متاع يغرر بنا أحياناً ويصيبنا العُحب ، بطاعه نفعلها ونظن في نفوسنا الخير ونزكي النفس يحبب إلينا كثرة المديح ، وسماع التزكية فينا نسمع القرءان من القارئ فلان وعندما تأتي أية مثلاً نجده يبكي حتي يمنعه بكائه عن أستمرار القراءة ، فنسأل النفس لماذا يبكي كل هذا البكاء وماذا في هذه الأية من تدبر لهذه الدرجة ، حتي يتوقف القارئ ويظل يبكي فترة طويلة لا نعرف أين العطب ؟
أين المفسدة كي ندركها ويتم الإصلاح ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .......؟
إن القلوب تقسو، فتكون كالحجارة أو أشد قسوة، فتبعد عن الله وعن رحمته وعن طاعته، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، الذي لا ينتفع بتذكير، ولا يلين لموعظة، ولا يفقه مقالة، فيصبح صاحبه يحمل في صدره حجراً صلداً لا فائدة منه، ولا يصدر منه إلا الشر. ومن القلوب ما يلين ويخشع ويخضع لخالقه ويفقه ويقرب من الله ومن رحمته وطاعته، فيحمل صاحبه قلباً طيباً رحيماً يصدر منه الخير دائماً
ولعنا نبدء بسبب للين القلب وهو ذكر الله
لا شك أن ذكر الله من أجل الطاعات وأفضل القربات وأيسر العبادات
ودليل علي حب الله فأن من أحب شئ أكثر من ذكره
فأن ليس هناك شئ من الأعمال أخف مؤنة منه ولا أعظم لذة ولا أفرح للقلب من ذكر الله تبارك وتعالي
وقد أمر الله عز وجل بذكره في أيات كثيرة
فقال تعالي (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفره وأجراً عظيما)
قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )
قال صلي الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند ماليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من أنفاق الذهب والولد وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقهم ....... ذكر الله )
وسئل رجلاً النبي صلي الله عليه وسلم عن عملاً يتشبث به قال يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني علي عملاً أتشبث به فقال ......لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله
وقال صلي الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت )
قال الحسن البصر رحمه الله : تفقدوا الحلاوة في ثلاث أشياء ، في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرءان
وقال مالك ابن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله
وقال معاذ : ليس يتحسر أهل الجنه إلا علي ساعة لم يذكر الله سبحانه فيها
أن الذكر يلين القلب ، ويجلب إليه التدبر والخشوع ، ويجعله أنيس الطاعة ، بعيد عن المعصية
أن ذكر الله دواء القلب من علة الشهوة
كثرة ذكر الأستغفار يحرق مواضع الشهوة ، ويجدد نور القلب من ظلمة المعصية ويجلب الندم والخوف
ولقد قال أبن القيم رحمه الله تفقدوا قلوبكم في ثلاث مواطن وذكر منها ( عند ذكر الله )
قال تعالي (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )
فأن لم يشعر العبد بحضور القلب عند الذكر
فيسأل الله أن يهبه قلباً فأن لا قلب له
إلي متي ستظل جوارحنا معطلة
قال ابن القيم رحمه الله في أغاثة اللهفان
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص، به كماله فى حصول ذلك الفعل منه، ومرضه: أن يتعذر عليه الفعل الذى خلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب، فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش، ومرض العين: أن يتعذر عليها النظر والرؤية، ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق، ومرض البدن: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها، ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من المعرفة بالله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوته، فلو عرف العبد كل شىء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئا، ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله، والشوق إليه، والأنس به، فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين، بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولا بد، فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين من جهة حسرة فوته، وأنه حيل بينه وبينه، مع شدة تعلق روحه به، ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم، حيث لم يحصل له، فالمحبوب الحاصل فات، والمحبوب الأعظم لم يظفر به، وكل من عرف الله أحبه، وأخلص العبادة له
وأما واجب اللسان فهو ذكر الله وشكره
لسان المرء يعرب عما في قلبه ، فإذا امتلأ القلب بشكر الله لهج اللسان بحمده والثناء عليه، وتأمل ما في أذكار النبي صلى الله عليه وسلم من الحمد والشكر لرب العالمين
كان لما يفيق من نومه يقول (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) (الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره)
إذا أكل أو شرب أو سئل عن حال أو سافر أو عطس
يفتتح الأدعية بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله
دعاء الاستفتاح ، سورة الفاتحة ، الرفع من الركوع ، أذكار ما بعد السلام ، ربنا ولك الحمد ، أدعية التهجد ، اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ، الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً
قال صلى الله عليه وسلم : ( يا معاذ إني أحبك فلا تدع أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعنّي على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك )
فهل جوارحنا كلها تعمل للطاعة أم البعض منها للطاعة ، والبعض تملكته النفس والهوي
عافنا الله وإياكم
فاتقوا الله عباد الله، وتحروا ما يلين قلوبكم ويحييها، واحذروا من كل ما من شأنه أن يظلم بصيرتها ويقسيها ، فإنكم إلى ربكم منقلبون، وبأعمالكم مجزيون، وعلى تفريطكم نادمون
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك