أنس المحبة
09 Oct 2011, 12:45 AM
نفحات عنبرية..
- أترى ترضى من الجنان بحورية؟ أم تقنع من البستان بالحلل السندسية؟ - كيف يفرح المجنون بدون ليلى العامرية؟ كيف يرتاح المحبون بغير النفحات العنبرية؟
- أجساد أذيبت في تحقيق العبودية كيف لا تتنعم بالمقاعد العندية؟ أبصار سهرت في الليالي الديجورية؟ كيف لا تتلذذ بالمشاهدة الأنسية؟ وألباب عذبت باللبانات الحيية، كيف لا تشرب من المدامة الربية؟ وأرواح حبست في الأشباح الحسية، كيف لا تسرح في الرياض القدسية وترتع في مراتعها العلية، وتشرب من مواردها الروية؟ وتنهي ما بها من فرط شوق ووجد شرح الحال عن تلك الشكية، ويبرز حاكم العشاق جهراً ويفصل عن تلك القضية!
- إذا خوطبت عند التَّلاق لمولاها ابتدأها بالتحية، فيأمرها إلى جنات عدن فتأبى أنفسا أبية، وتقسم فيه أن لا نظرت سواه ولا عقدت لسواه نية، ولا رضيت من الأكوان شيئا ولا كانت مطالبها دنية، فما هجرت لذيذ العيش إلا لتحظى منه بالصِّلة السَّنية، ويسقيها مدير الراح كأساً صفاه من صفو صفواته هنية!
- إذا أدبرت على الندماء جهرا حفت بالبواكر والعشية، تزيدهم ارتياحًا واشتياقا إلى أنوار طلْعته البهية!
- وَحَقِّك إن عينا لن تريها جمالك فإنها عين شقية، قتلت بحسنك العشاق جمعا بحق هواك رفقا بالرعية، قلوب تذوب إليك شوقا ولم يبق الهوى منها بقية، فإن أقضي وما قضيت قصدي فإني من هواك على وصية، ولست بآيس عند التلاقي يا إلهي بأن تمحو عواطفك الخطية!
- كيف يكون الرد يا إخواني وفي الأسحار أوقات ربانية، وإشارات سماوية، ونفحات ملكوتيَّة؟ والدليل على صدق هذه القضية: غناء الأطيار في الأشجار بالألحان الداودية، وتصفيق الأنهار المنكسرة في الرياض الروضية، ورقص الأغصان بالحلل السندسية، من الجنة كل ذلك إذعانا واعترافا له بالوحدانية!
- ألا يا أهل المحبة إن الحق يتجلى في وقت السحر، وينادي هل من تائب فأتوب عليه توبة مرضية؟ هل من مستغفر فأغفر له الخطايا بالكلية؟ هل من مستعط فأجز له النعم العطية؟
- ألا وإن الأرواح إذا صفت كانت ببهجته مشرقة مضية وتساوت في الأحوال وهان عليها كل رزية!
- لا جرم أن رائحة دموعهم في الآفاق عطرية، وبصبرهم على بعض الهجر استحقوا الوصل من المراتب العلية، وصحة أحاديثهم في طبقات المحبين مسندة مروية، وراحوا من غير سؤال حاجاتهم مقضية، هدية الحب قد أصبحت واضحة جلية، فيا لها من قواف بهية، وعقيدة سنية، على أصول مذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية، عصمني الله من الذين فرقوا فمرقوا كما يمرق السهم من الرمية، وجعلني وإياكم من الذين لهم غرف من فوقها غرف مبنية!
وصلى الله على سيدنا محمد أشرف البرية، وعلى آله وأصحابه وخصهم بأشرف التحية، وسلم تسليما كثيرا دائما، متجددا مترادفًا في كل بكرة وعشية، والحمد لله رب العالمين.
- أترى ترضى من الجنان بحورية؟ أم تقنع من البستان بالحلل السندسية؟ - كيف يفرح المجنون بدون ليلى العامرية؟ كيف يرتاح المحبون بغير النفحات العنبرية؟
- أجساد أذيبت في تحقيق العبودية كيف لا تتنعم بالمقاعد العندية؟ أبصار سهرت في الليالي الديجورية؟ كيف لا تتلذذ بالمشاهدة الأنسية؟ وألباب عذبت باللبانات الحيية، كيف لا تشرب من المدامة الربية؟ وأرواح حبست في الأشباح الحسية، كيف لا تسرح في الرياض القدسية وترتع في مراتعها العلية، وتشرب من مواردها الروية؟ وتنهي ما بها من فرط شوق ووجد شرح الحال عن تلك الشكية، ويبرز حاكم العشاق جهراً ويفصل عن تلك القضية!
- إذا خوطبت عند التَّلاق لمولاها ابتدأها بالتحية، فيأمرها إلى جنات عدن فتأبى أنفسا أبية، وتقسم فيه أن لا نظرت سواه ولا عقدت لسواه نية، ولا رضيت من الأكوان شيئا ولا كانت مطالبها دنية، فما هجرت لذيذ العيش إلا لتحظى منه بالصِّلة السَّنية، ويسقيها مدير الراح كأساً صفاه من صفو صفواته هنية!
- إذا أدبرت على الندماء جهرا حفت بالبواكر والعشية، تزيدهم ارتياحًا واشتياقا إلى أنوار طلْعته البهية!
- وَحَقِّك إن عينا لن تريها جمالك فإنها عين شقية، قتلت بحسنك العشاق جمعا بحق هواك رفقا بالرعية، قلوب تذوب إليك شوقا ولم يبق الهوى منها بقية، فإن أقضي وما قضيت قصدي فإني من هواك على وصية، ولست بآيس عند التلاقي يا إلهي بأن تمحو عواطفك الخطية!
- كيف يكون الرد يا إخواني وفي الأسحار أوقات ربانية، وإشارات سماوية، ونفحات ملكوتيَّة؟ والدليل على صدق هذه القضية: غناء الأطيار في الأشجار بالألحان الداودية، وتصفيق الأنهار المنكسرة في الرياض الروضية، ورقص الأغصان بالحلل السندسية، من الجنة كل ذلك إذعانا واعترافا له بالوحدانية!
- ألا يا أهل المحبة إن الحق يتجلى في وقت السحر، وينادي هل من تائب فأتوب عليه توبة مرضية؟ هل من مستغفر فأغفر له الخطايا بالكلية؟ هل من مستعط فأجز له النعم العطية؟
- ألا وإن الأرواح إذا صفت كانت ببهجته مشرقة مضية وتساوت في الأحوال وهان عليها كل رزية!
- لا جرم أن رائحة دموعهم في الآفاق عطرية، وبصبرهم على بعض الهجر استحقوا الوصل من المراتب العلية، وصحة أحاديثهم في طبقات المحبين مسندة مروية، وراحوا من غير سؤال حاجاتهم مقضية، هدية الحب قد أصبحت واضحة جلية، فيا لها من قواف بهية، وعقيدة سنية، على أصول مذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية، عصمني الله من الذين فرقوا فمرقوا كما يمرق السهم من الرمية، وجعلني وإياكم من الذين لهم غرف من فوقها غرف مبنية!
وصلى الله على سيدنا محمد أشرف البرية، وعلى آله وأصحابه وخصهم بأشرف التحية، وسلم تسليما كثيرا دائما، متجددا مترادفًا في كل بكرة وعشية، والحمد لله رب العالمين.