صمت النبلاء
21 Nov 2011, 01:56 AM
مقدم البرنامج : خيري رمضان..
يقول: في كل الأزمات يسأل الناس أين الشيخ محمد حسان. ارتبط اسمه بقدرته على المشاركة في الحل.
أرحب بضيفي العزيز فضيلة الشيخ محمد حسان أهلا وسهلا منورني
الشيخ محمد: أهلا وسهلاً الله يبارك فيك.
المقدم: لدي أسئلة كثيرة ومتعددة وحضرتك محور ولك مريدين كُثر ولك أيضاً جمهور بيخاف مش عارف في إيه بالضبط يحدد موقفه من حضرتك.
يعني يسمع كلامك يقتنع ولكنه يخشى من اتجاه عام ترسخ عند الناس أنه اتجاه متشدد وهو الاتجاه السلفي.
حبدأ من هو ايه السلفية؟هل السلفية منهج واحد اتجاه واحد شريحة واحدة السلفية في مصر تُمثل إيه بالظبط؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
السلفية ليست جماعة وليست حزبا وإنما السلفية منهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة.
وأول من لقب بالسلف هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لفاطمة الزهراء رضي الله عنها وهو على فراش الموت حين سَارها فضحكت وسارها فبكت قال لها:[وأنا لك خير سلف] فأول من لـُقب بالسلف هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنود أن اطمئن الجميع أن السلفية ليست جماعة وليست حزباً من الأحزاب.
وأرجو أن نفرق بين السلفية كمنهج وبين الأحزاب التي تعمل الآن تحت راية المنهج السلفي.
أرجو أن نفرق بين السلفية كمنهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة وبين الأحزاب التي انطوت الآن تحت راية هذا المنهج السلفي حتى لا نُحمل أخطاء هذه الأحزاب أو أخطاء رجل أي رجل ينتسب إلى المنهج السلفي أو أي حزب ينتسب إليه.
هذا باختصار شديد لأنني أريد أن أجيب على كل ما ستطرحه إن شاء الله تعالى.
المقدم: بنسمع أصوات ينتمون إلى المنهج السلفي مختلفة متباينة في أصوات هادئة ومتزنة زي صوت حضرتك؛ وفي أصوات عالية ومخيفة الناس قلقانة منها تراها في لهجتها من الوعيد ومن التهديد الكثير.
ده اللي خلاني أسأل هذا المنهج هل هو مستويات طبقات؟
كيف يمكن أن اقتنع أن السلفية هي صوت الشيخ محمد حسان أو اقتنع أنها صوت فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني أو الشيخ يعقوب يعني إزاي اقدر أفرق ولا كله منهج سلفي؟
الشيخ محمد: أما المنهج بفضل الله تبارك وتعالى لا يتعدد، هو منهج واضح.. حاسم.. بين.
لا ينبغي على الإطلاق أن يخشاه المسلمون في ذاته لأنه منهج الله ورسوله بفهم الصحابة رضي الله عنهم الذين هم أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله.
أما هذا الاختلاف في فهم المنهج. فهذا أمر قدري فطري.
فلا يمكن على الإطلاق أن يفهم أبنائك في بيتك الواحد مع طرحك الأبوي الواحد لا يمكن أن يفهم الأبناء هذا الطرح التربوي الواحد بنسق متساويٍ بل هذا يفهمه بطريقة والآخر يفهمه بطريقة أخرى أما منهجك التربوي الذي تطرحه في البيت كأب ومربي لهؤلاء جميعا هو منهج واحد لجميع الأبناء.
هذا الاختلاف أمر قدري فطري. يقول ربنا تبارك وتعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}.(الروم:22).
فهذا الاختلاف في فهم المنهج أمر قدري وأمر فطري ولن يتغير على الإطلاق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. بل جعل الله هذا الاختلاف في الفهم آية من الآيات الدالة على عظمته وقدرته. ولا ينبغي على الإطلاق أن نحولها نحن نقمة وسيفا للتمزيق وللتهارج وللتنازع وللخلاف.
لكن أرجو فقط من الجميع إذا حاد عن المنهج بفهم الصحابة الذي هو منهج الحكمة والرحمة والأدب والتواضع والتسامح والخلق أرجوا من أي أحد حاد عن هذا المنهج بفهمه المتجرد أن يعود لضبط فهمه لا أقول لضبط المنهج وإنما لضبط فهمه بالعودة إلى أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله آلا وهم أصحاب النبي الذين نقول نحن فهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة أي بفهم الصحابة رضي الله عنهم.
المقدم: إذن هو اختلاف تفاسير واختلاف فهم وليس اختلاف منهج.
الشيخ محمد: أي نعم.
المقدم: ليه التقسيم؟ السلفية كده إحنا بنتكلم عن أهل السنة ليه نلاقي سلفية وبعدين نلاقي صوفية وبعدين نلاقي الإخوان وكأن المسلمين متفرقين وبنجد نزاعات دائمة وانقسام بين هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء وصراعات أنا الأصح لأ أنت الأصوب رغم أن الكل في النهاية يعود إلى السنة النبوية الشريفة وإلى القرآن الكريم.
الشيخ محمد: يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله تعالى في كلام بديع لطالما كررته. وهذا كلام لو عادت إليه الأمة لفض النزاع.
يقول:" إن سألوك عن شيخك فقل شيخي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن سألوك عن منهجك فقل القرآن والسنة وإن سألوك عن جماعتك فقل :{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ}.(الحج:78) لو عدنا إلى هذا التأصيل ما وجدنا هذا التنازع وهذا التهارج الله جل وعلا يدعونا إلى الوحدة {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.(الأنفال:46). ويقول جل وعلا:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}. (آل عمران:103). ويقول جل وعلا:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.(آل عمران:105)
فينبغي أن تكون الأمة واحدة وأن تكون هذه الجماعات جميعاً تحت راية جماعة واحدة نشرُف جميعا بالانتساب إليها والإنتماء إليها آلا وهي جماعة المسلمين وهذه تسمية الله عز وجل لنا { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ}.(الحج:78)
فلما نضيق ما وسع الله تبارك وتعالى؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا الرجل متهم بالتطرف والإرهاب يقول في كلام نفيس جدا في هذه الجزئية بالذات: " ليس لأحد أن ينصّب للأمة شخصاً يدعوا إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يُنصّب للأمة كلاماً يدعوا إليه ويوالي ويُعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة". ثم يقول:"فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد كمن تعصب لواحد من الصحابة بعينه دون الباقين كالرافضي الذي يتعصب لعلي وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي وهذه طرق أهل البدع والأهواء".
فينبغي على الأمة أن تتحزب وتتعصب لجماعة واحدة آلا وهي جماعة المسلمين :{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}.(الأنبياء:92).
لكن وأنا أتحدث الآن عن واقع لا أريد أن انظر بعيداً عن الواقع هذه المسميات موجودة الإخوان السلفيون أنصار السنة الصوفيون الجمعية الشرعية الجماعة الإسلامية.
أما وقد وُجدت هذه المسميات فأرجوا أن ينتبه الجميع.
لا مشاحة على الإطلاق في وجود هذه المصطلاحات وفي وجود هذه المسميات إذا كان الخلاف بينها الآن خلاف تنوع يثري العمل لدين الله تبارك وتعالى ولعز هذا البلد إذا كان الخلاف بينها خلاف تنوع وليس خلاف تضاد فهو خلاف محمود
ولذلك وُجدت هذه المسميات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وُجد المهاجرون كمسمى ووجد الأنصار كمسمى وُجد أهل الصفة وُجد أهل بيعة الرضوان وُجدت هذه المسميات لا حرج على الإطلاق لكن متى أنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسميات أن تُرفع حين رُفعت كرايات عصبية لينطوي تحت لواء كل راية المتعصبون لها الذين يعملون على إسقاط من يعملون تحت راية أخرى وإن كانت تحت راية الإسلام قرآناً وسنة حين قال المهاجرين يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار قال النبي المختار:[ دعوها فإنها منتنة].
فأنا أقول أنه لا مشاحة على الإطلاق في وجود هذه المسميات كواقع نعيشه بشرط أن يكون الخلاف بينها خلاف تنوع وليس خلاف تضاد.
المقدم: ولكن الواقع حضرتك تراه خلاف تنوع الآن أم أنه خلاف استبداد بالرأي وخلاف فرض اتجاه ومنهج وفكر على حساب الآخر وفي المواجهة علطول تكفير واتهام.
الشيخ محمد: أرى الخلاف لله تبارك وتعالى خلاف تضاد وليس خلاف تنوع ولو سألتني ما الحل؟
أقول في كلمتين اثنتين في: التجرد والعلم لأن أخطر أمراض الأمة الجهل والهوى.
الجهل بالدليل الشرعي وأنا دائماً أقول الدليل الشرعي ليس منتهى العلم الدليل الشرعي ولو كان من القرآن والسنة ليس منتهى العلم بل لابد من فهم الدليل الشرعي لأنني قد استدل الآن بدليل من كتاب أو من سنة على واقعٍ لا يمكن على الإطلاق أن أسحب هذا الدليل على هذا الواقع.
لأن لابد من فهم الواقع قبل سحب الأدلة من القرآن والسنة ليُطابق هذا الواقع وهذا ما يُسميه علماء الأصول بتحقيق المناطات العامة والخاصة للربط ربطاً صحيحاً بين هذه الدلالات الشرعية وبين هذه النصوص الشرعية وبين حركة الواقع المتجددة والمتغيرة.
مكمن الخطر أنني قد استدل بدليل لكن دون فهم دقيقٍ ووعي عميق بالواقع الذي يجب أن أسحب عليه هذا الدليل. قد استدل بدليل عام بمناط خاص وقد استدل بدليل خاص لمناط عام فَأُضل وأضِل غيري.
أنا أرى أن خلاف الواقع الذي يحياه كثير من المنتسبين إلى هذه الجماعات أراه خلاف تضاد بدليل ما سمعناه في الأيام الماضية من دعوة بعض أفراد هذه الجماعات لتسلح أفرادها لمواجهة جماعة أخرى وطائفة أخرى وهذا أمر خطير جداً.
فالجهل والهوى وإذا أردت العلاج..
الجهل علاجه: العلم.
والهوى علاجه: التجرد والإخلاص.
فإن تجردنا لله تبارك وتعالى ولنصرة دين الله جل وعلا ثم لصالح هذا البلد الذي نعيش فيه وعلى أرضه وتخلصنا من هذا الجهل بالدليل الشرعي وعدنا إلى الأئمة الصادقين وسلف الأمة الصالحين لفهم الدليل فهماً دقيقاً ولوعيه وعياً عميقاً ولمعرفة الواقع بالعودة إلى العلماء الربانيين الذين يفهمون هذا الواقع من المتخصصين لنبذنا هذا الجهل وحققنا العلم ونُرد بأقوالنا وأعمالنا وجه ربنا تبارك وتعالى.
لا نريد نصرة حزب ننتسب إليه أو نصرة جماعة ننتمي إليها بل ولا أريد أن أُحصل مجد شخصي أو زعامة شخصية إنما ربي سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى.
أي يعلم أنني لا أبتغي بكلمة أرددها في أي موقع كنت إلا وأنا أبغي وجهه سبحانه وتعالى إن تكلم الجميع بهذا التأصيل وبهذا الضوابط الذي أبينه لن ترى إن شاء الله تعالى هذا التضاد وإنما سيكون الخلاف للتكامل والبناء لا للهدم والصراع.
المقدم: هذا هو الحل.
من المؤكد أن حضرتك بتختلف مع بعض دعاة المنهج السلفي بنشوفهم أحيانا متشددين أو سبب لفزع الناس من السلفية هل بتدور حوارات؟ هل حضرتك حريص على أن تجلس معهم تتحاورون تطالبهم بهذا المنهج العظيم اللي حضرتك بتتكلم بيه تقترح عليهم هل هناك حلقات نقاش حتى نصل إلى هذا الائتلاف إذا كان من داخل المنهج الواحد.
هناك اختلافات تصل إلى حد التخوين أو التكفير أو الإبعاد أو التخويف حضرتك بتعمل إيه في ده
الشيخ محمد : الجلسات مستمرة والحوارات بفضل الله دائمة والنقاش لا ينقطع على الإطلاق لا قبل الثورة ولا بعد الثورة بفضل الله تبارك وتعالى.
لكن أود أن أؤكد لحضرتك وللسادة المستمعين والمشاهدين..
أن الخلاف أمر قدري ولن يزول.
أنا أرجوا فقط أن أؤصل تأصيلاً جديداً لأهلنا في مصرنا ولأمتنا الحبيبة حتى لا نضخم الخلاف أنا أختلف مع حضرتك وأختلف مع cbc وأختلف مع كثير من إخواننا الذين يظهرون على الشاشة وأختلف مع كثير من إخواننا السلفيين وغيرنا يختلف معي.
لا حرج على الإطلاق في هذا الخلاف وأرجوا أن نقدم للأمة فقه الخلاف بصورة بينة واضحة حتى لا نجعل من اختلافنا في الرؤى وفي الطروحات سببا لتنافر القلوب وتصادم القلوب بل والتفسيق والتبديع وأخيرا التكفير لأن الخلاف لا يجوز على الإطلاق إن انضبط هذا الخلاف بفقه الخلاف.
بمعنى اطرح ما عندك من المسائل وأنا أطرح ما عندي من المسائل وقدم الأدلة المعتبرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله بشرط أن تكون فاهماً للدليل عارفاً بمراتب الدليل عارفاً بالمجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ. لابد لذلك من ضوابط
اطرح ما عندك من مسائل الخلاف بأدلتها الشرعية ودعني أطرح ما عندي لنتناقش ولنضع هذه المسائل في بوتقة الخلاف ولنظلل هذه المسائل بأدب الخلاف.
لكن لا تتهم نيتي ولا اتهم نيتك ولا تُسيء الظن بي ولا أُسيء الظن بك وينبغي على الإطلاق أن يتصور واحد منا أنه قد يكون معه الحق وأن غيره أيضاً قد يكون معه الحق. إذا كان الشافعي الإمام ومن أنا إلى جوار الشافعي الذي قال رحمه الله تعالى:" رأيي صواب يحتمل الخطأ".
أنا أقول رأيي صواب لا يحتمل الخطأ. هذا كبر. لا ينبغي على الإطلاق أن يقول به رجل يحترم نفسه ويحترم الدليل الشرعي ويحترم الأئمة والكبراء.
الشافعي يقول:" رأيي صواب يحتمل الخطأ". لماذا لا أقول أنا أيضاً على الأقل وذلك أضعف الإيمان رأيي صواب يحتمل الخطأ بل ولماذا لا يقول محمد حسان إلى جوار الشافعي رأيي خطأ يحتمل الصواب. يعني هذا من باب التواضع ومن باب أن يعرف كل واحد يعرف قدره ووزنه إلى جوار الأئمة والعلماء الربانيين.
لكنني أقول الآن بكل كبر واستعلاء رأيي صواب لا يحتمل الخطأ أبداً بل وأتهم نيتك لا أتهم قولك فقط.
فأنا أريد أن أبين للأمة أن الاختلاف أمر قدري وأمر وارد وقد وقع من الملائكة هذه معلومة قد تكون جديدة.
قد وقع الخلاف بين الملائكة وقع الخلاف بين الأنبياء وقع الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم والوقت لا يتسع لسرد الأدلة على ذلك وأنا أعي كل كلمة أرددها بإذن الله تبارك وتعالى.
فإذا كان الخلاف قد وقع الخلاف بين أصحاب النبي وهم أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله لماذا لا نقبل الخلاف بين العلماء وبين المختلفين في الرؤى بشرط ألَّا يسيء الظن أحدنا بالآخر وألَّا يُسيء الظن أحدنا بأخيه وبشرط ألَّا يتهم أخونا نية إخوانه الآخرين وإنما الكل يطرح ما عنده ويتصور أنه يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بهذا الطرح.
وأسباب الخلاف كثيرة يعني أنا اختلف معك على سبيل المثال لعدم فهم الدليل لنسيان الدليل لعدم بلوغ الدليل لأي واحد فينا لعدم معرفة واحد منا بنسخ الدليل لنسيان الدليل هذه أسباب وقع الصحابة رضي الله عنهم في الخلاف بسببها.
وأنا أود أن أوضح أن الخلاف نوعان:ـ خلاف في أصل الملة وهو خلاف مذموم على طول الخط.
ـ أما الخلاف في مسائل الأحكام وفي مسائل الفروع محل الاجتهاد فهذا الخلاف سائغ وخلاف معتبر ولا ينبغي أن يُنكر فيه على المخالف. لا ينبغي على الإطلاق أن يُنكر في الخلاف السائغ على المخالف.
يقول ابن تيمية طيب الله ثراه :" الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة".
ولو أردت أن أضرب لك عدة أمثلة على خلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع أن المربي والمعلم واحد وهو سيدنا رسول الله لضربت لك عدة أمثلة. اكتفي بدليل واحد كما في الصحيحين قال سيدنا رسول الله للصحابة [لا يصلين احدكم العصر إلا في بني قريظة] في كلام عربي واضح مفهوم لا لبس فيه [لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة] فاختلف الصحابة مع وضوح الدليل كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها فصلى فريق منهم العصر حين حان وقت العصر وأخَّر فريق صلاة العصر حتى وصلوا إلى بني قريظة.
الشاهد وهذا وهذا ما أريد أن أؤصله هل أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على فريق من الفريقين؟ أبداً.
هل أمر النبي فريق بإعادة صلاته لأن صلاته باطله؟ أبداً. وإنما العظمة النبوية أن جمع الفريقين معاً في صف واحد وقاتل بهم بني قريظة.
فمتى ستلتقي الأمة المتفرقة في صف واحد لمُجابهة العدو الذي يدبر لنا المكائد الآن لنا في الليل والنهار؟.
لماذا لا نفهم فقه الخلاف؟. أنا لا أرى حرجاً على الخلاف بشرط أن يكون مظللاً بأدب الخلاف وأختم الجواب على هذا السؤال الجميل بقولة أبي حامد الغزالي غفر الله لنا وله ورحمنا وإياه يقول في كلمة تُكتب بماء الذهب يقول: "لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف".
المقدم: الله..! بس يعرف أنه لا يعلم.
الشيخ محمد: "لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف".
الذي يؤجج الخلاف هو من لا يعلم هو من لا يفقه الدليل ولا يعرف مراتب الدليل ولا يُفرق بين المُجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ ولا يعرف مآلات الأقوال والأعمال.
لابد من النظر إلى مآلات الأقوال والأفعال حتى لا نقع في هذا الخلاف الذي يؤدي إلى خلاف القلوب بل وإلى التشرذم والتنازع ولا أبالغ إن قلت وإلى التبديع والتفسيق بل والتكفير أحيانا.
المقدم: حضرتك وديدني منطقة وأنا عارف إن حضرتك لا تريد ذكر أشخاص بالاسم
الشيخ محمد: نعم.
المقدم: ونريد من هذا الحوار أن نصل إلى التجميع لا التفريق والوحدة لا الفرقة ولكن أجد نفسي مضطراً إلى طرحه خاصة أنه كان في لقاء بيجمع فضيلتك بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة المفتي الديار المصرية وما حدش كان عارف اللقاء ليه وإن كان خمن البعض بأن هذا اللقاء له علاقة بالأزمة الناشئة ما بين عالمنا الجليل مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة وفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني.
كيف ترى هذا النوع من الخلاف وهذا الخلاف جعل أتباع سيدي الفاضل الداعية الإسلامي أبو إسحاق الحويني يتجاوزه في ألفاظ ونسمع كلمات لا تليق بعالم مثل الدكتور علي جمعة والمقعد الذي يجلس عليه كمفتي للديار المصرية.
الشيخ محمد: نعم هو المجلس كان بسبب هذا الأمر فعلا ذهبت قبل الحج بيوم والتقيت فضيلة الإمام وفضيلة المفتي من أجل هذا الخلاف لأنني أدين لله تبارك وتعالى بأنه لا يجوز ولا يصح على الإطلاق أن يكون خلافاً بهذا الشكل بيننا الآن.
وبلدنا لا تحتمل على الإطلاق أي خلاف وأنا أؤكد لك وأؤكد للسادة المشاهدين جميعاً بأن أخي وحبيبي فضيلة الشيخ أبا إسحاق حفظه الله تعالى واسأل الله أن يشفيه ويعافيه لا يرضى على الإطلاق ولا يقر أبداً أي كلمة نابية.
كلّمته مراراً وقال أنا لا أرضى بهذا ولا أقبل على الإطلاق بهذا ولكن أرجوا أن يكون الخلاف محصورا في الإطار العلمي لا ينبغي أن يكون الخلاف متداولاً في ساحات القضاء ولا في ساحات الميادين
لا ينبغي أن يُنقل الخلاف إلى ساحات القضاء الخلاف العلمي ولا إلى ساحات الميادين.
المقدم: أما إذا تجاوز حدود العلم؟
الشيخ محمد: لا يجوز.هذا ليس خلاف الخلاف يجب أن يبقى خلافاً في الإطار العلمي. لا حرج على الإطلاق أنا أخالف فضيلة المفتى وأخالف ساداتنا وكبراءنا وأنا بالنسبة لهؤلاء الأئمة والكبار لا شيء لا حرج على الإطلاق كما أصلت وبينت أن يختلف أي إنسان مع أخيه بشرط أن يكون الخلاف خلافاً علمياً مبيناً على الدليل مظللاً بأدب الخلاف. لا ينبغي على الإطلاق أن يتجاوز أي طرف من الطرفين.
فليكن الخلاف مجرداً لله تبارك وتعالى ثم لنصرة الحق بدليله أنا أبين الحق الذي أدين به لله تبارك وتعالى بلا تجاوز على الإطلاق وإن شاء الله تعالى أعد بأن الخلاف إن شاء الله في طريقه إلى الحل أو يكاد يكون إن شاء الله انتهى ووعد بجلسة بعد الحج مع فضيلة الإمام ومع فضيلة المفتي مع بعض إخواننا الأفاضل من أهل العلم والفضل.
وأنا قد طالبته شخصياً بالتنازل عن القضية بحيث لا ينبغي على الإطلاق أن يكون الخلاف بينه وبين فضيلة الشيخ أبي إسحاق في ساحات القضاء.
المقدم: حضرتك قلت لو كان خلافاً أما إذا تجاوز الخلاف وكان سباباً ماذا أفعل؟
الشيخ محمد: لا إن شاء الله تبارك وتعالى أنا أرجو أن يبقى الخلاف في إطاره العلمي لا يتجاوز على الإطلاق وإن حدث أي تجاوز من أي طرف ينبغي على الإطلاق أن نتجاوز هذه المرحلة وأن يبقى الخلاف محصوراً في إطاره العلمي لنصرة دين الله تبارك وتعالى ثم لصالح هذا البلد لأن بلدنا لا يحتمل على الإطلاق خلافاً بين السلفية والصوفية أو بين السلفيين والإخوان أو بين الاتجاه الإسلامي الإسلامي لا يليق على الإطلاق.
لذلك أنا أًحذر من خطر الصراع الإسلامي الإسلامي لأن هذه فتنة كبيرة جداً لا تحتملها بلدنا بل ولا تحتملها أمتنا.
ولا ينبغي على الإطلاق أن يتحول العلمي ويجب أن يبقى الخلاف في إطاره العلمي ولنختلف وسيبقى الخلاف موجوداً. لا ينبغي أن يتوهم عاقل على الإطلاق أن الخلاف سينتهي في لحظة من اللحظات ولا ينبغي أن يتوهم عاقل فضلاً عن عالم أن الكل سيقبل طرحه وسيقبل قوله.
إذا كانت البشرية لم تقبل قول ربها وخالقها تبارك وتعالى وإذا كانت البشرية لم تقبل قول سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم. أقصد البشرية بصفة عامة فإذا كانت البشرية لم ترضى عن خالقها بصفة عامة ولم ترضى عن سيد الخلق بصفة عامة فكيف ترضى عني أو عنك؟ أو عن أي قائل على الإطلاق مهما كان وزنه ومهما كان حجمه.
فلا ينبغي أن يُنتظر أحد أن الناس جميعاً سيقبلون على قوله على أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والله لو صحب الإنسان جبريل لم يسلم المرء من قال ومن قيل
قد قيل في الله أقوال مصنفة تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولداً وصاحبة زوراً عليه وبهتانا وتضليلاً هذا قولهم في الله خالقهم فكيف لو قيل فينا بعض ما قيل
فأرجوا أن يبقى الخلاف محصوراً في الإطار العلمي وأنا أؤكد أن الشيخ أبا إسحاق حفظه الله تعالى قال بأن الإخوة هم الذين تعاطفوا وانفعلوا وأتوا وهو لا يرضى بهذا ولا يقبل هذا على الإطلاق وقد أكد لي هو هذا
المقدم: لن أخوض فيه كثيرا طالماً أن هناك مساعي طيبة للتوفيق
سؤالي الأخير في هذه المنطقة..
البعض يتهم السلفية بأن هدفها هدم الأزهر الشريف وأنها أيادي بعض الدول التي تريد إضعاف مصر وإضعاف مصر يبدأ من الهجوم وتدمير الأزهر برموزه كيف يمكن أن ترد فضيلتك على هذا؟
الشيخ محمد: أظن أن الجميع بفضل الله تبارك وتعالى يعلم أنني من أول من ناديت قبل الثورة وبعد الثورة مرات عديدة أن ينطوي الجميع تحت عباءة الأزهر وأن يعمل الجميع من خلال الأزهر وأن يفتح الأزهر قلبه وصدره لهذه التيارات كلها باعتباره الحاضن التربوي والمربي لكل هذه التيارات ولكل هذه الجماعات بحيث تعود للأزهر استقلاليته وسيادته وريادته ومكانته.
أن يكون الأزهر مستقلاً عن أي سلطة تشريعية أو تنفيذية بحيث يثق المسلمون جميعاً على اختلاف انتماءاتهم جماعاتهم في استقلالية فتوى الأزهر وطرح الأزهر ورؤى الأزهر بحيث يثق الجميع في أن هذا الطرح إنما يراد به إرضاء الحق تبارك وتعالى.حينئذ بفضل الله عز وجل ستُحل أنا من وجهة نظري إشكالات كثيرة جدا في هذا البلد لو طُرحت الفتوى من الأزهر المستقل الأزهر الذي يدين لله تبارك وتعالى ويعمل من أجل نصرة دين الله ثم لمصلحة هذا البلد فقط سيُقبل الجميع على فتوى الأزهر وعلى طرح الأزهر على أنه من عند الله تبارك وتعالى لأنه دين الله سبحانه وتعالى
المقدم: ألا ترى أنه يفعل ذلك الآن؟
الشيخ محمد: أنا أرى أن الأزهر مر بمرحلة ضعف مرت بها الأمة وهذا لا ينكره أحد وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يستعيد الأزهر من جديد عافيته بالفعل الأزهر دعا السلفيين وذهبنا بالفعل كمجموعة كبيرة جداً من رموز التيار السلفي
أنا أقول بأن إسقاط الأزهر خطر على الجميع ولا ينبغي على الإطلاق أن نُسقط الأزهر أو أن نُُسقط دور المؤسسة الدينية الرسمية. وإنما يجب أن ندعمها وأن ننصح لها بأدب وتقدير واحترام لتنهض بدورها وبريادتها من جديد لأن الأزهر إن قام لحُلت إشكالات كثيرة في الأمة
لو استقل الأزهر بالفتوى بعيداً عن السلطات التشريعية والتنفيذية ووثقت الأمة فعلاً في طرح الأزهر بأنه طرح من أجل الله ومن أجل نصرة دين الله ثم من أجل نصرة هذا البلد أنا أرى أن جل شبابنا إن لم أقل كل شبابنا سيقبل ليأخذ بقول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين.
وأرجوا أن تُكسر الحواجز بين الأزهر كمؤسسة رسمية وبين العلماء المخلصين الذين فتح الله عليهم وجعل لهم مكانة في قلوب الجماهير وقلوب الشعب حتى يعلم الجميع أن الكل يعمل تحت هذه الراية وتحت هذه المظلة وتُكسر إلى الأبد هذه الحواجز التي مزقت الصف وشتت الشمل.
ثم أؤكد لحضرتك وللأمة كلها أن إخواننا الذين يعملون بفضل الله تبارك وتعالى لنصرة دين الله وينتسبون إلى المنهج السلفي بفضل الله عز وجل لا يعملون لحساب دولة.
ودعني أكون واضحاً وصريحاً
نحن لا نتحرك لنصرة الوهابية كما نُتهم. الإمام محمد بن عبد الوهاب إمام مجدد عالم مخلص نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تبارك وتعالى خرج في وقت وقف فيه مع المملكة واستطاع بفضل الله تبارك وتعالى هذان الرجلان أن يُقيم هذه المملكة العريقة التي لا يُنكر فضلها الآن مسلم على وجه الأرض.
الشاهد أن هذا الرجل كان إماما مجدداً وكان عالماً مخلصاً دعا إلى نبذ الشرك بكل صوره وألوانه.
فالوهابية ليست حزباً وليست جماعة وليست مذهباً فقهياً إنما هو إمام يدعوا إلى دين الله تبارك وتعالى وإلى التوحيد.
نحن لا نعمل للوهابية ولا ننصر الوهابية إنما ننصر دين رب البرية ننصر التوحيد الخالص ننصر السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكما أقول قال الإمام الشافعي وقال الإمام مالك وقال أبو حنيفة وقال أحمد وقال ابن القيم وقال ابن تيمية وقال فلان نقول قال محمد بن عبد الوهاب.
استدل بقوله ما دام موافقاً للحق
المقدم: قد يأخذ به عالم وقد لا يأخذ به عالم
الشيخ محمد: قبل أن أخذ بقوله في قضية أخرى بعينها لكن إذا وافق قوله الحق بدليله فأنا لا أرد قول أي قائل يوافق الحق بدليله.
اعرف الحق تعرف أهله فأن الحق لا يُعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون الحق
المقدم: إذن بماذا تفسر الحديث وهذا الكلام ذكر وذكره وزير العدل شخصيا عن أموال تأتي من بعض الدول عربية. ذكرت قطر مثلا لبعض التيارات الفئوية المنتمين إلى السلفية.
الشيخ محمد: والله أنا لا أعلم هذا وأشهد الله على ذلك.ولا ينبغي على الإطلاق أن أتكلم بالحدسة أو بالظن فأنا حذرت الآن من أساءه الظن ومن اتهام النيات. إذا وجد ذلك بالدليل لا سيما إذا كان الكلام من رجل على رأس جهاز القضاء في مصر فعليه أن يُحقق في هذه القضية وأن يُثبت من أين جاءت هذه الأموال وفيما أنفقت هذا أمر لابد من توضيحه للأمة كلها.
المقدم: ولماذا جاءت؟
الشيخ محمد: ولماذا جاءت وأين أنفقت..
فإذا كان رأس جهاز القضاء يقول هذا الكلام فعليه أن يتثبت وأن يتحقق. أما أنا شخصياً فوالله لا علم لي بذلك وأرجوا أن يُتثبت من هذا لا للسلفيين ولا الإسلاميين فقط بل لكل التيارات التي تعمل الآن على ساحة مصر لأنه ربما يكون هذا المال في هذه المرحلة حرج جداً لأنه قد يكون موجَهاً وموجِها.
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص
المقدم: يارب. أستأذن فضيلتك هنطلع فاصل ثم نعود لأسئلة عديدة حول رأي فضيلة الشيخ محمد حسان في الدولة المدنية في مبادئ الدستورية في الموقف من الجيش والشرطة والقضاء وأشياء أخرى عديدة وهنتلقى تليفونات حضراتكم.
***
يتبع إن شاء الله
يقول: في كل الأزمات يسأل الناس أين الشيخ محمد حسان. ارتبط اسمه بقدرته على المشاركة في الحل.
أرحب بضيفي العزيز فضيلة الشيخ محمد حسان أهلا وسهلا منورني
الشيخ محمد: أهلا وسهلاً الله يبارك فيك.
المقدم: لدي أسئلة كثيرة ومتعددة وحضرتك محور ولك مريدين كُثر ولك أيضاً جمهور بيخاف مش عارف في إيه بالضبط يحدد موقفه من حضرتك.
يعني يسمع كلامك يقتنع ولكنه يخشى من اتجاه عام ترسخ عند الناس أنه اتجاه متشدد وهو الاتجاه السلفي.
حبدأ من هو ايه السلفية؟هل السلفية منهج واحد اتجاه واحد شريحة واحدة السلفية في مصر تُمثل إيه بالظبط؟
الشيخ محمد: الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
السلفية ليست جماعة وليست حزبا وإنما السلفية منهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة.
وأول من لقب بالسلف هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال لفاطمة الزهراء رضي الله عنها وهو على فراش الموت حين سَارها فضحكت وسارها فبكت قال لها:[وأنا لك خير سلف] فأول من لـُقب بالسلف هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فنود أن اطمئن الجميع أن السلفية ليست جماعة وليست حزباً من الأحزاب.
وأرجو أن نفرق بين السلفية كمنهج وبين الأحزاب التي تعمل الآن تحت راية المنهج السلفي.
أرجو أن نفرق بين السلفية كمنهج لفهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة وبين الأحزاب التي انطوت الآن تحت راية هذا المنهج السلفي حتى لا نُحمل أخطاء هذه الأحزاب أو أخطاء رجل أي رجل ينتسب إلى المنهج السلفي أو أي حزب ينتسب إليه.
هذا باختصار شديد لأنني أريد أن أجيب على كل ما ستطرحه إن شاء الله تعالى.
المقدم: بنسمع أصوات ينتمون إلى المنهج السلفي مختلفة متباينة في أصوات هادئة ومتزنة زي صوت حضرتك؛ وفي أصوات عالية ومخيفة الناس قلقانة منها تراها في لهجتها من الوعيد ومن التهديد الكثير.
ده اللي خلاني أسأل هذا المنهج هل هو مستويات طبقات؟
كيف يمكن أن اقتنع أن السلفية هي صوت الشيخ محمد حسان أو اقتنع أنها صوت فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني أو الشيخ يعقوب يعني إزاي اقدر أفرق ولا كله منهج سلفي؟
الشيخ محمد: أما المنهج بفضل الله تبارك وتعالى لا يتعدد، هو منهج واضح.. حاسم.. بين.
لا ينبغي على الإطلاق أن يخشاه المسلمون في ذاته لأنه منهج الله ورسوله بفهم الصحابة رضي الله عنهم الذين هم أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله.
أما هذا الاختلاف في فهم المنهج. فهذا أمر قدري فطري.
فلا يمكن على الإطلاق أن يفهم أبنائك في بيتك الواحد مع طرحك الأبوي الواحد لا يمكن أن يفهم الأبناء هذا الطرح التربوي الواحد بنسق متساويٍ بل هذا يفهمه بطريقة والآخر يفهمه بطريقة أخرى أما منهجك التربوي الذي تطرحه في البيت كأب ومربي لهؤلاء جميعا هو منهج واحد لجميع الأبناء.
هذا الاختلاف أمر قدري فطري. يقول ربنا تبارك وتعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ}.(الروم:22).
فهذا الاختلاف في فهم المنهج أمر قدري وأمر فطري ولن يتغير على الإطلاق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. بل جعل الله هذا الاختلاف في الفهم آية من الآيات الدالة على عظمته وقدرته. ولا ينبغي على الإطلاق أن نحولها نحن نقمة وسيفا للتمزيق وللتهارج وللتنازع وللخلاف.
لكن أرجو فقط من الجميع إذا حاد عن المنهج بفهم الصحابة الذي هو منهج الحكمة والرحمة والأدب والتواضع والتسامح والخلق أرجوا من أي أحد حاد عن هذا المنهج بفهمه المتجرد أن يعود لضبط فهمه لا أقول لضبط المنهج وإنما لضبط فهمه بالعودة إلى أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله آلا وهم أصحاب النبي الذين نقول نحن فهم القرآن والسنة بفهم سلف الأمة أي بفهم الصحابة رضي الله عنهم.
المقدم: إذن هو اختلاف تفاسير واختلاف فهم وليس اختلاف منهج.
الشيخ محمد: أي نعم.
المقدم: ليه التقسيم؟ السلفية كده إحنا بنتكلم عن أهل السنة ليه نلاقي سلفية وبعدين نلاقي صوفية وبعدين نلاقي الإخوان وكأن المسلمين متفرقين وبنجد نزاعات دائمة وانقسام بين هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء وصراعات أنا الأصح لأ أنت الأصوب رغم أن الكل في النهاية يعود إلى السنة النبوية الشريفة وإلى القرآن الكريم.
الشيخ محمد: يقول شيخنا ابن القيم رحمه الله تعالى في كلام بديع لطالما كررته. وهذا كلام لو عادت إليه الأمة لفض النزاع.
يقول:" إن سألوك عن شيخك فقل شيخي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن سألوك عن منهجك فقل القرآن والسنة وإن سألوك عن جماعتك فقل :{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ}.(الحج:78) لو عدنا إلى هذا التأصيل ما وجدنا هذا التنازع وهذا التهارج الله جل وعلا يدعونا إلى الوحدة {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}.(الأنفال:46). ويقول جل وعلا:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}. (آل عمران:103). ويقول جل وعلا:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.(آل عمران:105)
فينبغي أن تكون الأمة واحدة وأن تكون هذه الجماعات جميعاً تحت راية جماعة واحدة نشرُف جميعا بالانتساب إليها والإنتماء إليها آلا وهي جماعة المسلمين وهذه تسمية الله عز وجل لنا { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ}.(الحج:78)
فلما نضيق ما وسع الله تبارك وتعالى؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا الرجل متهم بالتطرف والإرهاب يقول في كلام نفيس جدا في هذه الجزئية بالذات: " ليس لأحد أن ينصّب للأمة شخصاً يدعوا إليه ويوالي ويعادي عليه غير النبي صلى الله عليه وسلم وليس لأحد أن يُنصّب للأمة كلاماً يدعوا إليه ويوالي ويُعادي عليه غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة". ثم يقول:"فمن تعصب لواحد من الأئمة بعينه كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد كمن تعصب لواحد من الصحابة بعينه دون الباقين كالرافضي الذي يتعصب لعلي وكالخارجي الذي يقدح في عثمان وعلي وهذه طرق أهل البدع والأهواء".
فينبغي على الأمة أن تتحزب وتتعصب لجماعة واحدة آلا وهي جماعة المسلمين :{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}.(الأنبياء:92).
لكن وأنا أتحدث الآن عن واقع لا أريد أن انظر بعيداً عن الواقع هذه المسميات موجودة الإخوان السلفيون أنصار السنة الصوفيون الجمعية الشرعية الجماعة الإسلامية.
أما وقد وُجدت هذه المسميات فأرجوا أن ينتبه الجميع.
لا مشاحة على الإطلاق في وجود هذه المصطلاحات وفي وجود هذه المسميات إذا كان الخلاف بينها الآن خلاف تنوع يثري العمل لدين الله تبارك وتعالى ولعز هذا البلد إذا كان الخلاف بينها خلاف تنوع وليس خلاف تضاد فهو خلاف محمود
ولذلك وُجدت هذه المسميات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وُجد المهاجرون كمسمى ووجد الأنصار كمسمى وُجد أهل الصفة وُجد أهل بيعة الرضوان وُجدت هذه المسميات لا حرج على الإطلاق لكن متى أنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المسميات أن تُرفع حين رُفعت كرايات عصبية لينطوي تحت لواء كل راية المتعصبون لها الذين يعملون على إسقاط من يعملون تحت راية أخرى وإن كانت تحت راية الإسلام قرآناً وسنة حين قال المهاجرين يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار قال النبي المختار:[ دعوها فإنها منتنة].
فأنا أقول أنه لا مشاحة على الإطلاق في وجود هذه المسميات كواقع نعيشه بشرط أن يكون الخلاف بينها خلاف تنوع وليس خلاف تضاد.
المقدم: ولكن الواقع حضرتك تراه خلاف تنوع الآن أم أنه خلاف استبداد بالرأي وخلاف فرض اتجاه ومنهج وفكر على حساب الآخر وفي المواجهة علطول تكفير واتهام.
الشيخ محمد: أرى الخلاف لله تبارك وتعالى خلاف تضاد وليس خلاف تنوع ولو سألتني ما الحل؟
أقول في كلمتين اثنتين في: التجرد والعلم لأن أخطر أمراض الأمة الجهل والهوى.
الجهل بالدليل الشرعي وأنا دائماً أقول الدليل الشرعي ليس منتهى العلم الدليل الشرعي ولو كان من القرآن والسنة ليس منتهى العلم بل لابد من فهم الدليل الشرعي لأنني قد استدل الآن بدليل من كتاب أو من سنة على واقعٍ لا يمكن على الإطلاق أن أسحب هذا الدليل على هذا الواقع.
لأن لابد من فهم الواقع قبل سحب الأدلة من القرآن والسنة ليُطابق هذا الواقع وهذا ما يُسميه علماء الأصول بتحقيق المناطات العامة والخاصة للربط ربطاً صحيحاً بين هذه الدلالات الشرعية وبين هذه النصوص الشرعية وبين حركة الواقع المتجددة والمتغيرة.
مكمن الخطر أنني قد استدل بدليل لكن دون فهم دقيقٍ ووعي عميق بالواقع الذي يجب أن أسحب عليه هذا الدليل. قد استدل بدليل عام بمناط خاص وقد استدل بدليل خاص لمناط عام فَأُضل وأضِل غيري.
أنا أرى أن خلاف الواقع الذي يحياه كثير من المنتسبين إلى هذه الجماعات أراه خلاف تضاد بدليل ما سمعناه في الأيام الماضية من دعوة بعض أفراد هذه الجماعات لتسلح أفرادها لمواجهة جماعة أخرى وطائفة أخرى وهذا أمر خطير جداً.
فالجهل والهوى وإذا أردت العلاج..
الجهل علاجه: العلم.
والهوى علاجه: التجرد والإخلاص.
فإن تجردنا لله تبارك وتعالى ولنصرة دين الله جل وعلا ثم لصالح هذا البلد الذي نعيش فيه وعلى أرضه وتخلصنا من هذا الجهل بالدليل الشرعي وعدنا إلى الأئمة الصادقين وسلف الأمة الصالحين لفهم الدليل فهماً دقيقاً ولوعيه وعياً عميقاً ولمعرفة الواقع بالعودة إلى العلماء الربانيين الذين يفهمون هذا الواقع من المتخصصين لنبذنا هذا الجهل وحققنا العلم ونُرد بأقوالنا وأعمالنا وجه ربنا تبارك وتعالى.
لا نريد نصرة حزب ننتسب إليه أو نصرة جماعة ننتمي إليها بل ولا أريد أن أُحصل مجد شخصي أو زعامة شخصية إنما ربي سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى.
أي يعلم أنني لا أبتغي بكلمة أرددها في أي موقع كنت إلا وأنا أبغي وجهه سبحانه وتعالى إن تكلم الجميع بهذا التأصيل وبهذا الضوابط الذي أبينه لن ترى إن شاء الله تعالى هذا التضاد وإنما سيكون الخلاف للتكامل والبناء لا للهدم والصراع.
المقدم: هذا هو الحل.
من المؤكد أن حضرتك بتختلف مع بعض دعاة المنهج السلفي بنشوفهم أحيانا متشددين أو سبب لفزع الناس من السلفية هل بتدور حوارات؟ هل حضرتك حريص على أن تجلس معهم تتحاورون تطالبهم بهذا المنهج العظيم اللي حضرتك بتتكلم بيه تقترح عليهم هل هناك حلقات نقاش حتى نصل إلى هذا الائتلاف إذا كان من داخل المنهج الواحد.
هناك اختلافات تصل إلى حد التخوين أو التكفير أو الإبعاد أو التخويف حضرتك بتعمل إيه في ده
الشيخ محمد : الجلسات مستمرة والحوارات بفضل الله دائمة والنقاش لا ينقطع على الإطلاق لا قبل الثورة ولا بعد الثورة بفضل الله تبارك وتعالى.
لكن أود أن أؤكد لحضرتك وللسادة المستمعين والمشاهدين..
أن الخلاف أمر قدري ولن يزول.
أنا أرجوا فقط أن أؤصل تأصيلاً جديداً لأهلنا في مصرنا ولأمتنا الحبيبة حتى لا نضخم الخلاف أنا أختلف مع حضرتك وأختلف مع cbc وأختلف مع كثير من إخواننا الذين يظهرون على الشاشة وأختلف مع كثير من إخواننا السلفيين وغيرنا يختلف معي.
لا حرج على الإطلاق في هذا الخلاف وأرجوا أن نقدم للأمة فقه الخلاف بصورة بينة واضحة حتى لا نجعل من اختلافنا في الرؤى وفي الطروحات سببا لتنافر القلوب وتصادم القلوب بل والتفسيق والتبديع وأخيرا التكفير لأن الخلاف لا يجوز على الإطلاق إن انضبط هذا الخلاف بفقه الخلاف.
بمعنى اطرح ما عندك من المسائل وأنا أطرح ما عندي من المسائل وقدم الأدلة المعتبرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله بشرط أن تكون فاهماً للدليل عارفاً بمراتب الدليل عارفاً بالمجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ. لابد لذلك من ضوابط
اطرح ما عندك من مسائل الخلاف بأدلتها الشرعية ودعني أطرح ما عندي لنتناقش ولنضع هذه المسائل في بوتقة الخلاف ولنظلل هذه المسائل بأدب الخلاف.
لكن لا تتهم نيتي ولا اتهم نيتك ولا تُسيء الظن بي ولا أُسيء الظن بك وينبغي على الإطلاق أن يتصور واحد منا أنه قد يكون معه الحق وأن غيره أيضاً قد يكون معه الحق. إذا كان الشافعي الإمام ومن أنا إلى جوار الشافعي الذي قال رحمه الله تعالى:" رأيي صواب يحتمل الخطأ".
أنا أقول رأيي صواب لا يحتمل الخطأ. هذا كبر. لا ينبغي على الإطلاق أن يقول به رجل يحترم نفسه ويحترم الدليل الشرعي ويحترم الأئمة والكبراء.
الشافعي يقول:" رأيي صواب يحتمل الخطأ". لماذا لا أقول أنا أيضاً على الأقل وذلك أضعف الإيمان رأيي صواب يحتمل الخطأ بل ولماذا لا يقول محمد حسان إلى جوار الشافعي رأيي خطأ يحتمل الصواب. يعني هذا من باب التواضع ومن باب أن يعرف كل واحد يعرف قدره ووزنه إلى جوار الأئمة والعلماء الربانيين.
لكنني أقول الآن بكل كبر واستعلاء رأيي صواب لا يحتمل الخطأ أبداً بل وأتهم نيتك لا أتهم قولك فقط.
فأنا أريد أن أبين للأمة أن الاختلاف أمر قدري وأمر وارد وقد وقع من الملائكة هذه معلومة قد تكون جديدة.
قد وقع الخلاف بين الملائكة وقع الخلاف بين الأنبياء وقع الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم والوقت لا يتسع لسرد الأدلة على ذلك وأنا أعي كل كلمة أرددها بإذن الله تبارك وتعالى.
فإذا كان الخلاف قد وقع الخلاف بين أصحاب النبي وهم أفهم الناس لمراد الله ومراد رسوله لماذا لا نقبل الخلاف بين العلماء وبين المختلفين في الرؤى بشرط ألَّا يسيء الظن أحدنا بالآخر وألَّا يُسيء الظن أحدنا بأخيه وبشرط ألَّا يتهم أخونا نية إخوانه الآخرين وإنما الكل يطرح ما عنده ويتصور أنه يتقرب إلى الله تبارك وتعالى بهذا الطرح.
وأسباب الخلاف كثيرة يعني أنا اختلف معك على سبيل المثال لعدم فهم الدليل لنسيان الدليل لعدم بلوغ الدليل لأي واحد فينا لعدم معرفة واحد منا بنسخ الدليل لنسيان الدليل هذه أسباب وقع الصحابة رضي الله عنهم في الخلاف بسببها.
وأنا أود أن أوضح أن الخلاف نوعان:ـ خلاف في أصل الملة وهو خلاف مذموم على طول الخط.
ـ أما الخلاف في مسائل الأحكام وفي مسائل الفروع محل الاجتهاد فهذا الخلاف سائغ وخلاف معتبر ولا ينبغي أن يُنكر فيه على المخالف. لا ينبغي على الإطلاق أن يُنكر في الخلاف السائغ على المخالف.
يقول ابن تيمية طيب الله ثراه :" الاختلاف في مسائل الأحكام أكثر من أن ينضبط، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء من مسائل الأحكام تهاجرا لم يبقى بين المسلمين عصمة ولا إخوة".
ولو أردت أن أضرب لك عدة أمثلة على خلاف الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع أن المربي والمعلم واحد وهو سيدنا رسول الله لضربت لك عدة أمثلة. اكتفي بدليل واحد كما في الصحيحين قال سيدنا رسول الله للصحابة [لا يصلين احدكم العصر إلا في بني قريظة] في كلام عربي واضح مفهوم لا لبس فيه [لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة] فاختلف الصحابة مع وضوح الدليل كالشمس في ضحاها والنهار إذا جلاها فصلى فريق منهم العصر حين حان وقت العصر وأخَّر فريق صلاة العصر حتى وصلوا إلى بني قريظة.
الشاهد وهذا وهذا ما أريد أن أؤصله هل أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على فريق من الفريقين؟ أبداً.
هل أمر النبي فريق بإعادة صلاته لأن صلاته باطله؟ أبداً. وإنما العظمة النبوية أن جمع الفريقين معاً في صف واحد وقاتل بهم بني قريظة.
فمتى ستلتقي الأمة المتفرقة في صف واحد لمُجابهة العدو الذي يدبر لنا المكائد الآن لنا في الليل والنهار؟.
لماذا لا نفهم فقه الخلاف؟. أنا لا أرى حرجاً على الخلاف بشرط أن يكون مظللاً بأدب الخلاف وأختم الجواب على هذا السؤال الجميل بقولة أبي حامد الغزالي غفر الله لنا وله ورحمنا وإياه يقول في كلمة تُكتب بماء الذهب يقول: "لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف".
المقدم: الله..! بس يعرف أنه لا يعلم.
الشيخ محمد: "لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف".
الذي يؤجج الخلاف هو من لا يعلم هو من لا يفقه الدليل ولا يعرف مراتب الدليل ولا يُفرق بين المُجمل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ ولا يعرف مآلات الأقوال والأعمال.
لابد من النظر إلى مآلات الأقوال والأفعال حتى لا نقع في هذا الخلاف الذي يؤدي إلى خلاف القلوب بل وإلى التشرذم والتنازع ولا أبالغ إن قلت وإلى التبديع والتفسيق بل والتكفير أحيانا.
المقدم: حضرتك وديدني منطقة وأنا عارف إن حضرتك لا تريد ذكر أشخاص بالاسم
الشيخ محمد: نعم.
المقدم: ونريد من هذا الحوار أن نصل إلى التجميع لا التفريق والوحدة لا الفرقة ولكن أجد نفسي مضطراً إلى طرحه خاصة أنه كان في لقاء بيجمع فضيلتك بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة المفتي الديار المصرية وما حدش كان عارف اللقاء ليه وإن كان خمن البعض بأن هذا اللقاء له علاقة بالأزمة الناشئة ما بين عالمنا الجليل مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة وفضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني.
كيف ترى هذا النوع من الخلاف وهذا الخلاف جعل أتباع سيدي الفاضل الداعية الإسلامي أبو إسحاق الحويني يتجاوزه في ألفاظ ونسمع كلمات لا تليق بعالم مثل الدكتور علي جمعة والمقعد الذي يجلس عليه كمفتي للديار المصرية.
الشيخ محمد: نعم هو المجلس كان بسبب هذا الأمر فعلا ذهبت قبل الحج بيوم والتقيت فضيلة الإمام وفضيلة المفتي من أجل هذا الخلاف لأنني أدين لله تبارك وتعالى بأنه لا يجوز ولا يصح على الإطلاق أن يكون خلافاً بهذا الشكل بيننا الآن.
وبلدنا لا تحتمل على الإطلاق أي خلاف وأنا أؤكد لك وأؤكد للسادة المشاهدين جميعاً بأن أخي وحبيبي فضيلة الشيخ أبا إسحاق حفظه الله تعالى واسأل الله أن يشفيه ويعافيه لا يرضى على الإطلاق ولا يقر أبداً أي كلمة نابية.
كلّمته مراراً وقال أنا لا أرضى بهذا ولا أقبل على الإطلاق بهذا ولكن أرجوا أن يكون الخلاف محصورا في الإطار العلمي لا ينبغي أن يكون الخلاف متداولاً في ساحات القضاء ولا في ساحات الميادين
لا ينبغي أن يُنقل الخلاف إلى ساحات القضاء الخلاف العلمي ولا إلى ساحات الميادين.
المقدم: أما إذا تجاوز حدود العلم؟
الشيخ محمد: لا يجوز.هذا ليس خلاف الخلاف يجب أن يبقى خلافاً في الإطار العلمي. لا حرج على الإطلاق أنا أخالف فضيلة المفتى وأخالف ساداتنا وكبراءنا وأنا بالنسبة لهؤلاء الأئمة والكبار لا شيء لا حرج على الإطلاق كما أصلت وبينت أن يختلف أي إنسان مع أخيه بشرط أن يكون الخلاف خلافاً علمياً مبيناً على الدليل مظللاً بأدب الخلاف. لا ينبغي على الإطلاق أن يتجاوز أي طرف من الطرفين.
فليكن الخلاف مجرداً لله تبارك وتعالى ثم لنصرة الحق بدليله أنا أبين الحق الذي أدين به لله تبارك وتعالى بلا تجاوز على الإطلاق وإن شاء الله تعالى أعد بأن الخلاف إن شاء الله في طريقه إلى الحل أو يكاد يكون إن شاء الله انتهى ووعد بجلسة بعد الحج مع فضيلة الإمام ومع فضيلة المفتي مع بعض إخواننا الأفاضل من أهل العلم والفضل.
وأنا قد طالبته شخصياً بالتنازل عن القضية بحيث لا ينبغي على الإطلاق أن يكون الخلاف بينه وبين فضيلة الشيخ أبي إسحاق في ساحات القضاء.
المقدم: حضرتك قلت لو كان خلافاً أما إذا تجاوز الخلاف وكان سباباً ماذا أفعل؟
الشيخ محمد: لا إن شاء الله تبارك وتعالى أنا أرجو أن يبقى الخلاف في إطاره العلمي لا يتجاوز على الإطلاق وإن حدث أي تجاوز من أي طرف ينبغي على الإطلاق أن نتجاوز هذه المرحلة وأن يبقى الخلاف محصوراً في إطاره العلمي لنصرة دين الله تبارك وتعالى ثم لصالح هذا البلد لأن بلدنا لا يحتمل على الإطلاق خلافاً بين السلفية والصوفية أو بين السلفيين والإخوان أو بين الاتجاه الإسلامي الإسلامي لا يليق على الإطلاق.
لذلك أنا أًحذر من خطر الصراع الإسلامي الإسلامي لأن هذه فتنة كبيرة جداً لا تحتملها بلدنا بل ولا تحتملها أمتنا.
ولا ينبغي على الإطلاق أن يتحول العلمي ويجب أن يبقى الخلاف في إطاره العلمي ولنختلف وسيبقى الخلاف موجوداً. لا ينبغي أن يتوهم عاقل على الإطلاق أن الخلاف سينتهي في لحظة من اللحظات ولا ينبغي أن يتوهم عاقل فضلاً عن عالم أن الكل سيقبل طرحه وسيقبل قوله.
إذا كانت البشرية لم تقبل قول ربها وخالقها تبارك وتعالى وإذا كانت البشرية لم تقبل قول سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم. أقصد البشرية بصفة عامة فإذا كانت البشرية لم ترضى عن خالقها بصفة عامة ولم ترضى عن سيد الخلق بصفة عامة فكيف ترضى عني أو عنك؟ أو عن أي قائل على الإطلاق مهما كان وزنه ومهما كان حجمه.
فلا ينبغي أن يُنتظر أحد أن الناس جميعاً سيقبلون على قوله على أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والله لو صحب الإنسان جبريل لم يسلم المرء من قال ومن قيل
قد قيل في الله أقوال مصنفة تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل أن له ولداً وصاحبة زوراً عليه وبهتانا وتضليلاً هذا قولهم في الله خالقهم فكيف لو قيل فينا بعض ما قيل
فأرجوا أن يبقى الخلاف محصوراً في الإطار العلمي وأنا أؤكد أن الشيخ أبا إسحاق حفظه الله تعالى قال بأن الإخوة هم الذين تعاطفوا وانفعلوا وأتوا وهو لا يرضى بهذا ولا يقبل هذا على الإطلاق وقد أكد لي هو هذا
المقدم: لن أخوض فيه كثيرا طالماً أن هناك مساعي طيبة للتوفيق
سؤالي الأخير في هذه المنطقة..
البعض يتهم السلفية بأن هدفها هدم الأزهر الشريف وأنها أيادي بعض الدول التي تريد إضعاف مصر وإضعاف مصر يبدأ من الهجوم وتدمير الأزهر برموزه كيف يمكن أن ترد فضيلتك على هذا؟
الشيخ محمد: أظن أن الجميع بفضل الله تبارك وتعالى يعلم أنني من أول من ناديت قبل الثورة وبعد الثورة مرات عديدة أن ينطوي الجميع تحت عباءة الأزهر وأن يعمل الجميع من خلال الأزهر وأن يفتح الأزهر قلبه وصدره لهذه التيارات كلها باعتباره الحاضن التربوي والمربي لكل هذه التيارات ولكل هذه الجماعات بحيث تعود للأزهر استقلاليته وسيادته وريادته ومكانته.
أن يكون الأزهر مستقلاً عن أي سلطة تشريعية أو تنفيذية بحيث يثق المسلمون جميعاً على اختلاف انتماءاتهم جماعاتهم في استقلالية فتوى الأزهر وطرح الأزهر ورؤى الأزهر بحيث يثق الجميع في أن هذا الطرح إنما يراد به إرضاء الحق تبارك وتعالى.حينئذ بفضل الله عز وجل ستُحل أنا من وجهة نظري إشكالات كثيرة جدا في هذا البلد لو طُرحت الفتوى من الأزهر المستقل الأزهر الذي يدين لله تبارك وتعالى ويعمل من أجل نصرة دين الله ثم لمصلحة هذا البلد فقط سيُقبل الجميع على فتوى الأزهر وعلى طرح الأزهر على أنه من عند الله تبارك وتعالى لأنه دين الله سبحانه وتعالى
المقدم: ألا ترى أنه يفعل ذلك الآن؟
الشيخ محمد: أنا أرى أن الأزهر مر بمرحلة ضعف مرت بها الأمة وهذا لا ينكره أحد وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يستعيد الأزهر من جديد عافيته بالفعل الأزهر دعا السلفيين وذهبنا بالفعل كمجموعة كبيرة جداً من رموز التيار السلفي
أنا أقول بأن إسقاط الأزهر خطر على الجميع ولا ينبغي على الإطلاق أن نُسقط الأزهر أو أن نُُسقط دور المؤسسة الدينية الرسمية. وإنما يجب أن ندعمها وأن ننصح لها بأدب وتقدير واحترام لتنهض بدورها وبريادتها من جديد لأن الأزهر إن قام لحُلت إشكالات كثيرة في الأمة
لو استقل الأزهر بالفتوى بعيداً عن السلطات التشريعية والتنفيذية ووثقت الأمة فعلاً في طرح الأزهر بأنه طرح من أجل الله ومن أجل نصرة دين الله ثم من أجل نصرة هذا البلد أنا أرى أن جل شبابنا إن لم أقل كل شبابنا سيقبل ليأخذ بقول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين.
وأرجوا أن تُكسر الحواجز بين الأزهر كمؤسسة رسمية وبين العلماء المخلصين الذين فتح الله عليهم وجعل لهم مكانة في قلوب الجماهير وقلوب الشعب حتى يعلم الجميع أن الكل يعمل تحت هذه الراية وتحت هذه المظلة وتُكسر إلى الأبد هذه الحواجز التي مزقت الصف وشتت الشمل.
ثم أؤكد لحضرتك وللأمة كلها أن إخواننا الذين يعملون بفضل الله تبارك وتعالى لنصرة دين الله وينتسبون إلى المنهج السلفي بفضل الله عز وجل لا يعملون لحساب دولة.
ودعني أكون واضحاً وصريحاً
نحن لا نتحرك لنصرة الوهابية كما نُتهم. الإمام محمد بن عبد الوهاب إمام مجدد عالم مخلص نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تبارك وتعالى خرج في وقت وقف فيه مع المملكة واستطاع بفضل الله تبارك وتعالى هذان الرجلان أن يُقيم هذه المملكة العريقة التي لا يُنكر فضلها الآن مسلم على وجه الأرض.
الشاهد أن هذا الرجل كان إماما مجدداً وكان عالماً مخلصاً دعا إلى نبذ الشرك بكل صوره وألوانه.
فالوهابية ليست حزباً وليست جماعة وليست مذهباً فقهياً إنما هو إمام يدعوا إلى دين الله تبارك وتعالى وإلى التوحيد.
نحن لا نعمل للوهابية ولا ننصر الوهابية إنما ننصر دين رب البرية ننصر التوحيد الخالص ننصر السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكما أقول قال الإمام الشافعي وقال الإمام مالك وقال أبو حنيفة وقال أحمد وقال ابن القيم وقال ابن تيمية وقال فلان نقول قال محمد بن عبد الوهاب.
استدل بقوله ما دام موافقاً للحق
المقدم: قد يأخذ به عالم وقد لا يأخذ به عالم
الشيخ محمد: قبل أن أخذ بقوله في قضية أخرى بعينها لكن إذا وافق قوله الحق بدليله فأنا لا أرد قول أي قائل يوافق الحق بدليله.
اعرف الحق تعرف أهله فأن الحق لا يُعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون الحق
المقدم: إذن بماذا تفسر الحديث وهذا الكلام ذكر وذكره وزير العدل شخصيا عن أموال تأتي من بعض الدول عربية. ذكرت قطر مثلا لبعض التيارات الفئوية المنتمين إلى السلفية.
الشيخ محمد: والله أنا لا أعلم هذا وأشهد الله على ذلك.ولا ينبغي على الإطلاق أن أتكلم بالحدسة أو بالظن فأنا حذرت الآن من أساءه الظن ومن اتهام النيات. إذا وجد ذلك بالدليل لا سيما إذا كان الكلام من رجل على رأس جهاز القضاء في مصر فعليه أن يُحقق في هذه القضية وأن يُثبت من أين جاءت هذه الأموال وفيما أنفقت هذا أمر لابد من توضيحه للأمة كلها.
المقدم: ولماذا جاءت؟
الشيخ محمد: ولماذا جاءت وأين أنفقت..
فإذا كان رأس جهاز القضاء يقول هذا الكلام فعليه أن يتثبت وأن يتحقق. أما أنا شخصياً فوالله لا علم لي بذلك وأرجوا أن يُتثبت من هذا لا للسلفيين ولا الإسلاميين فقط بل لكل التيارات التي تعمل الآن على ساحة مصر لأنه ربما يكون هذا المال في هذه المرحلة حرج جداً لأنه قد يكون موجَهاً وموجِها.
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص
المقدم: يارب. أستأذن فضيلتك هنطلع فاصل ثم نعود لأسئلة عديدة حول رأي فضيلة الشيخ محمد حسان في الدولة المدنية في مبادئ الدستورية في الموقف من الجيش والشرطة والقضاء وأشياء أخرى عديدة وهنتلقى تليفونات حضراتكم.
***
يتبع إن شاء الله