أبو بدر 1
02 Dec 2004, 08:54 PM
من هي الفرقة الناجية؟
لا يخفى على كل ذي لب ما يعيشه المسلمون هذه الأيام من تفرق و اختلاف، وتباين في المذاهب و الأصول العقدية. وقد أدى هذا إلى أنواع من التقاطع و التدابر بين المسلمين، كما أن تنازعهم أدى بهم إلى الفشل وذهاب البركة وتسلط الأعداء عليهم وقد حذر الله من ذلك وبين عاقبته، فقال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
و كل من يطلع على أحوال الأمة الإسلامية يتساءل: ما المخرج من هذا التفرق؟ و ما الجامع الذي ينبغي أن تجتمع عليه الأمة؟
ولقد تباينت الإجتهادات في ذلك:
فطائفة: ظنت أن جمع الأمة هو الأصل، وهو الهدف الأكبر الذي يجب أن يقدم على غيره من الأهداف. ومن ثم رأى هؤلاء أنه يجب التغاضي عن المسائل و القضايا التي تؤدي إلى التفرق ولو كانت هذه القضايا أصولاً عقدية، تتعلق بالتوحيد وما يضاده من الشرك.
وطائفة أخرى: ظنت أنها هي الناجية فقط، وأن حزبها أو طائفتها هم الناجون، ومن عداهم هالك خارج عن دائرة الإسلام، أو ضال مضل منحرف عن المنهاج الصحيح الذي يتبنونه وينتسبون إليه.
ولم تخل الأمة-والحمد لله-من طائفة: لم توافق الطائفتين على منهجهما؛ بل أرجعت الأمور إلى نصابها الصحيح، ووزنت أمورها بميزان الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح-رحمهم الله تعالى-لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وإن الناظر لقواعد هذا الدين، يرى أن من أصوله ومبانيه العظام، الأمر بالائتلاف والاتحاد بين أفراده ونبذ الخلاف وأسباب الشقاق والتناحر والتطاحن، وذم التعادي و التفرق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ*وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (102) (103) سورة آل عمران.
قال القرطبي ( فأوجب تعالى علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه، والرجوع إليهما عند الاختلاف، وأمرنا بالاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقاداً وعملاً، وذلك سبب اتفاق الكلمة وانتظام الشتات، الذي يتم به مصالح الدنيا والدين، والسلامة من الاختلاف، وأمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق الذي حصل لأهل الكتابين).[تفسير القرطبي2/1406]
ونستطيع القول بأن القاعدة الأساس في الائتلاف و الاجتماع، تكمن في التمسك والاعتصام بالكتاب و السنة، كما درج على ذلك سلف هذه الأمة. والله الهادي إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لا يخفى على كل ذي لب ما يعيشه المسلمون هذه الأيام من تفرق و اختلاف، وتباين في المذاهب و الأصول العقدية. وقد أدى هذا إلى أنواع من التقاطع و التدابر بين المسلمين، كما أن تنازعهم أدى بهم إلى الفشل وذهاب البركة وتسلط الأعداء عليهم وقد حذر الله من ذلك وبين عاقبته، فقال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال
و كل من يطلع على أحوال الأمة الإسلامية يتساءل: ما المخرج من هذا التفرق؟ و ما الجامع الذي ينبغي أن تجتمع عليه الأمة؟
ولقد تباينت الإجتهادات في ذلك:
فطائفة: ظنت أن جمع الأمة هو الأصل، وهو الهدف الأكبر الذي يجب أن يقدم على غيره من الأهداف. ومن ثم رأى هؤلاء أنه يجب التغاضي عن المسائل و القضايا التي تؤدي إلى التفرق ولو كانت هذه القضايا أصولاً عقدية، تتعلق بالتوحيد وما يضاده من الشرك.
وطائفة أخرى: ظنت أنها هي الناجية فقط، وأن حزبها أو طائفتها هم الناجون، ومن عداهم هالك خارج عن دائرة الإسلام، أو ضال مضل منحرف عن المنهاج الصحيح الذي يتبنونه وينتسبون إليه.
ولم تخل الأمة-والحمد لله-من طائفة: لم توافق الطائفتين على منهجهما؛ بل أرجعت الأمور إلى نصابها الصحيح، ووزنت أمورها بميزان الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح-رحمهم الله تعالى-لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
وإن الناظر لقواعد هذا الدين، يرى أن من أصوله ومبانيه العظام، الأمر بالائتلاف والاتحاد بين أفراده ونبذ الخلاف وأسباب الشقاق والتناحر والتطاحن، وذم التعادي و التفرق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ*وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (102) (103) سورة آل عمران.
قال القرطبي ( فأوجب تعالى علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه، والرجوع إليهما عند الاختلاف، وأمرنا بالاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقاداً وعملاً، وذلك سبب اتفاق الكلمة وانتظام الشتات، الذي يتم به مصالح الدنيا والدين، والسلامة من الاختلاف، وأمر بالاجتماع ونهى عن الافتراق الذي حصل لأهل الكتابين).[تفسير القرطبي2/1406]
ونستطيع القول بأن القاعدة الأساس في الائتلاف و الاجتماع، تكمن في التمسك والاعتصام بالكتاب و السنة، كما درج على ذلك سلف هذه الأمة. والله الهادي إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.