عبدالله الكعبي
23 Aug 2011, 10:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أقل ما توصف به حالة الحماس الرهيبة لأجهزة البلاك بيري هذه الأيام، هو أنها أصبحت أشبه بالهيستيريا الجماعية، فالناس حولك في كل مكان يقرأون أو يكتبون رسائل البلاك بيري، في المكاتب والمصاعد والطرقات وحتى أثناء قيادة السيارات، وعندما تطالع ملامح وجوههم تجد تركيزا شديدا وانفعالا واضحا، وكأنهم يتابعون وقائع غزو فضائي لكوكب الأرض.
ولن نتحدث عن أسعار أجهزة البلاك بيري ولا فاتورته، فكل إنسان حر في كيفية إنفاق ماله، رغم أن الأمر خطير، لأن هذه الأجهزة وميزانيتها تمثل وجها صارخا للسفه في الإنفاق، وأصبحت عبئا على الأسر، التي يدفع أبناؤها كل شهر الكثير من أجل هذه الأجهزة التي لم تنجح في شيء خلال الفترة الماضية، سوى نشر الأكاذيب والإشاعات، مقابل القليل جدا من الأخبار الصادقة.
ورغم أن الناس تستطيع أن تتبين بسهولة، مدى صدق أي خبر يقال انه وقع هنا أو هناك، إما بالانتقال السريع إلى مكانه، أو بالاتصال بأحد المعارف ممن يقيمون أو يعملون بهذا المكان، فإن الناس تصدق أن حريقا نشب ، أو أن تظاهرة خرجت من منطقه أو أن قتيلا سقط ، حتى لو لم يكن أيا من ذلك قد حدث، لمجرد أن الأخبار القادمة من البلاك بيري تقول ذلك.
ومن خلال عملنا يتصل بنا معارف ويسألون عن هذه الأخبار، فأخبرهم بأنها لم تحدث، فيسألونك باستغراب كيف ذلك وقد قرأت هذا في البلاك بيري؟
ولا يقفون عند هذا الحد، بل يهاجمونك ويقولون: لا بد أنك تخفي معلومات !!.
والأدهى من ذلك أنه جاءني أحد الاصدقاء منذ أيام يسألني: هل سمعت عن مكرمة الألف دينار الجديدة أي عشرة الف ريال ، وعندما سألته عن مصدر خبرها قالت إنه البلاك بيري، وعندما قلت لها إن قرارا مثل هذا لم يرد ولم نقرأه في الصحف ولا سمعناه في الإذاعة ولا التلفزيون، قال لي بإصرار إن الخبر أكيد وانه سيذهب غدا لتسجيل اسمه، وإذا كان هذا موقف الزميل فما بالنا بموقف الناس العاديين ؟
المسألة تحتاج إلى وقفة وتأمل، فالسهولة التي يصدق بها الناس شائعات البلاك بيري تعني أن هناك شيئا غير عادي، فالناس لا تصدق الشائعات بهذه السهولة إلا إذا كانوا في حالة توتر أو حالة قلق غير عادي، أو يكونون غير قادرين على ترتيب أفكارهم بشكل منطقي، أو غير قادرين على التفكير بذهن صاف، وأنا لا أهاجم الناس، بل أحذر من أن هذه الحالة تجعل العامة فريسة سهلة في يد مروجي الشائعات الهدامة والأخبار الكاذبة، يوجهونهم حيثما يريدون، ويشحنونهم بالطريقة التي يريدون، ولا أعلم ماذا سنقرأ غدا من شائعات سيصدقها المتحمسون لأخبار البلاك بيري.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أقل ما توصف به حالة الحماس الرهيبة لأجهزة البلاك بيري هذه الأيام، هو أنها أصبحت أشبه بالهيستيريا الجماعية، فالناس حولك في كل مكان يقرأون أو يكتبون رسائل البلاك بيري، في المكاتب والمصاعد والطرقات وحتى أثناء قيادة السيارات، وعندما تطالع ملامح وجوههم تجد تركيزا شديدا وانفعالا واضحا، وكأنهم يتابعون وقائع غزو فضائي لكوكب الأرض.
ولن نتحدث عن أسعار أجهزة البلاك بيري ولا فاتورته، فكل إنسان حر في كيفية إنفاق ماله، رغم أن الأمر خطير، لأن هذه الأجهزة وميزانيتها تمثل وجها صارخا للسفه في الإنفاق، وأصبحت عبئا على الأسر، التي يدفع أبناؤها كل شهر الكثير من أجل هذه الأجهزة التي لم تنجح في شيء خلال الفترة الماضية، سوى نشر الأكاذيب والإشاعات، مقابل القليل جدا من الأخبار الصادقة.
ورغم أن الناس تستطيع أن تتبين بسهولة، مدى صدق أي خبر يقال انه وقع هنا أو هناك، إما بالانتقال السريع إلى مكانه، أو بالاتصال بأحد المعارف ممن يقيمون أو يعملون بهذا المكان، فإن الناس تصدق أن حريقا نشب ، أو أن تظاهرة خرجت من منطقه أو أن قتيلا سقط ، حتى لو لم يكن أيا من ذلك قد حدث، لمجرد أن الأخبار القادمة من البلاك بيري تقول ذلك.
ومن خلال عملنا يتصل بنا معارف ويسألون عن هذه الأخبار، فأخبرهم بأنها لم تحدث، فيسألونك باستغراب كيف ذلك وقد قرأت هذا في البلاك بيري؟
ولا يقفون عند هذا الحد، بل يهاجمونك ويقولون: لا بد أنك تخفي معلومات !!.
والأدهى من ذلك أنه جاءني أحد الاصدقاء منذ أيام يسألني: هل سمعت عن مكرمة الألف دينار الجديدة أي عشرة الف ريال ، وعندما سألته عن مصدر خبرها قالت إنه البلاك بيري، وعندما قلت لها إن قرارا مثل هذا لم يرد ولم نقرأه في الصحف ولا سمعناه في الإذاعة ولا التلفزيون، قال لي بإصرار إن الخبر أكيد وانه سيذهب غدا لتسجيل اسمه، وإذا كان هذا موقف الزميل فما بالنا بموقف الناس العاديين ؟
المسألة تحتاج إلى وقفة وتأمل، فالسهولة التي يصدق بها الناس شائعات البلاك بيري تعني أن هناك شيئا غير عادي، فالناس لا تصدق الشائعات بهذه السهولة إلا إذا كانوا في حالة توتر أو حالة قلق غير عادي، أو يكونون غير قادرين على ترتيب أفكارهم بشكل منطقي، أو غير قادرين على التفكير بذهن صاف، وأنا لا أهاجم الناس، بل أحذر من أن هذه الحالة تجعل العامة فريسة سهلة في يد مروجي الشائعات الهدامة والأخبار الكاذبة، يوجهونهم حيثما يريدون، ويشحنونهم بالطريقة التي يريدون، ولا أعلم ماذا سنقرأ غدا من شائعات سيصدقها المتحمسون لأخبار البلاك بيري.