ام حفصه
02 Jul 2011, 05:14 PM
http://almoslim.net/files/images/thumb/18221319475787-thumb2.jpg
لا ريب في أن بيعة المهاجرين والأنصار لأبي بكر الصديق أول خليفة للمسلمين، واقعةٌ قديمة من الناحية الزمنية فقد مضى عليها 1420سنة، لكنه حَدَثٌ حاضرٌ كأنه جرى قبل أيام أو ساعات، وذلك يرجع إلى عاملين حيويين، أولهما: كونه مفصلاً حاسماً كان له أثر عميق في تاريخ الأمة كله، ولاسيما في العصر الذهبي بإنجازاته الحضارية المبهرة. والثاني: ظهور نشاز حقود سعى دائماً إلى تحريف حقائق تلك الحقبة الزاهية في مسيرة التاريخ الإنساني كله. ونعني رواسب المجوسية التي نهش الحقد صدرها على الإسلام الذي محا دولتها الوثنية الجائرة من الوجود، لكنها كانت أجبن من الجهر بخفايا قلوبها العليلة، فاتخذت من التشيع لآل البيت النبوي ستاراً لإخفاء تآمرها على أمة التوحيد، وجعلت من تزوير سيرة أكرم جيل في التاريخ أخبث سبيل لبلوغ أهدافها الدنيئة. ولذلك صب أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي جام غضبهم على الشيخين: أبي بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب.
فإذا غضضنا البصر عن هذا النشاز القبيح، فإن الصديق رضي الله عنه في نظر المسلمين هو خير الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وسيرته عطرة لعدله وتقواه وكريم سجاياه، حتى في منظار المنصفين من غير المسلمين.
غير أن تطور الموروث الصليبي واليهودي في العصر الحديث، وجد ضالته في قمامة التركة المجوسية الكاذبة الخاطئة، فنفشها ونفخها ليوهم المتلقين أن الورم المصطنع علامة صحة.
ونبتت في المسلمين نابتة شاذة في ظل النفسية الانهزامية، تمثلت في أقلام مأجورة أو مبهورة، تتلقف كل ما تلفظه النفسية الغربية الموتورة، متدثرةً بألقاب علمية مزورة، ومختلقةً وجاهة علمية واهية.
من هنا تنبع قيمة البحث الطيب الذي نهض به الدكتور سعد بن موسى الموسى جزاه الله خيراً، بعنوان: بيعة سقيفة بني ساعدة في كتابات المُحْدَثين، ونشرته دار القاسم، في سلسلة الكتيبات الإسلامية. وهو على صغر حجمه ممتاز في غايته وفي محتواه ، كما أنه متمسك بالأمانة العلمية في توثيقه الآراء منسوبة إلى أصحابها من المستشرقين مثل بروكلمان وفيليب حتي وأذياله مثل طه حسين وعبد المنعم ماجد.....
والمؤلف يصرح في مقدمته بالدافع لتأليف رسالته القيّمة، وهو تحريف المستشرقين- ومن سار على دربهم الضال المضل- لتاريخ الإسلام والمسلمين بعامة وبيعة السقيفة بخاصة، وقال متعجباً: (وإنك لتعجب أحياناً من تعسف بعض هؤلاء الكتاب في ليِّهم أعناق النصوص وتحميلها غير ما تحتمل، وإسقاط بعضهم لواقعهم المليء بالمؤامرات والخداع على تاريخ صدر الإسلام والصفوة الأولى من هذه الأمة المصطفاة، مع أنه من المتعارف عليه بين أهل التاريخ أن دراسة فترة معينة من التاريخ يقتضي"والصواب لغوياً: تقتضي" محاولة معرفة طبيعة وروح العصر في تلك الفترة.).
وقد تناول المؤلف الكريم جملة من النقاط ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة ببيعة الأمة للخليفة الراشد الأول، وبخاصة التفسيرات الساقطة التي تبناها غلاة المستشرقين وأتباعهم من المتغربين. ومن تلك النقاط: دراسة البيعة بناء على أحقاد الجاهلية، وادعاء انقسام الصحابة إلى أحزاب متناحرة-ثلاثة أحزاب تارة وأربعة تارة أخرى-، والافتراء على الفتوحات الإسلامية النبيلة والتي بدأت في خلافة أبي بكر وتشويه غاياتها السامية وأحداثها الرائعة...
ويرد الدكتور الموسى على سائر تلك المفتريات بإيراد الروايات الصحيحة لبيعة السقيفة، المطابقة للوقائع الثابتة، والمنسجمة مع نتائجها غير المسبوقة وغير الملحوقة!!
يلي ذلك بيان مكانة الصديق لدى المهاجرين والأنصار على حد سواء، وحديث طيب عن طاعة الأنصار لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، في نسف علمي قوي لأباطيل القوم عن الأنصار ونسبة السعي غير السليم لاستلاب الحكم من أيدي إخوانهم المهاجرين.
ولا ينسى الباحث معالجة دسائس الشانئين حول موقف الصحابة من السلطة حيث كان كل منهم يود أن ينهض بها سواه، إدراكاً ورعاً منهم لعظيم مسؤوليتها أمام ربهم، كما عرّج المؤلف على حقيقة موقف علي بن أبي طالب من بيعة أبي بكر، دحضاً لأكاذيب اختلقها الخيال السقيم في فترات لاحقة على أيدي أناس يبغضون الإسلام ويحرصون على هدمه من الداخل.
وحين نقلت الموضوع كان هناك رد وتعليق لاحد الاخوة عليه اعجبني---
أفضل ما كتب عن هذه الفترة الزمنية ( بيعة الصديق ) كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر العربي المالكي
وفعلا اخوتي ---
يا له من كتاب رائع اتمنى ان لا يخلو بيت مسلم محب لله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منه---
لا ريب في أن بيعة المهاجرين والأنصار لأبي بكر الصديق أول خليفة للمسلمين، واقعةٌ قديمة من الناحية الزمنية فقد مضى عليها 1420سنة، لكنه حَدَثٌ حاضرٌ كأنه جرى قبل أيام أو ساعات، وذلك يرجع إلى عاملين حيويين، أولهما: كونه مفصلاً حاسماً كان له أثر عميق في تاريخ الأمة كله، ولاسيما في العصر الذهبي بإنجازاته الحضارية المبهرة. والثاني: ظهور نشاز حقود سعى دائماً إلى تحريف حقائق تلك الحقبة الزاهية في مسيرة التاريخ الإنساني كله. ونعني رواسب المجوسية التي نهش الحقد صدرها على الإسلام الذي محا دولتها الوثنية الجائرة من الوجود، لكنها كانت أجبن من الجهر بخفايا قلوبها العليلة، فاتخذت من التشيع لآل البيت النبوي ستاراً لإخفاء تآمرها على أمة التوحيد، وجعلت من تزوير سيرة أكرم جيل في التاريخ أخبث سبيل لبلوغ أهدافها الدنيئة. ولذلك صب أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي جام غضبهم على الشيخين: أبي بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب.
فإذا غضضنا البصر عن هذا النشاز القبيح، فإن الصديق رضي الله عنه في نظر المسلمين هو خير الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وسيرته عطرة لعدله وتقواه وكريم سجاياه، حتى في منظار المنصفين من غير المسلمين.
غير أن تطور الموروث الصليبي واليهودي في العصر الحديث، وجد ضالته في قمامة التركة المجوسية الكاذبة الخاطئة، فنفشها ونفخها ليوهم المتلقين أن الورم المصطنع علامة صحة.
ونبتت في المسلمين نابتة شاذة في ظل النفسية الانهزامية، تمثلت في أقلام مأجورة أو مبهورة، تتلقف كل ما تلفظه النفسية الغربية الموتورة، متدثرةً بألقاب علمية مزورة، ومختلقةً وجاهة علمية واهية.
من هنا تنبع قيمة البحث الطيب الذي نهض به الدكتور سعد بن موسى الموسى جزاه الله خيراً، بعنوان: بيعة سقيفة بني ساعدة في كتابات المُحْدَثين، ونشرته دار القاسم، في سلسلة الكتيبات الإسلامية. وهو على صغر حجمه ممتاز في غايته وفي محتواه ، كما أنه متمسك بالأمانة العلمية في توثيقه الآراء منسوبة إلى أصحابها من المستشرقين مثل بروكلمان وفيليب حتي وأذياله مثل طه حسين وعبد المنعم ماجد.....
والمؤلف يصرح في مقدمته بالدافع لتأليف رسالته القيّمة، وهو تحريف المستشرقين- ومن سار على دربهم الضال المضل- لتاريخ الإسلام والمسلمين بعامة وبيعة السقيفة بخاصة، وقال متعجباً: (وإنك لتعجب أحياناً من تعسف بعض هؤلاء الكتاب في ليِّهم أعناق النصوص وتحميلها غير ما تحتمل، وإسقاط بعضهم لواقعهم المليء بالمؤامرات والخداع على تاريخ صدر الإسلام والصفوة الأولى من هذه الأمة المصطفاة، مع أنه من المتعارف عليه بين أهل التاريخ أن دراسة فترة معينة من التاريخ يقتضي"والصواب لغوياً: تقتضي" محاولة معرفة طبيعة وروح العصر في تلك الفترة.).
وقد تناول المؤلف الكريم جملة من النقاط ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة ببيعة الأمة للخليفة الراشد الأول، وبخاصة التفسيرات الساقطة التي تبناها غلاة المستشرقين وأتباعهم من المتغربين. ومن تلك النقاط: دراسة البيعة بناء على أحقاد الجاهلية، وادعاء انقسام الصحابة إلى أحزاب متناحرة-ثلاثة أحزاب تارة وأربعة تارة أخرى-، والافتراء على الفتوحات الإسلامية النبيلة والتي بدأت في خلافة أبي بكر وتشويه غاياتها السامية وأحداثها الرائعة...
ويرد الدكتور الموسى على سائر تلك المفتريات بإيراد الروايات الصحيحة لبيعة السقيفة، المطابقة للوقائع الثابتة، والمنسجمة مع نتائجها غير المسبوقة وغير الملحوقة!!
يلي ذلك بيان مكانة الصديق لدى المهاجرين والأنصار على حد سواء، وحديث طيب عن طاعة الأنصار لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، في نسف علمي قوي لأباطيل القوم عن الأنصار ونسبة السعي غير السليم لاستلاب الحكم من أيدي إخوانهم المهاجرين.
ولا ينسى الباحث معالجة دسائس الشانئين حول موقف الصحابة من السلطة حيث كان كل منهم يود أن ينهض بها سواه، إدراكاً ورعاً منهم لعظيم مسؤوليتها أمام ربهم، كما عرّج المؤلف على حقيقة موقف علي بن أبي طالب من بيعة أبي بكر، دحضاً لأكاذيب اختلقها الخيال السقيم في فترات لاحقة على أيدي أناس يبغضون الإسلام ويحرصون على هدمه من الداخل.
وحين نقلت الموضوع كان هناك رد وتعليق لاحد الاخوة عليه اعجبني---
أفضل ما كتب عن هذه الفترة الزمنية ( بيعة الصديق ) كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر العربي المالكي
وفعلا اخوتي ---
يا له من كتاب رائع اتمنى ان لا يخلو بيت مسلم محب لله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منه---