فله المميزة
03 Dec 2011, 05:41 PM
إن الحديث عن الانفصال العاطفي بين الزوجين، أو يمكن تسميته مجازاً "الطلاق العاطفي" يتطلب معرفة منهج الإسلام في الزواج، فكثير من الناس يظن أن الزواج في الإسلام لا يقوم على العاطفة، وإنما ينظر الرجل إلى المرأة، أو لا ينظر إليها في بعض الأوساط، فإن أعجبته ذهب إلى بيت أبيها ليطلب زواجها، ويتم الاتفاق على المهر والتجهيز ثم يكون البناء، وتبدأ عجلة الحياة الزوجية.
ومن المعلوم أن معرفة أي حكم يرجع فيه إلى كتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كمصدرين للأحكام الشرعية في الإسلام، بل وكمنهج حياة للمسلمين؛ لأن حصر فائدة القرآن والسنة في معرفة الحكم الشرعي ضرب من التقييد المرفوض.
وحين نستنطق القرآن الكريم في آيات الزواج يكاد ينطق بإقامة الحياة الزوجية على الحب والعاطفة، وعلى الاحترام المتبادل بين الزوجين، ليفضي كل منهما إلى الآخر بمشاعرهوأحاسيسه ووجدانه في جو من النظافة النفسية، ولتتغذى الأرواح بكل الحب الذي يثابعليه الزوجان.
إن الحديث عن الانفصال العاطفي بين الزوجين، أو يمكن تسميته مجازاً "الطلاق العاطفي" يتطلب معرفة منهج الإسلام في الزواج، فكثير من الناس يظن أن الزواج في الإسلام لا يقوم على العاطفة
ومن ذلك قول الله – تعالى-: "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فالقرآن يشير إلى بناء الأسرة على السكن والمودة والرحمة، وكلها معانٍ تدخل في دائرة العاطفة والحب.
وتكرر هذا المعنى في آية أخرى، حيث قال الله – تعالى-: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا"، فليس هناك ألفة بين اثنين، كألفة الزوجين.
ولذا جعلها الله – تعالى - آية من آياته التي يجب أن يتدبر فيها.
قال الإمام ابن كثير:
"لو أنه – تعالى - جعل بني آدم كلهم ذكوراً وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم، إما منجان أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواجمن غير الجنس،
ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة، وهي:المحبة. ورحمة، وهي: الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما، وغير ذلك "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
وقيل معنى المودة والرحمة: عطف قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال ابن عباس: قال: المودة: حب الرجل امرأته، والرحمة: رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
والعاطفة تأتي من خلال الارتياح النفسي لكل من الرجل والمرأة،
ولذا أباح الشارع الحكيم النظر إلى المخطوبة قبل خطبتها، ويعلو شأن النظر في الشريعة حين يرفض الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج رجل امرأة دون أن يراها ولا أن يتأكد من نفسه الأنس بها، وكأن هناك تصحيح لعادة مغلوطة، وهي الزواج دون دراسة و معرفة،
فيخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحد أصحابه:" انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".
وذلك أن النظر أولى رسائل القبول بين الرجل والمرأة.
ويتأكد هذا المعنى في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه النسائي:" خير نسائكم التي إذا نظر إليها زوجها سرته،....".
ولئن كان الحب لابد فيه من التعبير، فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يظهر هذاالحب لأزواجه، ويظهر هذا في كثير من أحاديثه، فمن ذلك:
" يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام".
العاطفة لها شأن كبير في الحياة الزوجية في الإسلام، وأن العيش مع الانفصال العاطفي هوأشبه بالموات أو الفراق، ولئن كان الإنسان روحاً وجسداً، فإن انفصال الروح يأذن بانفصال الجسد
و عن عائشة، قالت: أول سورة تعلمتها من القرآن (طه) فكنت إن قلت: "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" إلا قال - صلى الله عليه وسلم-: لا شقيت يا عائش".
بل يصرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحبه لنسائه على ملأ من الصحابة، فعن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ قال: أبوها، قال: ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة"
ويلاحظ أن أول ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أحب الناس إليه، قال:عائشة،ثم لما أخبره عمرو - رضي الله عنه - أنه يقصد الرجال، عدد رجالاً من أصحابه.
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدوة في إثراء مظاهر الحب بين الزوجين، فقد كان يلاعب عائشة، بل ويترك لها أحياناً لعباً تلعب بها، مراعاة لسنها، بل لما قام الأحباش في المسجد يلعبون وقفت عائشة - رضي الله عنها - خلفه لتشاهدهم، فلما ملت استأذنتالرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك مراعاة للزوجة الصغيرة.
وكانت إذا شربت من الإناء، أمسكه ووضع فمه في موضع فمها وشرب.
بل كان يمسك العظم الذي به اللحم بعد أن تأكل عائشة، فيضع فمه في موضع فمها، وكان كثيراً ما ينام في حجرها.
بل ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجري مسابقة جري بينه وبين عائشة أكثر من مرة، فسبقته أول مرة، ثم سبقها في مرة أخرى، فداعبها قائلاً: هذه بتلك.
وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما رأى ما يحدث بين أزواجه من مشاحنات، فيبتسم مما يفعلن، كما يحدث بين الضرائر.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يهدي إليهن بعض الهدايا؛ ترقيقاً لقلوبهن، وتطييباً لخاطرهن، فتظن كل منهن أن لها الصدارة في قلبه - صلى الله عليه وسلم-.
فإن كان هذا شأن نبي الأمة - صلى الله عليه وسلم - مع ما كان عليه من أعباء الدعوة والجهاد في سبيل الله، والسعي لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقيامه الليل،فإن من الأولى أن يكون الأمر أكثر فسحة بين المسلمين، فقد أرشدهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى منهج الحب بين الزوجين، وأعطاهم نماذج ليست للحصر، و لكن للاقتداء والزيادة.
وهذا يعني أن العاطفة لها شأن كبير في الحياة الزوجية في الإسلام، وأن العيش مع الانفصال العاطفي هو أشبه بالموات أو الفراق، ولئن كان الإنسان روحاً وجسداً، فإن انفصال الروح يأذن بانفصال الجسد،
غير أن هذا لا يعني أن الحياة بين الزوجين مستحيلة، كما لا يعني عدم جواز المعاشرة، فقدأمر الإسلام الزوجين أن يصبر كل منهما على الآخر.
وأن ينظرا إلى وسائل العلاج التي تعيد الحب بينهما، وتقويه في حياتهما، ليهنئا بحياة سعيدةكما أرادها الإسلام.
http://img53.imageshack.us/img53/8687/41883241ix3.gif
.. (( مقــال ))..
يعني الطلاق العاطفي وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما.
ويرتبط الطلاق العاطفي عادة بمرحلة يسميها علماء الاجتماع أزمة مرحلة منتصف العمر.
وتعزو الدكتورة فادية أبو شهبة أستاذ علم الاجتماع سبب الأزمة التي يمكن أن تحدث بين الزوجين في منتصف العمر، إلى ضعف ثقافتهما ووعيهما وعدم قدرة كل منهما أو أحدهما على مد الجسور مع رفيق العمر، وهذه الأزمة هي التي تؤدي إلى ما يسمى (بالطلاق النفسي) أو (الطلاق العاطفي) حيث يسبب الملل والفتور، وعدم تكيف كل طرف مع رغبات الآخر في هذه السن إلى الانفصام النفسي والوجداني الفكري.
أما الدكتور عز الدين الدنشاوي أستاذ الأدوية بجامعة القاهرة فيعزو ظاهرة العزوف العاطفيعند الزوجات في منتصف العمر لأسباب طبية يجب أن يحترمها الرجل ففترة انقطاع الطمث عند السيدة يحدث فيها تغيرات فسيولوجية بسبب انعدام التبويض وانخفاض نسبة هورمون الاستروجين والبروجستيرون في الدم وعادة ما تكون هذه التغيرات في سن تتراوح بين 45 و55 سنة وقد يحدث ذلك مبكراً في سن تتراوح بين 25 و38 خاصة عند المدخنات.
وتشمل أعراض هذا السن شعور المرأة بالهبات الحرارية والعرق ليلاً والإصابة بالقلق والاكتئاب، وتغيرات في المزاج والتململ، وهشاشة العظام،
http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Open-DblQ.gif الطلاق العاطفي أزمة حقيقية تصيب الكثير من العلاقات الزوجية ولا يمكن تجنبها الا بتفهم الزوجين http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Close-DblQ.gif
وانعدام الرغبة الجنسية، وجفاف المهبل، والإصابة بالأمراض الفطرية والالتهابات المهبلية، وتنتج هذه الأعراض عن نقص هورمون الاستروجين ويؤدي إلى زيادة العصبية وزيادة الانفعالات فتقل قدرة السيدة على تحمل الضغوط النفسية وتتعامل معها بانفعال شديد وتتعصب من أي انفعال ولو بسيط من أولادها أو زوجها عكس ما كان يحدث من قبل وأيضا تصبح كثيرة الشجار مع أولادها ويرتفع صوتها عند أي انفعال وتصبح انفعالاتها شديدة لدرجةلا تتناسب مع رد فعل الحدث وقد تصل إلى استخدامها العنف مع أولادها وإيذائهم من غير أن تشعر.
وتشير د.أميمة إدريس إلى ان هذه التصرفات تكون لا إرادية حيث إنها لا تستطيع التحكم في تصرفاتها أو ردود أفعالها بالإضافة إلى تأثر العلاقة الزوجية حيث إن نقص الهورمون يؤدي إلى إصابتها بنوع من البرود الجنسي مما يؤدي إلى توتر العلاقة بينها وبين زوجها حيث يصبح لديها عدم رغبة تجاه العلاقة الزوجية.. وكل هذه التصرفات تنعكس على الأسرة وعليها نفسياًحيث إن نقص الهورمون أيضاً يؤثر على المزاج الشخصي للسيدة وقد يؤدي إلى إصابتها بالاكتئاب والعزلة بسبب إحساسها بأن الآخرين زوجها وأولادها متضايقون منها ومن ردود أفعالها.
لكن هذه الفترة لا تدوم كثيرا وتحتاج إلى وعي من المحيطين بالمرأة وخاصة الزوج والأبناء.
ومن بين الآثار السلبية التي يتركها الطلاق العاطفي على الحياة الزوجية ما يلي:
1- شيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية.
2- الانسحاب من المعاشرة الزوجية.
3- تبلد المشاعر وجمود العواطف.
4- غياب البهجة والمرح والمودة والتودد والأجواء الرومانسية والمداعبة من العلاقة الزوجية.
5- غياب الاحترام واللين والرفق بين الزوجين وشيوع العناد والنرفزة والتذمر والشجار والنزاعات لأتفه الأسباب.
6- الاهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام كل طرف
7- الهروب المتكرر من المنزل أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل بيت الزوجية ( الانعزال المكاني ).
8- عدم الاشتراك في أنشطة مشتركة.
9- الإنسحاب من فراش الزوجية.
10- النفور الشديد من الطرف الآخر.
11- الشعور بالندم على الارتباط بالطرف الآخر.
12- التفكير بالطلاق أو بالزواج من امرأة أخرى.
13- شيوع السخرية والاستهزاء والاستهتار والتعليقات السلبية والتقليل من شأن الآخر وجرح مشاعره بكلمات مؤذية (المظاهر الجسمية أو أي سلوكيات أخرى).
14- الاكل والشرب بشكل منفصل عن الطرف الآخر.
15- اللوم المتبادل والانتقاص من انجازات وطموحات الطرف الآخر.
16- رمي المسؤوليات على الطرف الآخر والتحلل من الالتزامات تجاهه.
إذن الطلاق العاطفي أزمة حقيقية تصيب الكثير من العلاقات الزوجية ولا يمكن تجنبها الابتفهم الزوجين لهذه المشكلة ومحاولة تلافيها بمزيد من الصبر والاحترام والتقدير المتبادلوفتح قنوات الحوار بينهما تجنبا لوقوع ما هو أسوأ ...
د.
عبدالله محمد الفوزان
.
..
لاتنسونـا من دعــائكم
لاحرمكم الله الاجـــر
تحيتى لـكـم
منقووووووووووووووووووووووووووووول
ومن المعلوم أن معرفة أي حكم يرجع فيه إلى كتاب الله، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - كمصدرين للأحكام الشرعية في الإسلام، بل وكمنهج حياة للمسلمين؛ لأن حصر فائدة القرآن والسنة في معرفة الحكم الشرعي ضرب من التقييد المرفوض.
وحين نستنطق القرآن الكريم في آيات الزواج يكاد ينطق بإقامة الحياة الزوجية على الحب والعاطفة، وعلى الاحترام المتبادل بين الزوجين، ليفضي كل منهما إلى الآخر بمشاعرهوأحاسيسه ووجدانه في جو من النظافة النفسية، ولتتغذى الأرواح بكل الحب الذي يثابعليه الزوجان.
إن الحديث عن الانفصال العاطفي بين الزوجين، أو يمكن تسميته مجازاً "الطلاق العاطفي" يتطلب معرفة منهج الإسلام في الزواج، فكثير من الناس يظن أن الزواج في الإسلام لا يقوم على العاطفة
ومن ذلك قول الله – تعالى-: "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، فالقرآن يشير إلى بناء الأسرة على السكن والمودة والرحمة، وكلها معانٍ تدخل في دائرة العاطفة والحب.
وتكرر هذا المعنى في آية أخرى، حيث قال الله – تعالى-: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا"، فليس هناك ألفة بين اثنين، كألفة الزوجين.
ولذا جعلها الله – تعالى - آية من آياته التي يجب أن يتدبر فيها.
قال الإمام ابن كثير:
"لو أنه – تعالى - جعل بني آدم كلهم ذكوراً وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم، إما منجان أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواجمن غير الجنس،
ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة، وهي:المحبة. ورحمة، وهي: الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما، وغير ذلك "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
وقيل معنى المودة والرحمة: عطف قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال ابن عباس: قال: المودة: حب الرجل امرأته، والرحمة: رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
والعاطفة تأتي من خلال الارتياح النفسي لكل من الرجل والمرأة،
ولذا أباح الشارع الحكيم النظر إلى المخطوبة قبل خطبتها، ويعلو شأن النظر في الشريعة حين يرفض الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوج رجل امرأة دون أن يراها ولا أن يتأكد من نفسه الأنس بها، وكأن هناك تصحيح لعادة مغلوطة، وهي الزواج دون دراسة و معرفة،
فيخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحد أصحابه:" انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما".
وذلك أن النظر أولى رسائل القبول بين الرجل والمرأة.
ويتأكد هذا المعنى في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يرويه النسائي:" خير نسائكم التي إذا نظر إليها زوجها سرته،....".
ولئن كان الحب لابد فيه من التعبير، فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يظهر هذاالحب لأزواجه، ويظهر هذا في كثير من أحاديثه، فمن ذلك:
" يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام".
العاطفة لها شأن كبير في الحياة الزوجية في الإسلام، وأن العيش مع الانفصال العاطفي هوأشبه بالموات أو الفراق، ولئن كان الإنسان روحاً وجسداً، فإن انفصال الروح يأذن بانفصال الجسد
و عن عائشة، قالت: أول سورة تعلمتها من القرآن (طه) فكنت إن قلت: "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" إلا قال - صلى الله عليه وسلم-: لا شقيت يا عائش".
بل يصرح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بحبه لنسائه على ملأ من الصحابة، فعن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ قال: أبوها، قال: ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة"
ويلاحظ أن أول ما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أحب الناس إليه، قال:عائشة،ثم لما أخبره عمرو - رضي الله عنه - أنه يقصد الرجال، عدد رجالاً من أصحابه.
ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدوة في إثراء مظاهر الحب بين الزوجين، فقد كان يلاعب عائشة، بل ويترك لها أحياناً لعباً تلعب بها، مراعاة لسنها، بل لما قام الأحباش في المسجد يلعبون وقفت عائشة - رضي الله عنها - خلفه لتشاهدهم، فلما ملت استأذنتالرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي ذلك مراعاة للزوجة الصغيرة.
وكانت إذا شربت من الإناء، أمسكه ووضع فمه في موضع فمها وشرب.
بل كان يمسك العظم الذي به اللحم بعد أن تأكل عائشة، فيضع فمه في موضع فمها، وكان كثيراً ما ينام في حجرها.
بل ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجري مسابقة جري بينه وبين عائشة أكثر من مرة، فسبقته أول مرة، ثم سبقها في مرة أخرى، فداعبها قائلاً: هذه بتلك.
وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما رأى ما يحدث بين أزواجه من مشاحنات، فيبتسم مما يفعلن، كما يحدث بين الضرائر.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يهدي إليهن بعض الهدايا؛ ترقيقاً لقلوبهن، وتطييباً لخاطرهن، فتظن كل منهن أن لها الصدارة في قلبه - صلى الله عليه وسلم-.
فإن كان هذا شأن نبي الأمة - صلى الله عليه وسلم - مع ما كان عليه من أعباء الدعوة والجهاد في سبيل الله، والسعي لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقيامه الليل،فإن من الأولى أن يكون الأمر أكثر فسحة بين المسلمين، فقد أرشدهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى منهج الحب بين الزوجين، وأعطاهم نماذج ليست للحصر، و لكن للاقتداء والزيادة.
وهذا يعني أن العاطفة لها شأن كبير في الحياة الزوجية في الإسلام، وأن العيش مع الانفصال العاطفي هو أشبه بالموات أو الفراق، ولئن كان الإنسان روحاً وجسداً، فإن انفصال الروح يأذن بانفصال الجسد،
غير أن هذا لا يعني أن الحياة بين الزوجين مستحيلة، كما لا يعني عدم جواز المعاشرة، فقدأمر الإسلام الزوجين أن يصبر كل منهما على الآخر.
وأن ينظرا إلى وسائل العلاج التي تعيد الحب بينهما، وتقويه في حياتهما، ليهنئا بحياة سعيدةكما أرادها الإسلام.
http://img53.imageshack.us/img53/8687/41883241ix3.gif
.. (( مقــال ))..
يعني الطلاق العاطفي وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما.
ويرتبط الطلاق العاطفي عادة بمرحلة يسميها علماء الاجتماع أزمة مرحلة منتصف العمر.
وتعزو الدكتورة فادية أبو شهبة أستاذ علم الاجتماع سبب الأزمة التي يمكن أن تحدث بين الزوجين في منتصف العمر، إلى ضعف ثقافتهما ووعيهما وعدم قدرة كل منهما أو أحدهما على مد الجسور مع رفيق العمر، وهذه الأزمة هي التي تؤدي إلى ما يسمى (بالطلاق النفسي) أو (الطلاق العاطفي) حيث يسبب الملل والفتور، وعدم تكيف كل طرف مع رغبات الآخر في هذه السن إلى الانفصام النفسي والوجداني الفكري.
أما الدكتور عز الدين الدنشاوي أستاذ الأدوية بجامعة القاهرة فيعزو ظاهرة العزوف العاطفيعند الزوجات في منتصف العمر لأسباب طبية يجب أن يحترمها الرجل ففترة انقطاع الطمث عند السيدة يحدث فيها تغيرات فسيولوجية بسبب انعدام التبويض وانخفاض نسبة هورمون الاستروجين والبروجستيرون في الدم وعادة ما تكون هذه التغيرات في سن تتراوح بين 45 و55 سنة وقد يحدث ذلك مبكراً في سن تتراوح بين 25 و38 خاصة عند المدخنات.
وتشمل أعراض هذا السن شعور المرأة بالهبات الحرارية والعرق ليلاً والإصابة بالقلق والاكتئاب، وتغيرات في المزاج والتململ، وهشاشة العظام،
http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Open-DblQ.gif الطلاق العاطفي أزمة حقيقية تصيب الكثير من العلاقات الزوجية ولا يمكن تجنبها الا بتفهم الزوجين http://www.okaz.com.sa/okaz/images/new/Close-DblQ.gif
وانعدام الرغبة الجنسية، وجفاف المهبل، والإصابة بالأمراض الفطرية والالتهابات المهبلية، وتنتج هذه الأعراض عن نقص هورمون الاستروجين ويؤدي إلى زيادة العصبية وزيادة الانفعالات فتقل قدرة السيدة على تحمل الضغوط النفسية وتتعامل معها بانفعال شديد وتتعصب من أي انفعال ولو بسيط من أولادها أو زوجها عكس ما كان يحدث من قبل وأيضا تصبح كثيرة الشجار مع أولادها ويرتفع صوتها عند أي انفعال وتصبح انفعالاتها شديدة لدرجةلا تتناسب مع رد فعل الحدث وقد تصل إلى استخدامها العنف مع أولادها وإيذائهم من غير أن تشعر.
وتشير د.أميمة إدريس إلى ان هذه التصرفات تكون لا إرادية حيث إنها لا تستطيع التحكم في تصرفاتها أو ردود أفعالها بالإضافة إلى تأثر العلاقة الزوجية حيث إن نقص الهورمون يؤدي إلى إصابتها بنوع من البرود الجنسي مما يؤدي إلى توتر العلاقة بينها وبين زوجها حيث يصبح لديها عدم رغبة تجاه العلاقة الزوجية.. وكل هذه التصرفات تنعكس على الأسرة وعليها نفسياًحيث إن نقص الهورمون أيضاً يؤثر على المزاج الشخصي للسيدة وقد يؤدي إلى إصابتها بالاكتئاب والعزلة بسبب إحساسها بأن الآخرين زوجها وأولادها متضايقون منها ومن ردود أفعالها.
لكن هذه الفترة لا تدوم كثيرا وتحتاج إلى وعي من المحيطين بالمرأة وخاصة الزوج والأبناء.
ومن بين الآثار السلبية التي يتركها الطلاق العاطفي على الحياة الزوجية ما يلي:
1- شيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية.
2- الانسحاب من المعاشرة الزوجية.
3- تبلد المشاعر وجمود العواطف.
4- غياب البهجة والمرح والمودة والتودد والأجواء الرومانسية والمداعبة من العلاقة الزوجية.
5- غياب الاحترام واللين والرفق بين الزوجين وشيوع العناد والنرفزة والتذمر والشجار والنزاعات لأتفه الأسباب.
6- الاهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام كل طرف
7- الهروب المتكرر من المنزل أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل بيت الزوجية ( الانعزال المكاني ).
8- عدم الاشتراك في أنشطة مشتركة.
9- الإنسحاب من فراش الزوجية.
10- النفور الشديد من الطرف الآخر.
11- الشعور بالندم على الارتباط بالطرف الآخر.
12- التفكير بالطلاق أو بالزواج من امرأة أخرى.
13- شيوع السخرية والاستهزاء والاستهتار والتعليقات السلبية والتقليل من شأن الآخر وجرح مشاعره بكلمات مؤذية (المظاهر الجسمية أو أي سلوكيات أخرى).
14- الاكل والشرب بشكل منفصل عن الطرف الآخر.
15- اللوم المتبادل والانتقاص من انجازات وطموحات الطرف الآخر.
16- رمي المسؤوليات على الطرف الآخر والتحلل من الالتزامات تجاهه.
إذن الطلاق العاطفي أزمة حقيقية تصيب الكثير من العلاقات الزوجية ولا يمكن تجنبها الابتفهم الزوجين لهذه المشكلة ومحاولة تلافيها بمزيد من الصبر والاحترام والتقدير المتبادلوفتح قنوات الحوار بينهما تجنبا لوقوع ما هو أسوأ ...
د.
عبدالله محمد الفوزان
.
..
لاتنسونـا من دعــائكم
لاحرمكم الله الاجـــر
تحيتى لـكـم
منقووووووووووووووووووووووووووووول