ام حفصه
11 Jun 2011, 01:51 PM
ليس بخاف ما يدور في تونس ومصر، وتتابع الأحداث في هذين البلدين المسلمين العربيين وتسارعها على مسرحهما، تغير كبير وتغيير مذهل ..وطوفان شباب متدفق لم يستطع إيقافه لا حواجز ولا سدود ولا تخويف ولا ترهيب، ملوا من الكلام وفقدوا الأمل بالوعود!
وبعين المتخصص أدلي بدلائي في بحيرة ناضبة يردها شباب العرب والإسلام علّها تجد أذناً صاغية وفكراً نيراً وقلباً مشفقاً من الشباب والحكومات وأهل العلم والفكر.
إن ما نراه من أعداد متكاثرة من الشباب والشابات، هم ممن أعمارهم مابين 15-30 عاماً، ويمثلون نسبة عالية عندنا وفي العالم العربي بشكل عام هم في الجملة ممن ليس له صوت قوي ومؤثر، ويعيشون على هامش الحياة .
مع مرور الأيام، دخلت متغيرات جديدة في حياة هؤلاء الشباب فالفضاء يعج بالقنوات .. والشبكة العنكبوتية مليئة بالمواقع والمنتديات، عدا عن تويتر وفيس بوك والبريد وغيرها من مواقع ومواقع، والجوال جمع ما بين هذه الوسائل .. ولا ثمة خبر يغيب أو هدف يوارى ..فما فات في ذاك يتدارك في هذا، وهذه الوسائل شكلت العقول، وكونت الاتجاهات، وشرعت تغييرات فكرية كبيرة حتى طال ذلك النكت والطرائف ونوعيتها، فهم يسمعون كل شيء، ويقرؤون كل شيء، وأصبح الشباب ذوو العشرين عاماً يتكلمون عن أمور كانت محرمة عليهم، ومقصورة على الكبار فقط: سياسة، واقتصاداً، وديناً!
قبل يومين كنت في مَجْمعٍ من الشباب ففوجئتُ لـمَّا طرحوا مواضيع شتى حول أوضاع مصر ثم العراق واليمن...الخ، كانوا يتكلمون بثقة ورصد وفكر –مع أنهم لا يعدَّون في دائرة المحافظين أو المثقفين إطلاقا- بل وكانوا ينتقدون عدم قدرتهم على وضع بصمة واضحة في تنمية بلادهم وشؤون حياتهم.
بعض هؤلاء الشباب عاطلون عن العمل مع امتلاكهم للتخصصات والقدرات، لكن لم يجدوا فرصة عمل ولم يتربوا على البحث بأنفسهم، فتولد لديهم ردة فعل قوية على الأوضاع ورجالاتها، ويحصل هذا الأمر؛ وكثير من الشباب والشابات لديهم فراغ كبير في وقته مساء، ومن ثم يتجه للمتابعة والتحليل والمشاركة في أي شيء ..فهو شاب متابع ..ناقد .."ناقم"!
وفوق هذا، يتكلم الناس في منتدياتهم، وجلساتهم، ومواقعهم عن الفساد والمحسوبيات، وظهور نجوم كبيرة من الرجالات تستأثر بالمشاريع والمناقصات، مع صعوبة أن يفوز غيرهم بمشروع كبير ناجح دون دعم أو مشاركة من بعض المسؤولين .
كل هذه العوامل وغيرها ولدت "غلياناً" في قلوب الشباب الصاعد والجيل القادم، وظني أنَّه ولى زمن الإلغاء و المنع وأدبر عصر الترهيب والتخويف، ولو أغلق باب فسيفتح ألف باب ، ولا شك أن من العقل محاولة كسب هؤلاء الشباب بالفكر والإقناع، ولأكون واقعيا رأيتُ وضع مقترحات تحفظ للبلاد خيراته وطاقاته ومكتسباته، وتمنح الخير والغنى -أو على الأقل- الكفاف لفئات الشعب، وتفتح له المشاركة في الهموم والآمال، لا أن يكون مجرد متفرج أو مهرج، وهذه المقترحات لمن أراد أن يسمع لها ويفعّلها، وله قلب حي وسمع وبصر وهو شهيد نحو ما يأتي:
1. إعداد دراسة جيدة منصفة عاقلة لأوضاع المجتمع بجميع فئاته مع التركيز على فئة الشباب من الجنسين، ورصد جميع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والاتصالية، ومعرفة همومهم واهتماماتهم والتعرف على قدراتهم وطاقاتهم وهذا يحتاج للجان صادقة مخلصة وباحثين على مستوى عال من العلم والنزاهة والدقة والبعد في النظر والتوصيات الفاعلة والواقعية، بشرط أن ترتبط بالمسؤول الأول في البلاد، مع الالتزام بسرعة الدراسة وإصدار التوجيهات وتطبيقها فورا وبدون أي تأخير
2. أهمية إشراك فئات الشباب في رسم منهجية التغيير والتنمية في البلاد، وإيجاد دور فاعل لهم في المجتمع، فالملاحظ أنه يقوم بذلك مجالس غالبها من الكبار، ولا ثمة وجود للشباب الثلاثيني بينهم الذي يتوقد حماسا وحيوية، وإسهاما في الحل فما المانع من إنشاء مجلس شوري للشباب الفاعل حيث يعبر عن صوت الشباب ويبلغ همومهم وأحزانهم وأمالهم، مع إنشاء مجالس شبابية في كل محافظة ومنطقة يكون مغذياً للمجلس الشوري الشبابي على مستوى البلاد.
3. ضرورة توظيف الشباب المعطل الذين درسوا وتعلموا وقعدوا، فماذا يفعلون وأعدادهم تبدأ من مئات الألوف في بعض الدول إلى الملايين في بعضها الآخر؟! لا بد من خلق فرص عمل واستيعابهم في مشاريع شراكة مع القطاع الحكومي والخاص، فالفراغ قاتل لاسيما مع مقابلة وسائل الاتصال والإعلام المحفزة والمعلمة، ويمكن تطبيق ذلك بتهيئة فرص عمل للشباب في مدن صناعية ومؤسسات تقنية تستوعبهم وتكون محترمة وذات دخل جيد، مع دعم الشباب الخريجين "كلهم" بمنح أراض سكنيه مع قرض مناسبة للأعمار وقرض للزواج.
4. يجب سد نوافذ الفراغ بتهيئة بيئات صحيحة تملأ فراغهم ببرامج مسائية يفرغون فيها شحناتهم، بالتشارك مع الوزارات والمؤسسات والجامعات الحكومية والأهلية، حتى لو تطلب الأمر إنشاء وزارة تعنى بالشباب وبرامجهم وهمومهم وآمالهم، بدلا (أو) مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي ركزت على الرياضة فقط ؛ ولهذا فلا بد من مراجعة عمل وزارة الثقافة والإعلام ورئاسة رعاية الشباب، وتقييمهما، وتقديم مقترح إما بخلق وزارة جديدة خاصة للشباب أو مركز ضخم يجمع ما تفرق في هذه المؤسسات، لتحقيق أهداف احتواء الشباب وتفعيله بشكل مفيد للمجتمع، مع دعم البرامج المجتمعية والشبابية الفاعلة التي تملأ فراغهم وتستوعب قدراتهم كالبرامج الموجودة في بعض الجامعات كجامعة الملك سعود مثلا والمراكز التدريبية كمركز الحوار الوطني، وبعض برامج مركز حلول للاستشارات والتدريب.
5. المبادرة ..المبادرة ..بإلغاء الامتيازات الضخمة لطبقة "الملأ" الذين سرقوا أموال العباد وأراضي البلاد، فمن المألوف أن يوجد إنسان كان بالأمس ينتظر آخر الشهر على أحر من الجمر، فيتفاجأ الكل بعد منصبه أنه أصبح من أرباب الملايين.
6. إلغاء احتكار المناقصات والجشع الحاصل لدى البعض على حساب آخرين ! فلا يكاد يوجد موظفاً أو موظفة إلا وعليهم أقساط وديون مع عدم تملك على الأقل 70% (الحياة 13 سبتمبر 2010) فيهم لمساكن أو شقق، وهذا يضيف أعباء نفسية كبيرة على المواطنين.
7. لابد لابد من نزول كل من تسنموا المناصب إلى الشارع، وأن يكونوا رجال عامة، ويدخلون معهم ويخرجون، ويقومون بجولات غير رسمية، ومفاجئات للمسؤولين فهذا يكشف الواقع حقاً، ويحسس الشباب وفئات المجتمع بمشاعر الحب والصدق والبذل لدى المسؤولين! إن الشباب لا يريد "شاعر المليون" بل يريد من يحس "بمشاعر المليون"ويكره حذلقة من "يكسب المليون ريال" ويود من يكسب المليون شاب، ومن الخطأ الكبير نقل واقع الشباب والبلاد للكبار عن طريق وسائط وأعوان فقط والشباب والشعب لا يرى حكامه ومسؤوليه إلا بالصور أو التلفاز أو الشبكة، وهذا تباعد نفسي مشاعري كبير، ويعجبني هنا ما رآه الناس وسمعه عن نزول رئيس وزراء تركيا للإفطار كل يوم مع أسر الفقراء في بيوتهم يأكل أكلهم ويجلس في مجلسهم، ومثيله الشيخ زايد في الإمارات ومن الحسن أن نذكر زيارة الملك عبد الله لبيوت الطين قبل عشر سنوات، فهل نزل الساسة والأمراء والمسؤولون إلى بيوت الفقراء؟ وهل دخلوا واختلطوا بالشباب وشاركوا في جلساتهم ومنتدياتهم المفتوحة؟! ويمكن التقارب مع الشباب بإنشاء قناة شبابية مستقلة منافسة قوية ذات مصداقية وجاذبية لقطاع الشباب، وإنشاء مواقع ومنتديات شبابية خلاقة جذابة ذات مهنة عالية ونشاط كبير في الفكر والبرامج والتوعية والحوار والدعم والتحفيز.
8. تفعيل المراقبة القوية والتي تضرب بيد من حديد على كبار القوم قبل صغارهم، فمن النادر جدا أن يسمع عن محاسبة كبار قوم سرقوا أو ظلموا أو اختلسوا، وأقرب مثال على هذا المناقصات الكبرى مشاريع ضخمة تهاوت جدرانها وخارت قواعدها، بل مدينة كاملة تغرق في أحزانها والمسؤولون كلهم يبحثون عن الجاني الذي ذهب بيخته إلى جزر القصب والذهب في أعماق البحار! ولعل من بوادر الأمل في بداية الطريق نحو المحاسبة والتقصي اللجنة التي يرأسها سمو النائب الثاني .
9. إنها صور وصور من الأخطاء والظلم، وهذا لا يجعلنا نرسم صوره قاتمة عن سياساتنا ومجتمعاتنا وشبابنا فهناك جهود جيده مخلصة في البلاد يشكر من يجهد نفسه لإبرازها وتطويره، وهناك ملايين تبذل من أجل التنمية العلمية والعملية، لكن الأرض ترتج من حولنا، وما حصل في تونس ومصر يجدر أن توجد منه العبرة والادكار ، وأن يكون بابا لاستباق الأحداث؛ إذ يبدو من ارتدادات أحداث تونس ومصر؛ بروز الجيل الجديد كصوت له أثر يمكن من خلاله تشخيص الواقع ومن ثم إيجاد الحلول الناجعة له .. والله المسؤول أن يحفظ البلاد والعباد ويصلح شأنهما!
د. عبد العزيز بن عبد الله الأحمد
وبعين المتخصص أدلي بدلائي في بحيرة ناضبة يردها شباب العرب والإسلام علّها تجد أذناً صاغية وفكراً نيراً وقلباً مشفقاً من الشباب والحكومات وأهل العلم والفكر.
إن ما نراه من أعداد متكاثرة من الشباب والشابات، هم ممن أعمارهم مابين 15-30 عاماً، ويمثلون نسبة عالية عندنا وفي العالم العربي بشكل عام هم في الجملة ممن ليس له صوت قوي ومؤثر، ويعيشون على هامش الحياة .
مع مرور الأيام، دخلت متغيرات جديدة في حياة هؤلاء الشباب فالفضاء يعج بالقنوات .. والشبكة العنكبوتية مليئة بالمواقع والمنتديات، عدا عن تويتر وفيس بوك والبريد وغيرها من مواقع ومواقع، والجوال جمع ما بين هذه الوسائل .. ولا ثمة خبر يغيب أو هدف يوارى ..فما فات في ذاك يتدارك في هذا، وهذه الوسائل شكلت العقول، وكونت الاتجاهات، وشرعت تغييرات فكرية كبيرة حتى طال ذلك النكت والطرائف ونوعيتها، فهم يسمعون كل شيء، ويقرؤون كل شيء، وأصبح الشباب ذوو العشرين عاماً يتكلمون عن أمور كانت محرمة عليهم، ومقصورة على الكبار فقط: سياسة، واقتصاداً، وديناً!
قبل يومين كنت في مَجْمعٍ من الشباب ففوجئتُ لـمَّا طرحوا مواضيع شتى حول أوضاع مصر ثم العراق واليمن...الخ، كانوا يتكلمون بثقة ورصد وفكر –مع أنهم لا يعدَّون في دائرة المحافظين أو المثقفين إطلاقا- بل وكانوا ينتقدون عدم قدرتهم على وضع بصمة واضحة في تنمية بلادهم وشؤون حياتهم.
بعض هؤلاء الشباب عاطلون عن العمل مع امتلاكهم للتخصصات والقدرات، لكن لم يجدوا فرصة عمل ولم يتربوا على البحث بأنفسهم، فتولد لديهم ردة فعل قوية على الأوضاع ورجالاتها، ويحصل هذا الأمر؛ وكثير من الشباب والشابات لديهم فراغ كبير في وقته مساء، ومن ثم يتجه للمتابعة والتحليل والمشاركة في أي شيء ..فهو شاب متابع ..ناقد .."ناقم"!
وفوق هذا، يتكلم الناس في منتدياتهم، وجلساتهم، ومواقعهم عن الفساد والمحسوبيات، وظهور نجوم كبيرة من الرجالات تستأثر بالمشاريع والمناقصات، مع صعوبة أن يفوز غيرهم بمشروع كبير ناجح دون دعم أو مشاركة من بعض المسؤولين .
كل هذه العوامل وغيرها ولدت "غلياناً" في قلوب الشباب الصاعد والجيل القادم، وظني أنَّه ولى زمن الإلغاء و المنع وأدبر عصر الترهيب والتخويف، ولو أغلق باب فسيفتح ألف باب ، ولا شك أن من العقل محاولة كسب هؤلاء الشباب بالفكر والإقناع، ولأكون واقعيا رأيتُ وضع مقترحات تحفظ للبلاد خيراته وطاقاته ومكتسباته، وتمنح الخير والغنى -أو على الأقل- الكفاف لفئات الشعب، وتفتح له المشاركة في الهموم والآمال، لا أن يكون مجرد متفرج أو مهرج، وهذه المقترحات لمن أراد أن يسمع لها ويفعّلها، وله قلب حي وسمع وبصر وهو شهيد نحو ما يأتي:
1. إعداد دراسة جيدة منصفة عاقلة لأوضاع المجتمع بجميع فئاته مع التركيز على فئة الشباب من الجنسين، ورصد جميع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والاتصالية، ومعرفة همومهم واهتماماتهم والتعرف على قدراتهم وطاقاتهم وهذا يحتاج للجان صادقة مخلصة وباحثين على مستوى عال من العلم والنزاهة والدقة والبعد في النظر والتوصيات الفاعلة والواقعية، بشرط أن ترتبط بالمسؤول الأول في البلاد، مع الالتزام بسرعة الدراسة وإصدار التوجيهات وتطبيقها فورا وبدون أي تأخير
2. أهمية إشراك فئات الشباب في رسم منهجية التغيير والتنمية في البلاد، وإيجاد دور فاعل لهم في المجتمع، فالملاحظ أنه يقوم بذلك مجالس غالبها من الكبار، ولا ثمة وجود للشباب الثلاثيني بينهم الذي يتوقد حماسا وحيوية، وإسهاما في الحل فما المانع من إنشاء مجلس شوري للشباب الفاعل حيث يعبر عن صوت الشباب ويبلغ همومهم وأحزانهم وأمالهم، مع إنشاء مجالس شبابية في كل محافظة ومنطقة يكون مغذياً للمجلس الشوري الشبابي على مستوى البلاد.
3. ضرورة توظيف الشباب المعطل الذين درسوا وتعلموا وقعدوا، فماذا يفعلون وأعدادهم تبدأ من مئات الألوف في بعض الدول إلى الملايين في بعضها الآخر؟! لا بد من خلق فرص عمل واستيعابهم في مشاريع شراكة مع القطاع الحكومي والخاص، فالفراغ قاتل لاسيما مع مقابلة وسائل الاتصال والإعلام المحفزة والمعلمة، ويمكن تطبيق ذلك بتهيئة فرص عمل للشباب في مدن صناعية ومؤسسات تقنية تستوعبهم وتكون محترمة وذات دخل جيد، مع دعم الشباب الخريجين "كلهم" بمنح أراض سكنيه مع قرض مناسبة للأعمار وقرض للزواج.
4. يجب سد نوافذ الفراغ بتهيئة بيئات صحيحة تملأ فراغهم ببرامج مسائية يفرغون فيها شحناتهم، بالتشارك مع الوزارات والمؤسسات والجامعات الحكومية والأهلية، حتى لو تطلب الأمر إنشاء وزارة تعنى بالشباب وبرامجهم وهمومهم وآمالهم، بدلا (أو) مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي ركزت على الرياضة فقط ؛ ولهذا فلا بد من مراجعة عمل وزارة الثقافة والإعلام ورئاسة رعاية الشباب، وتقييمهما، وتقديم مقترح إما بخلق وزارة جديدة خاصة للشباب أو مركز ضخم يجمع ما تفرق في هذه المؤسسات، لتحقيق أهداف احتواء الشباب وتفعيله بشكل مفيد للمجتمع، مع دعم البرامج المجتمعية والشبابية الفاعلة التي تملأ فراغهم وتستوعب قدراتهم كالبرامج الموجودة في بعض الجامعات كجامعة الملك سعود مثلا والمراكز التدريبية كمركز الحوار الوطني، وبعض برامج مركز حلول للاستشارات والتدريب.
5. المبادرة ..المبادرة ..بإلغاء الامتيازات الضخمة لطبقة "الملأ" الذين سرقوا أموال العباد وأراضي البلاد، فمن المألوف أن يوجد إنسان كان بالأمس ينتظر آخر الشهر على أحر من الجمر، فيتفاجأ الكل بعد منصبه أنه أصبح من أرباب الملايين.
6. إلغاء احتكار المناقصات والجشع الحاصل لدى البعض على حساب آخرين ! فلا يكاد يوجد موظفاً أو موظفة إلا وعليهم أقساط وديون مع عدم تملك على الأقل 70% (الحياة 13 سبتمبر 2010) فيهم لمساكن أو شقق، وهذا يضيف أعباء نفسية كبيرة على المواطنين.
7. لابد لابد من نزول كل من تسنموا المناصب إلى الشارع، وأن يكونوا رجال عامة، ويدخلون معهم ويخرجون، ويقومون بجولات غير رسمية، ومفاجئات للمسؤولين فهذا يكشف الواقع حقاً، ويحسس الشباب وفئات المجتمع بمشاعر الحب والصدق والبذل لدى المسؤولين! إن الشباب لا يريد "شاعر المليون" بل يريد من يحس "بمشاعر المليون"ويكره حذلقة من "يكسب المليون ريال" ويود من يكسب المليون شاب، ومن الخطأ الكبير نقل واقع الشباب والبلاد للكبار عن طريق وسائط وأعوان فقط والشباب والشعب لا يرى حكامه ومسؤوليه إلا بالصور أو التلفاز أو الشبكة، وهذا تباعد نفسي مشاعري كبير، ويعجبني هنا ما رآه الناس وسمعه عن نزول رئيس وزراء تركيا للإفطار كل يوم مع أسر الفقراء في بيوتهم يأكل أكلهم ويجلس في مجلسهم، ومثيله الشيخ زايد في الإمارات ومن الحسن أن نذكر زيارة الملك عبد الله لبيوت الطين قبل عشر سنوات، فهل نزل الساسة والأمراء والمسؤولون إلى بيوت الفقراء؟ وهل دخلوا واختلطوا بالشباب وشاركوا في جلساتهم ومنتدياتهم المفتوحة؟! ويمكن التقارب مع الشباب بإنشاء قناة شبابية مستقلة منافسة قوية ذات مصداقية وجاذبية لقطاع الشباب، وإنشاء مواقع ومنتديات شبابية خلاقة جذابة ذات مهنة عالية ونشاط كبير في الفكر والبرامج والتوعية والحوار والدعم والتحفيز.
8. تفعيل المراقبة القوية والتي تضرب بيد من حديد على كبار القوم قبل صغارهم، فمن النادر جدا أن يسمع عن محاسبة كبار قوم سرقوا أو ظلموا أو اختلسوا، وأقرب مثال على هذا المناقصات الكبرى مشاريع ضخمة تهاوت جدرانها وخارت قواعدها، بل مدينة كاملة تغرق في أحزانها والمسؤولون كلهم يبحثون عن الجاني الذي ذهب بيخته إلى جزر القصب والذهب في أعماق البحار! ولعل من بوادر الأمل في بداية الطريق نحو المحاسبة والتقصي اللجنة التي يرأسها سمو النائب الثاني .
9. إنها صور وصور من الأخطاء والظلم، وهذا لا يجعلنا نرسم صوره قاتمة عن سياساتنا ومجتمعاتنا وشبابنا فهناك جهود جيده مخلصة في البلاد يشكر من يجهد نفسه لإبرازها وتطويره، وهناك ملايين تبذل من أجل التنمية العلمية والعملية، لكن الأرض ترتج من حولنا، وما حصل في تونس ومصر يجدر أن توجد منه العبرة والادكار ، وأن يكون بابا لاستباق الأحداث؛ إذ يبدو من ارتدادات أحداث تونس ومصر؛ بروز الجيل الجديد كصوت له أثر يمكن من خلاله تشخيص الواقع ومن ثم إيجاد الحلول الناجعة له .. والله المسؤول أن يحفظ البلاد والعباد ويصلح شأنهما!
د. عبد العزيز بن عبد الله الأحمد