خزااامى
30 Sep 2011, 09:00 AM
ذكر لي أحدهم أنّه ذهب في إحدى ليالي رمضان بصحبة زوجته وأولاده الثلاثة لتناول طعام الإفطار في أحد المطاعم الفاخرة، وكانت تكلفة الكبار 75 ريالاً للشخص والصغير 40 ريالاً، وبعد لحظات جميلة تناولوا فيها أطايب المشويات والمقبلات ولذيذ المأكولات، وبعد جولات وصولات على أطباق الحلى الفاخر، طلب الأب الفاتورة وإذا به يفاجأ بمبلغ 150 ريالاً فقط، وكان من المفترض أنها 270 ريالاً!
تفاعلت العائلة كلها مع هذا التفاوت الكبير في المبلغ وكانت الحيرة سيدة المشهد!
الكل ينتظر كيف سيتصرف رب الأسرة!
هل يستغل الخطأ ويقتنص الفرصة تحت مبرر أنّهم أصحاب الشأن وتحت مظلة أن الخطأ خطؤهم!؟
صراع داخلي عنيف بين شهوة الكسب ولذة النصر المؤقّت وبين صوت الضمير الحي وصوت المبادئ ...
وفي لحظة حسم الأبُ الصراع برفع صوته منادياً المسؤول عن المطعم!
وبعد أن حيّاه وضّح له أنّ ثمة خطأ في الفاتورة، حيث إنّ المبلغ الصحيح هو 270 ريالاً!
ردّ عليه مسئول المطعم بابتسامة عريضة شكره فيها على أمانته، موضحاً له أنّهم تعمّدوا ذلك احتفاءً به وإكراماً له ولعائلته، وذلك لكونها الزيارة الأولى لهذا المطعم.
http://www.dr-km.com/infimages/myuppic/entsar.jpg
لا يستويان
هل تساوي 120 ريالاً أو حتى أموال الدنيا أن يكون أنموذجاً فاشلاً وقدوة سيئة؟!
هل ستسكت كنوز الدنيا صرخات التأنيب وتداوي من طعنات الضمير المؤلمة؟!
إنّ العيش بشخصية متكاملة تعيش وفق أجندة ثابتة من المبادئ لا شك أن لها تبعات وضريبة تدفع وفرصة تفوت وشهوة تكبت .. ولكنها لا شك أهنأ عيشاً وأريح بالاً من حياة مثقلة بالمتاعب ووخزات الضمير المؤلمة.
مكاسب عظيمة من موقف صغير تجلّت فيه القيم وقالت فيها المبادئ كلمتها فأرضى ربه وأراح ضميره، وقدم درساً لأولاده لن ينسوه أبداً في الثبات والقوة والوضوح وتطابق النظرية مع التطبيق.
وقفة
إنّ من مكملات الشخصية وجمال ملامحها هي معرفة الإنسان قيمه ومبادئه وثوابته غير القابلة للتنازل أو المساومة، لأنّ الحياة بدون ثوابت ومبادئ وقيم، لا شك باهظة الثمن، عامرة بالتعاسة، فالأشخاص الذين يساومون على المبادئ ويميلون حيث مال بهم الهوى، ويحطون رحالهم حيث مصلحتهم الشخصية، من أشد الناس تعاسة وأكثرهم بؤساً وضعفاً وأقلهم إنتاجية وعطاء.
وليكن لنا في الحبيب محمد اللهم صلي وسلم عليه، قدوة في الثبات ووضوح الهدف والحضور القوي للقيم السامية حينما ساوموه بالمال والجاه على أن يترك الدعوة إلى الله قال لهم (ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار).
وراودته الجبال الشمّ من ذهب
عن نفسه فأراها أيما شمم
يقول د. عبد الكريم بكار (إنّ من طبيعة المبدأ أنّه يمد من يتمحور حوله بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن رصيده الفعلي، ولذا: فإنّ التضحيات الجليلة لا تصدر إلاّ عن أصحاب المبادئ والالتزام، وهم أنفع الناس للناس؛ لأنهم يثرون الحياة دون أن يسحبوا من رصيدها الحيوي، إذ إنّهم ينتظرون المكافأة في الآخرة). وقد أثبتت الدراسات أن الناس يكونون بصحة أفضل ولياقة وعاطفة وأسلم حين تكون لديهم منظومة معتقدات واضحة ويتصرفون وفقاً لها.
اثبت أخي الحبيب عند قيمك وكن كالجبل عندما تناوشك الإغراءات، وسوف تدرك أن لذة الانتصار على النفس ومتعة قمع الأهواء والركون إلى القيم، لا تقاربها لذة ولا تدانيها متعة.
ومضة قلم
ليست الشجاعة في أن تقول كل ما تعتقده، بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقوله.
الدكتور / خالد المنيف
تفاعلت العائلة كلها مع هذا التفاوت الكبير في المبلغ وكانت الحيرة سيدة المشهد!
الكل ينتظر كيف سيتصرف رب الأسرة!
هل يستغل الخطأ ويقتنص الفرصة تحت مبرر أنّهم أصحاب الشأن وتحت مظلة أن الخطأ خطؤهم!؟
صراع داخلي عنيف بين شهوة الكسب ولذة النصر المؤقّت وبين صوت الضمير الحي وصوت المبادئ ...
وفي لحظة حسم الأبُ الصراع برفع صوته منادياً المسؤول عن المطعم!
وبعد أن حيّاه وضّح له أنّ ثمة خطأ في الفاتورة، حيث إنّ المبلغ الصحيح هو 270 ريالاً!
ردّ عليه مسئول المطعم بابتسامة عريضة شكره فيها على أمانته، موضحاً له أنّهم تعمّدوا ذلك احتفاءً به وإكراماً له ولعائلته، وذلك لكونها الزيارة الأولى لهذا المطعم.
http://www.dr-km.com/infimages/myuppic/entsar.jpg
لا يستويان
هل تساوي 120 ريالاً أو حتى أموال الدنيا أن يكون أنموذجاً فاشلاً وقدوة سيئة؟!
هل ستسكت كنوز الدنيا صرخات التأنيب وتداوي من طعنات الضمير المؤلمة؟!
إنّ العيش بشخصية متكاملة تعيش وفق أجندة ثابتة من المبادئ لا شك أن لها تبعات وضريبة تدفع وفرصة تفوت وشهوة تكبت .. ولكنها لا شك أهنأ عيشاً وأريح بالاً من حياة مثقلة بالمتاعب ووخزات الضمير المؤلمة.
مكاسب عظيمة من موقف صغير تجلّت فيه القيم وقالت فيها المبادئ كلمتها فأرضى ربه وأراح ضميره، وقدم درساً لأولاده لن ينسوه أبداً في الثبات والقوة والوضوح وتطابق النظرية مع التطبيق.
وقفة
إنّ من مكملات الشخصية وجمال ملامحها هي معرفة الإنسان قيمه ومبادئه وثوابته غير القابلة للتنازل أو المساومة، لأنّ الحياة بدون ثوابت ومبادئ وقيم، لا شك باهظة الثمن، عامرة بالتعاسة، فالأشخاص الذين يساومون على المبادئ ويميلون حيث مال بهم الهوى، ويحطون رحالهم حيث مصلحتهم الشخصية، من أشد الناس تعاسة وأكثرهم بؤساً وضعفاً وأقلهم إنتاجية وعطاء.
وليكن لنا في الحبيب محمد اللهم صلي وسلم عليه، قدوة في الثبات ووضوح الهدف والحضور القوي للقيم السامية حينما ساوموه بالمال والجاه على أن يترك الدعوة إلى الله قال لهم (ما أنا بأقدر على أن أدع ما بعثت به من أن يشتعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار).
وراودته الجبال الشمّ من ذهب
عن نفسه فأراها أيما شمم
يقول د. عبد الكريم بكار (إنّ من طبيعة المبدأ أنّه يمد من يتمحور حوله بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن رصيده الفعلي، ولذا: فإنّ التضحيات الجليلة لا تصدر إلاّ عن أصحاب المبادئ والالتزام، وهم أنفع الناس للناس؛ لأنهم يثرون الحياة دون أن يسحبوا من رصيدها الحيوي، إذ إنّهم ينتظرون المكافأة في الآخرة). وقد أثبتت الدراسات أن الناس يكونون بصحة أفضل ولياقة وعاطفة وأسلم حين تكون لديهم منظومة معتقدات واضحة ويتصرفون وفقاً لها.
اثبت أخي الحبيب عند قيمك وكن كالجبل عندما تناوشك الإغراءات، وسوف تدرك أن لذة الانتصار على النفس ومتعة قمع الأهواء والركون إلى القيم، لا تقاربها لذة ولا تدانيها متعة.
ومضة قلم
ليست الشجاعة في أن تقول كل ما تعتقده، بل الشجاعة أن تعتقد كل ما تقوله.
الدكتور / خالد المنيف