Angel
30 Jun 2011, 08:08 PM
جلس الحسن البصري -رحمه الله- ذات يوم يعظ الناس, فجعلوا يزدحمون عليه ليقربوا منه..فأقبل عليهم, وقال: يا إخوتاه, تزدحمون علي لتقربوا مني؟, فكيف بكم غدا في القيامة إذا قربت مجالس المتقين, وأبعدت مجالس الظالمين, وقيل للمخفين: جوزوا, وللمثقلين: حطوا؟!, فيا ليت شعري أمع المثقلين أحط, أم مع المخفين أجوز؟..ثم بكى حتى غشي عليه, وبكى من حوله, فأقبل عليهم وناداهم: يا إخوتاه, ألا تبكون خوفا من النار؟, ألا من بكى خوفا من النار, نجاه الله منها, يوم يجر الخلائق بالسلاسل والأغلال..يا إخوتاه,ألا تبكون شوقا إلى الله؟, ألا وإن من بكى شوقا إلى الله, لم يحرم من النظر غدا إلى الله إذا تجلى بالرحمة, واطلع بالمغفرة, واشتد غضبه على العاصين..يا إخوتاه, ألا تبكون من عطش يوم القيامة؟, يوم يحشر الخلائق, وقد ذبلت شفاههم, ولم يجدوا ماء إلا حوض المصطفى -صلى الله عليه وسلم-, فيشرب قوم, ويمنع آخرون, ألا وإن من بكى من خوف عطش ذلك اليوم, سقاه الله من عيون الفردوس..تم قال: واذلاه إذا لم يرو عطشي يوم القيامة من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فيا إخوتاه
ألا تبكون خوفا من النار؟
ألا تبكون شوقا إلى الله؟
ألا تبكون من عطش يوم القيامة؟
كتاب بحر الدموع "ابن الجوزي"
فيا إخوتاه
ألا تبكون خوفا من النار؟
ألا تبكون شوقا إلى الله؟
ألا تبكون من عطش يوم القيامة؟
كتاب بحر الدموع "ابن الجوزي"