ام حفصه
08 Sep 2011, 07:51 PM
هو المهدي-رحمه الله-أبو عبد الله محمد بن المنصور ولد سنة 127 وقيل 126هجرية تتبع الزنادقة وافنى منهم خلقا كثير وهو أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين، قال الذهبي-رحمه الله-ما علمت قيل فيه جرحا ولا تعديلا. كان له حظ وافر من العلم، وحظ أوفر من البطولة والشجاعة، كان كريما سخيا ورعا، أكرم أهل العلم والدين، وإخباره مع سفيان الثوري-رحمه الله-مشهورة، ويوما وعظه صالح بن عبد الجليل وذكره بسيرة العمرين حتى أبكاه، وبلغ من تقواه وخشيته لله تعالى ما ذكره الطبري-رحمه الله-في التاريخ ج8\175 إذ قال احدهم:(إصابتنا ريح في أيام المهدي حتى ظننا أنها تسوقنا إلى المحشر، فخرجت اطلب أمير المؤمنين، فوجدته واضعا خده على الأرض يقول:اللهم احفظ محمدا-صلى الله عليه وسلم- في أمته، اللهم لا تشمت بنا أعداءنا من الأمم، اللهم إن كنت أخذت هذا العلم بذنبي فهذه ناصيتي بين يديك، قال:فما لبثنا إلا يسيرا حتى انكشفت الريح وانجلى ما كنا فيه).
وفي عهده تأكدت الصبغة الدينية للخلافة العباسية، وكان عهده عهد وفاء ويسر، ونشاط وعمران، وابرز معالم نشاطه الديني تظهر في محاربته الزندقة وتقصي الزنادقة والاقتصاص منهم فانشأ ديوانا لهم سمى القائم عليه صاحب الزنادقة، وولى عليه عثمان بن نهيك الذي كان يتتبعهم ويقتل من تثبت عليه التهمة وبلغ الأمر بالمهدي إن اخذ ابن وزيره محمد بن عبيد الله بالزندقة،
لأنه لايحفظ شيء من القران الكريم.الكامل لابن الأثير \5\59.
وفي الفهرست لابن النديم ص 473انه اعترف بالزندقة فقتله.ويزداد سعي المهدي في البحث عن الزنادقة في الأفاق، فقلد عمر الكلواذاني ديوان الزنادقة فطلبهم، فظفر بجماعة منهم، فيهم يزيد بن فيض كاتب المنصور الذي اقر بالزندقة فحبس.تاريخ الطبري\10\9.
وبعد وفاة عمر ولي الديوان محمد بن عيسى حمدوية وكان أتي بابن لداود بن علي، ويعقوب بن الفضل بن عبد المطلب وأقرا بالزندقة وأقرت ابنة الأخير بأنها حامل منه، ولم تلبث إن ماتت فزعا فاقسم المهدي على يعقوب قائلا:(ولولا أني كنت جعلت لله علي عهدا إذا ولاني هذا الأمر إلا اقتل هاشميا لما ناظرتك ولقتلتك)واقسم على أخيه إن يقتلهما.ولم يعرف من الهاشميين متزندقا سواهما، وهذا يكشف خطر أفكار الزنادقة وانتشارها، وقد اشتد نشاط الزنادقة عن طريق ترجمة كتب العقائد الفارسية التي تعتني بدعوة أصحاب ماني المجوسية وكتاب زرادشت صاحب الثنوية، ولقد مزج ماني الخبيث بين الزرادشتية(ألآهي النور والظلمة والزواج بالبنات والاخوات)، والبوذية(التناسخ وتحريم ذبح الحيوان)، والنصرانية(الزهد والنسك)، كل هذا من معاني الزندقة وكذلك تعني المزدكية التي تؤمن بالثنوية، والإمعان في اللذات والشهوات(الإباحية).
واتسع معنى الزندقة هذا من ديانة المجوس إلى سائر إتباع الديانات الفارسية التي تظاهر أهلها بالإسلام، وأبطنوا كل كفر والحاد وشك وفلسفة مع مجاهرة بالمجون والإثم.
لهذا نشط المهدي-رحمه الله-وشدد الحملة عليهم حتى عرف ب (جزار الزنادقة)(وحينما خرج لحرب الروم سنة 163هجرية أرسل إلى حلب فجمع من تلك الناحية الزنادقة، فقتلهم وقطع كتبهم بالسكاكين).زبدة الحلب من تاريخ حلب\1\61.
وهو القائل(ما وجدت كتاب زندقة قط إلا واصله ابن المقفع)الذي ترجم كتب ديصان ومرقيون وماني، فقتله المنصور بالزندقة لعنه الله.
واخذ المهدي في سنة 166 داود بن روح بن حاتم، وإسماعيل بن سليمان، ومحمد بن أبي أيوب المكي، ومحمد بن طيفور، بالزندقة، فاستتابهم وخلى سبيلهم، وبعث داود إلى أبيه والي البصرة فأمره بتأديبه.تاريخ الطبري\8\163.
وجاء في خزانة الأدب\1\541، إن المهدي اخذ بشار بن برد فأمر صاحب الزنادقة بقتله بعد إن إذن وهو سكران في غير الوقت وبشار هذا ينسب إلى الإلحاد المحض والثنوية.
والأظهر إن المهدي هو الذي قتل صالح بن عبد القدوس بسبب الزندقة، وله محاكمة طريفة في طبقات الشعراء ص90.ويلاحظ إن موقف المهدي ضد الزنادقة كان قويا كتم أنفاسهم، وكف عن المسلمين انجاسهم، ومع هذا كانت حربه عليهم حرب واعية يستتيبهم، ويعفو عن التائب ويسجن من يستحق السجن ويقتل المصر الخبيث.
وقبل وفاته أوصى ابنه الهادي بتعقب الزنادقة فقال له:(يأبني إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابة فأنها فرقة تدعوا الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة ثم يخرجها إلى تحريم اللحم ومس الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجا وتحويا، ثم تخرجها من هذا إلى عبادة اثنين احدهما النور والأخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول وسرقة الأطفال من الطرق لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب-أي صلبهم-وجرد فيها السيف وتقرب بآمرها إلى الله لاشريك له فاني رأيت جدك العباس-رضي الله عنه- في المنام قلدني سيفين وامرني بقتل أصحاب الاثنين)تاريخ الطبري\8\220.
وهي وصية تكشف الظاهر الحسن المزيف، والباطن المسخ الخطير للزندقة، لهذا قام الهادي بحرب الزندقة أحسن القيام، وأبقى على منصب صاحب الزنادقة، ونفذ وصية أبيه فقتل يعقوب بن الفظل، وإما عبد الله بن داود بن علي فقد مات في السجن، ثم قتل يزدان بن باذان كاتب يقطين وابنه علي من أهل النهروان، وكان يزدان هذا لعنه الله قد شبه الطائفين حول الكعبة بالبقرة تدوس البيدر فقتله ثم صلبه.كما في تاريخ الطبري\8\190.
من معاني الزندقة:-
هي: التأويل الفاسد بمعنى البدعة والإلحاد(شذرات البلاتين)لبن حنبل ص1-40
هي: القول بالدهر وإنكار النبوات والكتب المنزلة(رسالة الغفران)للمعري ص429
هي: أصحاب ماني(تاريخ الطبري)8\165 (الفهرست)ص472
هي: الثنوي(مروج الذهب)2\332
هي: النفاق(تحريم النظر عند كتب أهل الكلام)لبن قدامة ص7
هي: الدهريين والطبيعيين لإنكارهم الله واليوم الأخر(المنقذ من الظلال)للغزالي ص18
هي: الملحد الذي يشكل تفسيره لنصوص الشرع خطرا على الدولة(دائرة المعارف الإسلامية)10\440.
منقول ----
وفي عهده تأكدت الصبغة الدينية للخلافة العباسية، وكان عهده عهد وفاء ويسر، ونشاط وعمران، وابرز معالم نشاطه الديني تظهر في محاربته الزندقة وتقصي الزنادقة والاقتصاص منهم فانشأ ديوانا لهم سمى القائم عليه صاحب الزنادقة، وولى عليه عثمان بن نهيك الذي كان يتتبعهم ويقتل من تثبت عليه التهمة وبلغ الأمر بالمهدي إن اخذ ابن وزيره محمد بن عبيد الله بالزندقة،
لأنه لايحفظ شيء من القران الكريم.الكامل لابن الأثير \5\59.
وفي الفهرست لابن النديم ص 473انه اعترف بالزندقة فقتله.ويزداد سعي المهدي في البحث عن الزنادقة في الأفاق، فقلد عمر الكلواذاني ديوان الزنادقة فطلبهم، فظفر بجماعة منهم، فيهم يزيد بن فيض كاتب المنصور الذي اقر بالزندقة فحبس.تاريخ الطبري\10\9.
وبعد وفاة عمر ولي الديوان محمد بن عيسى حمدوية وكان أتي بابن لداود بن علي، ويعقوب بن الفضل بن عبد المطلب وأقرا بالزندقة وأقرت ابنة الأخير بأنها حامل منه، ولم تلبث إن ماتت فزعا فاقسم المهدي على يعقوب قائلا:(ولولا أني كنت جعلت لله علي عهدا إذا ولاني هذا الأمر إلا اقتل هاشميا لما ناظرتك ولقتلتك)واقسم على أخيه إن يقتلهما.ولم يعرف من الهاشميين متزندقا سواهما، وهذا يكشف خطر أفكار الزنادقة وانتشارها، وقد اشتد نشاط الزنادقة عن طريق ترجمة كتب العقائد الفارسية التي تعتني بدعوة أصحاب ماني المجوسية وكتاب زرادشت صاحب الثنوية، ولقد مزج ماني الخبيث بين الزرادشتية(ألآهي النور والظلمة والزواج بالبنات والاخوات)، والبوذية(التناسخ وتحريم ذبح الحيوان)، والنصرانية(الزهد والنسك)، كل هذا من معاني الزندقة وكذلك تعني المزدكية التي تؤمن بالثنوية، والإمعان في اللذات والشهوات(الإباحية).
واتسع معنى الزندقة هذا من ديانة المجوس إلى سائر إتباع الديانات الفارسية التي تظاهر أهلها بالإسلام، وأبطنوا كل كفر والحاد وشك وفلسفة مع مجاهرة بالمجون والإثم.
لهذا نشط المهدي-رحمه الله-وشدد الحملة عليهم حتى عرف ب (جزار الزنادقة)(وحينما خرج لحرب الروم سنة 163هجرية أرسل إلى حلب فجمع من تلك الناحية الزنادقة، فقتلهم وقطع كتبهم بالسكاكين).زبدة الحلب من تاريخ حلب\1\61.
وهو القائل(ما وجدت كتاب زندقة قط إلا واصله ابن المقفع)الذي ترجم كتب ديصان ومرقيون وماني، فقتله المنصور بالزندقة لعنه الله.
واخذ المهدي في سنة 166 داود بن روح بن حاتم، وإسماعيل بن سليمان، ومحمد بن أبي أيوب المكي، ومحمد بن طيفور، بالزندقة، فاستتابهم وخلى سبيلهم، وبعث داود إلى أبيه والي البصرة فأمره بتأديبه.تاريخ الطبري\8\163.
وجاء في خزانة الأدب\1\541، إن المهدي اخذ بشار بن برد فأمر صاحب الزنادقة بقتله بعد إن إذن وهو سكران في غير الوقت وبشار هذا ينسب إلى الإلحاد المحض والثنوية.
والأظهر إن المهدي هو الذي قتل صالح بن عبد القدوس بسبب الزندقة، وله محاكمة طريفة في طبقات الشعراء ص90.ويلاحظ إن موقف المهدي ضد الزنادقة كان قويا كتم أنفاسهم، وكف عن المسلمين انجاسهم، ومع هذا كانت حربه عليهم حرب واعية يستتيبهم، ويعفو عن التائب ويسجن من يستحق السجن ويقتل المصر الخبيث.
وقبل وفاته أوصى ابنه الهادي بتعقب الزنادقة فقال له:(يأبني إن صار لك هذا الأمر فتجرد لهذه العصابة فأنها فرقة تدعوا الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للآخرة ثم يخرجها إلى تحريم اللحم ومس الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجا وتحويا، ثم تخرجها من هذا إلى عبادة اثنين احدهما النور والأخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول وسرقة الأطفال من الطرق لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب-أي صلبهم-وجرد فيها السيف وتقرب بآمرها إلى الله لاشريك له فاني رأيت جدك العباس-رضي الله عنه- في المنام قلدني سيفين وامرني بقتل أصحاب الاثنين)تاريخ الطبري\8\220.
وهي وصية تكشف الظاهر الحسن المزيف، والباطن المسخ الخطير للزندقة، لهذا قام الهادي بحرب الزندقة أحسن القيام، وأبقى على منصب صاحب الزنادقة، ونفذ وصية أبيه فقتل يعقوب بن الفظل، وإما عبد الله بن داود بن علي فقد مات في السجن، ثم قتل يزدان بن باذان كاتب يقطين وابنه علي من أهل النهروان، وكان يزدان هذا لعنه الله قد شبه الطائفين حول الكعبة بالبقرة تدوس البيدر فقتله ثم صلبه.كما في تاريخ الطبري\8\190.
من معاني الزندقة:-
هي: التأويل الفاسد بمعنى البدعة والإلحاد(شذرات البلاتين)لبن حنبل ص1-40
هي: القول بالدهر وإنكار النبوات والكتب المنزلة(رسالة الغفران)للمعري ص429
هي: أصحاب ماني(تاريخ الطبري)8\165 (الفهرست)ص472
هي: الثنوي(مروج الذهب)2\332
هي: النفاق(تحريم النظر عند كتب أهل الكلام)لبن قدامة ص7
هي: الدهريين والطبيعيين لإنكارهم الله واليوم الأخر(المنقذ من الظلال)للغزالي ص18
هي: الملحد الذي يشكل تفسيره لنصوص الشرع خطرا على الدولة(دائرة المعارف الإسلامية)10\440.
منقول ----