انور ابو البصل
13 Sep 2011, 01:10 PM
رمضان مضى فلنحافظ على الكنوز المكتسبة منه
مشاركة أنور صالح أبو البصل :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، أما بعد :
رمضان مضى فلنتأمل في كنوز هذا الشهر الفضيل وأن يكون لنا وقفات إيمانية، عظة أو موعظة، يستنبطها الأبناء مع الآباء ليزيد اعتزازهم بهذا الشهر وتستمر معهم طوال حياتهم، ومن هذه الكنوز :
1 روح الجماعة:
فإنهم حينما يشعرون بالجوع يتذكرون المسلمين من حولهم ومشاركتهم حساً لا قولاً، فنبض القلب يختلف عن نبض الحروف على الشفاه، ومن لامس الجوع غير من ربت على كتف الجائع، فتتأصل في نفسه روح الجماعة ونبذ الأنانية والسلبية تجاه دينه ومجتمعه.
2 الشكر:
تعزيز فضيلة شكر الله على نعمه الجمة، ففي الصيام يشعر الصائم بالحرمان، وحينها يكون قريباً من ربه - عز وجل -، فيشكره على ما أنعم به عليه، فالشكر الدائم على النعم يزيدها، قال - تعالى - " لئن شكرتم لأزيدنكم "(إبراهيم: 7) فمع البطون الخالية تكون الأذهان كذلك خالية، فتصير أصفى للآخرة وأقرب لبارئها وخالقها، فيتذكر نعم الله - عز وجل - عليه وعلى غيره، ونعم الله عليه وليست لغيره، ونعم الله على غيره وليست له، فيدعو لصاحبها ولنفسه من غير بغض ولا حسد.
3 الرحمة:
فالرحمن الرحيم أمرنا بما تقوى عليه أجسادنا، ولا يكلفنا المشقة وما لا تتكلفه أنفسنا، ولكن شرع الصوم لنا ووضع له ضوابط ومحاذير وتيسير، فيسر لنا الأمر إذا اعترى العبد مشقة "فالمشقة تجلب التيسير"، وحدد له بدائل ورخصاً تحث العبد على الشعور بعظمة الحكيم الخبير، فالرخصة بالإفطار من رحمة الله الحنان المنان، والكفارة على درجات، حسب درجة المشقة يتدرج معها، وهكذا حتى لا يكون التساهل هو مغزى الإنسان من الرخصة.
4 الصبر والجلد:
وتلك من صفات المؤمنين، فبعد أن رباهم ونعتهم بصفات كثيرة يشملها الصبر على ما حرم الله من غير الأزواج وضبط النفس واللسان وغيرها
قال عز من قائل: " قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون " (5) (المؤمنون)
ثم أراد ربهم أن يزيدهم صلابة بأن يحرم عليهم شيئاً مما أحله لهم لوقت محدود بينه لهم وحدد ضوابطه، فهو صبر على صبر يزيد المؤمن قوة تخشاها الأعداء.
5 الاعتزاز بالانتماء للإسلام:
فحينما يرى الصغير هذا التنظيم الغذائي الموحد والمحدد بمواعيد يحترمها الجميع في كل بقاع العالم الإسلامي، منتظرين صوت المؤذن يصدع فينصاع له الكبير والصغير، فيرى اتحاد المسلمين وكثرتهم، فيعتز بإسلامه ويوثق انتمائه به، فلا يتخلى عن شرائعه مقلداً حفدة القردة والخنازير والمشركين ممن لا هوية لهم.
6 البذل والتكافل:
عندما يعيش الأبناء جوع الآخرين وحرمانهم يدفعهم ذلك إلى البذل والعطاء فيتوافر التكافل والتضافر بين أفراد المجتمع المسلم.
7 القناعة:
تهفو النفس وتتمنى وتحلم بلحظة الإفطار، وبعد بضع لقيمات وقطرات تعلن المعدة عصيانها عن هذا الجشع الغذائي فيتدرج في القناعة والبساطة وأن الشبع ليس فيما العين عليه تقع ولكن القناعة في الشبع مع الجوع.
8 الترتيب والنظام:
تجد أنه مهما بلغ الأبناء من الإهمال أو عدم ضبط النفس على نظام معين فيكون الصيام أول ما يعلمهم الضبط والنظام، لذلك على الأم ألا تشجع الأطفال غير المكلفين على التراجع عن الصيام مهرولة إلى رص أصناف من المأكولات أمام طفلها حتى تعوض بكاءه أو ضجره أو عدم تحمله الصيام، فعليها أن تساعدهم على التحمل وضبط النفس دون المشقة.
9 المداومة على الطاعة:
قد يستحيي العبد من ربه في هذا الشهر الكريم من ارتكاب بعض ما تعود عليه من المعاصي فينتهي عنها مبتغياً بذلك وجه ربه الكريم فيستمر على الطاعة متجنباً المعصية.
10 زيادة الطاعات:
فإن من علامات قبول عمل العبد أن الطاعة يعقبها طاعة وليس انتكاسة.
11 التحدي:
يقيد الله الشياطين بسلاسل في هذا الشهر الفضيل، فهو فرصة للاغتنام سهلة، والانتصار على النفس ميسر، ولكن شياطين الإنس لم ولن يدعوه يهنأ بهذه المنة من الله - عز وجل -، فحشدوا كل ما يملكون ليفسدوا عليه صيامه وطاعته ويضيعوا ما توعده به ربه، فمن يفتح الباب على نفسه فقد فتح أبواب الشياطين كلها فعلى العبد أن يقبل التحدي ويثابر في مواجهة ما حيك له.
12 كثرة التفكر والتدبر:
فرصة الوقت في رمضان عظيمة إن لم نقضها نائمين أو نضيعها أمام الملهيات من شاشات أو أسواق أو مطابخ وغيرها، ولكن علينا التوازن بين أعمالنا وعباداتنا، ونفسح للعبادات القسط الأكبر.
13 التغيير:
الأخصائيون النفسيون والتربويون دائماً ما يحثون الإنسان على التغيير، وفي رمضان نحصل على هذا الشيء الذي به يجدد الإنسان حياته ويبدأ بهمة من جديد.
14 الانتصار:
ثم تأتي الفرحة بالانتصار على النفس ومكافأتها بيوم العيد، فهو انتصار على شهوات الفرج والبطن واللسان، فجاءت التهنئة والدعاء بقبول العمل من رب غفور
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.
لا تنسونا من صالح دعائكم
أنور صالح أبو البصل – أبو المأمون
مشاركة أنور صالح أبو البصل :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، أما بعد :
رمضان مضى فلنتأمل في كنوز هذا الشهر الفضيل وأن يكون لنا وقفات إيمانية، عظة أو موعظة، يستنبطها الأبناء مع الآباء ليزيد اعتزازهم بهذا الشهر وتستمر معهم طوال حياتهم، ومن هذه الكنوز :
1 روح الجماعة:
فإنهم حينما يشعرون بالجوع يتذكرون المسلمين من حولهم ومشاركتهم حساً لا قولاً، فنبض القلب يختلف عن نبض الحروف على الشفاه، ومن لامس الجوع غير من ربت على كتف الجائع، فتتأصل في نفسه روح الجماعة ونبذ الأنانية والسلبية تجاه دينه ومجتمعه.
2 الشكر:
تعزيز فضيلة شكر الله على نعمه الجمة، ففي الصيام يشعر الصائم بالحرمان، وحينها يكون قريباً من ربه - عز وجل -، فيشكره على ما أنعم به عليه، فالشكر الدائم على النعم يزيدها، قال - تعالى - " لئن شكرتم لأزيدنكم "(إبراهيم: 7) فمع البطون الخالية تكون الأذهان كذلك خالية، فتصير أصفى للآخرة وأقرب لبارئها وخالقها، فيتذكر نعم الله - عز وجل - عليه وعلى غيره، ونعم الله عليه وليست لغيره، ونعم الله على غيره وليست له، فيدعو لصاحبها ولنفسه من غير بغض ولا حسد.
3 الرحمة:
فالرحمن الرحيم أمرنا بما تقوى عليه أجسادنا، ولا يكلفنا المشقة وما لا تتكلفه أنفسنا، ولكن شرع الصوم لنا ووضع له ضوابط ومحاذير وتيسير، فيسر لنا الأمر إذا اعترى العبد مشقة "فالمشقة تجلب التيسير"، وحدد له بدائل ورخصاً تحث العبد على الشعور بعظمة الحكيم الخبير، فالرخصة بالإفطار من رحمة الله الحنان المنان، والكفارة على درجات، حسب درجة المشقة يتدرج معها، وهكذا حتى لا يكون التساهل هو مغزى الإنسان من الرخصة.
4 الصبر والجلد:
وتلك من صفات المؤمنين، فبعد أن رباهم ونعتهم بصفات كثيرة يشملها الصبر على ما حرم الله من غير الأزواج وضبط النفس واللسان وغيرها
قال عز من قائل: " قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون " (5) (المؤمنون)
ثم أراد ربهم أن يزيدهم صلابة بأن يحرم عليهم شيئاً مما أحله لهم لوقت محدود بينه لهم وحدد ضوابطه، فهو صبر على صبر يزيد المؤمن قوة تخشاها الأعداء.
5 الاعتزاز بالانتماء للإسلام:
فحينما يرى الصغير هذا التنظيم الغذائي الموحد والمحدد بمواعيد يحترمها الجميع في كل بقاع العالم الإسلامي، منتظرين صوت المؤذن يصدع فينصاع له الكبير والصغير، فيرى اتحاد المسلمين وكثرتهم، فيعتز بإسلامه ويوثق انتمائه به، فلا يتخلى عن شرائعه مقلداً حفدة القردة والخنازير والمشركين ممن لا هوية لهم.
6 البذل والتكافل:
عندما يعيش الأبناء جوع الآخرين وحرمانهم يدفعهم ذلك إلى البذل والعطاء فيتوافر التكافل والتضافر بين أفراد المجتمع المسلم.
7 القناعة:
تهفو النفس وتتمنى وتحلم بلحظة الإفطار، وبعد بضع لقيمات وقطرات تعلن المعدة عصيانها عن هذا الجشع الغذائي فيتدرج في القناعة والبساطة وأن الشبع ليس فيما العين عليه تقع ولكن القناعة في الشبع مع الجوع.
8 الترتيب والنظام:
تجد أنه مهما بلغ الأبناء من الإهمال أو عدم ضبط النفس على نظام معين فيكون الصيام أول ما يعلمهم الضبط والنظام، لذلك على الأم ألا تشجع الأطفال غير المكلفين على التراجع عن الصيام مهرولة إلى رص أصناف من المأكولات أمام طفلها حتى تعوض بكاءه أو ضجره أو عدم تحمله الصيام، فعليها أن تساعدهم على التحمل وضبط النفس دون المشقة.
9 المداومة على الطاعة:
قد يستحيي العبد من ربه في هذا الشهر الكريم من ارتكاب بعض ما تعود عليه من المعاصي فينتهي عنها مبتغياً بذلك وجه ربه الكريم فيستمر على الطاعة متجنباً المعصية.
10 زيادة الطاعات:
فإن من علامات قبول عمل العبد أن الطاعة يعقبها طاعة وليس انتكاسة.
11 التحدي:
يقيد الله الشياطين بسلاسل في هذا الشهر الفضيل، فهو فرصة للاغتنام سهلة، والانتصار على النفس ميسر، ولكن شياطين الإنس لم ولن يدعوه يهنأ بهذه المنة من الله - عز وجل -، فحشدوا كل ما يملكون ليفسدوا عليه صيامه وطاعته ويضيعوا ما توعده به ربه، فمن يفتح الباب على نفسه فقد فتح أبواب الشياطين كلها فعلى العبد أن يقبل التحدي ويثابر في مواجهة ما حيك له.
12 كثرة التفكر والتدبر:
فرصة الوقت في رمضان عظيمة إن لم نقضها نائمين أو نضيعها أمام الملهيات من شاشات أو أسواق أو مطابخ وغيرها، ولكن علينا التوازن بين أعمالنا وعباداتنا، ونفسح للعبادات القسط الأكبر.
13 التغيير:
الأخصائيون النفسيون والتربويون دائماً ما يحثون الإنسان على التغيير، وفي رمضان نحصل على هذا الشيء الذي به يجدد الإنسان حياته ويبدأ بهمة من جديد.
14 الانتصار:
ثم تأتي الفرحة بالانتصار على النفس ومكافأتها بيوم العيد، فهو انتصار على شهوات الفرج والبطن واللسان، فجاءت التهنئة والدعاء بقبول العمل من رب غفور
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.
لا تنسونا من صالح دعائكم
أنور صالح أبو البصل – أبو المأمون