ماء زمزم
14 Aug 2011, 03:37 PM
http://www.hadth.org/styles/hadth/images/arroww2.gifعفوا ..مكة لأثرياء فقط مقال لكاتبة " حــدث " الدكتوره نوف المطيري تناقش فيه إرتفاع
الأسعار الجنوني في السكن بجوار بيت الله الحرام وكيف سمحت الجهات المعنية للتجار
ممارسة الجشع والطمع ضد ضيوف الرحمن
http://www.hadth.org/newsm/13842.jpg الرياض - حدث
إرتفاع أسعار السكن وغيره بشكل جنوني ومبالغ فيه في الأماكن المقدسة في مثل هذا الوقت من كل عام أمراً مؤسف يحتاج إلى النقاش وإعادة النظر من قبل الجهات المعنية , لكي لايحسب على بلدنا المملكة العربية السعودية مهد الحضارة ومحضن الرسالة التي كرست قيادتها الرشيدة طاقتها لخدمة ضيوف الرحمن , ورأس الهرم في الدولة لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين.
هذا الأمر تناولته كاتبة صحيفة "حدث" الدكتورة نوف علي المطيري , والتي نتشرف بإنضمامها لكوكبة الكتاب المميزين في الصحيفة بمقال تحت عنوان "عفوا ..مكة للأثرياء فقط" حيث جاء المقال بالنص التالي :-
قد تصبح هذه العبارة واقعا ولوحةً تزَين المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف بعد أن أقيمت حوله ناطحات السحاب على أنقاض العشرات من الفنادق والشقق القديمة القريبة من الحرم .
لقد أصبحت منطقة الحرم ببناياتها الشامخة في السماء لا يسكنها سوى الأثرياء، إثر الارتفاع الجنوني لأسعار الغرف في المنطقة.
لقد بلغت أسعار السكن لليلة الواحدة في بعض الفنادق والشقق في بداية شهر رمضان أسعاراً خيالية لا تصدق ! مما دفع بالكثير من المعتمرين إلى الذهاب لجدة والطائف بعد إنهائهم لمناسك العمرة مباشرة للبحث عن مكان للإقامة. وهذا يحرمهم من البقاء داخل مكة والتمتع بأجوائها الروحانية أثناء الشهر الكريم ولو لأيام ، ويمنعهم من الإقامة بقرب المسجد الحرام يصلون ويعبدون الله فيه. ويضطر بعض المعتمرين للسكن في الحرم ينامون في ساحاته ويفترشون الممرات، ويأكلون به ولا يبرحونه لمكان أخر، بسبب غلاء السكن في المنطقة المحيطة به. ولهذا تأثيره على اكتظاظ المسجد وزيادة الزحام، كما له تأثيره على مستوى النظافة.
وإذا كان ارتفاع الأسعار قد حدث في بداية شهر رمضان المبارك فماذا سيكون عليه الحال بالعشر الأواخر من رمضان؟ فالكثيرون من الناس يتوقون إلى البقاء بجوار بيت الله، ليتمكنوا من الصلاة به والتزود بالعبادات في هذه الأيام الفضيلة. لذا فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار أضعاف ما هي عليه في بداية الشهر قياسا بما حدث في بدايته. وهذا يشير إلى أن الجشع قد استفحل لدى تجار العقارات ويقتضي تدخل المسئولين لإيقاف هذه المهزلة وضبط الأسعار. إن مكة مكان للعبادة له قدسيته، فلا ينبغي تحويله إلى مكان لجني الأرباح الخيالية من القادمين إليه بغرض العبادة. وإن الدولة ينبغي ألا تسمح باستغلال القادمين إلى مكة من معتمرين وحجاج من قبل تجار لا هم لهم سوى مراكمة الملايين من الريالات.
وما يحدث الآن بمكة أمراً لا ينبغي السكوت عليه، فالتجار أطلقت يدهم ليعملوا ما يشاءوا دون رقيب أو حسيب. والتجار يهمهم تعظيم الأرباح ولا يقيمون اعتباراً لمن أين تأتيهم الأرباح، لا يهمهم إذا كانوا يأخذونها من عرق الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين يستدين بعضهم لتأدية العمرة في رمضان. وقد جعل هذا الارتفاع المسعور في الأسعار الكثيرين من الفقراء يحجمون عن أداء العمرة وزيارة مكة المكرمة في رمضان لعدم مقدرتهم على دفع تكاليف الإقامة الباهضة. وهكذا يتسبب ارتفاع الأسعار في حرمانهم من العمرة ومن قضاء شهر رمضان أو بعض منه في أجواء مكة الروحانية.
السؤال هو هل اصبحت تأدية العمرة وقضاء العشر الأواخر من رمضان في مكة امتيازا للأثرياء فقط لأنهم يمتلكون المال، ويستطيعون دفع الإيجارات المرتفعة بشكل جنوني؟
وإذا كان المواطنون يشتكون من ارتفاع أسعار السكن بالمنطقة القريبة من الحرم وأن هذه هي شكواهم في مجالسهم هذه الأيام، فكيف هو الحال لدى القادمين للعمرة من بلدان العالم الأخرى، خاصة من يأتون من دول فقيرة؟ فالكثير من المسلمين يأتون من بقاع بعيدة ومن مناطق نائية وغير ميسورة طمعا برؤية الكعبة المشرفة ولأداء العمرة في هذه الأيام المباركة، خاصة في العشر الأخيرة. فهل سيفاجئون بهذا الغلاء الفاحش للسكن وباستغلال وطمع التجار الذين يحولون المناسبة إلى موسم للتجارة وليس للعبادة، ولمن سيشتكون؟ وكيف سيكون عليه حالهم؟
ويحدث هذا الجشع والاستغلال للمعتمرين بهذه الأيام المباركة وهذا الشهر الفضيل في ظل صمت و تجاهل وزارة التجارة والهيئة العليا للسياحة التي لم تحركا ساكنا تجاه هذا الغلاء، ولم تقوما بأي عمل لإيقاف مسلسل استنزاف جيوب الناس. ومع أننا لا ننكر على التجار التكسب المشروع ولكن لا يجب أن يصل إلى حد استغلال الناس. كما لا يمكن تبرير ارتفاع أسعار السكن في الفنادق والشقق على أنه استغلال التجار لموسم وحيد، فأيام السنة في مكة كلها عامرة بالزائرين والمعتمرين، فلا مجال للحديث عن الكساد واستغلال موسم يتيم.
أنني أوجه نداء للمسئولين بالدولة أن يتدخلوا فليس من العدل حرمان الفقراء من حق العمرة في رمضان وزيارة بيت الله والتعبد فيه، على وزارة التجارة أن تقوم بتحديد الأسعار وتشديد الرقابة عليها. كما أوجه نداء لأهل مكة وأقول لهم إن قريش كانت تقوم على خدمة الحجاج وإطعامهم وتقديم الكساء لهم في زمن الجاهلية, فأين أنتم من قريش؟ إن مكة مكان للعبادة فلا تحولوه إلى مكان للكسب غير المشروع.
د.نوف علي المطيري
كما أن أهل مكة المكرمة وأهل الحرم هُجروا من بيوتهم وضُردوا بحفن من الريالات كتعويض عن مساكنهم وهو تعويض مادي لا يسوي جواري وقربي بالحرم الشريف
والآن جاءت ناطحات السحب لتذهب بروحانية الحرم والعبادة
أصبح الحرم بدون روحانية وبدون سكينة
ننادي بأعلى صوت :
أعيدوا للحرمين روحيانيتها وهيبتها ورونقها
الأسعار الجنوني في السكن بجوار بيت الله الحرام وكيف سمحت الجهات المعنية للتجار
ممارسة الجشع والطمع ضد ضيوف الرحمن
http://www.hadth.org/newsm/13842.jpg الرياض - حدث
إرتفاع أسعار السكن وغيره بشكل جنوني ومبالغ فيه في الأماكن المقدسة في مثل هذا الوقت من كل عام أمراً مؤسف يحتاج إلى النقاش وإعادة النظر من قبل الجهات المعنية , لكي لايحسب على بلدنا المملكة العربية السعودية مهد الحضارة ومحضن الرسالة التي كرست قيادتها الرشيدة طاقتها لخدمة ضيوف الرحمن , ورأس الهرم في الدولة لقب نفسه بخادم الحرمين الشريفين.
هذا الأمر تناولته كاتبة صحيفة "حدث" الدكتورة نوف علي المطيري , والتي نتشرف بإنضمامها لكوكبة الكتاب المميزين في الصحيفة بمقال تحت عنوان "عفوا ..مكة للأثرياء فقط" حيث جاء المقال بالنص التالي :-
قد تصبح هذه العبارة واقعا ولوحةً تزَين المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف بعد أن أقيمت حوله ناطحات السحاب على أنقاض العشرات من الفنادق والشقق القديمة القريبة من الحرم .
لقد أصبحت منطقة الحرم ببناياتها الشامخة في السماء لا يسكنها سوى الأثرياء، إثر الارتفاع الجنوني لأسعار الغرف في المنطقة.
لقد بلغت أسعار السكن لليلة الواحدة في بعض الفنادق والشقق في بداية شهر رمضان أسعاراً خيالية لا تصدق ! مما دفع بالكثير من المعتمرين إلى الذهاب لجدة والطائف بعد إنهائهم لمناسك العمرة مباشرة للبحث عن مكان للإقامة. وهذا يحرمهم من البقاء داخل مكة والتمتع بأجوائها الروحانية أثناء الشهر الكريم ولو لأيام ، ويمنعهم من الإقامة بقرب المسجد الحرام يصلون ويعبدون الله فيه. ويضطر بعض المعتمرين للسكن في الحرم ينامون في ساحاته ويفترشون الممرات، ويأكلون به ولا يبرحونه لمكان أخر، بسبب غلاء السكن في المنطقة المحيطة به. ولهذا تأثيره على اكتظاظ المسجد وزيادة الزحام، كما له تأثيره على مستوى النظافة.
وإذا كان ارتفاع الأسعار قد حدث في بداية شهر رمضان المبارك فماذا سيكون عليه الحال بالعشر الأواخر من رمضان؟ فالكثيرون من الناس يتوقون إلى البقاء بجوار بيت الله، ليتمكنوا من الصلاة به والتزود بالعبادات في هذه الأيام الفضيلة. لذا فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار أضعاف ما هي عليه في بداية الشهر قياسا بما حدث في بدايته. وهذا يشير إلى أن الجشع قد استفحل لدى تجار العقارات ويقتضي تدخل المسئولين لإيقاف هذه المهزلة وضبط الأسعار. إن مكة مكان للعبادة له قدسيته، فلا ينبغي تحويله إلى مكان لجني الأرباح الخيالية من القادمين إليه بغرض العبادة. وإن الدولة ينبغي ألا تسمح باستغلال القادمين إلى مكة من معتمرين وحجاج من قبل تجار لا هم لهم سوى مراكمة الملايين من الريالات.
وما يحدث الآن بمكة أمراً لا ينبغي السكوت عليه، فالتجار أطلقت يدهم ليعملوا ما يشاءوا دون رقيب أو حسيب. والتجار يهمهم تعظيم الأرباح ولا يقيمون اعتباراً لمن أين تأتيهم الأرباح، لا يهمهم إذا كانوا يأخذونها من عرق الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين يستدين بعضهم لتأدية العمرة في رمضان. وقد جعل هذا الارتفاع المسعور في الأسعار الكثيرين من الفقراء يحجمون عن أداء العمرة وزيارة مكة المكرمة في رمضان لعدم مقدرتهم على دفع تكاليف الإقامة الباهضة. وهكذا يتسبب ارتفاع الأسعار في حرمانهم من العمرة ومن قضاء شهر رمضان أو بعض منه في أجواء مكة الروحانية.
السؤال هو هل اصبحت تأدية العمرة وقضاء العشر الأواخر من رمضان في مكة امتيازا للأثرياء فقط لأنهم يمتلكون المال، ويستطيعون دفع الإيجارات المرتفعة بشكل جنوني؟
وإذا كان المواطنون يشتكون من ارتفاع أسعار السكن بالمنطقة القريبة من الحرم وأن هذه هي شكواهم في مجالسهم هذه الأيام، فكيف هو الحال لدى القادمين للعمرة من بلدان العالم الأخرى، خاصة من يأتون من دول فقيرة؟ فالكثير من المسلمين يأتون من بقاع بعيدة ومن مناطق نائية وغير ميسورة طمعا برؤية الكعبة المشرفة ولأداء العمرة في هذه الأيام المباركة، خاصة في العشر الأخيرة. فهل سيفاجئون بهذا الغلاء الفاحش للسكن وباستغلال وطمع التجار الذين يحولون المناسبة إلى موسم للتجارة وليس للعبادة، ولمن سيشتكون؟ وكيف سيكون عليه حالهم؟
ويحدث هذا الجشع والاستغلال للمعتمرين بهذه الأيام المباركة وهذا الشهر الفضيل في ظل صمت و تجاهل وزارة التجارة والهيئة العليا للسياحة التي لم تحركا ساكنا تجاه هذا الغلاء، ولم تقوما بأي عمل لإيقاف مسلسل استنزاف جيوب الناس. ومع أننا لا ننكر على التجار التكسب المشروع ولكن لا يجب أن يصل إلى حد استغلال الناس. كما لا يمكن تبرير ارتفاع أسعار السكن في الفنادق والشقق على أنه استغلال التجار لموسم وحيد، فأيام السنة في مكة كلها عامرة بالزائرين والمعتمرين، فلا مجال للحديث عن الكساد واستغلال موسم يتيم.
أنني أوجه نداء للمسئولين بالدولة أن يتدخلوا فليس من العدل حرمان الفقراء من حق العمرة في رمضان وزيارة بيت الله والتعبد فيه، على وزارة التجارة أن تقوم بتحديد الأسعار وتشديد الرقابة عليها. كما أوجه نداء لأهل مكة وأقول لهم إن قريش كانت تقوم على خدمة الحجاج وإطعامهم وتقديم الكساء لهم في زمن الجاهلية, فأين أنتم من قريش؟ إن مكة مكان للعبادة فلا تحولوه إلى مكان للكسب غير المشروع.
د.نوف علي المطيري
كما أن أهل مكة المكرمة وأهل الحرم هُجروا من بيوتهم وضُردوا بحفن من الريالات كتعويض عن مساكنهم وهو تعويض مادي لا يسوي جواري وقربي بالحرم الشريف
والآن جاءت ناطحات السحب لتذهب بروحانية الحرم والعبادة
أصبح الحرم بدون روحانية وبدون سكينة
ننادي بأعلى صوت :
أعيدوا للحرمين روحيانيتها وهيبتها ورونقها