أبو الفداء
23 Nov 2004, 01:31 PM
بقلم عبد الحميد شاهين
في أسطورة قديمة أن البطل الباحث عن كنز الجبل يستطيع التعرف على كلمة السر التي بدونها لا يستطيع دخول كهف الكنز..و حين يصل إلى باب الكهف يجد على بابه صخرة عظيمة تحول بينه و بين باب خفي يوصل إلى المراد ، و كان يكفيه أن يقف عند الصخرة الضخمة و يردد كلمة السر و إذا بالصخرة الصماء تنشق له عن باب الكنز الخفي و تفتح له قلبها كاشفة له عن أغلى ما عندها ثم إذا بجوف الصخرة المعتم يشرق بالوهج ثم إذا بها دفقٌ من الجوهر و من كل حجر كريم ...
إنها أسطورة قديمة .. لكنني أؤمن بوجود مثل هذه الكلمة التي تغازل قلب الصخرة فتحركه و تحركه ليعطي أروع ما عنده ..
و أكثر من هذا أني أعرف كلمة السر هذه ، و أعرف أنه ليس من الضروري أن يتوسط بيني و بينها سحرٌ و لا ساحر ، و أنت أيضاً تعرفها مثلي لكنك لا تدري ..
لا ريب في أنك الآن تريد معرفة هذه الكلمة التي يلين لها الصخر ..
إنها الكلمة الطيبة ..
في قلب كل إنسان مهما قسا جانب للحب و العطف ، ركنٌ صغير تزقزق فيه العواطف الحلوة ... حتى من أعتى مجرم على وجه البسيطة لا بد أن تجري يوماً ما دمعة ..
و قد تكون بعض القلوب من الغل و الحقد كالأفاعي حين تقتتل ..
أتعرف كيف تقتتل الأفاعي ؟
تلتف كل واحدة على الأخرى و تغرز كل واحدة أنياب السم في جسد أختها ، و تبقى تلتف و تلتف حتى تشكل عقدة من الحقد و الغضب و الكراهية لا يحلها إلا دبيب الموت فيها شيئاً فشيئاً .. إنك حتى في مثل هذه القلوب تستطيع إذا تمتعت بمعرفة كلمة السر أن تجد طريق الكنز .. ليس في النفوس نفسٌ تتأبى على الكلمة الطيبة ..
لقد اعتدنا أنا و أنت و هذا الذي كان يمازحك قبل قليل ، و ذاك الذي ساهرك أمس في بيتك أو في بيته ، أو هذا الذي واجهك في مكتبك أو جاورك في دكانك .. اعتدنا كلنا أن نترك ألسنتنا تسيل في نقد الناس مسيل السياط بالأنين و الجراح في ظهور العبيد .. نحن نمزق غيابهم ، نملأ المقهى و ردهة الاستقبال و رصيف الشارع و حتى المسجد في كثير من الأحيان ثرثرة و ضحكاً مراً و حسداً كالسم لهذا و ذاك لنكتوي بعد ذلك بنار العداوة و نلتقي مع الآخرين بالجبين المقطب ..
أنا لا أقول : تباً للنقد ، فالعوج في الناس كثير ، و لكن هل جربت أن تقول الكلمة الطيبة بدل السيئة ؟ أن تبني ليظهر تهافت ما بناه غيرك ؟ أن تطول أنت ليخجل الأقزام من حولك ؟..
لو فعلت لرأيت إلى الأحقاد كيف تذوب و إلى الجبين المقطب كيف ينفرد و يضحك لك ... إذاً لعرفت أن في يدك سحراً حلالاً و لكنك لا تستخدمه ..
الحصان الجموح تدغدغ عرفه فيطامن من عنفوانه ، و فقراء الهنود يغنون للأفعى بالمزمار فترقص..
قلبك أنت و قلبي أنا يعطي حبه لهمسة حلوة ، يعطي كنوزاً دونها كنوز كسرى و قيصر..
كثير منا يكرهون الحق إذا لم يلبس الكلمة الطيبة ..
يروى أن أميراً من أمراء الدولة العباسية رأى رؤيا أفزعته فجمع الناس و ألقى إليهم برؤياه طالباً تأويلها ..
قال رجل : يموت أهلك و أحبابك جميعاً ثم تموت أنت .. هذا تأويل رؤياك أيها الأمير !!
فأمر الأمير بالرجل للجلاد..و قام رجل آخر فقال : يطيل الله عمر مولاي الأمير حتى يكون آخر أهله موتاً..فملأ الأمير فمه بالجواهر..!!!
و أنت تستطيع دوماً أن تختار الكلمة الثانية لتقول ما تريد و تستطيع بالبناء أن تهدم و بالنقد نفسه أن تكسب الحب شريطة أن تؤمن معي بكلمة السر..الكلمة الطيبة..
قال العليم الخبير في الكلمة الطيبة : ((ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابتٌ و فرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)).
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الكلمة الطيبة :... الكلمة الطيبة صدقة
في أسطورة قديمة أن البطل الباحث عن كنز الجبل يستطيع التعرف على كلمة السر التي بدونها لا يستطيع دخول كهف الكنز..و حين يصل إلى باب الكهف يجد على بابه صخرة عظيمة تحول بينه و بين باب خفي يوصل إلى المراد ، و كان يكفيه أن يقف عند الصخرة الضخمة و يردد كلمة السر و إذا بالصخرة الصماء تنشق له عن باب الكنز الخفي و تفتح له قلبها كاشفة له عن أغلى ما عندها ثم إذا بجوف الصخرة المعتم يشرق بالوهج ثم إذا بها دفقٌ من الجوهر و من كل حجر كريم ...
إنها أسطورة قديمة .. لكنني أؤمن بوجود مثل هذه الكلمة التي تغازل قلب الصخرة فتحركه و تحركه ليعطي أروع ما عنده ..
و أكثر من هذا أني أعرف كلمة السر هذه ، و أعرف أنه ليس من الضروري أن يتوسط بيني و بينها سحرٌ و لا ساحر ، و أنت أيضاً تعرفها مثلي لكنك لا تدري ..
لا ريب في أنك الآن تريد معرفة هذه الكلمة التي يلين لها الصخر ..
إنها الكلمة الطيبة ..
في قلب كل إنسان مهما قسا جانب للحب و العطف ، ركنٌ صغير تزقزق فيه العواطف الحلوة ... حتى من أعتى مجرم على وجه البسيطة لا بد أن تجري يوماً ما دمعة ..
و قد تكون بعض القلوب من الغل و الحقد كالأفاعي حين تقتتل ..
أتعرف كيف تقتتل الأفاعي ؟
تلتف كل واحدة على الأخرى و تغرز كل واحدة أنياب السم في جسد أختها ، و تبقى تلتف و تلتف حتى تشكل عقدة من الحقد و الغضب و الكراهية لا يحلها إلا دبيب الموت فيها شيئاً فشيئاً .. إنك حتى في مثل هذه القلوب تستطيع إذا تمتعت بمعرفة كلمة السر أن تجد طريق الكنز .. ليس في النفوس نفسٌ تتأبى على الكلمة الطيبة ..
لقد اعتدنا أنا و أنت و هذا الذي كان يمازحك قبل قليل ، و ذاك الذي ساهرك أمس في بيتك أو في بيته ، أو هذا الذي واجهك في مكتبك أو جاورك في دكانك .. اعتدنا كلنا أن نترك ألسنتنا تسيل في نقد الناس مسيل السياط بالأنين و الجراح في ظهور العبيد .. نحن نمزق غيابهم ، نملأ المقهى و ردهة الاستقبال و رصيف الشارع و حتى المسجد في كثير من الأحيان ثرثرة و ضحكاً مراً و حسداً كالسم لهذا و ذاك لنكتوي بعد ذلك بنار العداوة و نلتقي مع الآخرين بالجبين المقطب ..
أنا لا أقول : تباً للنقد ، فالعوج في الناس كثير ، و لكن هل جربت أن تقول الكلمة الطيبة بدل السيئة ؟ أن تبني ليظهر تهافت ما بناه غيرك ؟ أن تطول أنت ليخجل الأقزام من حولك ؟..
لو فعلت لرأيت إلى الأحقاد كيف تذوب و إلى الجبين المقطب كيف ينفرد و يضحك لك ... إذاً لعرفت أن في يدك سحراً حلالاً و لكنك لا تستخدمه ..
الحصان الجموح تدغدغ عرفه فيطامن من عنفوانه ، و فقراء الهنود يغنون للأفعى بالمزمار فترقص..
قلبك أنت و قلبي أنا يعطي حبه لهمسة حلوة ، يعطي كنوزاً دونها كنوز كسرى و قيصر..
كثير منا يكرهون الحق إذا لم يلبس الكلمة الطيبة ..
يروى أن أميراً من أمراء الدولة العباسية رأى رؤيا أفزعته فجمع الناس و ألقى إليهم برؤياه طالباً تأويلها ..
قال رجل : يموت أهلك و أحبابك جميعاً ثم تموت أنت .. هذا تأويل رؤياك أيها الأمير !!
فأمر الأمير بالرجل للجلاد..و قام رجل آخر فقال : يطيل الله عمر مولاي الأمير حتى يكون آخر أهله موتاً..فملأ الأمير فمه بالجواهر..!!!
و أنت تستطيع دوماً أن تختار الكلمة الثانية لتقول ما تريد و تستطيع بالبناء أن تهدم و بالنقد نفسه أن تكسب الحب شريطة أن تؤمن معي بكلمة السر..الكلمة الطيبة..
قال العليم الخبير في الكلمة الطيبة : ((ألم ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابتٌ و فرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها و يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)).
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الكلمة الطيبة :... الكلمة الطيبة صدقة