رونق الامل
18 Jun 2011, 08:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن الشم ما قتل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلعلك ولأول وهلة -أخي القارئ- قد انصرف ذهنك وفكرك إلى الشم المعروف عن مدمني المخدرات، وهذه القضية التي تفسد حياة الإنسان فسادًا عظيمًا؛ بداية بدينه، ثم تهلك نفسه، وتدنس عرضه، وتضيع ماله، وكذا العقل له نصيب وافر من الفساد.
مع كل هذه الأضرار لكنها أهون وأهون بكثير من الشم المراد في مقالنا. إنني أعني أمرًا آخر...
أمرًا يتعارض ويتناقض مع عقيدة المسلم... أمرًا يثلم تلك العقيدة ويمزقها، ولربما أفسدها بالكلية -والعياذ بالله-.
إنه التشبه بالكفار عمومًا، وفي الأعياد مثال، فبعد أيام يحتفل بعض المسلمين بعيد مبتدع لا يمت إلى الإسلام بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل العجيب أنه -أيضًا- معدود من أعياد الفرس! نعم الفرس عبدة النار! عبدة الأوثان، ويعرف عندهم بـ "النيروز"، وكان عندهم ستة أيام، حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات الناس في الأيام الخمسة الأولى، وأما اليوم السادس؛ فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم.
ويحتفل -أيضًا- به البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يومًا، وذلك في 21 آذار. وهو -أيضًا- أول يوم من السنة عند القبط، ويسمى عندهم: "عيد شم النسيم"، ومدته ستة أيام. وقد يكون الأقباط قد أخذوه عن الفراعنة؛ لأنه معدود من ضمن أعيادهم.
والسؤال هنا:
إذا كان الأمر كذلك: (فرس... بهائيون... أقباط... فراعنة)؛ فما لنا نحن المسلمين به؟! ما علاقتنا بهؤلاء الكفرة؟! كيف نحتفل بعيد هذه جذوره، وهؤلاء أصحابه؟!!
أحبتي في الله، إن الإسلام قد طالب أتباعه بالتميز عن غيرهم في العقائد والشعائر، في الشعور والانتماء، في الأخلاق والمعاملات، في الملبس والمأكل والمشرب، وغير ذلك من أعمال الظاهر والباطن. وهذا التميز هو الذي يخرج الشخصية الإسلامية المتزنة المعتزة بدينها، الفخورة بانتمائها.
وإن قضية الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد، ومقتضى كلمة لا إله إلا الله، وهي من أكثر القضايا التي وردت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، حتى إنه ليقرب من ألف دليل، فكيف يجتمع التبرؤُ من الشرك وأهله، وعداوتُهم وبغضُهم في قلب العبد مع احتفالِه بأعيادهم وتشبهِه بهم؟!
كيف وموالاتهم علامة من علامات النفاق، وسبب من أسباب مرض القلب؟!
إنها أوثق عرى الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْمُوَالاةُ فِي اللهِ وَالْمُعَادَاةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
ويؤكد ذلك الانفصال والتميز رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فيقول: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح).
وأقلُّ هذا الحديث -كما يقول شيخ الإسلام :- تحريمُ التشبه بهم، ولكلٍ نصيبٌ من هذا الحديث؛ فمَن تشبه بهم في الكفر فهو منهم ومثلهم، ومَن تشبه بهم في معصية فقد فعل معصية، ويدخل في ذلك -بلا شك- التشبهُ بهم في الاحتفال بالأعياد الباطلة.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا) (رواه البخاري). فهل هذا عيد من أعيادنا؟ فكيف نحتفل به؟!
والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) قال فيها مجاهد والربيع بن أنس والضحاك: أعياد المشركين. (انظر تفسير ابن كثير).
وقد أبدلنا الله خيرًا منه ومن غيره من الأعياد المبتدعة المحرمة، وذلك بيومي الفطر والأضحى.
أخي الكريم:
لئن كانت المخدرات كبيرةً من الكبائر؛ لأنها كالخمر، كما ذكر أهل العلم؛ فإن الأخطر منها والأشنع التشبه بالكفار؛ لأن هذا يثلم التوحيد، ولربما يحبطه بالكلية والعياذ بالله -تعالى-!
فإن كنا حريصين حقًّا على مصلحة أمتنا، واستعادة مجدها؛ فلتكن حربُنا وإبطالُنا لهذه البدعة المنكرة أشدَّ مِن حربنا على المخدرات.
إننا نريد "حماية" عقيدتنا من تلك الانحرافات، والتي تودي بالأمة جمعاء في دركات التخلف والرجعية، بل الانحطاط والانهزام.
إنك ينبغي أن يكون لك دور... ودور فعال في محاربة هذا الباطل، وتوعية المسلمين بخطر هذه الأعياد على دينهم عقيدتهم... يلزمنا جميعًا أن نُبَصِّر المسلمين بمعاني التوحيد والإيمان والبراءة من الشرك، وحينها... وحينها -فقط- ومع تحقق العبودية؛ يمن الله علينا بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، وصدق الله إذ يقول: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمسكنا بالإسلام حتى نلقاه عليه.
م.ن.ق.و.ل
ومن الشم ما قتل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلعلك ولأول وهلة -أخي القارئ- قد انصرف ذهنك وفكرك إلى الشم المعروف عن مدمني المخدرات، وهذه القضية التي تفسد حياة الإنسان فسادًا عظيمًا؛ بداية بدينه، ثم تهلك نفسه، وتدنس عرضه، وتضيع ماله، وكذا العقل له نصيب وافر من الفساد.
مع كل هذه الأضرار لكنها أهون وأهون بكثير من الشم المراد في مقالنا. إنني أعني أمرًا آخر...
أمرًا يتعارض ويتناقض مع عقيدة المسلم... أمرًا يثلم تلك العقيدة ويمزقها، ولربما أفسدها بالكلية -والعياذ بالله-.
إنه التشبه بالكفار عمومًا، وفي الأعياد مثال، فبعد أيام يحتفل بعض المسلمين بعيد مبتدع لا يمت إلى الإسلام بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل العجيب أنه -أيضًا- معدود من أعياد الفرس! نعم الفرس عبدة النار! عبدة الأوثان، ويعرف عندهم بـ "النيروز"، وكان عندهم ستة أيام، حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات الناس في الأيام الخمسة الأولى، وأما اليوم السادس؛ فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم.
ويحتفل -أيضًا- به البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يومًا، وذلك في 21 آذار. وهو -أيضًا- أول يوم من السنة عند القبط، ويسمى عندهم: "عيد شم النسيم"، ومدته ستة أيام. وقد يكون الأقباط قد أخذوه عن الفراعنة؛ لأنه معدود من ضمن أعيادهم.
والسؤال هنا:
إذا كان الأمر كذلك: (فرس... بهائيون... أقباط... فراعنة)؛ فما لنا نحن المسلمين به؟! ما علاقتنا بهؤلاء الكفرة؟! كيف نحتفل بعيد هذه جذوره، وهؤلاء أصحابه؟!!
أحبتي في الله، إن الإسلام قد طالب أتباعه بالتميز عن غيرهم في العقائد والشعائر، في الشعور والانتماء، في الأخلاق والمعاملات، في الملبس والمأكل والمشرب، وغير ذلك من أعمال الظاهر والباطن. وهذا التميز هو الذي يخرج الشخصية الإسلامية المتزنة المعتزة بدينها، الفخورة بانتمائها.
وإن قضية الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد، ومقتضى كلمة لا إله إلا الله، وهي من أكثر القضايا التي وردت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، حتى إنه ليقرب من ألف دليل، فكيف يجتمع التبرؤُ من الشرك وأهله، وعداوتُهم وبغضُهم في قلب العبد مع احتفالِه بأعيادهم وتشبهِه بهم؟!
كيف وموالاتهم علامة من علامات النفاق، وسبب من أسباب مرض القلب؟!
إنها أوثق عرى الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْمُوَالاةُ فِي اللهِ وَالْمُعَادَاةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
ويؤكد ذلك الانفصال والتميز رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فيقول: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح).
وأقلُّ هذا الحديث -كما يقول شيخ الإسلام :- تحريمُ التشبه بهم، ولكلٍ نصيبٌ من هذا الحديث؛ فمَن تشبه بهم في الكفر فهو منهم ومثلهم، ومَن تشبه بهم في معصية فقد فعل معصية، ويدخل في ذلك -بلا شك- التشبهُ بهم في الاحتفال بالأعياد الباطلة.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا) (رواه البخاري). فهل هذا عيد من أعيادنا؟ فكيف نحتفل به؟!
والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) قال فيها مجاهد والربيع بن أنس والضحاك: أعياد المشركين. (انظر تفسير ابن كثير).
وقد أبدلنا الله خيرًا منه ومن غيره من الأعياد المبتدعة المحرمة، وذلك بيومي الفطر والأضحى.
أخي الكريم:
لئن كانت المخدرات كبيرةً من الكبائر؛ لأنها كالخمر، كما ذكر أهل العلم؛ فإن الأخطر منها والأشنع التشبه بالكفار؛ لأن هذا يثلم التوحيد، ولربما يحبطه بالكلية والعياذ بالله -تعالى-!
فإن كنا حريصين حقًّا على مصلحة أمتنا، واستعادة مجدها؛ فلتكن حربُنا وإبطالُنا لهذه البدعة المنكرة أشدَّ مِن حربنا على المخدرات.
إننا نريد "حماية" عقيدتنا من تلك الانحرافات، والتي تودي بالأمة جمعاء في دركات التخلف والرجعية، بل الانحطاط والانهزام.
إنك ينبغي أن يكون لك دور... ودور فعال في محاربة هذا الباطل، وتوعية المسلمين بخطر هذه الأعياد على دينهم عقيدتهم... يلزمنا جميعًا أن نُبَصِّر المسلمين بمعاني التوحيد والإيمان والبراءة من الشرك، وحينها... وحينها -فقط- ومع تحقق العبودية؛ يمن الله علينا بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، وصدق الله إذ يقول: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمسكنا بالإسلام حتى نلقاه عليه.
م.ن.ق.و.ل