خالد آل منصور
21 Dec 2011, 03:02 AM
الصدق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الصدق خلق كريم، ووصف حسن عظيم لا يتصف به إلا ذو القلب السليم، أمر الله به في كتابه فقال تعالى : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [والصدق يكشف عن معدن الإنسان وحسن سريرته وطيب سيرته كما أن الكذب يكشف عن خبث الطوية وقبح السيرة،والصدق منجاة والكذب مرداة، والصدق محبوب ممدوح في العقول السليمة والفطرة المستقيمة، وقد حث على الصدق رسول الهدى r، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله r : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة) رواه الترمذي وقال حديث صحيح. وتكون عواقب الصادق في حياته إلى خير كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلفه عن غزوة تبوك ( قلت: يا رسول الله r إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك عليّ، وإن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل) رواه البخاري ومسلم . أي أرجو من الله تعالى العاقبة الحميدة في صدقي وقد كان كذلك. وأما ثواب الصدق في الآخرة فرضوان الله تعالى والدرجات العلى في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ففي القرآن العظيم ]قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [. وقال تعالى: ]وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً[ فإن حقيقة هذا الصدق الذي وعد الله عليه أحسن الثواب ونجى صاحبه من العذاب، أنه صدق قول وصدق فعل، فصدق القول أن يقول الحق بتبليغ كلام الله تعالى أو كلام رسول الله r أو يأمر بحق أو ينهى عن باطل أو يخبر بما يطابق الواقع قال الله تعالى : ]وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ [ وفي الحديث عن النبيr (المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له يصدق) والصدق في الفعل هو معاملة الله تعالى بصدق نية وإخلاص ومحبة ويقين، ومعاملة الخلق بصدق ورحمة ووفاء، قال الله تعالى : ]مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق، والحياء، وحسن الخلق،والشكر.
اللهم اجعلنا من الصادقين المخلصين وصلى الله وسلم على محمد .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الصدق خلق كريم، ووصف حسن عظيم لا يتصف به إلا ذو القلب السليم، أمر الله به في كتابه فقال تعالى : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [والصدق يكشف عن معدن الإنسان وحسن سريرته وطيب سيرته كما أن الكذب يكشف عن خبث الطوية وقبح السيرة،والصدق منجاة والكذب مرداة، والصدق محبوب ممدوح في العقول السليمة والفطرة المستقيمة، وقد حث على الصدق رسول الهدى r، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله r : (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة) رواه الترمذي وقال حديث صحيح. وتكون عواقب الصادق في حياته إلى خير كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلفه عن غزوة تبوك ( قلت: يا رسول الله r إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلاً ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك عليّ، وإن حدثتك حديث صدق تجد عليّ فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل) رواه البخاري ومسلم . أي أرجو من الله تعالى العاقبة الحميدة في صدقي وقد كان كذلك. وأما ثواب الصدق في الآخرة فرضوان الله تعالى والدرجات العلى في الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ففي القرآن العظيم ]قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ [. وقال تعالى: ]وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً[ فإن حقيقة هذا الصدق الذي وعد الله عليه أحسن الثواب ونجى صاحبه من العذاب، أنه صدق قول وصدق فعل، فصدق القول أن يقول الحق بتبليغ كلام الله تعالى أو كلام رسول الله r أو يأمر بحق أو ينهى عن باطل أو يخبر بما يطابق الواقع قال الله تعالى : ]وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ [ وفي الحديث عن النبيr (المؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له يصدق) والصدق في الفعل هو معاملة الله تعالى بصدق نية وإخلاص ومحبة ويقين، ومعاملة الخلق بصدق ورحمة ووفاء، قال الله تعالى : ]مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُوَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق، والحياء، وحسن الخلق،والشكر.
اللهم اجعلنا من الصادقين المخلصين وصلى الله وسلم على محمد .