ام حفصه
11 Jul 2011, 04:55 PM
مهند الخليل
http://almoslim.net/files/images/thumb/oun25jan2010_large_280-thumb2.jpg
"الجنرال"اللبناني المتقاعد ميشال عون نموذج فاقع للصليبيين الجدد في العالم العربي.
وهو شخصية مركبة ومعقدة، يبدو عصابياً منفعلاً على الدوام، لا يعرف الحوار ولا العمل السياسي بالمفهوم السائد حيث تسود لغة معقولة مع المخالفين، وحيث يعمد الساسة إلى تغليب التسويات والحلول الوسط والتنازلات المتبادلة، في المسائل غير المبدئية.
ربما يعيد البعض ذلك إلى خلفيته العسكرية، وهذا تعليل مقبول ويغلب على الظن أنه صحيح بعامة.لكن هذا التفسير لا يَثْبُت طويلاً عند تسليط ضوء كافٍ عليه، سواء من خلال عقد المقارنات بين الرجل وأشباهه –الساسة القادمين من رَحِم المؤسسات العسكرية-.
فآيزنهاور وديجول –وتشرشل إلى حد بعيد-من أكثر ساسة العصر الذين ولجوا دنيا السياسة بعد خدمة عسكرية كبيرة، غير أن هؤلاء كانوا صانعي انتصارات لأممهم، فجميعهم من رموز المعسكر الرابح في الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). أما عون فليس في سجله العسكري ما يرفع الرأس، بل إن فيه لطخات مخزية لعل أشدها بشاعة صوره مع قادة صهاينة في فترة الغزو اليهودي للبنان قبل نحو ثلاثين سنة.
والحرب اليتيمة في تاريخ الجنرال المأزوم هي المَهْلَكة التي أوقع جنوده فيها ضد الجيش السوري في لبنان، ثم تركهم لمصيرهم المحتوم وهرب بحماية أمه الرؤوم (فرنسا) ضمن صفقة مخزية، برهنت أمرين، أولهما: نذالة نادرة لقائد يقرر خوض معركة خاسرة لمطامع ذاتية، ثم يفر كالجرذ المذعور تاركاً ضباطه وجنوده لمقتلة أكيدة.والأمر الثاني: أهمية الرجل لدى الفرنجة، الذين يريد منا عون اليوم أن ندخل في سرب المجانين لنصدق مزاعمه عن عروبته وعدائه للاستعمار الغربي والكيان الصهيوني!!
ولذلك يبقى شعور عون بالنقص بسبب هزائمه أفضل تعليل لهياجه وبذاءة لسانه.أما أصحاب الإنجازات فلم يُؤْثَر عنهم شيء من هذه الحماقات والتفاهات.
أفليس مما يثير الضحك لدى الثكلى أن عون الذي يتشدق الآن بالمقاومة والممانعة، هو الذي قاد حرباً ضروساً ضد ما كان يسميه"الاحتلال السوري"للبنان، وهو الذي كان يصف حزب الله بأنه ميلشيا طائفية، بل إنه السياسي اللبناني الوحيد الذي جاهر من قبل بعلاقاته الوطيدة مع اللوبي الصهيوني في أمريكا، ولذلك حضر كشاهد عيان أمام لجان الكونجرس الأمريكي عشية إصدار قانون محاسبة سوريا، وكان من الصقور الذين تبنوا ذلك القانون بشراسة؟
إن عون هو الداعية الأبرز لإقامة حلف للأقليات الدينية في المنطقة ليكون الصمام الرئيس في تحقيق حماية إستراتيجية للكيان الصهيوني على المدى البعيد.وكل تحركاته تصب في هذا السياق.وهذا ما يفسر هجومه الوقح الصريح على أهل السنة بملء فيه.
وفي هذا النطاق، لم يَسْلَم من سفهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في أثناء الزيارة المهمة التي قام بها الأخير إلى لبنان.
فعون الحاقد على الإسلام والمسلمين فقط، أيّد بصفاقة مظاهرة الأقلية الأرمنية ضد الزيارة، وتهجم بجنونه المألوف على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الذي لم يقمع المظاهرة وإنما منع المتظاهرين من النزول إلى ساحة معينة يمر فيها موكب الضيف ومضيفيه لأسباب أمنية محضة!!ولو أن أهل السنة-وعددهم يقرب من ثلث سكان البلاد الصلاء-لو أنهم تظاهروا ضد زيارة أحمدي نجاد للبنان لشنّ عون عليهم جملة تتهمهم بتأييد الأمبريالية-ما دام الجنرال قد أصبح وكيل نصر الله في الجهر بالبذاءات التي لا يجرؤ الحزب عليها-!!علماً بأن نجاد رئيس نظام يفتك بمخالفيه في حين أن أردوجان جاء بانتخابات لا يستطيع عاقل في الدنيا أن يرميها بشطر كلمة.
ومن المثير للاهتمام أن حليف عون الأكبر في لبنان استبق الزيارة بتسريبات لصحيفة الديار مفادها أن التسوية في لبنان تعني عدم معرفة من اغتال الحريري إلى الأبد فهل دماء الأرمن المزعومة قبل 100سنة –قبل ولادة رئيس الحكومة التركية بعشرات السنين-هل هي أهم من دم رمز لبناني كبير تمت تصفيته جهاراً؟
ومن أكبر المفارقات أنه في اليوم ذاته كتب التغريبي عبد الرحمن الراشد ضد أردوجان فكيف يلتقي ضد هذا العملاق كل من: طهران وتل أبيب وعون والراشد؟!
أليس مثيراً للريبة أن أردوجان إذا تصرف ضد الصهاينة بحزم ولكن سياسي هاجمه الراشد بحجة أنه ليس لديه سوى الكلام ولو تصرف بقوة عسكرية لقال هذا معتوه؟
وهل الراشد يريد منه حقاً أن يهاجم اليهود عسكرياً أم أن أي إسلامي ولو كان في اعتدال أردوجان مرفوض عند التغريبيين ما دام سادتهم الصهاينة يمقتونه؟
وبالمناسبة فالتغريبيون أعضاء فاعلون في حلف الأقليات لأنهم يشعرون بمرارة الهزيمة المزمنة لهم بالرغم من تسلطهم القسري على السلطة والاقتصاد والإعلام والجيوش والاستخبارات في معظم ديار العرب!!
وها هو عون يستغل تفجير كنيسة بمدينة الإسكندرية ليفتري الكذب على مصر وشعبها ورئيسها، فيدعي أن نصاراها مظلومون، مع أن العكس هو الحقيقة الثابتة للعيان، حتى إنها أخذت تستفز جمهور المصريين البسطاء!!
والمذهل أن عون يستشهد لأكاذيبه بتقرير الحريات الدينية الأمريكي، وربما نسي هذا المأفون أنه اليوم من أدعياء العداء المطلق لأمريكا وسياستها في المنطقة!!
http://almoslim.net/files/images/thumb/oun25jan2010_large_280-thumb2.jpg
"الجنرال"اللبناني المتقاعد ميشال عون نموذج فاقع للصليبيين الجدد في العالم العربي.
وهو شخصية مركبة ومعقدة، يبدو عصابياً منفعلاً على الدوام، لا يعرف الحوار ولا العمل السياسي بالمفهوم السائد حيث تسود لغة معقولة مع المخالفين، وحيث يعمد الساسة إلى تغليب التسويات والحلول الوسط والتنازلات المتبادلة، في المسائل غير المبدئية.
ربما يعيد البعض ذلك إلى خلفيته العسكرية، وهذا تعليل مقبول ويغلب على الظن أنه صحيح بعامة.لكن هذا التفسير لا يَثْبُت طويلاً عند تسليط ضوء كافٍ عليه، سواء من خلال عقد المقارنات بين الرجل وأشباهه –الساسة القادمين من رَحِم المؤسسات العسكرية-.
فآيزنهاور وديجول –وتشرشل إلى حد بعيد-من أكثر ساسة العصر الذين ولجوا دنيا السياسة بعد خدمة عسكرية كبيرة، غير أن هؤلاء كانوا صانعي انتصارات لأممهم، فجميعهم من رموز المعسكر الرابح في الحرب العالمية الثانية (1939-1945م). أما عون فليس في سجله العسكري ما يرفع الرأس، بل إن فيه لطخات مخزية لعل أشدها بشاعة صوره مع قادة صهاينة في فترة الغزو اليهودي للبنان قبل نحو ثلاثين سنة.
والحرب اليتيمة في تاريخ الجنرال المأزوم هي المَهْلَكة التي أوقع جنوده فيها ضد الجيش السوري في لبنان، ثم تركهم لمصيرهم المحتوم وهرب بحماية أمه الرؤوم (فرنسا) ضمن صفقة مخزية، برهنت أمرين، أولهما: نذالة نادرة لقائد يقرر خوض معركة خاسرة لمطامع ذاتية، ثم يفر كالجرذ المذعور تاركاً ضباطه وجنوده لمقتلة أكيدة.والأمر الثاني: أهمية الرجل لدى الفرنجة، الذين يريد منا عون اليوم أن ندخل في سرب المجانين لنصدق مزاعمه عن عروبته وعدائه للاستعمار الغربي والكيان الصهيوني!!
ولذلك يبقى شعور عون بالنقص بسبب هزائمه أفضل تعليل لهياجه وبذاءة لسانه.أما أصحاب الإنجازات فلم يُؤْثَر عنهم شيء من هذه الحماقات والتفاهات.
أفليس مما يثير الضحك لدى الثكلى أن عون الذي يتشدق الآن بالمقاومة والممانعة، هو الذي قاد حرباً ضروساً ضد ما كان يسميه"الاحتلال السوري"للبنان، وهو الذي كان يصف حزب الله بأنه ميلشيا طائفية، بل إنه السياسي اللبناني الوحيد الذي جاهر من قبل بعلاقاته الوطيدة مع اللوبي الصهيوني في أمريكا، ولذلك حضر كشاهد عيان أمام لجان الكونجرس الأمريكي عشية إصدار قانون محاسبة سوريا، وكان من الصقور الذين تبنوا ذلك القانون بشراسة؟
إن عون هو الداعية الأبرز لإقامة حلف للأقليات الدينية في المنطقة ليكون الصمام الرئيس في تحقيق حماية إستراتيجية للكيان الصهيوني على المدى البعيد.وكل تحركاته تصب في هذا السياق.وهذا ما يفسر هجومه الوقح الصريح على أهل السنة بملء فيه.
وفي هذا النطاق، لم يَسْلَم من سفهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في أثناء الزيارة المهمة التي قام بها الأخير إلى لبنان.
فعون الحاقد على الإسلام والمسلمين فقط، أيّد بصفاقة مظاهرة الأقلية الأرمنية ضد الزيارة، وتهجم بجنونه المألوف على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الذي لم يقمع المظاهرة وإنما منع المتظاهرين من النزول إلى ساحة معينة يمر فيها موكب الضيف ومضيفيه لأسباب أمنية محضة!!ولو أن أهل السنة-وعددهم يقرب من ثلث سكان البلاد الصلاء-لو أنهم تظاهروا ضد زيارة أحمدي نجاد للبنان لشنّ عون عليهم جملة تتهمهم بتأييد الأمبريالية-ما دام الجنرال قد أصبح وكيل نصر الله في الجهر بالبذاءات التي لا يجرؤ الحزب عليها-!!علماً بأن نجاد رئيس نظام يفتك بمخالفيه في حين أن أردوجان جاء بانتخابات لا يستطيع عاقل في الدنيا أن يرميها بشطر كلمة.
ومن المثير للاهتمام أن حليف عون الأكبر في لبنان استبق الزيارة بتسريبات لصحيفة الديار مفادها أن التسوية في لبنان تعني عدم معرفة من اغتال الحريري إلى الأبد فهل دماء الأرمن المزعومة قبل 100سنة –قبل ولادة رئيس الحكومة التركية بعشرات السنين-هل هي أهم من دم رمز لبناني كبير تمت تصفيته جهاراً؟
ومن أكبر المفارقات أنه في اليوم ذاته كتب التغريبي عبد الرحمن الراشد ضد أردوجان فكيف يلتقي ضد هذا العملاق كل من: طهران وتل أبيب وعون والراشد؟!
أليس مثيراً للريبة أن أردوجان إذا تصرف ضد الصهاينة بحزم ولكن سياسي هاجمه الراشد بحجة أنه ليس لديه سوى الكلام ولو تصرف بقوة عسكرية لقال هذا معتوه؟
وهل الراشد يريد منه حقاً أن يهاجم اليهود عسكرياً أم أن أي إسلامي ولو كان في اعتدال أردوجان مرفوض عند التغريبيين ما دام سادتهم الصهاينة يمقتونه؟
وبالمناسبة فالتغريبيون أعضاء فاعلون في حلف الأقليات لأنهم يشعرون بمرارة الهزيمة المزمنة لهم بالرغم من تسلطهم القسري على السلطة والاقتصاد والإعلام والجيوش والاستخبارات في معظم ديار العرب!!
وها هو عون يستغل تفجير كنيسة بمدينة الإسكندرية ليفتري الكذب على مصر وشعبها ورئيسها، فيدعي أن نصاراها مظلومون، مع أن العكس هو الحقيقة الثابتة للعيان، حتى إنها أخذت تستفز جمهور المصريين البسطاء!!
والمذهل أن عون يستشهد لأكاذيبه بتقرير الحريات الدينية الأمريكي، وربما نسي هذا المأفون أنه اليوم من أدعياء العداء المطلق لأمريكا وسياستها في المنطقة!!