عبيد المبين
12 Dec 2004, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتنا الكرام ..
بمناسبة قرب موعد أعياد النصارى ؛ فلعل من المناسب أن نعرف شيئا عن هذه الأعياد وحكم الشرع فيها ..
من هنا رأيت أن أضع لكم هذه الروابط الشاملة لتختاروا منها ما ترون مناسبة نشره وتنبيه الأمة إلى ما يجب عليهم تجاهها .. /
http://saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/m.htm
http://saaid.net/Doat/Zugail/164.htm
وهنا فكرة عن أعياد الكفار وأنواعها وبعض طقوسها :
http://63.175.194.25/topics/nonmuslimreligious/non-muslim_religious_ara.shtml
وهذا موضوع في حكم الاحتفال بهذه الأعياد من الناحية الشرعية :
هل ترضي بأن تحتفل بعد هذا ؟
فإن النصارى في هذه الأيام يحتفلون بأعياد رأس الميلادية ، و إن مما يدمي القلب و يحزن النفس أن ترى كثيرا من المسلمين يشاركون هؤلاء النصارى في تلك الأعياد ، وهم متفاوتون ، فمنهم من يفعل ذلك بدافع الشوة ، و منهم من يفعل ذلك لأغراض أخرى .
و غاب عن هؤلاء أن مشاركتم في أعيادهم هو أمر متعلق بالدين ، وأنه يترتب عليه أمور خطيرة . أخي الحبيب :
اعلم إن الله بعث لنا خير رسله ، و خاتم أنبيائه ، وجعلنا من خير الأمم { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وجعل الله هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع ، وجعلها كاملة و شاملة على مر العصور، و حتى يرث الله الأرض و من عليها ، ليس ذلك في مجال المعاملات و العبادات حسب ، بل في الأعياد و جميع شؤون الحياة ، { اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا }
و من الأمور العظيمة التي جاءت بها الشريعة تمييز المسلم عن سائر أهل الملل الكافرة ، فكانت من أصوله العظيمة ، مخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم .
هذا الأصل المتعلق بأوثق عرى الإيمان ؛ الحب في الله و البغض في الله .
علم و الذي هم أن أصل دين الإسلام .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : (( أصل التوحيد و روحه إخلاص المحبة لله وحده ، وهي أصل التأله و التعبد له ، بل هي حقيقة العبادة ، و لا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لرب ، وتسبق محبته جميع المحاب و تغلبها ، و يكون الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد و فلاحه ، و من تفريعها و تكميلها؛ الحب في الله ، فيحب العبد ما يحب الله من الأعمال و الأشخاص و يبغض العبد ما يبغض الله من الأعمال و الأشخاص ، و يوالي أولياءه ،و يعادي أعداءه ،و بذلك يكمل إيمان العبد و توحيده )) ا.هـ
و لما كان الايمان له باطن و ظاهر ، فباطنه هو الحب في الله و البغض في الله و ظاهره هو الولاء و البراء ، فالحب و البغض هما الاصل و هما أمران قلبيان باطنيان و الولاء و البراء أمران لازمان لهما.
يقول ابن تيمية ( الفتاوى 14/280) : (( أصل المولاة المحبة كما أن أصل المعادة البغض ، فإن التحاب يوجب التقارب ، و التباغض يوجب التباعد و الاختلاف )).
فإذا علم هذا كان بغض الكفار أيّن كانوا داخل في أصل الأيمان و بالتالي بغض ما هم عليه من الدين و شعائره كالأعياد و نحوها يعتبر من الدين.
أخي الحبيب : أن حضور أو مشاركة النصارى في أعيادهم محرم في شريعة الله و الأدلة على هذا كثيرة منها :
1- قال تعالى [ والذين لا يشهدون الزور ] قال غير واحد من السلف:( الزور هو أعياد الكفار ) ومن فسر الزور بأنه هم شهادة الزور و التي هي الكذب ، فإن هذا فيه نظر لان الله يقول [ لا يشهدون الزور ] ولم يقل ( لا يشهدون بالزور ) فالعرب تقول ( شهدت كذا إذا حضرته ، و أما إذا قالوا: (شهدت بكذا) فالمراد أخبرت بكذا .
فتسمية هذه الأعياد( زورا) دليل على تحريم حضورها فكيف و قد جعل الله ترك شهود أعياد الكفار وصفا يمدح به عباده الصالحين ، والله لا يمدح إلا بما هو محبوب إليه ، ولهذا قال الله تعالى: ( واجتنبوا قول الزور ) ففعل الزور أولى بالاجتناب .
2- عن أنس بن مالك قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم و لهم يومان يلعبان فيه فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : ( كنا نعلب فيهما في الجاهلية ، فقال : قد أبدلكما الله بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر ) رواه أبو داود و هو على شرط مسلم .
فالنبي لم يقر الصحابة على العيدين الجاهليين ، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع البدل و المبدل ، ولذلك مات ذلك اليومان في الإسلام فلم يبق لهما أثر ، فلولا قوة المانع من الرسول صلى الله عليه وسلم لكانت تلك الأعياد باقية ولو على وجه ضعيف لان عادة الناس في أعيادهم لا تتغير بسهولة لقوة مقتضاها في النفوس و توفر همم الجماهير على اتخاذها ، فعلم أن المانع من الرسول كان ثابتا قويا لتلك الأعياد ، وكل ما منعه الرسول صلى الله عليه وسلم ، و كان منعه قويا يدل على أن الممنوع و هو أحداث عيد ليس في الإسلام محرما .
3- و قصة الرجل الذي أراد أن ينحر إبلا ببوانة فاستفسر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم: هل بها وثن من أوثان الجاهلية؟ فقالوا: نعم .
فقال : هل كان بها عيد من أعيادهم فقالوا : لا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوف بذرك ، فإنه لا وفاء في معصية و..) فالرسول حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار.
4- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم )أخرجه أبو داود و أحمد.
قال ابن كثير ( فيه دلالة على النهي الشديد و التهديد و الوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم و أفعالهم و لباسهم و أعيادهم و عبادتهم و غير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا و لم نقر عليها ).
5- ذكر ابن تيمية مفاسد كثيرة تنتج عن حضور المسلمين لأعياد الكفار منها :
أ- أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عموم الناس ، و تناسوا أصله حتى يصير عادة بل عيدا فيُضاهى بعيد الله ، بل يزيد عليه.
وصدق رحمه الله تعالى فنحن نرى المسلمين الذين يشاركون النصارى في عيد رأس السنة لا يعلمون أن النصارى يحتفلون بولادة عيسى من الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ب- أن الأعياد لها- في الجملة - منفعة في الدين و الدنيا و قد شرع الله لنا على لسان نبيه أفضل الأعياد التي بها أعظم الصلاح لنا ، فإذا أخذنا بأعياد غيرنا ؛ قلة الرغبة في أعيادنا وانتفاعنا بها بقدر ما أخذنا من تلك الأعياد .
وصدق أيضا رحمه الله فإننا نشاهد و نعرف من كثير من شبابنا من لا يحرص على حضور أعياد المسلمين و لكنه يسعى بل و ينفق و يسافر من أجل المشاركة في أعياد النصارى .
ت- أن المشابهة في الظاهر توجب المشابهة في الباطن، و المشابهة إذا حصلت في الباطن أورثت مودة ومحبة ومولاة ، فهذا نقص في أصل الولاء و البراء .
أخي الحبيب :
هل بعد هذا تطيب نفسك بحضور هذه الأعياد .
هل ترضى أن تحل عليك اللعنة و أنت معهم تشاركهم في أعيادهم ، يقول عمر رضي الله : ( لا تدخلوا على المشركين في أعيادهم ، فإن السخطة تتنزل عليهم ) رواه البيهقي بإسناد صحيح . .
هل ترضى أن تحتفل بنسبة الولد إلى الله ، هذه الفرية العظيمة التي افتراها النصارى اسمع ما ذا يقول الله عن مخلوقات عظيمة - هي أعظم منك - حيال هذه الفرية
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض و تخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا . و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا . أن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم و عدهم عدا ).
أخي الحبيب :
و إليك بعض الفقرات من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
1- لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ، ومن ذلك : إشهار أعيادهم و إعلانها .. و لا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام أو نصب الساعات و اللوحات الرقمية أو صناعة الملابس و الأغراض التذكارية أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية أو عمل التخفيضات التجارية و الجوائز المادية من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها .
2- لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار و منها الألفية المذكورة و نحوها مناسبات سعيدة و أوقاتا مباركة ، فتعطل فيها الأعمال و يُجرى فيها عقود الزواج .
3- لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار ؛لان ذلك نوع رضى بما هم عليه من الباطل ، وإدخال للسرور عليهم ، قال ابن القيم : ( و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو : تهنأ بهذا العيد ، ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله و أشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه ، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك و لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ..).
اللهم إنا نسألك الثبات على الحق و نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن . اهـ .
أعده : محمد الجابري
والله الموفق .
أحبتنا الكرام ..
بمناسبة قرب موعد أعياد النصارى ؛ فلعل من المناسب أن نعرف شيئا عن هذه الأعياد وحكم الشرع فيها ..
من هنا رأيت أن أضع لكم هذه الروابط الشاملة لتختاروا منها ما ترون مناسبة نشره وتنبيه الأمة إلى ما يجب عليهم تجاهها .. /
http://saaid.net/mktarat/aayadalkoffar/m.htm
http://saaid.net/Doat/Zugail/164.htm
وهنا فكرة عن أعياد الكفار وأنواعها وبعض طقوسها :
http://63.175.194.25/topics/nonmuslimreligious/non-muslim_religious_ara.shtml
وهذا موضوع في حكم الاحتفال بهذه الأعياد من الناحية الشرعية :
هل ترضي بأن تحتفل بعد هذا ؟
فإن النصارى في هذه الأيام يحتفلون بأعياد رأس الميلادية ، و إن مما يدمي القلب و يحزن النفس أن ترى كثيرا من المسلمين يشاركون هؤلاء النصارى في تلك الأعياد ، وهم متفاوتون ، فمنهم من يفعل ذلك بدافع الشوة ، و منهم من يفعل ذلك لأغراض أخرى .
و غاب عن هؤلاء أن مشاركتم في أعيادهم هو أمر متعلق بالدين ، وأنه يترتب عليه أمور خطيرة . أخي الحبيب :
اعلم إن الله بعث لنا خير رسله ، و خاتم أنبيائه ، وجعلنا من خير الأمم { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وجعل الله هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع ، وجعلها كاملة و شاملة على مر العصور، و حتى يرث الله الأرض و من عليها ، ليس ذلك في مجال المعاملات و العبادات حسب ، بل في الأعياد و جميع شؤون الحياة ، { اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا }
و من الأمور العظيمة التي جاءت بها الشريعة تمييز المسلم عن سائر أهل الملل الكافرة ، فكانت من أصوله العظيمة ، مخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم .
هذا الأصل المتعلق بأوثق عرى الإيمان ؛ الحب في الله و البغض في الله .
علم و الذي هم أن أصل دين الإسلام .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : (( أصل التوحيد و روحه إخلاص المحبة لله وحده ، وهي أصل التأله و التعبد له ، بل هي حقيقة العبادة ، و لا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لرب ، وتسبق محبته جميع المحاب و تغلبها ، و يكون الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد و فلاحه ، و من تفريعها و تكميلها؛ الحب في الله ، فيحب العبد ما يحب الله من الأعمال و الأشخاص و يبغض العبد ما يبغض الله من الأعمال و الأشخاص ، و يوالي أولياءه ،و يعادي أعداءه ،و بذلك يكمل إيمان العبد و توحيده )) ا.هـ
و لما كان الايمان له باطن و ظاهر ، فباطنه هو الحب في الله و البغض في الله و ظاهره هو الولاء و البراء ، فالحب و البغض هما الاصل و هما أمران قلبيان باطنيان و الولاء و البراء أمران لازمان لهما.
يقول ابن تيمية ( الفتاوى 14/280) : (( أصل المولاة المحبة كما أن أصل المعادة البغض ، فإن التحاب يوجب التقارب ، و التباغض يوجب التباعد و الاختلاف )).
فإذا علم هذا كان بغض الكفار أيّن كانوا داخل في أصل الأيمان و بالتالي بغض ما هم عليه من الدين و شعائره كالأعياد و نحوها يعتبر من الدين.
أخي الحبيب : أن حضور أو مشاركة النصارى في أعيادهم محرم في شريعة الله و الأدلة على هذا كثيرة منها :
1- قال تعالى [ والذين لا يشهدون الزور ] قال غير واحد من السلف:( الزور هو أعياد الكفار ) ومن فسر الزور بأنه هم شهادة الزور و التي هي الكذب ، فإن هذا فيه نظر لان الله يقول [ لا يشهدون الزور ] ولم يقل ( لا يشهدون بالزور ) فالعرب تقول ( شهدت كذا إذا حضرته ، و أما إذا قالوا: (شهدت بكذا) فالمراد أخبرت بكذا .
فتسمية هذه الأعياد( زورا) دليل على تحريم حضورها فكيف و قد جعل الله ترك شهود أعياد الكفار وصفا يمدح به عباده الصالحين ، والله لا يمدح إلا بما هو محبوب إليه ، ولهذا قال الله تعالى: ( واجتنبوا قول الزور ) ففعل الزور أولى بالاجتناب .
2- عن أنس بن مالك قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم و لهم يومان يلعبان فيه فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : ( كنا نعلب فيهما في الجاهلية ، فقال : قد أبدلكما الله بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر ) رواه أبو داود و هو على شرط مسلم .
فالنبي لم يقر الصحابة على العيدين الجاهليين ، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع البدل و المبدل ، ولذلك مات ذلك اليومان في الإسلام فلم يبق لهما أثر ، فلولا قوة المانع من الرسول صلى الله عليه وسلم لكانت تلك الأعياد باقية ولو على وجه ضعيف لان عادة الناس في أعيادهم لا تتغير بسهولة لقوة مقتضاها في النفوس و توفر همم الجماهير على اتخاذها ، فعلم أن المانع من الرسول كان ثابتا قويا لتلك الأعياد ، وكل ما منعه الرسول صلى الله عليه وسلم ، و كان منعه قويا يدل على أن الممنوع و هو أحداث عيد ليس في الإسلام محرما .
3- و قصة الرجل الذي أراد أن ينحر إبلا ببوانة فاستفسر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم: هل بها وثن من أوثان الجاهلية؟ فقالوا: نعم .
فقال : هل كان بها عيد من أعيادهم فقالوا : لا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوف بذرك ، فإنه لا وفاء في معصية و..) فالرسول حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار.
4- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم )أخرجه أبو داود و أحمد.
قال ابن كثير ( فيه دلالة على النهي الشديد و التهديد و الوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم و أفعالهم و لباسهم و أعيادهم و عبادتهم و غير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا و لم نقر عليها ).
5- ذكر ابن تيمية مفاسد كثيرة تنتج عن حضور المسلمين لأعياد الكفار منها :
أ- أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عموم الناس ، و تناسوا أصله حتى يصير عادة بل عيدا فيُضاهى بعيد الله ، بل يزيد عليه.
وصدق رحمه الله تعالى فنحن نرى المسلمين الذين يشاركون النصارى في عيد رأس السنة لا يعلمون أن النصارى يحتفلون بولادة عيسى من الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ب- أن الأعياد لها- في الجملة - منفعة في الدين و الدنيا و قد شرع الله لنا على لسان نبيه أفضل الأعياد التي بها أعظم الصلاح لنا ، فإذا أخذنا بأعياد غيرنا ؛ قلة الرغبة في أعيادنا وانتفاعنا بها بقدر ما أخذنا من تلك الأعياد .
وصدق أيضا رحمه الله فإننا نشاهد و نعرف من كثير من شبابنا من لا يحرص على حضور أعياد المسلمين و لكنه يسعى بل و ينفق و يسافر من أجل المشاركة في أعياد النصارى .
ت- أن المشابهة في الظاهر توجب المشابهة في الباطن، و المشابهة إذا حصلت في الباطن أورثت مودة ومحبة ومولاة ، فهذا نقص في أصل الولاء و البراء .
أخي الحبيب :
هل بعد هذا تطيب نفسك بحضور هذه الأعياد .
هل ترضى أن تحل عليك اللعنة و أنت معهم تشاركهم في أعيادهم ، يقول عمر رضي الله : ( لا تدخلوا على المشركين في أعيادهم ، فإن السخطة تتنزل عليهم ) رواه البيهقي بإسناد صحيح . .
هل ترضى أن تحتفل بنسبة الولد إلى الله ، هذه الفرية العظيمة التي افتراها النصارى اسمع ما ذا يقول الله عن مخلوقات عظيمة - هي أعظم منك - حيال هذه الفرية
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض و تخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا . و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا . أن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم و عدهم عدا ).
أخي الحبيب :
و إليك بعض الفقرات من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
1- لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ، ومن ذلك : إشهار أعيادهم و إعلانها .. و لا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام أو نصب الساعات و اللوحات الرقمية أو صناعة الملابس و الأغراض التذكارية أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية أو عمل التخفيضات التجارية و الجوائز المادية من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها .
2- لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار و منها الألفية المذكورة و نحوها مناسبات سعيدة و أوقاتا مباركة ، فتعطل فيها الأعمال و يُجرى فيها عقود الزواج .
3- لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار ؛لان ذلك نوع رضى بما هم عليه من الباطل ، وإدخال للسرور عليهم ، قال ابن القيم : ( و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو : تهنأ بهذا العيد ، ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله و أشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه ، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك و لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ..).
اللهم إنا نسألك الثبات على الحق و نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن . اهـ .
أعده : محمد الجابري
والله الموفق .