ام حفصه
20 Jul 2011, 02:06 PM
إِنَّ الرَّوَافِضَ شَرُّ مَنْ وطِئَ الْحَصَى !!!
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:102].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء:1].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وكلّ ضَلاَلةٍ في النّارِ .
أمّا بعدُ :
يُسْعِدُنِي وَيُشَرِّفُنِي (( إِخْوَانِي الْقُرّاء )) أَنْ أَكْتُبَ لَكُم الْيَوْمَ عَنْ فِرْقَةٍ مِنْ فِرَقِ الضَّلاَلِ وَمَذْهَبٍ مِنْ مَذَاهِبِ الإِنْحِرَافِ ... هَذِهِ الْفِرْقَةُ مَرَقَتْ مِنْ دِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، تَنْتَسِبُ زُوراً وبُهْتَاتاً لِدِينِ الْفِطْرَةِ دِينِ الإِسْلاَمِ وَ التَّوْحِيدِ والْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَة الصّافيَةِ ..
كُلٌّ يَدّعِي وَصْلاً بِلَيْلَى وَلَيْلَى لاَ تُقِرُّ لَهُم بِذَاكَ
دِينُهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ دينُ الْمَجُوسِ وَدِينُ الْكَذِبِ وَالتَّحْرِيفِ وَدينُ عِبَادَةِ الْقُبُورِ والْقِبَابِ الّتِي بُنِيَّتْ علَى الْجُثَثِ الْنَّجِسَةِ وعِظَامِ أوْلِيَاءِهم الطَّوَاغِيتِ !! إِنَّهَا الشِّيعَةُ الرَّوَافِض (( رَفَضَهُم اللهُ )) ، واِسْمُ الشِّيعَةِ الرَّوافِضِ أصْبحَ عُنْوَاناً بَارِزاً لِلْخِيَانَةِ وَالْغَدْرِ وَالْكَذِبِ والْحِقْدِ والتَّقيّةِ وعِبَادَةِ غيْرِ اللهِ وَمَا إِلَى ذلِكَ منَ الْمُواصَفَاتِ الْقَبيحَةِ الّتِي لاَ تَمُتُّ لِلإِنْسَانِيةِ بِصِلَةٍ فَضْلاً عَنْ الإسْلاَمِ والإيمَانِ وَالإحْسَانِ :
أَلمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ ... إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا
وَالشِّيعَةُ الرَّوَافِضُ هُمْ شَرُّ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ وَأَخْبَثهُمْ وَأَكْذَبُهُمْ ...أَكَّدَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ اْلأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ ، وَشُهْرَة أَقَاوِيلِهِمْ فِي ذَلِكَ تكْفِي عَنْ حَشْدِهَا وَحِكَايَتِهَا ..وَلْنَكْتَفي ببعضِ أقوالِ شيخ الإسلام في هذه العُجالةِ ...
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الْحَليم بنِ تَيْمِيَّةَ ((رَحِمَهُ اللهُ)) : " وَلِهَذَا كَانُوا أَكْذَبَ فِرَقِ الأُمَّةِ ، فَلَيْسَ فِي الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ أَكْثَرَ كَذِبًاً وَلاَ أكْثَرَ تَصْدِيقًاً لِلْكَذِبِ ، وَتَكْذِيبًاً لِلْصِّدْقِ مِنْهُمْ..) ا هـ.[ الفتاوى (28/479)] .
وَقَالَ أَيْضاً : " وَقْدْ رَأَيْنَا فِي كُتِبِهِمْ مِنَ اْلكَذِبِ وَالافْتِرَاءِ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصحَابَتِهِ ، وَقَرَابَتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْنَا مِنَ الْكَذِبِ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ." أهـ .[ الفتاوى (28/481)] .
وَيَقُول : " لَيْسَ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الإِسْلاَمِ مَعَ بِدْعَةِ وَضَلاَلٍ ، َشرٌّ مِنْهُم ، لاَ أَجْهَلَ وَلاَ أَكْذَبَ وَلاَ أَظْلَمَ وَلاَ أَقْرَبَ إِلَى الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصِيَانِ وَأَبْعَدَ عَنْ حَقَائِقِ الإِيمَانِ مِنْهُمْ ، وَهَؤُلاَءِ الرَّافِضَة إِمَّا مُنَافِقٌ أَوْ جَاهِلٌ ، فَلاَ يَكُونُ رَافِضِيٌّ وَلاَ جَهْمِيٌّ إِلاَّ مُنَافِقًاً أوْ جَاهِلاً بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" . اهـ[(منهاج السّنة : 5/160 – 161)]
وَيْكِفي أَهْل الرَّفْضِ خِزْياً وَسُوءًا أَنَّهُمْ مَا دَاهَمَ عَدٌو دَارَ الإِسْلاَمِ قَطّ ، إِلاَّ وَتَحَالَفُوا مَعَهُ عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ ، يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ التَّارِيخُ الْقَدِيمُ وَالْحَدِيثُ ، بَدْءًا مِنْ ابْنِ الْعَلْقَمِي الرَّافِضِي الَّذِي أَعَانَ التَّتَارَ عَلَى هَدْمِ الْخِلاَفَةِ فِي بَغْدَادَ ، وَمِثْله نَصيرُ الدِّينِ بَلْ نَصِيرُ الشِّرْكِ الطّوسِي (( قَبّحهُم اللهُ جَميعاً )) ... وَفِي هَذَا العَصْرِ تَحَالُفات التَّيَار الصَّدْرِي وَحِزْبُ الشّيطَان اللبناني مَعَ رُعَاةِ الْبَقَرِ الأمْريكان الصَّلِيِبيينَ لاَ يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَقَلُّ إلْمَامِ بِواقِعِ الأُمَّةِ ...
وَخِيانَةُ الرَّوَافِضِ لأَهْلِ السُّنَّةِ وَاصْطِفَافُهُمْ جَنْبَ أَعْدَائِهِمْ وَمُظَاهَرَتِهِمْ عَلَيهمْ ، أَمْرٌ مَشْهُورٌ تَارِيخِيًا لاَ يَسْتَطِيعُ الرَّوَافِضُ أَنْفُسُهُمْ دَفْعَهُ وَالْجِدَالَ فَيهِ ، وَلِمَاذَا يَدْفَعُونَهُ وَهُمْ يُفَاخِرُونَ بِهِ ..كَما يَقُولُ عِصَامُ الْبَرْقَاوي .
وَارْجِعْ إِنْ شِئْتَ إِلَى كِتَابِ (الْحُكُومَةِ الإِسْلاَمِيَةِ )وَتَأَمَّلْ مَدْحَ الْمَلْعُونِ الْخُمَيْنِي الْكَافِرِ فِي [ ص128 ] لِنُصير الشِّرْكِ الطّوسِي، وَتَحسُّرِهِ عَلَى افْتِقَادِهِ حَيْثُ يَقُولُ : (ويشعرُ النّاسُ بالخسَارةِ !! بِفُقْدَانِ الْخَوَاجَةِ نصير الدّينِ الطُّوسِي وغيرِه مِمَّنْ قَدَّمُوا الْخدَماتِ الْجَلِيلةِلِلإِسْلاَمِ !!) .
والطّوسي هذا هو الذي قال عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/287) : ( ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة، النصير الطوسي، وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة، والقضاة، والفقهاء، والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين، والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والرُّبط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرب جل جلاله ) اهـ.
أرأيت ؟؟ فهذه هي الخدمات الجليلة التي يمتدحه الخميني عليها!!
وهي إذن الخدمات الجليلة التي يتمنونها للإسلام والمسلمين ويتطلعون إليها في كل زمان!! ولذلك يمارس مجرموهم في العراق وأفغانستان وإيران مع أهل السنة أمثال هذه الخدمات !!
يَقُولُ الشَّيخُ أبو بَصير : والمشكلة تتفاقمُ أكثرُ عندما تتواجدُ لهذه الطَّائفة المارقةِ الحاقدةِ القوة والشوكة، والدولة التي تركن إليها.. وترعاها.. وتعمل على نشر باطلها وشركها.. كما هو الحال في هذا الزمان!
وهي تتفاقمُ أكثر وأكثر عندما يتواجد من مغفلي أهل الإسلام من ينخدع ببعض مظاهر وشعارات القوم.. فيظهرهم للأمة على أنهم مسلمون من أهل القبلة.. وأنهم مذهب خامس إضافة للمذاهب الأربعة المعروفة عند أهل السنة.. لا بد من الاعتراف به كجزء من الفقه الإسلامي.. والخلاف بيننا وبينهم هو مجرد خلاف فقهي كالخلاف فيما بين المذاهب الأربعة المعروفة عند أهل السنة.. لا يمنع من الالتقاء والتوحد معهم !
فيعم - بسبب ذلك كله - الجهل، واللغط، والتشويش.. وتكثر أسئلة الناس.. عن حقيقة هؤلاء القوم.. وعن دينهم.. وعن حكم الشرع فيهم : هل هم مسلمون حقاً.. ومن أهل القبلة.. أم أنهم مشركون مرتدون.. خارجون عن الإسلام.. وهل هم مع الأمة أم ضدها.. ثم كيف ينبغي التعامل معهم ؟؟
وَاعلمْ أيها الـمُوفّقُ- جنّبكَ اللهُ الشُّبْهةَ ، وعَصَمَكَ منَ الحَيْرةِ ، وَجَعَلَ بَيْنَكَ وبيْنَ المعْرِفَةِ سَبَباً ، وبينَ الصِّدْقِ نَسَباً ، وَحَبّبَ إليْكَ التثبُّتَ ، وَزَيَّنَ في عَيْنكَ الإنْصَافَ ، وأذاقَكَ حَلاوةَ التّقْوى ، وأشعَرَ قلْبَكَ عِزّ الحقِّ ، وَأوْدعَ صدْرَكَ بَرْدَ اليَقِين وَطردَ عَنْكَ الياْسَ ، وعرّفك ما في الباطلِ منَ الذِّلة ، وما في الجهْلِ منَ القِلّة – أَنَّ الشِّيعَةَ الرّوافضَ لهُمْ أَفْكَارٌ وَمُعْتَقَدات خَبِيثةٌ سَنأْتِي عَلَى ذِكْرِ بَعْضِهَا في هَذِه العُجَالَة لِيَحْذَرَهُم من كَانَ ولاَزالَ ومَافتِئَ يُحْسِنُ بِهم الظّنَ .... قَالَ الشّاعِرُ وهو جرير :
وقَالَ النََّاسُ : ضَلَّ ضّلاَلُ تَيْمٍ ... َلَمْ يَــكُ فِيهِمُ رجُلٌ رَشِيدُ
وإليك رؤوسُ المُقيدات فيها ، لتناجيك بما فيها ، وهذا أوانُها ...فدونكَ يا من لم تذهب ببصرِ بصيرته أقولُ الرِّجال ، ولا تدنّست فطرةُ عِرفانه بالقيل والقال حقائق تميطُ الأذى عن الطّريق ، طالما غفلَ عنها أناس وتغافلَ عنها آخرون ... (( فالآن عليْنا البيان بألفاظ مقْدودةٌ على قُدودها بلا طول ، ولا قصر ، وعلينا وعليك الإنصاف بلا وَكْس ولا شَطَطٍ . )) اهـ [ تصنيف النّاس بين الظن واليقين ص 7 ]
1- الإمَامَةُ .
2- العِصْمةُ
3- العلمُ اللَّدني
4- خَوارِقُ العَادات
5- الغَيْبَةِ
6- الرِّجْعةُ
7- التّقيةُ
8- المُتعةُ
9- البَرَاءَةُ من الصّحابة
10- الْمُغَالاَة
11- عيد غَدير خم
12 – مُصحف فاطمة
تلك عشرةٌ كاملةٌ .. أهديهَا لمحبِّ النصح ، وعاشقِ الفضيلة وطلاّبِ الحقيقةِ ، : (إنْ أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
وهاكَ تفصيلَها باختِصَار : قال العلاّمةُ بكرُ أبو زيد -رحمه الله - ((والبادئُ أظلمُ ، فلابد أنْ يَحْمِلَ أَهلُ السنة في أناملهم أقلامَ النّصرة لها بكلمة حقٍّ يخِرُّ لها الباطِلُ صاعقاً . ومن جرّ أذيالَ النّاسِ بباطل جرّوا ذيله بحقّ)) . [براءة أهل السنة ص 10] بتصرف يسير جدا .
1 ) الإمَامةُ : وتَكُونُ بِالنَّصِّ ، إذْ يَجِبُ أَنْ يَنُصَّ الإمَامُ السَّابِقُ عَلَى الإمَامِ اللاّحقِ بِالعَينِ لاَ بِالْوَصْفِ ، وَأنَّ الإمَامَةَ مِنَ الأُمُورِ الْمُهمّة الّتِي لاَ يَجُوزُ أنْ يُفَارِقَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وَسَلّم الأمّةَ ويتركهَا هَملاً يرَى كلُّ واحد منهم رَأياً ، بلْ يَجِبُ أنْ يُعيّنَ شَخْصاً هوَ المرجوعُ إليه والْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ .
ُقلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ ومنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصمُّ وَمَا أُذْنِي بِصَمَّاءِ
2 ) الْعِصْمَةُ : أَئِمّةُ أَهْلِ الْبَيْتِ الاثْنَا عَشَر مَعْصُومُونَ فِي زَعْمِهِم عَن الْخَطَأِ والنِّسْيَان ، وَعنْ اقْتِرَافِ الْكَبَائِرِ والصّغَائِرِ .
إنَّ الزّرَازِيرَ لَمّا قَامَ قَائِمُهَا ... تَوهَّمَت أنّها صَارتْ شَوَاهِينا
3 ) الْعِلْمُ اللّدنّي : كُلُّ إِمَامٍ منَ الأئِمّةِ أُودِعَ العِلْمَ منْ لَدُن الرَّسُولِ صلّى اللهُ عليه وَسَلّم ، بِمَا يُكَمِّلُ الشَّريعَةَ ، وَهُوَ يَمْلِكُ عِلْماً لَدُنِيًّا ، وَلاَ يُوجَدُ بَيْنَهُ وَبيْنَ النّبيَّ منْ فَرْقٍ سِوى أنّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ ، وَقَدْ اسْتَوْدَعَهُمْ رَسُولُ الله صلّى اللهُ عليه وَسَلّم أَسْرَارَ الشّريعَةِ لِيُبَيّنُوا للنّاسِ مَا يَقْتَضِيهِ زَمَانُهم :
أبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذا أَبِنْ لِي ... أَمْ بِجَهْلٍ والْجَهْلُ خُلْقُ السّفِيهِ
4 ) خَوَارِقُ الْعَادَاتِ : يَجُوزُ أَنْ تَجْرِي هَذِهِ الْخَوَرِقُ عَلَى يَدِ الإِمَامِ ، وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ مُعْجِزَةً ، وَإذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَصٌّ عَلَى إِمَامٍ منَ الإمَامِ السَّابِقِ عَلَيْهِ وَجَبَ أنْ يَكُونَ إثْبَات الإمَامة فِي هذِه الْحَالة بالخَارِقَة :
فإنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبةٌ ... وإنْ كُنْتَ تَدْرِي فالْمُصِيبةُ أعْظَمُ
5 ) الْغَيْبَةُ : يَرَوْنَ أَنَّ الزَّمَانَ لاَ يَخْلُو مِن حُجَّةٍ للهِ عَقْلاً وَشَرْعاً ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ أنَّ الإِمَامَ الثّاني عَشر قَدْ غَابَ فِي سِرْدَابِهِ ، كمَا زَعَمُوا ، وأنّ لَهُ غَيبَةٌ صُغْرَى وغَيْبَةٌ كُبْرَى ، وهَذَا مِن أسَاطِيرِهم .
هَذِي الشَّقَاشِقُ وَالْمَخَارِفُ والْهَوَى ... والْمَذْهَبُ الْمُسْتَحْدَثُ الشَّيْطَانِي
6 ) الرِّجْعَةُ : يَعْتَقِدُونَ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ الْحَسَن الْعَسْكَرِي سَيَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَمَا يَأْذَنُ اللهُ لهُ بالْخُرُوجِ ، وَكَانَ بَعْضُهم يَقِفُونَ بَعْدَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ بِبَابِ السِّرْدَابِ ، وقدْ قدمُوا مَرْكَباً ، فَيَهْتِفُونَ بِاسْمِهِ ، وَيَدعُونَهُ للْخُرُوجِ ، حَتّى تَشْتَبِكَ النّجُومُ ، ثُمّ يَنْصَرِفُون وَيُرْجِئُونَ الأمْرَ إلَى الليلة التّاليةِ . وَيَقُولُونَ بِأَنّهُ حِينَ عَوْدَتِهِ سَيَمْلأُ الأرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَت جُوراً وَظُلْماً ، وسَيَقْتَصُّ منْ خُصُوم الشِّيعة عَلَى مَدار التّاريخ ، ولَقَدْ قَالَت الإمَامية قَاطِبةً بالرّجعة ، وَقَالَت بَعْضُ فِرَقِهم الاخْرَى بِرِجْعَةِ بَعْضِ الامْوات .
وَمِنَ الْبَلِيةِ عَذْلُ منْ لاَ يَرْعَوِي ... عَنْ جَهْلِهِ وَخِطَابُ منْ لاَ يَفْهَمُ
7 ) التّقيةُ : وَهُم يَعُدُّونَهَا أصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ، ومَنْ تَرَكَهَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ منْ تَرَك الصّلاة ، وَهيَ واجِبَةٌ لاَ يَجُوزُ رَفْعُهَا حَتّى يَخْرُجَ الْقَائِمُ ، فَمنْ تَرَكَهَا قَبْلَ خُرُوجِهِ فَقَدْ خَرَجَ عَنْ دِينِ الله وعن دينِ الإمَاميةِ ، كَما يَسْتَدِلُّونَ على ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " إلاّ أنْ تَتّقُوا منهم تُقَاة " ، ويَنْسبونَ إِلَى أبِي جَعفَر الإمَامِ الخَامسِ قَوْلَه : " التّقِيَةُ دِينِي ودينُ أَبَاِئي ولاَ إيمَانَ لِمن لاَ تَقيةَ لهُ " .وَهُمْ يَتَوَسَّعُونَ فِي مَفْهُومِ التَّقيةِ إلَى حدٍّ كبيرٍ .
إذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَت ظُنُونُهُ .... وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنء تَوَهُّمِ
8 ) الْمُتْعَةُ : يَرَوْنَ بِأنَّ مُتْعَةَ النِّسَاءِ خَيْرُ الْعَاداتِ وَأفْضَلُ الْقُرُبَات ، مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بقَوْلِهِ تَعَالَى : " فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فئَاتُوهنّ أجورَهُنَّ فَريضَةً " ، وقد حَرّمَ الإسْلاَمُ هَذَا الزّواجَ الّذِي تُشْتَرَطُ فِيهِ مُدّةٌ محدُودة ، بيْنَمَا يَشْتَرِطُ مُعْظَمُ أهْلِ السّنّةِ وُجُوبَ اسْتِحْضَار نيّةِ التّأْبِِيدِ ، ولِزَواجِ المُتْعَةِ أثَارٌ سِلْبيةٌ كثِيرَةٌ عَلَى الْمُجْتَمعِ تُبَرّرُ تَحْريمَهُ ..:
فكان مَا كَانَ مِمَّا لَسْتُ أَذْكُرهُ ....فَظُنَّ شَرًّا ولا تَسْأَلْ عنِ الْخَبَرِ
9 ) البَرَاءَةُ : إِنَّهُم يَتَبَرَّؤُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ الثَّلاَثَةِ أبِي بَكرْ وعُمَرَ وَعُثْمَانَ ويَنْعَتُونَهُم بِأقْبَحِ الصِّفاتِ ،
لأنّهُمْ – كما يَزْعُمُونَ – اغْتَصَبُوا لَهُم الْخِلافَةَ دُونَ علي الّذِي هوَ أحقُّ بهَا منْهُم ، كَما يَبْدَؤُونَ بِلَعْنِ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ بَدَلَ التَّسْمِيةِ فِي كُلِّ أمْرٍ ذِي بالٍ ، وَهُمْ يَنَالُونَ كَذَلِكَ مِنْ كَثيرٍ منَ الصّحابَةِ بِاللّعنِ ، ولاَ يَتَوَرّعُونَ عنِ النَّيْلِ مِن أمّ الْمُؤْمِنين عَائِشَة رضي الله عنها .قال الإمامُ الذّهبي ((رحمهُ الله ))في ترجمة علي بن الفضيل بن عياض[سير أعلام النبلاء ج 6 ص 249 ] :قلتُ : (( إذا كانَ مِثْلُ كُبَراء السّابقين الأوّلين قدْ تَكَلَّمَ فيهم الرّوافضُ والخوارجُ ، ومثلُ الفُضيل يُتكلّمُ فيه ، فمن الذي يسلمُ من ألسنة النّاس ، لكن إذا ثبتتْ إمامةُ الرّجل وفضْلُه ، لم يَضُرَّهُ ما قيلَ فيه ، وإنّما الكلامُ في العُلماء مُفتقِرٌ إلى وزنٍ بالعَدْل والوَرَع .))
قال شيخُ الإسلام أحمدُ بن عبد الحليم [منهاج السنة النبوية ج 4 ص337 تحقيق محمد رشاد سالم .] :
(( والكلامُ في النّاسِ يجبُ أن يكونَ بعِلْمٍ وعَدْلٍ لا بجهلٍ وظُلمٍ كحال ِ أهل البدع ))
قال ساكن المعرّة لله درّه كما في ديوانه سقط الزّند ص 194. 195 :
إذا وصفَ الطّائي بالبُخْلِ مادرٌ ... وعيّرَ قُسًّــا بالفَهَاهة بَاقِــلُ
وقال السُّهى للشّمسِ أنتِ خَفيّةٌ ... وقالَ الدُّجى : يا صُبحُ لَونُك حائِلُ
وطاولت الأرضُ السّماءَ سفاهةً ... وفاخرت الشُّهبَ الحصى والجنادِلُ
فيا موتُ زرْ إنّ الحياةَ ذمــيمةٌ ... ويا نفسُ جِدِّي إنّ دهرَك هـازلُ
10 ) الْمُغَالاَة : بَعْضُهُم غَالَى فِي شَخْصِيّةِ علِي(رضِي الله عنهُ )) ، وَالْمُغَالُونَ منَ الشِّيعَةِ رَفَعُوهُ إِلَى مَرْتَبَةِ الأُلُوهِيّةِ كَالسَّبَئِيةِ لعنَهُم الله .وَبَعْضُهُم قَالُوا بِأنَّ جِبْرِيلَ قَدْ أخْطَأَ فِي الرِّسَالَةِ فَنَزَلَ عَلَى مُحَمّد صَلّى اللهُ عليه وسلّمَ ، بَدَلاً مِنْ أنْ يَنْزِلَ علَى عَلِي ، لأنّ علياًّ يُشْبِهُ النّبِيَّ كَما يُشْبِهُ الْغُرابُ الْغُرابَ ولِذَلِكَ سُمُّوا بالغُرابيةِ .
وَمَا لَكَ فِي مَا تَدّعِي أيُّ حُجَّةٍ ... وأنتَ إِذَن عَيْرٌ بِأذْنٍ طَويلَةِ
العيْرُ : هو الحِمارُ !!
11 ) عيد غدير خم : وَهُوَ عِيدٌ لَهُم يُصَادِفُ الْيَوْمَ الثّامِنَ عَشَر مِن شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَيُفَضِّلُونَهُ عَلَى عِيدَي الأضْحَى والْفِطْرِ وَيُسَمُّونَهُ بِالْعِيدِ الأكْبَرِ ، وَصِيامُ هذَا اليوم عِنْدَهُم سُنّةٌ مُؤَكّدَةٌ ،
وَهوَ الْيَومُ الّذِي يَدَّعُونَ فِيهِ بِأنَّ النبيَّ قَدْ أوْصَى فِيه بِالْخِلاَفَةِ لِعَلي من بَعْدِه .
وَيُعَظِّمُونَ عِيدَ النِّيرُوز وَهُوَ مِن أعْيَادِ الْفُرسِ ، وبَعْضُهم يَقُولُ : غُسْلُ يوم النّيروز سُنّةٌ .
12 ) مُصحف فاطمة : يَعْتَقِدُونَ بِوُجُودِ مُصْحَف لَدَيْهم اسْمُهُ مُصحَفُ فاطِمة . وَيَرْوِي الْكُلِيني فِي كِتَابِه الكَافِي صفحة 57 عن جعفر الصّادق : " إنّ عندَنَا لمُصْحَفُ فاطمة عليْهَا السَّلام ، قال : قُلْتُ : ومَا مُصْحَفُ فاطِمة ؟ قَالَ : مُصْحَفٌ فِيه مثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلاثَ مَرَّات ، وَاللهِ مَا فِيهِ حَرفٌ واحِدٌ مِنْ قُرْآنِكُم .
خُلاَصَةُ القَولِ :
انْعَكَسَتْ فِي التّشَيُّعِ مُعْتَقَدات الْفُرسِ الّذِين يَدِينونَ لَهم بالمُلكِ والوراثة ، وقَدْ سَاهَمَ الْفُرْسُ فِيهِ ليَنْتَقِمُوا مِنَ الإسْلامِ – الّذِي كَسَرَ شَوْكَتهُم – بباسْمِ الإسْلام ذَاتِهِ .
واسْتَمَدّ التّشَيُّعُ أفْكَارَهُ منَ الْيَهُودِيةِ الّتِي تَحْمِلُ بَصَمَاتٍ وثَنية أشورية وبَابِلية .
أقْوَالُهُم فِي علي بنِ أبِي طالب وَفي الأئِمّةِ من آلِ الْبَيْتِ تَلْتَقِي معَ أقْوَالِ النّصَارَى فِي عيسَى عَلَيْه السّلام ، ولَقَد شَابَهُوهم في كثْرَةِ الأعياد وكَثْرَةِ الصّور واخْتِلاقِ خَوارِق الْعَادات وإسْنادِها إلَى الأئمة .
تَنْتَشِرُ فِرْقَةُ الاثْني عشَرية مِنَ الإمَامِيةِ الشّيعيةِ الآنَ فِي الدّولَة الخَبيثَة إيران وتَتَرَكّزُ فِيهَا ، ومِنْهُم عددٌ كَبيرٌ فِي الْعِراقِ ، وَيْمْتَدُّ وجُودُهم إِلَى الباكِسْتَان كما أنّ لَهُم طَائِفَةٌ في لبْنَانَ ، أمّا فِي سُوريا فَهُنَاكَ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ منهُم لَكِنَّهُم عَلَى صِلَةٍ وَثِيقَةٍ بالنُّصَيْريةِ الّذِينَ هُم غُلاةُ الشّيعة . كما في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب .
وأخِيراً :
رحمَ اللهُ تعالى ابنَ القيم إذ يقول:
(فيا أيها القارئ له، لك غنمه وعلى مؤلفه غرمه. لك ثمرته وعليه تبعته. فما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله ولا تلتفت إلى قائله. بل انظر إلى ما قال لا إلى من قال. وقد ذم الله تعالى من يرد الحق إذا جاء به من يبغضه، ويقبله إذا قاله من يحبه، فهذا خلق الأمة الغضبية. قال بعض الصحابة: اقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضا، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيبا، وما وجدت فيه من خطأ، فإن صاحبه لم يأل جهد إصابته، ويأبى الله إلا أن يتفرد بالكمال. ولكن من عُدّت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته، وعلى المتكلم أن يكون مصدر كلامه من العلم بالحق. وغايته النصيحة لله، ولكتابه ولرسوله ولإخوانه المسلمين. فإن جعل الحق تبعا للهوى، فسد القلب والعمل والحال والطريق، قال تعالى: "لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن" اهـ كتاب مدارج السالكين وكتاب مفتاح دار السعادة)) .
والله المستعان.
للامانه منقول---
إنِ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران:102].
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء:1].
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وكلّ ضَلاَلةٍ في النّارِ .
أمّا بعدُ :
يُسْعِدُنِي وَيُشَرِّفُنِي (( إِخْوَانِي الْقُرّاء )) أَنْ أَكْتُبَ لَكُم الْيَوْمَ عَنْ فِرْقَةٍ مِنْ فِرَقِ الضَّلاَلِ وَمَذْهَبٍ مِنْ مَذَاهِبِ الإِنْحِرَافِ ... هَذِهِ الْفِرْقَةُ مَرَقَتْ مِنْ دِينِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، تَنْتَسِبُ زُوراً وبُهْتَاتاً لِدِينِ الْفِطْرَةِ دِينِ الإِسْلاَمِ وَ التَّوْحِيدِ والْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَة الصّافيَةِ ..
كُلٌّ يَدّعِي وَصْلاً بِلَيْلَى وَلَيْلَى لاَ تُقِرُّ لَهُم بِذَاكَ
دِينُهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ دينُ الْمَجُوسِ وَدِينُ الْكَذِبِ وَالتَّحْرِيفِ وَدينُ عِبَادَةِ الْقُبُورِ والْقِبَابِ الّتِي بُنِيَّتْ علَى الْجُثَثِ الْنَّجِسَةِ وعِظَامِ أوْلِيَاءِهم الطَّوَاغِيتِ !! إِنَّهَا الشِّيعَةُ الرَّوَافِض (( رَفَضَهُم اللهُ )) ، واِسْمُ الشِّيعَةِ الرَّوافِضِ أصْبحَ عُنْوَاناً بَارِزاً لِلْخِيَانَةِ وَالْغَدْرِ وَالْكَذِبِ والْحِقْدِ والتَّقيّةِ وعِبَادَةِ غيْرِ اللهِ وَمَا إِلَى ذلِكَ منَ الْمُواصَفَاتِ الْقَبيحَةِ الّتِي لاَ تَمُتُّ لِلإِنْسَانِيةِ بِصِلَةٍ فَضْلاً عَنْ الإسْلاَمِ والإيمَانِ وَالإحْسَانِ :
أَلمْ تَرَ أَنَّ السَّيْفَ يَنْقُصُ قَدْرُهُ ... إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيْفَ أَمْضَى مِنَ الْعَصَا
وَالشِّيعَةُ الرَّوَافِضُ هُمْ شَرُّ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ وَأَخْبَثهُمْ وَأَكْذَبُهُمْ ...أَكَّدَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ اْلأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ ، وَشُهْرَة أَقَاوِيلِهِمْ فِي ذَلِكَ تكْفِي عَنْ حَشْدِهَا وَحِكَايَتِهَا ..وَلْنَكْتَفي ببعضِ أقوالِ شيخ الإسلام في هذه العُجالةِ ...
يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلاَمِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ الْحَليم بنِ تَيْمِيَّةَ ((رَحِمَهُ اللهُ)) : " وَلِهَذَا كَانُوا أَكْذَبَ فِرَقِ الأُمَّةِ ، فَلَيْسَ فِي الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ أَكْثَرَ كَذِبًاً وَلاَ أكْثَرَ تَصْدِيقًاً لِلْكَذِبِ ، وَتَكْذِيبًاً لِلْصِّدْقِ مِنْهُمْ..) ا هـ.[ الفتاوى (28/479)] .
وَقَالَ أَيْضاً : " وَقْدْ رَأَيْنَا فِي كُتِبِهِمْ مِنَ اْلكَذِبِ وَالافْتِرَاءِ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصحَابَتِهِ ، وَقَرَابَتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْنَا مِنَ الْكَذِبِ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ." أهـ .[ الفتاوى (28/481)] .
وَيَقُول : " لَيْسَ فِي جَمِيعِ الطَّوَائِفِ الْمُنْتَسِبَةِ إِلَى الإِسْلاَمِ مَعَ بِدْعَةِ وَضَلاَلٍ ، َشرٌّ مِنْهُم ، لاَ أَجْهَلَ وَلاَ أَكْذَبَ وَلاَ أَظْلَمَ وَلاَ أَقْرَبَ إِلَى الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصِيَانِ وَأَبْعَدَ عَنْ حَقَائِقِ الإِيمَانِ مِنْهُمْ ، وَهَؤُلاَءِ الرَّافِضَة إِمَّا مُنَافِقٌ أَوْ جَاهِلٌ ، فَلاَ يَكُونُ رَافِضِيٌّ وَلاَ جَهْمِيٌّ إِلاَّ مُنَافِقًاً أوْ جَاهِلاً بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" . اهـ[(منهاج السّنة : 5/160 – 161)]
وَيْكِفي أَهْل الرَّفْضِ خِزْياً وَسُوءًا أَنَّهُمْ مَا دَاهَمَ عَدٌو دَارَ الإِسْلاَمِ قَطّ ، إِلاَّ وَتَحَالَفُوا مَعَهُ عَلَى أَهْلِ الإِسْلاَمِ ، يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ التَّارِيخُ الْقَدِيمُ وَالْحَدِيثُ ، بَدْءًا مِنْ ابْنِ الْعَلْقَمِي الرَّافِضِي الَّذِي أَعَانَ التَّتَارَ عَلَى هَدْمِ الْخِلاَفَةِ فِي بَغْدَادَ ، وَمِثْله نَصيرُ الدِّينِ بَلْ نَصِيرُ الشِّرْكِ الطّوسِي (( قَبّحهُم اللهُ جَميعاً )) ... وَفِي هَذَا العَصْرِ تَحَالُفات التَّيَار الصَّدْرِي وَحِزْبُ الشّيطَان اللبناني مَعَ رُعَاةِ الْبَقَرِ الأمْريكان الصَّلِيِبيينَ لاَ يَخْفَى عَلَى مَنْ لَهُ أَقَلُّ إلْمَامِ بِواقِعِ الأُمَّةِ ...
وَخِيانَةُ الرَّوَافِضِ لأَهْلِ السُّنَّةِ وَاصْطِفَافُهُمْ جَنْبَ أَعْدَائِهِمْ وَمُظَاهَرَتِهِمْ عَلَيهمْ ، أَمْرٌ مَشْهُورٌ تَارِيخِيًا لاَ يَسْتَطِيعُ الرَّوَافِضُ أَنْفُسُهُمْ دَفْعَهُ وَالْجِدَالَ فَيهِ ، وَلِمَاذَا يَدْفَعُونَهُ وَهُمْ يُفَاخِرُونَ بِهِ ..كَما يَقُولُ عِصَامُ الْبَرْقَاوي .
وَارْجِعْ إِنْ شِئْتَ إِلَى كِتَابِ (الْحُكُومَةِ الإِسْلاَمِيَةِ )وَتَأَمَّلْ مَدْحَ الْمَلْعُونِ الْخُمَيْنِي الْكَافِرِ فِي [ ص128 ] لِنُصير الشِّرْكِ الطّوسِي، وَتَحسُّرِهِ عَلَى افْتِقَادِهِ حَيْثُ يَقُولُ : (ويشعرُ النّاسُ بالخسَارةِ !! بِفُقْدَانِ الْخَوَاجَةِ نصير الدّينِ الطُّوسِي وغيرِه مِمَّنْ قَدَّمُوا الْخدَماتِ الْجَلِيلةِلِلإِسْلاَمِ !!) .
والطّوسي هذا هو الذي قال عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/287) : ( ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة، النصير الطوسي، وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة، والقضاة، والفقهاء، والمحدثين، واستبقى الفلاسفة، والمنجمين، والطبائعيين، والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد، والرُّبط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتبه قدم العالم، وبطلان المعاد، وإنكار صفات الرب جل جلاله ) اهـ.
أرأيت ؟؟ فهذه هي الخدمات الجليلة التي يمتدحه الخميني عليها!!
وهي إذن الخدمات الجليلة التي يتمنونها للإسلام والمسلمين ويتطلعون إليها في كل زمان!! ولذلك يمارس مجرموهم في العراق وأفغانستان وإيران مع أهل السنة أمثال هذه الخدمات !!
يَقُولُ الشَّيخُ أبو بَصير : والمشكلة تتفاقمُ أكثرُ عندما تتواجدُ لهذه الطَّائفة المارقةِ الحاقدةِ القوة والشوكة، والدولة التي تركن إليها.. وترعاها.. وتعمل على نشر باطلها وشركها.. كما هو الحال في هذا الزمان!
وهي تتفاقمُ أكثر وأكثر عندما يتواجد من مغفلي أهل الإسلام من ينخدع ببعض مظاهر وشعارات القوم.. فيظهرهم للأمة على أنهم مسلمون من أهل القبلة.. وأنهم مذهب خامس إضافة للمذاهب الأربعة المعروفة عند أهل السنة.. لا بد من الاعتراف به كجزء من الفقه الإسلامي.. والخلاف بيننا وبينهم هو مجرد خلاف فقهي كالخلاف فيما بين المذاهب الأربعة المعروفة عند أهل السنة.. لا يمنع من الالتقاء والتوحد معهم !
فيعم - بسبب ذلك كله - الجهل، واللغط، والتشويش.. وتكثر أسئلة الناس.. عن حقيقة هؤلاء القوم.. وعن دينهم.. وعن حكم الشرع فيهم : هل هم مسلمون حقاً.. ومن أهل القبلة.. أم أنهم مشركون مرتدون.. خارجون عن الإسلام.. وهل هم مع الأمة أم ضدها.. ثم كيف ينبغي التعامل معهم ؟؟
وَاعلمْ أيها الـمُوفّقُ- جنّبكَ اللهُ الشُّبْهةَ ، وعَصَمَكَ منَ الحَيْرةِ ، وَجَعَلَ بَيْنَكَ وبيْنَ المعْرِفَةِ سَبَباً ، وبينَ الصِّدْقِ نَسَباً ، وَحَبّبَ إليْكَ التثبُّتَ ، وَزَيَّنَ في عَيْنكَ الإنْصَافَ ، وأذاقَكَ حَلاوةَ التّقْوى ، وأشعَرَ قلْبَكَ عِزّ الحقِّ ، وَأوْدعَ صدْرَكَ بَرْدَ اليَقِين وَطردَ عَنْكَ الياْسَ ، وعرّفك ما في الباطلِ منَ الذِّلة ، وما في الجهْلِ منَ القِلّة – أَنَّ الشِّيعَةَ الرّوافضَ لهُمْ أَفْكَارٌ وَمُعْتَقَدات خَبِيثةٌ سَنأْتِي عَلَى ذِكْرِ بَعْضِهَا في هَذِه العُجَالَة لِيَحْذَرَهُم من كَانَ ولاَزالَ ومَافتِئَ يُحْسِنُ بِهم الظّنَ .... قَالَ الشّاعِرُ وهو جرير :
وقَالَ النََّاسُ : ضَلَّ ضّلاَلُ تَيْمٍ ... َلَمْ يَــكُ فِيهِمُ رجُلٌ رَشِيدُ
وإليك رؤوسُ المُقيدات فيها ، لتناجيك بما فيها ، وهذا أوانُها ...فدونكَ يا من لم تذهب ببصرِ بصيرته أقولُ الرِّجال ، ولا تدنّست فطرةُ عِرفانه بالقيل والقال حقائق تميطُ الأذى عن الطّريق ، طالما غفلَ عنها أناس وتغافلَ عنها آخرون ... (( فالآن عليْنا البيان بألفاظ مقْدودةٌ على قُدودها بلا طول ، ولا قصر ، وعلينا وعليك الإنصاف بلا وَكْس ولا شَطَطٍ . )) اهـ [ تصنيف النّاس بين الظن واليقين ص 7 ]
1- الإمَامَةُ .
2- العِصْمةُ
3- العلمُ اللَّدني
4- خَوارِقُ العَادات
5- الغَيْبَةِ
6- الرِّجْعةُ
7- التّقيةُ
8- المُتعةُ
9- البَرَاءَةُ من الصّحابة
10- الْمُغَالاَة
11- عيد غَدير خم
12 – مُصحف فاطمة
تلك عشرةٌ كاملةٌ .. أهديهَا لمحبِّ النصح ، وعاشقِ الفضيلة وطلاّبِ الحقيقةِ ، : (إنْ أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
وهاكَ تفصيلَها باختِصَار : قال العلاّمةُ بكرُ أبو زيد -رحمه الله - ((والبادئُ أظلمُ ، فلابد أنْ يَحْمِلَ أَهلُ السنة في أناملهم أقلامَ النّصرة لها بكلمة حقٍّ يخِرُّ لها الباطِلُ صاعقاً . ومن جرّ أذيالَ النّاسِ بباطل جرّوا ذيله بحقّ)) . [براءة أهل السنة ص 10] بتصرف يسير جدا .
1 ) الإمَامةُ : وتَكُونُ بِالنَّصِّ ، إذْ يَجِبُ أَنْ يَنُصَّ الإمَامُ السَّابِقُ عَلَى الإمَامِ اللاّحقِ بِالعَينِ لاَ بِالْوَصْفِ ، وَأنَّ الإمَامَةَ مِنَ الأُمُورِ الْمُهمّة الّتِي لاَ يَجُوزُ أنْ يُفَارِقَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وَسَلّم الأمّةَ ويتركهَا هَملاً يرَى كلُّ واحد منهم رَأياً ، بلْ يَجِبُ أنْ يُعيّنَ شَخْصاً هوَ المرجوعُ إليه والْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ .
ُقلْ مَا بَدا لَكَ مِنْ زُورٍ ومنْ كَذِبٍ ... حِلْمِي أصمُّ وَمَا أُذْنِي بِصَمَّاءِ
2 ) الْعِصْمَةُ : أَئِمّةُ أَهْلِ الْبَيْتِ الاثْنَا عَشَر مَعْصُومُونَ فِي زَعْمِهِم عَن الْخَطَأِ والنِّسْيَان ، وَعنْ اقْتِرَافِ الْكَبَائِرِ والصّغَائِرِ .
إنَّ الزّرَازِيرَ لَمّا قَامَ قَائِمُهَا ... تَوهَّمَت أنّها صَارتْ شَوَاهِينا
3 ) الْعِلْمُ اللّدنّي : كُلُّ إِمَامٍ منَ الأئِمّةِ أُودِعَ العِلْمَ منْ لَدُن الرَّسُولِ صلّى اللهُ عليه وَسَلّم ، بِمَا يُكَمِّلُ الشَّريعَةَ ، وَهُوَ يَمْلِكُ عِلْماً لَدُنِيًّا ، وَلاَ يُوجَدُ بَيْنَهُ وَبيْنَ النّبيَّ منْ فَرْقٍ سِوى أنّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ ، وَقَدْ اسْتَوْدَعَهُمْ رَسُولُ الله صلّى اللهُ عليه وَسَلّم أَسْرَارَ الشّريعَةِ لِيُبَيّنُوا للنّاسِ مَا يَقْتَضِيهِ زَمَانُهم :
أبِعِلْمٍ تَقُولُ هَذا أَبِنْ لِي ... أَمْ بِجَهْلٍ والْجَهْلُ خُلْقُ السّفِيهِ
4 ) خَوَارِقُ الْعَادَاتِ : يَجُوزُ أَنْ تَجْرِي هَذِهِ الْخَوَرِقُ عَلَى يَدِ الإِمَامِ ، وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ مُعْجِزَةً ، وَإذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَصٌّ عَلَى إِمَامٍ منَ الإمَامِ السَّابِقِ عَلَيْهِ وَجَبَ أنْ يَكُونَ إثْبَات الإمَامة فِي هذِه الْحَالة بالخَارِقَة :
فإنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبةٌ ... وإنْ كُنْتَ تَدْرِي فالْمُصِيبةُ أعْظَمُ
5 ) الْغَيْبَةُ : يَرَوْنَ أَنَّ الزَّمَانَ لاَ يَخْلُو مِن حُجَّةٍ للهِ عَقْلاً وَشَرْعاً ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ أنَّ الإِمَامَ الثّاني عَشر قَدْ غَابَ فِي سِرْدَابِهِ ، كمَا زَعَمُوا ، وأنّ لَهُ غَيبَةٌ صُغْرَى وغَيْبَةٌ كُبْرَى ، وهَذَا مِن أسَاطِيرِهم .
هَذِي الشَّقَاشِقُ وَالْمَخَارِفُ والْهَوَى ... والْمَذْهَبُ الْمُسْتَحْدَثُ الشَّيْطَانِي
6 ) الرِّجْعَةُ : يَعْتَقِدُونَ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ الْحَسَن الْعَسْكَرِي سَيَعُودُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَمَا يَأْذَنُ اللهُ لهُ بالْخُرُوجِ ، وَكَانَ بَعْضُهم يَقِفُونَ بَعْدَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ بِبَابِ السِّرْدَابِ ، وقدْ قدمُوا مَرْكَباً ، فَيَهْتِفُونَ بِاسْمِهِ ، وَيَدعُونَهُ للْخُرُوجِ ، حَتّى تَشْتَبِكَ النّجُومُ ، ثُمّ يَنْصَرِفُون وَيُرْجِئُونَ الأمْرَ إلَى الليلة التّاليةِ . وَيَقُولُونَ بِأَنّهُ حِينَ عَوْدَتِهِ سَيَمْلأُ الأرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَت جُوراً وَظُلْماً ، وسَيَقْتَصُّ منْ خُصُوم الشِّيعة عَلَى مَدار التّاريخ ، ولَقَدْ قَالَت الإمَامية قَاطِبةً بالرّجعة ، وَقَالَت بَعْضُ فِرَقِهم الاخْرَى بِرِجْعَةِ بَعْضِ الامْوات .
وَمِنَ الْبَلِيةِ عَذْلُ منْ لاَ يَرْعَوِي ... عَنْ جَهْلِهِ وَخِطَابُ منْ لاَ يَفْهَمُ
7 ) التّقيةُ : وَهُم يَعُدُّونَهَا أصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ، ومَنْ تَرَكَهَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ منْ تَرَك الصّلاة ، وَهيَ واجِبَةٌ لاَ يَجُوزُ رَفْعُهَا حَتّى يَخْرُجَ الْقَائِمُ ، فَمنْ تَرَكَهَا قَبْلَ خُرُوجِهِ فَقَدْ خَرَجَ عَنْ دِينِ الله وعن دينِ الإمَاميةِ ، كَما يَسْتَدِلُّونَ على ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " إلاّ أنْ تَتّقُوا منهم تُقَاة " ، ويَنْسبونَ إِلَى أبِي جَعفَر الإمَامِ الخَامسِ قَوْلَه : " التّقِيَةُ دِينِي ودينُ أَبَاِئي ولاَ إيمَانَ لِمن لاَ تَقيةَ لهُ " .وَهُمْ يَتَوَسَّعُونَ فِي مَفْهُومِ التَّقيةِ إلَى حدٍّ كبيرٍ .
إذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَت ظُنُونُهُ .... وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنء تَوَهُّمِ
8 ) الْمُتْعَةُ : يَرَوْنَ بِأنَّ مُتْعَةَ النِّسَاءِ خَيْرُ الْعَاداتِ وَأفْضَلُ الْقُرُبَات ، مُسْتَدِلِّينَ عَلَى ذَلِكَ بقَوْلِهِ تَعَالَى : " فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فئَاتُوهنّ أجورَهُنَّ فَريضَةً " ، وقد حَرّمَ الإسْلاَمُ هَذَا الزّواجَ الّذِي تُشْتَرَطُ فِيهِ مُدّةٌ محدُودة ، بيْنَمَا يَشْتَرِطُ مُعْظَمُ أهْلِ السّنّةِ وُجُوبَ اسْتِحْضَار نيّةِ التّأْبِِيدِ ، ولِزَواجِ المُتْعَةِ أثَارٌ سِلْبيةٌ كثِيرَةٌ عَلَى الْمُجْتَمعِ تُبَرّرُ تَحْريمَهُ ..:
فكان مَا كَانَ مِمَّا لَسْتُ أَذْكُرهُ ....فَظُنَّ شَرًّا ولا تَسْأَلْ عنِ الْخَبَرِ
9 ) البَرَاءَةُ : إِنَّهُم يَتَبَرَّؤُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ الثَّلاَثَةِ أبِي بَكرْ وعُمَرَ وَعُثْمَانَ ويَنْعَتُونَهُم بِأقْبَحِ الصِّفاتِ ،
لأنّهُمْ – كما يَزْعُمُونَ – اغْتَصَبُوا لَهُم الْخِلافَةَ دُونَ علي الّذِي هوَ أحقُّ بهَا منْهُم ، كَما يَبْدَؤُونَ بِلَعْنِ أَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ بَدَلَ التَّسْمِيةِ فِي كُلِّ أمْرٍ ذِي بالٍ ، وَهُمْ يَنَالُونَ كَذَلِكَ مِنْ كَثيرٍ منَ الصّحابَةِ بِاللّعنِ ، ولاَ يَتَوَرّعُونَ عنِ النَّيْلِ مِن أمّ الْمُؤْمِنين عَائِشَة رضي الله عنها .قال الإمامُ الذّهبي ((رحمهُ الله ))في ترجمة علي بن الفضيل بن عياض[سير أعلام النبلاء ج 6 ص 249 ] :قلتُ : (( إذا كانَ مِثْلُ كُبَراء السّابقين الأوّلين قدْ تَكَلَّمَ فيهم الرّوافضُ والخوارجُ ، ومثلُ الفُضيل يُتكلّمُ فيه ، فمن الذي يسلمُ من ألسنة النّاس ، لكن إذا ثبتتْ إمامةُ الرّجل وفضْلُه ، لم يَضُرَّهُ ما قيلَ فيه ، وإنّما الكلامُ في العُلماء مُفتقِرٌ إلى وزنٍ بالعَدْل والوَرَع .))
قال شيخُ الإسلام أحمدُ بن عبد الحليم [منهاج السنة النبوية ج 4 ص337 تحقيق محمد رشاد سالم .] :
(( والكلامُ في النّاسِ يجبُ أن يكونَ بعِلْمٍ وعَدْلٍ لا بجهلٍ وظُلمٍ كحال ِ أهل البدع ))
قال ساكن المعرّة لله درّه كما في ديوانه سقط الزّند ص 194. 195 :
إذا وصفَ الطّائي بالبُخْلِ مادرٌ ... وعيّرَ قُسًّــا بالفَهَاهة بَاقِــلُ
وقال السُّهى للشّمسِ أنتِ خَفيّةٌ ... وقالَ الدُّجى : يا صُبحُ لَونُك حائِلُ
وطاولت الأرضُ السّماءَ سفاهةً ... وفاخرت الشُّهبَ الحصى والجنادِلُ
فيا موتُ زرْ إنّ الحياةَ ذمــيمةٌ ... ويا نفسُ جِدِّي إنّ دهرَك هـازلُ
10 ) الْمُغَالاَة : بَعْضُهُم غَالَى فِي شَخْصِيّةِ علِي(رضِي الله عنهُ )) ، وَالْمُغَالُونَ منَ الشِّيعَةِ رَفَعُوهُ إِلَى مَرْتَبَةِ الأُلُوهِيّةِ كَالسَّبَئِيةِ لعنَهُم الله .وَبَعْضُهُم قَالُوا بِأنَّ جِبْرِيلَ قَدْ أخْطَأَ فِي الرِّسَالَةِ فَنَزَلَ عَلَى مُحَمّد صَلّى اللهُ عليه وسلّمَ ، بَدَلاً مِنْ أنْ يَنْزِلَ علَى عَلِي ، لأنّ علياًّ يُشْبِهُ النّبِيَّ كَما يُشْبِهُ الْغُرابُ الْغُرابَ ولِذَلِكَ سُمُّوا بالغُرابيةِ .
وَمَا لَكَ فِي مَا تَدّعِي أيُّ حُجَّةٍ ... وأنتَ إِذَن عَيْرٌ بِأذْنٍ طَويلَةِ
العيْرُ : هو الحِمارُ !!
11 ) عيد غدير خم : وَهُوَ عِيدٌ لَهُم يُصَادِفُ الْيَوْمَ الثّامِنَ عَشَر مِن شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ وَيُفَضِّلُونَهُ عَلَى عِيدَي الأضْحَى والْفِطْرِ وَيُسَمُّونَهُ بِالْعِيدِ الأكْبَرِ ، وَصِيامُ هذَا اليوم عِنْدَهُم سُنّةٌ مُؤَكّدَةٌ ،
وَهوَ الْيَومُ الّذِي يَدَّعُونَ فِيهِ بِأنَّ النبيَّ قَدْ أوْصَى فِيه بِالْخِلاَفَةِ لِعَلي من بَعْدِه .
وَيُعَظِّمُونَ عِيدَ النِّيرُوز وَهُوَ مِن أعْيَادِ الْفُرسِ ، وبَعْضُهم يَقُولُ : غُسْلُ يوم النّيروز سُنّةٌ .
12 ) مُصحف فاطمة : يَعْتَقِدُونَ بِوُجُودِ مُصْحَف لَدَيْهم اسْمُهُ مُصحَفُ فاطِمة . وَيَرْوِي الْكُلِيني فِي كِتَابِه الكَافِي صفحة 57 عن جعفر الصّادق : " إنّ عندَنَا لمُصْحَفُ فاطمة عليْهَا السَّلام ، قال : قُلْتُ : ومَا مُصْحَفُ فاطِمة ؟ قَالَ : مُصْحَفٌ فِيه مثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا ثَلاثَ مَرَّات ، وَاللهِ مَا فِيهِ حَرفٌ واحِدٌ مِنْ قُرْآنِكُم .
خُلاَصَةُ القَولِ :
انْعَكَسَتْ فِي التّشَيُّعِ مُعْتَقَدات الْفُرسِ الّذِين يَدِينونَ لَهم بالمُلكِ والوراثة ، وقَدْ سَاهَمَ الْفُرْسُ فِيهِ ليَنْتَقِمُوا مِنَ الإسْلامِ – الّذِي كَسَرَ شَوْكَتهُم – بباسْمِ الإسْلام ذَاتِهِ .
واسْتَمَدّ التّشَيُّعُ أفْكَارَهُ منَ الْيَهُودِيةِ الّتِي تَحْمِلُ بَصَمَاتٍ وثَنية أشورية وبَابِلية .
أقْوَالُهُم فِي علي بنِ أبِي طالب وَفي الأئِمّةِ من آلِ الْبَيْتِ تَلْتَقِي معَ أقْوَالِ النّصَارَى فِي عيسَى عَلَيْه السّلام ، ولَقَد شَابَهُوهم في كثْرَةِ الأعياد وكَثْرَةِ الصّور واخْتِلاقِ خَوارِق الْعَادات وإسْنادِها إلَى الأئمة .
تَنْتَشِرُ فِرْقَةُ الاثْني عشَرية مِنَ الإمَامِيةِ الشّيعيةِ الآنَ فِي الدّولَة الخَبيثَة إيران وتَتَرَكّزُ فِيهَا ، ومِنْهُم عددٌ كَبيرٌ فِي الْعِراقِ ، وَيْمْتَدُّ وجُودُهم إِلَى الباكِسْتَان كما أنّ لَهُم طَائِفَةٌ في لبْنَانَ ، أمّا فِي سُوريا فَهُنَاكَ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ منهُم لَكِنَّهُم عَلَى صِلَةٍ وَثِيقَةٍ بالنُّصَيْريةِ الّذِينَ هُم غُلاةُ الشّيعة . كما في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب .
وأخِيراً :
رحمَ اللهُ تعالى ابنَ القيم إذ يقول:
(فيا أيها القارئ له، لك غنمه وعلى مؤلفه غرمه. لك ثمرته وعليه تبعته. فما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله ولا تلتفت إلى قائله. بل انظر إلى ما قال لا إلى من قال. وقد ذم الله تعالى من يرد الحق إذا جاء به من يبغضه، ويقبله إذا قاله من يحبه، فهذا خلق الأمة الغضبية. قال بعض الصحابة: اقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضا، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيبا، وما وجدت فيه من خطأ، فإن صاحبه لم يأل جهد إصابته، ويأبى الله إلا أن يتفرد بالكمال. ولكن من عُدّت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته، وعلى المتكلم أن يكون مصدر كلامه من العلم بالحق. وغايته النصيحة لله، ولكتابه ولرسوله ولإخوانه المسلمين. فإن جعل الحق تبعا للهوى، فسد القلب والعمل والحال والطريق، قال تعالى: "لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن" اهـ كتاب مدارج السالكين وكتاب مفتاح دار السعادة)) .
والله المستعان.
للامانه منقول---