ام حفصه
20 Jun 2011, 10:24 PM
إن الهمم العالية كنوز غالية يمتن بها المنان على من يشاء من بني الإنسان ، فطوبى لمن أولاه مولاه تلك الهمة العالية والعزيمة الوثابة والإرادة الماضية ، فما آفة المحق إلا التردد والتذبذب ، والتخاذل والفتور ، والرضى بتوافه الأشياء ومحقرات الأمور !
فإذا سألتم الله الجنة ، فاسألوه الفردوس الأعلى ! فهل تأملت هذا الدرس ؟ وربيت به النفس ؟
فعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابياً فأكرمه ، فقال له : " ائتنا " ، فأتاه ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" سل حاجتك " . قال : ناقة نركبها ، وأعنز يحلبها أهلي ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟! "
قالوا : يا رسول الله ! وما عجوز بني إسرائيل ؟ قال :" إنَّ موسى ـ عليه السلام ـ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر ؛ ضَلّوا الطريق ، فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إنَّ يوسفَ ـ عليه السلام ـ لمّا حضره الموتُ ؛ أخذ علينا موثقاً من الله ، أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه معنا ـ أي بدنه ، وهو من باب إطلاق الجزء ويراد به الكل ، فالأنبياء لا تأكل الأرض أجسادهم كما صح بذلك الخبر عن خير البشر ـ قال : فمن يعلمُ موضع قبره ؟ قال : عجوز من بني إسرائيل ، فبعث إليها ، فقال : دلَّيني على قبر يوسفَ ، قالت : حتى تعطيني حُكمي . قال : وما حكمكِ ؟ قالت : أكونُ معك في الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك ، فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ما ، فقالت : انضبوا هذا الماء ، فأنضبوه ، فقالت : احفروا ، فحفروا ، فاستخرجوا عظامَ يوسف ، فلما أقلّوه إلى الأرض ؛ فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار " السلسة الصحيحة ـ للألباني (313) وصحيح موارد الظمآن (2/452) (2064) . أرأيت الفرق الواسع والبون الشاسع بين من يريد أعنزاً يحلبها وناقة يركبها ، وبين من تريد مرافقة الرسول في الجنة ؟!
إنها الهمة العالية ، وفقط !
فإلى متى يرضى الكثير منا بضعف الهمة ، وفتور العزيمة ، ويرضى من الغياب بالإياب ، ومن الغنيمة بالسلامة ؟!
متى نرى في الأمة المسلمة الجم الغفير والعدد الكثير الذين يحملون الهم لضخامة الهمم ؟!
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يقول :" إنما الناس كإبل مائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة "
( صحيح البخاري ، من حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه )
فإذا سألتم الله الجنة ، فاسألوه الفردوس الأعلى ! فهل تأملت هذا الدرس ؟ وربيت به النفس ؟
فعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابياً فأكرمه ، فقال له : " ائتنا " ، فأتاه ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" سل حاجتك " . قال : ناقة نركبها ، وأعنز يحلبها أهلي ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟! "
قالوا : يا رسول الله ! وما عجوز بني إسرائيل ؟ قال :" إنَّ موسى ـ عليه السلام ـ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر ؛ ضَلّوا الطريق ، فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إنَّ يوسفَ ـ عليه السلام ـ لمّا حضره الموتُ ؛ أخذ علينا موثقاً من الله ، أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه معنا ـ أي بدنه ، وهو من باب إطلاق الجزء ويراد به الكل ، فالأنبياء لا تأكل الأرض أجسادهم كما صح بذلك الخبر عن خير البشر ـ قال : فمن يعلمُ موضع قبره ؟ قال : عجوز من بني إسرائيل ، فبعث إليها ، فقال : دلَّيني على قبر يوسفَ ، قالت : حتى تعطيني حُكمي . قال : وما حكمكِ ؟ قالت : أكونُ معك في الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك ، فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ما ، فقالت : انضبوا هذا الماء ، فأنضبوه ، فقالت : احفروا ، فحفروا ، فاستخرجوا عظامَ يوسف ، فلما أقلّوه إلى الأرض ؛ فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار " السلسة الصحيحة ـ للألباني (313) وصحيح موارد الظمآن (2/452) (2064) . أرأيت الفرق الواسع والبون الشاسع بين من يريد أعنزاً يحلبها وناقة يركبها ، وبين من تريد مرافقة الرسول في الجنة ؟!
إنها الهمة العالية ، وفقط !
فإلى متى يرضى الكثير منا بضعف الهمة ، وفتور العزيمة ، ويرضى من الغياب بالإياب ، ومن الغنيمة بالسلامة ؟!
متى نرى في الأمة المسلمة الجم الغفير والعدد الكثير الذين يحملون الهم لضخامة الهمم ؟!
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يقول :" إنما الناس كإبل مائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة "
( صحيح البخاري ، من حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه )