ام حفصه
08 Sep 2011, 05:11 PM
الحمد لله القائل"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا*
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"
والصلاة والسلام على النبي الأمين القائل
"إن الله سائل كل راع عما استرعاه
أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"
والقائل"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"
وبعد
قال تعالى"يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم"كلكم راعٍ
وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته
والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته
والمرأة في بيت زوجها راعية ٌ وهي مسؤولة ٌ عن رعيتها ...الحديث"
وعلى هذا فإن أبنائنا أمانة في أعناقنا
فنحن مسؤولون عن تربيتهم منذ الصغر حتى يكبروا على التربية السليمة
فيصلحوا أنفسهم وأمتهم
والتربية تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة الحاضنة للطفل في السنين الأولى
وهي السنوات التي عليها مَبنَى التربية
واعلم رحمك الله أن أول خروج الطفل من رحم أمه يُستحب التأذين في أذنه
كما أخبر ابن أبي رافع رضي الله عنه قال
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن
الحسن بن علي حين ولدته فاطمة".
فالتكبير نافع جداً ومهم جداً للمولود فالتأذين والتكبير في أذن المولود
يدخل من أذنه ويستقر في قلبه فيكون أول ما سمعه المولود
و استقر في قلبه هو التكبير
"الله أكبر*الله أكبر"فيستقر في قلبه من يوم مولده كبرياء الله وعظمته
وهذا يزرع في المولود ثقته بربه تعالى
ورجوعه إليه في كل أحواله
فإذا تعرض لمحنة في كبره تراه سرعان ما توجه لربه الكبير المتعال
خلاف من يسمع أول مولده الزغاريد والتصفيق
وربما زاد الأهل الطينة بلة فقام أحدهم وفتح
جهازه على أغنية يصحبها الطبل والزمر
وللأسف يستمر الحال على ذلك؛ولا حول ولا قوة إلا بالله
فمن كان هذا منشأه تراه في كبره إذا تعرض
لمشكلة ولو صغيرة بدأ يصرخ ويولول ويطوف على الناس
الصالح منهم والطالح علهم يخرجوه من هذه المشكلة
وتراه ضعيف التوكل على الله تعالى وضعيف النفس وقليل الصبر
تراه على النقيض من المولود الأول
الذي سمع التكبير من لحظة خروجه للدنيا واستمر على ذلك
ولكن هذا الذي سمع الطبل والزمر أول لحظاته
ينجو لو عدل معه الأهل وأبعدوه عن منشأه الأول
الغير صحيح؛ومالوا به إلى بيئة طيبة.
اعلم رحمك الله أن حب أطفالنا؛وحب رؤيتهم سعداء
لا يلزمنا أن نلبي لهم جميع طلباتهم لأن هذا
لا يساعد على بناء شخصية متزنة وايجابية
إذ التدليل وتلبية الطلبات كلها أو جلها
يضعف إحساسه بالأمن والطمأنينة بعيداً عن والديه
وكذلك يصبح اتكالياً أنانياً
كما أنه قد يتجه إلى الطواف على الناس والطلب منهم
عندما لا تتحقق رغباته إذا كبر بسبب عجز الأهل عن ذلك
ومن الممكن من هذا حاله ومنشأه أن يتجه للسرقة
لو عجز عن توفير ما يريد بطريقة سليمة
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وكذلك تلبية طلبات الطفل كاملة وبسرعة هروباً من إزعاج البكاء
أو زيادة في الدلال؛يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير
وهذا يضر بالطفل بعدما يكبر
فيزرع فيه التوكل على الغير وعدم الصبر على فقدان لوازم الحياة
لو تأخرت .
فتجده لو احتاج شراء شيء ولم يتوفر معه المال الكافي لذلك
لا يصبر ومباشرة يبحث عمن يوفر له ذلك الطلب؛
وممكن يتنازل عن بعض قيمه وأخلاقه لأجل ذلك الطلب
وإن كان هذا الطلب غير مهم
فهو أصلاً لم يتعود على الصبر
على تأخر أو فقدان بعض الحاجات منذ الصغر
ولذلك فإن تلبية طلبات الطفل كلما يصرخ خطأ
يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير في الكبر
لذلك الأفضل أن نترك الطفل أحياناً يبكي
ونتحمل إزعاج البكاء لمصلحة الطفل المستقبلية
وأحياناً نلبي له بسرعة
فهذا ينشئه على نفسية متوسطة في الطلبات
ويعوده على الصبر لو لم يتمكن الأهل تلبية طلباته كلها في كبره
واعلم رحمك الله:
أن الطفل يبدأ أخذ ميوله العقائدي والفكري من يومه الأول
الذي يولد فيه إلى ثمان سنين بنسبة كبيرة جداً
ويبقى القليل يأخذه في مكبره.
ولكن هل ممكن يتغير هذا الميول ؟
نعم ممكن جداً فالثقافة في الكبر والتوجيه وقبوله للحق
وعدم مطاوعته لنفسه يخدمه في ذلك بشكل كبير
وهذا النجاح مقرون بمدى قبوله للحق الذي يسمعه أو يقرأه
مع قوته وإصراره على محاربة النفس والهوى والتضحية
من أجل الحق؛ ولكنه يجد صعوبة على اتباع الحق في بدايته
أكثر من الأول الذي تربى على الذكر والتكبير
وكذلك الأمر ممكن أن ينحرف هذا الذي تربى على الذكر والتكبير
لو اتبع هواه و أعطى نفسه كل ما تطلبه
دون الالتفات إلى الحلال والحرام
ولكن يبقى الإنحراف عنده أصعب
من الذي تربى أصلاً على الطبل والزمر؛والله المستعان وعليه التكلان.
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه،
كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء"
ثم يقول:أبو هريرة واقرءوا إن شئتم:
"فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله".
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :
الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر نفسية ساذجة،
خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه
، ومائل إلى كل ما يحال إليه،
فإن عُوِّد على الخير وعلِّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة،
وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب،
وإن عوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم،
شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي".
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا*
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"
والصلاة والسلام على النبي الأمين القائل
"إن الله سائل كل راع عما استرعاه
أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"
والقائل"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"
وبعد
قال تعالى"يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم"كلكم راعٍ
وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته
والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته
والمرأة في بيت زوجها راعية ٌ وهي مسؤولة ٌ عن رعيتها ...الحديث"
وعلى هذا فإن أبنائنا أمانة في أعناقنا
فنحن مسؤولون عن تربيتهم منذ الصغر حتى يكبروا على التربية السليمة
فيصلحوا أنفسهم وأمتهم
والتربية تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة الحاضنة للطفل في السنين الأولى
وهي السنوات التي عليها مَبنَى التربية
واعلم رحمك الله أن أول خروج الطفل من رحم أمه يُستحب التأذين في أذنه
كما أخبر ابن أبي رافع رضي الله عنه قال
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن
الحسن بن علي حين ولدته فاطمة".
فالتكبير نافع جداً ومهم جداً للمولود فالتأذين والتكبير في أذن المولود
يدخل من أذنه ويستقر في قلبه فيكون أول ما سمعه المولود
و استقر في قلبه هو التكبير
"الله أكبر*الله أكبر"فيستقر في قلبه من يوم مولده كبرياء الله وعظمته
وهذا يزرع في المولود ثقته بربه تعالى
ورجوعه إليه في كل أحواله
فإذا تعرض لمحنة في كبره تراه سرعان ما توجه لربه الكبير المتعال
خلاف من يسمع أول مولده الزغاريد والتصفيق
وربما زاد الأهل الطينة بلة فقام أحدهم وفتح
جهازه على أغنية يصحبها الطبل والزمر
وللأسف يستمر الحال على ذلك؛ولا حول ولا قوة إلا بالله
فمن كان هذا منشأه تراه في كبره إذا تعرض
لمشكلة ولو صغيرة بدأ يصرخ ويولول ويطوف على الناس
الصالح منهم والطالح علهم يخرجوه من هذه المشكلة
وتراه ضعيف التوكل على الله تعالى وضعيف النفس وقليل الصبر
تراه على النقيض من المولود الأول
الذي سمع التكبير من لحظة خروجه للدنيا واستمر على ذلك
ولكن هذا الذي سمع الطبل والزمر أول لحظاته
ينجو لو عدل معه الأهل وأبعدوه عن منشأه الأول
الغير صحيح؛ومالوا به إلى بيئة طيبة.
اعلم رحمك الله أن حب أطفالنا؛وحب رؤيتهم سعداء
لا يلزمنا أن نلبي لهم جميع طلباتهم لأن هذا
لا يساعد على بناء شخصية متزنة وايجابية
إذ التدليل وتلبية الطلبات كلها أو جلها
يضعف إحساسه بالأمن والطمأنينة بعيداً عن والديه
وكذلك يصبح اتكالياً أنانياً
كما أنه قد يتجه إلى الطواف على الناس والطلب منهم
عندما لا تتحقق رغباته إذا كبر بسبب عجز الأهل عن ذلك
ومن الممكن من هذا حاله ومنشأه أن يتجه للسرقة
لو عجز عن توفير ما يريد بطريقة سليمة
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وكذلك تلبية طلبات الطفل كاملة وبسرعة هروباً من إزعاج البكاء
أو زيادة في الدلال؛يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير
وهذا يضر بالطفل بعدما يكبر
فيزرع فيه التوكل على الغير وعدم الصبر على فقدان لوازم الحياة
لو تأخرت .
فتجده لو احتاج شراء شيء ولم يتوفر معه المال الكافي لذلك
لا يصبر ومباشرة يبحث عمن يوفر له ذلك الطلب؛
وممكن يتنازل عن بعض قيمه وأخلاقه لأجل ذلك الطلب
وإن كان هذا الطلب غير مهم
فهو أصلاً لم يتعود على الصبر
على تأخر أو فقدان بعض الحاجات منذ الصغر
ولذلك فإن تلبية طلبات الطفل كلما يصرخ خطأ
يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير في الكبر
لذلك الأفضل أن نترك الطفل أحياناً يبكي
ونتحمل إزعاج البكاء لمصلحة الطفل المستقبلية
وأحياناً نلبي له بسرعة
فهذا ينشئه على نفسية متوسطة في الطلبات
ويعوده على الصبر لو لم يتمكن الأهل تلبية طلباته كلها في كبره
واعلم رحمك الله:
أن الطفل يبدأ أخذ ميوله العقائدي والفكري من يومه الأول
الذي يولد فيه إلى ثمان سنين بنسبة كبيرة جداً
ويبقى القليل يأخذه في مكبره.
ولكن هل ممكن يتغير هذا الميول ؟
نعم ممكن جداً فالثقافة في الكبر والتوجيه وقبوله للحق
وعدم مطاوعته لنفسه يخدمه في ذلك بشكل كبير
وهذا النجاح مقرون بمدى قبوله للحق الذي يسمعه أو يقرأه
مع قوته وإصراره على محاربة النفس والهوى والتضحية
من أجل الحق؛ ولكنه يجد صعوبة على اتباع الحق في بدايته
أكثر من الأول الذي تربى على الذكر والتكبير
وكذلك الأمر ممكن أن ينحرف هذا الذي تربى على الذكر والتكبير
لو اتبع هواه و أعطى نفسه كل ما تطلبه
دون الالتفات إلى الحلال والحرام
ولكن يبقى الإنحراف عنده أصعب
من الذي تربى أصلاً على الطبل والزمر؛والله المستعان وعليه التكلان.
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه،
كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء"
ثم يقول:أبو هريرة واقرءوا إن شئتم:
"فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله".
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :
الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر نفسية ساذجة،
خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه
، ومائل إلى كل ما يحال إليه،
فإن عُوِّد على الخير وعلِّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة،
وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب،
وإن عوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم،
شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي".