أبو الفداء
22 Nov 2004, 02:59 PM
إلى الباحثين عن الحب..
هذه أجمل صور الحب ..
رحلة العمر مع حبيبة العمر.
بقلم الأستاذ عبد الحميد شاهين
في جو ساحر أشبه ما يكون بأحلى أيام الربيع ، ترى نفسك و قد انزاحت عنك كل الهموم و انشرح صدرك و ارتاحت نفسك من عناء العمل تسير في حديقة غناء تحيط بك زهورها و زقزقات عصافيرها المتنقلة في حركة لا تتوقف من شجرة فاكهة إلى أختها ، و تهب عليك نسماتها المحملة بأريج عطر ورودها ، امتدت الأزهار أمام عينيك كأنها موجة من الزهر تعلو و تهبط كبساط فاخر من الطيب ، يسري في أرجائها نغم خافت ناعس ، يجعلك تتمنى أن تكون فراشة من هذه الفراشات الملونة الجميلة تنتقل من زهرة إلى أخرى ، ترى نفسك و قد انتقلت فجأة من أرض الحقيقة إلى سماء الخيال الجميل ، لكنه ليس خيالاً وهمياً ، فأنت تحس به و تشعر بوجوده ، و يُرى أثره على وجهك..أما أجمل ما في مشاهد هذا الحلم الحقيقي فهي من تشاركك هذا النعيم ، حبيبة عمرك ، فتاة ما طلعت الشمس على مثل جمالها ، تفيض رقة و عذوبة و دلالاً…
الله ..ما أجملها من فتاة ، إن الشمس لتغيب خجلاً إذا طلعت فتاتك ، و إن القمر ليطأطئ رأسه اعترافاً بتفوق جمالها ، أما عطرها فطغى شذاه على عطر الزهور جميعاً ، تضع يدك في يدها فتشعر بشيء في قلبك لا يمكن وصفه ، تكاد تطير فرحاً ، وتكاد تظن نفسك في حلم ، فهل أنت في حلم حقاً ؟…
لا..لا.. لا يمكن..
هذه الحديقة بأشجارها و أنهارها و خرير مائها و تمايل أغصانها حقيقة ، و هذه الفتاة الرشيقة البارعة الجمال الفارعة الطول التي ينسدل شعرها الذهبي الذي يشبه أغلى أنواع الحرير على كتفيها و ابتسامتها الساحرة التي تكشف عن ثنايا أجمل من اللؤلؤ حقيقة ، ثم إنها حبيبتي و أنا أعرفها و أعشقها و أغني فيها الأشعار ، ما بكم ؟!! و هل يغفل المرء عن حبيبة عمره ؟؟!!..
لا..لا.. لستُ في حلم…
تنادي فتاتك (و كأنك لا زلت تشك في أنك لست في حلم) : حبيبتي..
فتجيبك بصوت تحرك عذوبته و رقته عواطف الحب و الحنان في قلبك ، و يجعلك تتنفس بعمق و كأنك تشم أحلى عطور أزهار تلك الحديقة : نعم يا حبيبي ..
يا الهي !!!… (تعود إلى الشك من جديد) أي صوت هذا ؟ غناء ؟؟ غناء لكنه ليس كالمعهود ، إن موسيقى ألحانه لتسيل على قلبك فتذيبه و تسكره و تؤنس وحشته في آن واحد..
و تصمت أنت..
و تصمت هي..
و يطول الصمت بينكما..لا يقطعه إلا تغريد بلبل أسرف في التغريد هنا أو شدو عصفور بالغ في الشدو هناك أو صوت النسيم العليل و هو يداعب وريقات الشجر التي تستجيب لمداعباته استجابة الحبيبة لحبيبها إن هو جذب بلطف يدها..
و يطول الصمت..
يطول..
حبيبتي.. صوتُك يقطع الصمت..
نعم يا حبيبي..تجيبك بذات العذوبة و بذات الرقة..
لماذا صمتكِ ؟.
و لماذا صمتكَ يا حبيبي ؟.
أردت سماع صوتكِ العذب..
و أنا أردت سماع صوتك العذب يا حبيبي..
ليس هناك ما هو أعذب و لا أجمل و لا أحن من صوتك ، لو سمعه ميت لدبت فيه الحياة..و لو سمعه حجر للان..
بل صوتك يا حبيبي أجمل و أعذب ، لقد كنتَ حلم حياتي ، بل لم أكن أحلم بمثلك ، أنت أعظم نعم الله علي…
تسألها : تعبتِ يا حبيبتي من السير ؟.
تجيب : كيف يتعب من يكون برفقة حبيب عمره ؟!
تعالي نجلس في ظل تلك الشجرة الجميلة لنكتب على جذعها ذكريات لحبنا..
تضحك فتاتك كاشفة عن ثنايا أحلى من اللؤلؤ : إنما تكون الذكريات للحب الزائل ، أما حبي لك فهو لا يزول أبداً..
تجيبها بقلب يخفق بجد : و حبي لكِ لا يزول..
لن نكتب على جذع الشجرة ؟
لن نكتب.. تعالي نجلس في ظلها..
ترى أريكة جميلة أعدت لكما في ظل الشجرة ، جلسة يحلم بمثلها الملوك ، كم هو مرهف الحس هذا الذي أعدها ،لم يغب عنه أي شيء يحتاج إليه الحبيبان إذا جلسا في ذلك المجلس…أكواب ذهبية تتلألأ في عيون الناظرين ، فواكه من شتى الأصناف لا يمكن لها أن تجتمع في آن واحد ، مناظر خلابة تحيط بكما من كل جانب..أي محب يمكن له الظفر بمثل هذا ؟! ، لطالما تحدث المحبون و العشاق عن عذابات الحب ، لطالما تحدثوا عن لوعات الفراق..أما أنت فحبك وصال دائم لا لوعة فيه و لا عذاب…
يجلس كل واحد منكما تجاه الآخر..تنظر في عينيها الواسعتين الجميلتين الساحرتين ، و تنظر هي في عينيك ، تغيبان في عالم آخر ، و تحلقان في أجواء الغرام و الهيام ، و تروح هي تُسمعك من جميل صوتها و عذب لحنها ما يجعلك تذوب فيها حباً و تتمنى الخلود حتى لا تفقد تلك السعادة الغامرة التي لم تشعر بمثلها طوال حياتك…
هل حلمتَ بمثل هذه الرحلة ؟
ما رأيك لو كنت أنت صاحب هذه الصورة ؟
هل أدلك على طريقة تبلغ بها تلك الرحلة مع حبيبة عمرك ؟
تعال معي أولاً ننظر أين تقع تلك الحديقة الغناء…
إنها على مرمى حجر منك .. لا تبعد عنك كثيراً ...
إنها الجنة ..
نعم .. إنها الجنة أيها المحب المشتاق..
الجنة التي ((فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)) إنها ((جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً*لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً)).
إنها الجنة التي مهما جال في خاطرك أو تردد في ذهنك وصف لها فاعلم أن فيها ما هو أعلى منه و أتم.
و لك أن تتصور أن كل ما يجول بخاطرك في الجنة حاصلٌ لك ، أي أمنية عز عليك تحقيقها في دنياك ، و أي رغبة حالت بينك و بينها الحوائل ، أي محبوب انقطعت حبال الوصل بينك و بينه في الدنيا و فرق بينك و بينه الواشون…
روى النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى أنه قال: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر) مصداق ذلك في كتاب الله ((فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))..
قال حبيبنا و قدوتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا و سعديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ؟ فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك ، قالوا : يا ربنا فأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً)..
أما فتاة أحلامك فتعال بنا لتتعرف إليها عن قرب..هيا لا تتردد..هيا ..
هل سمعت قارئاً يقرأ : ((وَحُورٌ عِينٌ*كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)) ؟ فتاة أحلامك حورية ... حورية !!!
يقول الرسول عليه الصلاة و السلام: (لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لأضاءت الدنيا و لملأت ما بينهما ريحاً ، و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها).. فأي عطر هذا الذي يملأ شذاه ما بين السماء و الأرض ؟!
و قال: (للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كل واحدة سبعون حُلة يُرى مخ ساقها من وراء الثياب).. إيتني بأجمل فتيات الكون،إيتني بملكات جمال العالم على مر العصور ، أي فتاة ترى مخ عظام ساقها من وراء ثيابها ، أرأيت كم هو رائع هذا الجمال الذي تحمله فتاتك ؟
إنها الفتاة التي كلما غبت عنها ازدادت جمالاً و ازددت في عينها جمالاً..
قال عليه الصلاة و السلام: (إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم فيزدادون حسناً و جمالاً فيرجعون إلى أهلهم و قد ازدادوا حسناً و جمالاً فيقول لهم أهلوهم: و الله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً فيقولون: و أنتم و الله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً).
إنها فتاة أحلامك الحقيقية التي لا يضيع الحب معها بمجرد الزواج ، إنها الحب الخالد ، و أنت قادر على تحصيل ذلك الحب الخالد ..
الآن… الآن…
فمالك تتباطأ عن العمل الصالح ؟
مالك تتكاسل عن دفع المهر اليسير لهذه الحسناء ؟
مالك تتكاسل عن ركعات يسيرة و أعمال سهلة توصلك إلى وصال حبيبتك حبيبة العمر؟!…
و لله كم من خَيرَةٍ إن تبسمت أضاء لها نورٌ من الفجر أعظمُ
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت و يا لذة الأسماع حين تــكلّمُ
و يا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت و يا خجلة الفجرين حين تبسَّمُ
فإن كنت ذا قلبٍ عليلٍ بحبها فلم يبقَ إلا وصلها لك مرهـمُ
يراها إذا أبدت له حسن وجهها يَلذُّ به قبل الوصــال و يَنعَـمُ
تفكَّهُ فيها العين عند اجتلائها فواكِهَ شتى طلعها ليـس يُعـدمُ
عناقيد من كرمٍ و تفاحِ جنةٍ و رمان أغصانٍ به القلب مغـرمُ
و للورد ما قد ألبسته خدودها و للخمر ما قد ضمه الريق و الفمُ
تقسَّم منها الحسن في جمع واحدٍ فيا عجباً من واحدٍ يتقســــمُ
لها فِرَقٌ شتى من الحسن أجمعت بجُملَتِها أن السُلوَّ محــــرمُ
تُذَكِّر بالرحمن من هو ناظرٌ فينطق بالتسبيــــح لا يتلعثمُ
إذا قابلتْ جيشَ الهموم بوجهها تولى على أعقابه الجــيشُ يُهزَمُ
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً فهذا زمان المهر فهو المقــدمُ
اللهم لا تحرمنا الجنة بذنوبنا ، اللهم اجعلنا من أهلها...آمين
هذه أجمل صور الحب ..
رحلة العمر مع حبيبة العمر.
بقلم الأستاذ عبد الحميد شاهين
في جو ساحر أشبه ما يكون بأحلى أيام الربيع ، ترى نفسك و قد انزاحت عنك كل الهموم و انشرح صدرك و ارتاحت نفسك من عناء العمل تسير في حديقة غناء تحيط بك زهورها و زقزقات عصافيرها المتنقلة في حركة لا تتوقف من شجرة فاكهة إلى أختها ، و تهب عليك نسماتها المحملة بأريج عطر ورودها ، امتدت الأزهار أمام عينيك كأنها موجة من الزهر تعلو و تهبط كبساط فاخر من الطيب ، يسري في أرجائها نغم خافت ناعس ، يجعلك تتمنى أن تكون فراشة من هذه الفراشات الملونة الجميلة تنتقل من زهرة إلى أخرى ، ترى نفسك و قد انتقلت فجأة من أرض الحقيقة إلى سماء الخيال الجميل ، لكنه ليس خيالاً وهمياً ، فأنت تحس به و تشعر بوجوده ، و يُرى أثره على وجهك..أما أجمل ما في مشاهد هذا الحلم الحقيقي فهي من تشاركك هذا النعيم ، حبيبة عمرك ، فتاة ما طلعت الشمس على مثل جمالها ، تفيض رقة و عذوبة و دلالاً…
الله ..ما أجملها من فتاة ، إن الشمس لتغيب خجلاً إذا طلعت فتاتك ، و إن القمر ليطأطئ رأسه اعترافاً بتفوق جمالها ، أما عطرها فطغى شذاه على عطر الزهور جميعاً ، تضع يدك في يدها فتشعر بشيء في قلبك لا يمكن وصفه ، تكاد تطير فرحاً ، وتكاد تظن نفسك في حلم ، فهل أنت في حلم حقاً ؟…
لا..لا.. لا يمكن..
هذه الحديقة بأشجارها و أنهارها و خرير مائها و تمايل أغصانها حقيقة ، و هذه الفتاة الرشيقة البارعة الجمال الفارعة الطول التي ينسدل شعرها الذهبي الذي يشبه أغلى أنواع الحرير على كتفيها و ابتسامتها الساحرة التي تكشف عن ثنايا أجمل من اللؤلؤ حقيقة ، ثم إنها حبيبتي و أنا أعرفها و أعشقها و أغني فيها الأشعار ، ما بكم ؟!! و هل يغفل المرء عن حبيبة عمره ؟؟!!..
لا..لا.. لستُ في حلم…
تنادي فتاتك (و كأنك لا زلت تشك في أنك لست في حلم) : حبيبتي..
فتجيبك بصوت تحرك عذوبته و رقته عواطف الحب و الحنان في قلبك ، و يجعلك تتنفس بعمق و كأنك تشم أحلى عطور أزهار تلك الحديقة : نعم يا حبيبي ..
يا الهي !!!… (تعود إلى الشك من جديد) أي صوت هذا ؟ غناء ؟؟ غناء لكنه ليس كالمعهود ، إن موسيقى ألحانه لتسيل على قلبك فتذيبه و تسكره و تؤنس وحشته في آن واحد..
و تصمت أنت..
و تصمت هي..
و يطول الصمت بينكما..لا يقطعه إلا تغريد بلبل أسرف في التغريد هنا أو شدو عصفور بالغ في الشدو هناك أو صوت النسيم العليل و هو يداعب وريقات الشجر التي تستجيب لمداعباته استجابة الحبيبة لحبيبها إن هو جذب بلطف يدها..
و يطول الصمت..
يطول..
حبيبتي.. صوتُك يقطع الصمت..
نعم يا حبيبي..تجيبك بذات العذوبة و بذات الرقة..
لماذا صمتكِ ؟.
و لماذا صمتكَ يا حبيبي ؟.
أردت سماع صوتكِ العذب..
و أنا أردت سماع صوتك العذب يا حبيبي..
ليس هناك ما هو أعذب و لا أجمل و لا أحن من صوتك ، لو سمعه ميت لدبت فيه الحياة..و لو سمعه حجر للان..
بل صوتك يا حبيبي أجمل و أعذب ، لقد كنتَ حلم حياتي ، بل لم أكن أحلم بمثلك ، أنت أعظم نعم الله علي…
تسألها : تعبتِ يا حبيبتي من السير ؟.
تجيب : كيف يتعب من يكون برفقة حبيب عمره ؟!
تعالي نجلس في ظل تلك الشجرة الجميلة لنكتب على جذعها ذكريات لحبنا..
تضحك فتاتك كاشفة عن ثنايا أحلى من اللؤلؤ : إنما تكون الذكريات للحب الزائل ، أما حبي لك فهو لا يزول أبداً..
تجيبها بقلب يخفق بجد : و حبي لكِ لا يزول..
لن نكتب على جذع الشجرة ؟
لن نكتب.. تعالي نجلس في ظلها..
ترى أريكة جميلة أعدت لكما في ظل الشجرة ، جلسة يحلم بمثلها الملوك ، كم هو مرهف الحس هذا الذي أعدها ،لم يغب عنه أي شيء يحتاج إليه الحبيبان إذا جلسا في ذلك المجلس…أكواب ذهبية تتلألأ في عيون الناظرين ، فواكه من شتى الأصناف لا يمكن لها أن تجتمع في آن واحد ، مناظر خلابة تحيط بكما من كل جانب..أي محب يمكن له الظفر بمثل هذا ؟! ، لطالما تحدث المحبون و العشاق عن عذابات الحب ، لطالما تحدثوا عن لوعات الفراق..أما أنت فحبك وصال دائم لا لوعة فيه و لا عذاب…
يجلس كل واحد منكما تجاه الآخر..تنظر في عينيها الواسعتين الجميلتين الساحرتين ، و تنظر هي في عينيك ، تغيبان في عالم آخر ، و تحلقان في أجواء الغرام و الهيام ، و تروح هي تُسمعك من جميل صوتها و عذب لحنها ما يجعلك تذوب فيها حباً و تتمنى الخلود حتى لا تفقد تلك السعادة الغامرة التي لم تشعر بمثلها طوال حياتك…
هل حلمتَ بمثل هذه الرحلة ؟
ما رأيك لو كنت أنت صاحب هذه الصورة ؟
هل أدلك على طريقة تبلغ بها تلك الرحلة مع حبيبة عمرك ؟
تعال معي أولاً ننظر أين تقع تلك الحديقة الغناء…
إنها على مرمى حجر منك .. لا تبعد عنك كثيراً ...
إنها الجنة ..
نعم .. إنها الجنة أيها المحب المشتاق..
الجنة التي ((فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)) إنها ((جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً*لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً)).
إنها الجنة التي مهما جال في خاطرك أو تردد في ذهنك وصف لها فاعلم أن فيها ما هو أعلى منه و أتم.
و لك أن تتصور أن كل ما يجول بخاطرك في الجنة حاصلٌ لك ، أي أمنية عز عليك تحقيقها في دنياك ، و أي رغبة حالت بينك و بينها الحوائل ، أي محبوب انقطعت حبال الوصل بينك و بينه في الدنيا و فرق بينك و بينه الواشون…
روى النبي صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى أنه قال: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر) مصداق ذلك في كتاب الله ((فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))..
قال حبيبنا و قدوتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا و سعديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ؟ فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك ، قالوا : يا ربنا فأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً)..
أما فتاة أحلامك فتعال بنا لتتعرف إليها عن قرب..هيا لا تتردد..هيا ..
هل سمعت قارئاً يقرأ : ((وَحُورٌ عِينٌ*كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)) ؟ فتاة أحلامك حورية ... حورية !!!
يقول الرسول عليه الصلاة و السلام: (لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لأضاءت الدنيا و لملأت ما بينهما ريحاً ، و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها).. فأي عطر هذا الذي يملأ شذاه ما بين السماء و الأرض ؟!
و قال: (للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين على كل واحدة سبعون حُلة يُرى مخ ساقها من وراء الثياب).. إيتني بأجمل فتيات الكون،إيتني بملكات جمال العالم على مر العصور ، أي فتاة ترى مخ عظام ساقها من وراء ثيابها ، أرأيت كم هو رائع هذا الجمال الذي تحمله فتاتك ؟
إنها الفتاة التي كلما غبت عنها ازدادت جمالاً و ازددت في عينها جمالاً..
قال عليه الصلاة و السلام: (إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم فيزدادون حسناً و جمالاً فيرجعون إلى أهلهم و قد ازدادوا حسناً و جمالاً فيقول لهم أهلوهم: و الله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً فيقولون: و أنتم و الله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً).
إنها فتاة أحلامك الحقيقية التي لا يضيع الحب معها بمجرد الزواج ، إنها الحب الخالد ، و أنت قادر على تحصيل ذلك الحب الخالد ..
الآن… الآن…
فمالك تتباطأ عن العمل الصالح ؟
مالك تتكاسل عن دفع المهر اليسير لهذه الحسناء ؟
مالك تتكاسل عن ركعات يسيرة و أعمال سهلة توصلك إلى وصال حبيبتك حبيبة العمر؟!…
و لله كم من خَيرَةٍ إن تبسمت أضاء لها نورٌ من الفجر أعظمُ
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت و يا لذة الأسماع حين تــكلّمُ
و يا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت و يا خجلة الفجرين حين تبسَّمُ
فإن كنت ذا قلبٍ عليلٍ بحبها فلم يبقَ إلا وصلها لك مرهـمُ
يراها إذا أبدت له حسن وجهها يَلذُّ به قبل الوصــال و يَنعَـمُ
تفكَّهُ فيها العين عند اجتلائها فواكِهَ شتى طلعها ليـس يُعـدمُ
عناقيد من كرمٍ و تفاحِ جنةٍ و رمان أغصانٍ به القلب مغـرمُ
و للورد ما قد ألبسته خدودها و للخمر ما قد ضمه الريق و الفمُ
تقسَّم منها الحسن في جمع واحدٍ فيا عجباً من واحدٍ يتقســــمُ
لها فِرَقٌ شتى من الحسن أجمعت بجُملَتِها أن السُلوَّ محــــرمُ
تُذَكِّر بالرحمن من هو ناظرٌ فينطق بالتسبيــــح لا يتلعثمُ
إذا قابلتْ جيشَ الهموم بوجهها تولى على أعقابه الجــيشُ يُهزَمُ
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً فهذا زمان المهر فهو المقــدمُ
اللهم لا تحرمنا الجنة بذنوبنا ، اللهم اجعلنا من أهلها...آمين