وردة نوري
23 Sep 2011, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرضا بوابة الله الكبرى وبوابة الجنة
"ارضَ بما قسم الله"،
هو عنوان الموضوع، الذي إن حققه الإنسان حاز السعادة في الدنيا وحصل على مفتاح
القبول في الآخرة، "فالرضا بوابة الله الكبرى، وبوابة الجنة"
كما قال أحد السلف.
ومن رضي ...
عن الله وعطائه وأحكامه القدرية والشرعية فله الرضا من الله تعالى الذي هو أعظم من الجنة
يقول الله تعالى عن هذا الرضا المتبادل بينه وبين عباده المرضيين "رضي الله عنهم ورضوا عنه".
" السخط "
هو الخطيئة التي تقابل قُربة
" الرضا "
والمصابون بهذه الآفة تسخط قلوبهم على أقدار الله وأحكامه فلا يرضون بأرزاقهم
ولا بأزواجهم ولا بذرياتهم ولا بمراكبهم ولا حتى بجيرانهم،
ولسان ...حال أحدهم
" ربي لم يقدرني حق قدري، وأعطى زيداً أو عمراً وأنا أحق بالعطاء منه !! "
وهو في هذا ينازع الله تعالى ألوهيته وهو لا يدري، فالله وحده الذي لم يقدره عباده حق قدره،
قال تعالى:
" وما قدروا الله حق قدره "
أما العباد ..
فهم ملك لربهم لا يسألونه عما يفعل وهم يُسئلون، وهم بين يديه موقوفون محاسبون ..
وفي أحيان ..
كثيرة ينتقل لسان حال هؤلاء المتسخطين إلى لسان مقالهم فيشكون الخالق المنعم
للمخلوق قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فيبيتون وينهضون وهم في غضب الله وسخطه، ولا
يغني عن أحدهم أن يلتزم بالفرائض فينقر ركعات بقلبٍ ساخط على ربه ورأس متهم له بالظلم
– تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – ولو أن أحدهم صعد إلى السماء أو خرق الأرض
فلن يتغير حاله ولن يذهب غيظه، ولن يزداد من الله تعالى إلا مقتاً وغضباً .......... !
فإذا ........
نصحه ناصح بأن تغيير الحال لا يُستجلب بالمعصية، وأن عليه أن يصب اهتمامه في إقامة
الدين والسعي لنشره في الأرض أجابك بأن الدين منصور ظافر لأنه دين الله وأنه لا يحتـاج
لمجهودات الأفراد، أما إذا انتقل الحديث للدنيا هو أول الطالبين لها المستزيدين منهـا الساعين
لكسبها من حلال أو من حرام !
وبعض عـباد الدنيا..
إذا احتال لتحصيلها بشتى الطرق ثم فشل أطلق بلسانه عبارات تدل على الرضا بأقدار الله
وهو كاذب دعي لأن ذلك لا يوافق ما انعقد في قلبه من التسخط على تسيير الله لكونه
وتقسيمه لرزقه ..... .
فهذا موسى عليه السلام يخاطبه ربه ممتناً عليه بما أعطاه فيقول:
"خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين"
وهذا شأن كل مؤمن يأخذ بطيب نفس ما أعطاه الله سواء في صحته أو صورته أو ماله أو أهله
أو ولده فيكون راضياً عن عطاياه شاكرا لأنعمه، يعلم أن الدنيا ممر لآخراه فينصب اهتمـامه
بإصلاح دينه وتحقيق عبودية ربه ............. .
والعبد المؤمن لا يغرّه العطاء، ولا يتسخط للمنع فهو يعلم أن هذا ليس له علاقة برضا الله
عن العبد وأن كلاهما امتحان لابد من اجتيازه بنجاح للحصول على النعيم الذي لا ينفد في
جنات الله والحصول على رضاه في الآخرة
يقول الله تعالى:
"فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن.
وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا...."
والمؤمن غني بكنز الرضـا الذي يملأ قلبه ويعيش حياته منطلقا من قول سيد الراضين عن ربه،
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح آمنا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها " ... .
المؤمن ...
يرى بنور الله تعالى فلا ينخدع بالمظاهر فإذا نظر إلى القصور ومن فيها لم تغرّه زخارفهـا، وله بصيرة
وفراسة يعلم من خلالها أن أصحاب القصور كتب الله عليهم نصيبهم من التفكك الأسرى والانحلال
والمنغصات والأمراض والقلق والهم، فالدنيا لا تصفو لأحد فبعضهم لا ينام إلا بالعقاقير، وبعضهم
منعه الأطباء من تناول أطعمة يأكلها الفقير بكل يسر ! ! !
الراضي ..
عن ربه يثق بالقابض الباسط وبحكمته البالغة في تقسيم الأرزاق، ويتذكر أن خير البرية عليه
الصلاة والسلام شد على بطنه بالحجر لئلا يشعر بالجوع وأنه كان يمر الشهرين والثلاثة ولا
توقد في أبياته نار لطهي طعام يعيش هو وزوجاته على الماء ورديء التمر .... !
الراضي ..
عن ربه يعلم أن الحصول على رضا الله لا يأتي به ملك كسرى لو كان صاحبه شقياً، ويعلم
أن الدنيا ممر إلى دار المقر، لذلك فإن كِسرةُ خبزٍ يأكلها وهو على طاعة ربه أفضل عنده من
ملك كسرى وهو مقيم على المعصية .......
الراضي ..
عن ربه ينشد أبياتٍ لشاعر الزهد أبي العتاهية، قال فيها :
رغيف خبز يابس && تأكله في زاوية
وكـوب ماء بارد && تشربه من صافيه
وغرفــة نظيـفة && نفسك فيها راضية
وطفلــة صغيرة && محفوفة بعــافية
أو مسجد بمعـــزل && عن الورى في ناحيه
ومصحفــاً تقرؤه && مستنداً لسـاريه
معتبراً بمن مضــى && من القرون الخاليه
خير من الساعات في && ظل القصور العاليه
تعقبها عقـــوبة && تصلى بنار حاميه
فهذه وصيتي && مخبرة بحاليه
طوبى لمن يسمعهــا && تلك لعمري كافيه
..راق لي..
الرضا بوابة الله الكبرى وبوابة الجنة
"ارضَ بما قسم الله"،
هو عنوان الموضوع، الذي إن حققه الإنسان حاز السعادة في الدنيا وحصل على مفتاح
القبول في الآخرة، "فالرضا بوابة الله الكبرى، وبوابة الجنة"
كما قال أحد السلف.
ومن رضي ...
عن الله وعطائه وأحكامه القدرية والشرعية فله الرضا من الله تعالى الذي هو أعظم من الجنة
يقول الله تعالى عن هذا الرضا المتبادل بينه وبين عباده المرضيين "رضي الله عنهم ورضوا عنه".
" السخط "
هو الخطيئة التي تقابل قُربة
" الرضا "
والمصابون بهذه الآفة تسخط قلوبهم على أقدار الله وأحكامه فلا يرضون بأرزاقهم
ولا بأزواجهم ولا بذرياتهم ولا بمراكبهم ولا حتى بجيرانهم،
ولسان ...حال أحدهم
" ربي لم يقدرني حق قدري، وأعطى زيداً أو عمراً وأنا أحق بالعطاء منه !! "
وهو في هذا ينازع الله تعالى ألوهيته وهو لا يدري، فالله وحده الذي لم يقدره عباده حق قدره،
قال تعالى:
" وما قدروا الله حق قدره "
أما العباد ..
فهم ملك لربهم لا يسألونه عما يفعل وهم يُسئلون، وهم بين يديه موقوفون محاسبون ..
وفي أحيان ..
كثيرة ينتقل لسان حال هؤلاء المتسخطين إلى لسان مقالهم فيشكون الخالق المنعم
للمخلوق قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فيبيتون وينهضون وهم في غضب الله وسخطه، ولا
يغني عن أحدهم أن يلتزم بالفرائض فينقر ركعات بقلبٍ ساخط على ربه ورأس متهم له بالظلم
– تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – ولو أن أحدهم صعد إلى السماء أو خرق الأرض
فلن يتغير حاله ولن يذهب غيظه، ولن يزداد من الله تعالى إلا مقتاً وغضباً .......... !
فإذا ........
نصحه ناصح بأن تغيير الحال لا يُستجلب بالمعصية، وأن عليه أن يصب اهتمامه في إقامة
الدين والسعي لنشره في الأرض أجابك بأن الدين منصور ظافر لأنه دين الله وأنه لا يحتـاج
لمجهودات الأفراد، أما إذا انتقل الحديث للدنيا هو أول الطالبين لها المستزيدين منهـا الساعين
لكسبها من حلال أو من حرام !
وبعض عـباد الدنيا..
إذا احتال لتحصيلها بشتى الطرق ثم فشل أطلق بلسانه عبارات تدل على الرضا بأقدار الله
وهو كاذب دعي لأن ذلك لا يوافق ما انعقد في قلبه من التسخط على تسيير الله لكونه
وتقسيمه لرزقه ..... .
فهذا موسى عليه السلام يخاطبه ربه ممتناً عليه بما أعطاه فيقول:
"خذ ما أتيتك وكن من الشاكرين"
وهذا شأن كل مؤمن يأخذ بطيب نفس ما أعطاه الله سواء في صحته أو صورته أو ماله أو أهله
أو ولده فيكون راضياً عن عطاياه شاكرا لأنعمه، يعلم أن الدنيا ممر لآخراه فينصب اهتمـامه
بإصلاح دينه وتحقيق عبودية ربه ............. .
والعبد المؤمن لا يغرّه العطاء، ولا يتسخط للمنع فهو يعلم أن هذا ليس له علاقة برضا الله
عن العبد وأن كلاهما امتحان لابد من اجتيازه بنجاح للحصول على النعيم الذي لا ينفد في
جنات الله والحصول على رضاه في الآخرة
يقول الله تعالى:
"فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن.
وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن. كلا...."
والمؤمن غني بكنز الرضـا الذي يملأ قلبه ويعيش حياته منطلقا من قول سيد الراضين عن ربه،
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"من أصبح آمنا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها " ... .
المؤمن ...
يرى بنور الله تعالى فلا ينخدع بالمظاهر فإذا نظر إلى القصور ومن فيها لم تغرّه زخارفهـا، وله بصيرة
وفراسة يعلم من خلالها أن أصحاب القصور كتب الله عليهم نصيبهم من التفكك الأسرى والانحلال
والمنغصات والأمراض والقلق والهم، فالدنيا لا تصفو لأحد فبعضهم لا ينام إلا بالعقاقير، وبعضهم
منعه الأطباء من تناول أطعمة يأكلها الفقير بكل يسر ! ! !
الراضي ..
عن ربه يثق بالقابض الباسط وبحكمته البالغة في تقسيم الأرزاق، ويتذكر أن خير البرية عليه
الصلاة والسلام شد على بطنه بالحجر لئلا يشعر بالجوع وأنه كان يمر الشهرين والثلاثة ولا
توقد في أبياته نار لطهي طعام يعيش هو وزوجاته على الماء ورديء التمر .... !
الراضي ..
عن ربه يعلم أن الحصول على رضا الله لا يأتي به ملك كسرى لو كان صاحبه شقياً، ويعلم
أن الدنيا ممر إلى دار المقر، لذلك فإن كِسرةُ خبزٍ يأكلها وهو على طاعة ربه أفضل عنده من
ملك كسرى وهو مقيم على المعصية .......
الراضي ..
عن ربه ينشد أبياتٍ لشاعر الزهد أبي العتاهية، قال فيها :
رغيف خبز يابس && تأكله في زاوية
وكـوب ماء بارد && تشربه من صافيه
وغرفــة نظيـفة && نفسك فيها راضية
وطفلــة صغيرة && محفوفة بعــافية
أو مسجد بمعـــزل && عن الورى في ناحيه
ومصحفــاً تقرؤه && مستنداً لسـاريه
معتبراً بمن مضــى && من القرون الخاليه
خير من الساعات في && ظل القصور العاليه
تعقبها عقـــوبة && تصلى بنار حاميه
فهذه وصيتي && مخبرة بحاليه
طوبى لمن يسمعهــا && تلك لعمري كافيه
..راق لي..