عبدالله الكعبي
31 Jul 2012, 05:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شهر رمضان شهر عظيم وموسم كريم، إذ ان شهر رمضان المبارك شهر تتضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ولا شك أن لكل أسرة أسلوبا في استقبال هذا الشهر المعظم.. ولكن السؤال المحير للجميع: كيف نحبب أولادنا في الصيام؟ كيف نجعلهم يقبلون على شهر رمضان بسعادة لقدومه وليس خوفا من الحرمان من الطعام والشراب؟
إن قلب الطفل ليرقص فرحا مع تعليق الزينات في الطرق والبيوت والغرف.. حيث تتلألأ عينه من الفرحة والبهجة، ويا لها من فرحة عندما يشارك فيها بالإعداد أو التعليق! فمن المهم أن يحس بدور في هذا الأمر مما سيغرس في قلبه ووجدانه أنه عيد لابد أن نحتفل بقدومه وحضوره كي يشتاق إلى قدومه.
وللهدية أيضا مفعول السحر في قلوب الأطفال، ففي بداية الشهر من الممكن أن يجتهد الوالدان ويقدما لطفلهما هدية وإخباره بأنها احتفال بقدوم رمضان.. وما أحلى أن تكون الهدية متعلقة برمضان كفانوس مثلا! فيتعلم الطفل أن قدوم رمضان قدوم الخير فهو شهر الخير.
كما يمكن أن يقوم الوالدان بشراء ثياب جديدة للطفل قبل رمضان أو تخصيص ثوب لهذه المناسبة قدر الاستطاعة، وإخباره أنها ثياب العبادة، فإن كان ولدا يمكن شراء ثوب جديد له ومصحف جديد ومسبحة، وإن كانت بنتا يمكن شراء عباءة ومصحف جديد لها، كي يتهيأ الطفل نفسيا للعبادة وللنزول للمسجد للصلاة ولقراءة المصحف ولحضور الاعتكاف.
كما أن للمسابقات فائدة كبيرة فهي تبث روح المنافسة بين الأطفال فيمكن أن يقيم الوالدان لأطفالهما عدة مسابقات مثل مسابقة لحفظ سور معينة من القرآن الكريم ويتسابق الجميع إلى حفظها.
ويكون الاختبار في آخر الشهر وهناك جوائز قيمة للفائز على أن يكون اختيار السور مناسبة لكل الأعمار قدر المستطاع ومسابقة أفضل صائم بين الأطفال الأصغر سنا، من يصوم أكثر له جائزة أكبر وهكذا حتى يتدربوا على الصيام بعيدا عن جو الضرب والعقاب والألم حتى يكرهوا الصيام لما يمثل لهم من جوع وتعب ومشقة بل في جو المنافسة والتسابق والحب والحنان، ومسابقة الابن المثالي يمكن أن تكون أسبوعية أو طوال الشهر الكريم وذلك بعدما يتفق الجميع على البنود التي يقيم عليها الابن المثالي وهي نفس بنود ورد المحاسبة المعروف، من صلوات بالمسجد، وقراءة الورد القرآني، ومدد المذاكرة، وإضافة أشياء نرى بها إصلاح بعض العيوب في أولادنا.
كما تلعب الزيارات دورا مهما في رمضان وهي متعددة الأسباب من خروج لصلة الرحم، أو خروج للمسجد لصلاة التراويح، أو الخروج لصلاة الفجر، المهم في هذه الخروجات أن يغلب عليها الطابع الإيماني الرمضاني.
ولكن من ناحية أخرى هناك بعض المشاكل التي تواجه الأطفال في شهر رمضان الكريم حيث في أول عام صيام قد لا يقدر الطفل الصغير على إكمال اليوم كله، ويطلب إليك مرارا أن يفطر نظرا لشدة الجوع، ولكن الإفطار ليس حلا.
فإذا تكرر سؤاله عن موعد الإفطار، فيجب تسليته من قبل أحد الوالدين، أي اصطحابه إلى المسجد لحضور حلقة تحفيظ القرآن بعد العصر أو إلى السوق أو شراء لعبة له، وذلك بقصد نسيان الأمر وقضاء النهار بسهولة ويسر.
إذا أحس الطفل بعدم القدرة على إكمال صومه نصف اليوم أو كله، فعليك ايتها الوالدة أن تشغليه ببعض الألعاب المفيدة أو تكلفيه بأداء بعض المهام التي يحب القيام بها وتشاركيه فيها إلى أن يمر الوقت المطلوب.
وهناك عدة أمور مهمة يجب على الوالدين مراعاتها أثناء شهر رمضان الكريم مثل، إصرار بعض الأطفال صغيري السن على الصوم، مما يثير قلق الأهل. وفي هذه الحالة لا ينبغي ترديد عبارة: "أنت صغير وأخاف أن يؤثر الصيام عليك"، حيث تنطبع في ذهن الطفل، ويكبر معتقدا أن الصيام مرهق، فيمتنع عنه.
وبالمقابل، قد يصر الطفل على الصيام، وهو ضعيف البنية، لذا من الواجب، في هذه الحالة، تقديم وجبتين له بين الإفطار والسحور، مع الاهتمام بالسوائل خلال تلك الفترة والاهتمام بوجبة السحور المقدمة له، وتأخيرها قدر الإمكان، ودعوته إلى أخذ قيلولة أثناء النهار تخفف عنه بعضا من مشقة الصيام، ومنعه من بذل أي مجهود شاق.. كما ينبغي عدم إلزام الأطفال بالصيام، بل ينبغي للأهل أن يجعلوهم يستفيدون من هذا الشهر، من النواحي الدينية والأدبية والاجتماعية، كي لا تتسلل إلى عقولهم فكرة أن الصوم هو عقاب قاس لهم، يحرمهم من لذة الطعام.
ومن المفيد أن يتم تدريب الطفل على الصيام في سن مبكرة تدريجيا أي في الخامسة أو السادسة، ليبدأ بصيام ثلث اليوم، ثم نصفه، فاليوم كاملا والثناء على قوة تحمله وتشجيعه عند التزامه بالامتناع عن الأكل في نهار رمضان، مع تذكيره بأن الله يراه ويطلع على كل أفعاله.
وللعائلة دور كبير في تعويد الطفل الصيام في سن مبكرة، فإذا لاحظ الطفل أن والديه يحبان هذا الشهر، ويصومانه طاعة وإيمانا واحتسابا، وليس عادة فبالطبع سيقتدي بهما، ومن الملاحظ أن الطفل الذي يتراوح عمره بين ٥ و١٠ سنوات لا يحتاج إلى الترغيب في الصوم أو غيره من العبادات أو الطاعات، فهو بطبيعته يكون في قمة الطاعة، إذا وجه ممن حوله إلى الخير والطاعة والصلاح. إضافة إلى أنه يميل إلى التقليد. وهنا، تبرز أهمية تأهيل الطفل قبل قدوم رمضان وتشجيعه والثناء عليه عند تأديته هذا الركن من أركان الإسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شهر رمضان شهر عظيم وموسم كريم، إذ ان شهر رمضان المبارك شهر تتضاعف فيه الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ولا شك أن لكل أسرة أسلوبا في استقبال هذا الشهر المعظم.. ولكن السؤال المحير للجميع: كيف نحبب أولادنا في الصيام؟ كيف نجعلهم يقبلون على شهر رمضان بسعادة لقدومه وليس خوفا من الحرمان من الطعام والشراب؟
إن قلب الطفل ليرقص فرحا مع تعليق الزينات في الطرق والبيوت والغرف.. حيث تتلألأ عينه من الفرحة والبهجة، ويا لها من فرحة عندما يشارك فيها بالإعداد أو التعليق! فمن المهم أن يحس بدور في هذا الأمر مما سيغرس في قلبه ووجدانه أنه عيد لابد أن نحتفل بقدومه وحضوره كي يشتاق إلى قدومه.
وللهدية أيضا مفعول السحر في قلوب الأطفال، ففي بداية الشهر من الممكن أن يجتهد الوالدان ويقدما لطفلهما هدية وإخباره بأنها احتفال بقدوم رمضان.. وما أحلى أن تكون الهدية متعلقة برمضان كفانوس مثلا! فيتعلم الطفل أن قدوم رمضان قدوم الخير فهو شهر الخير.
كما يمكن أن يقوم الوالدان بشراء ثياب جديدة للطفل قبل رمضان أو تخصيص ثوب لهذه المناسبة قدر الاستطاعة، وإخباره أنها ثياب العبادة، فإن كان ولدا يمكن شراء ثوب جديد له ومصحف جديد ومسبحة، وإن كانت بنتا يمكن شراء عباءة ومصحف جديد لها، كي يتهيأ الطفل نفسيا للعبادة وللنزول للمسجد للصلاة ولقراءة المصحف ولحضور الاعتكاف.
كما أن للمسابقات فائدة كبيرة فهي تبث روح المنافسة بين الأطفال فيمكن أن يقيم الوالدان لأطفالهما عدة مسابقات مثل مسابقة لحفظ سور معينة من القرآن الكريم ويتسابق الجميع إلى حفظها.
ويكون الاختبار في آخر الشهر وهناك جوائز قيمة للفائز على أن يكون اختيار السور مناسبة لكل الأعمار قدر المستطاع ومسابقة أفضل صائم بين الأطفال الأصغر سنا، من يصوم أكثر له جائزة أكبر وهكذا حتى يتدربوا على الصيام بعيدا عن جو الضرب والعقاب والألم حتى يكرهوا الصيام لما يمثل لهم من جوع وتعب ومشقة بل في جو المنافسة والتسابق والحب والحنان، ومسابقة الابن المثالي يمكن أن تكون أسبوعية أو طوال الشهر الكريم وذلك بعدما يتفق الجميع على البنود التي يقيم عليها الابن المثالي وهي نفس بنود ورد المحاسبة المعروف، من صلوات بالمسجد، وقراءة الورد القرآني، ومدد المذاكرة، وإضافة أشياء نرى بها إصلاح بعض العيوب في أولادنا.
كما تلعب الزيارات دورا مهما في رمضان وهي متعددة الأسباب من خروج لصلة الرحم، أو خروج للمسجد لصلاة التراويح، أو الخروج لصلاة الفجر، المهم في هذه الخروجات أن يغلب عليها الطابع الإيماني الرمضاني.
ولكن من ناحية أخرى هناك بعض المشاكل التي تواجه الأطفال في شهر رمضان الكريم حيث في أول عام صيام قد لا يقدر الطفل الصغير على إكمال اليوم كله، ويطلب إليك مرارا أن يفطر نظرا لشدة الجوع، ولكن الإفطار ليس حلا.
فإذا تكرر سؤاله عن موعد الإفطار، فيجب تسليته من قبل أحد الوالدين، أي اصطحابه إلى المسجد لحضور حلقة تحفيظ القرآن بعد العصر أو إلى السوق أو شراء لعبة له، وذلك بقصد نسيان الأمر وقضاء النهار بسهولة ويسر.
إذا أحس الطفل بعدم القدرة على إكمال صومه نصف اليوم أو كله، فعليك ايتها الوالدة أن تشغليه ببعض الألعاب المفيدة أو تكلفيه بأداء بعض المهام التي يحب القيام بها وتشاركيه فيها إلى أن يمر الوقت المطلوب.
وهناك عدة أمور مهمة يجب على الوالدين مراعاتها أثناء شهر رمضان الكريم مثل، إصرار بعض الأطفال صغيري السن على الصوم، مما يثير قلق الأهل. وفي هذه الحالة لا ينبغي ترديد عبارة: "أنت صغير وأخاف أن يؤثر الصيام عليك"، حيث تنطبع في ذهن الطفل، ويكبر معتقدا أن الصيام مرهق، فيمتنع عنه.
وبالمقابل، قد يصر الطفل على الصيام، وهو ضعيف البنية، لذا من الواجب، في هذه الحالة، تقديم وجبتين له بين الإفطار والسحور، مع الاهتمام بالسوائل خلال تلك الفترة والاهتمام بوجبة السحور المقدمة له، وتأخيرها قدر الإمكان، ودعوته إلى أخذ قيلولة أثناء النهار تخفف عنه بعضا من مشقة الصيام، ومنعه من بذل أي مجهود شاق.. كما ينبغي عدم إلزام الأطفال بالصيام، بل ينبغي للأهل أن يجعلوهم يستفيدون من هذا الشهر، من النواحي الدينية والأدبية والاجتماعية، كي لا تتسلل إلى عقولهم فكرة أن الصوم هو عقاب قاس لهم، يحرمهم من لذة الطعام.
ومن المفيد أن يتم تدريب الطفل على الصيام في سن مبكرة تدريجيا أي في الخامسة أو السادسة، ليبدأ بصيام ثلث اليوم، ثم نصفه، فاليوم كاملا والثناء على قوة تحمله وتشجيعه عند التزامه بالامتناع عن الأكل في نهار رمضان، مع تذكيره بأن الله يراه ويطلع على كل أفعاله.
وللعائلة دور كبير في تعويد الطفل الصيام في سن مبكرة، فإذا لاحظ الطفل أن والديه يحبان هذا الشهر، ويصومانه طاعة وإيمانا واحتسابا، وليس عادة فبالطبع سيقتدي بهما، ومن الملاحظ أن الطفل الذي يتراوح عمره بين ٥ و١٠ سنوات لا يحتاج إلى الترغيب في الصوم أو غيره من العبادات أو الطاعات، فهو بطبيعته يكون في قمة الطاعة، إذا وجه ممن حوله إلى الخير والطاعة والصلاح. إضافة إلى أنه يميل إلى التقليد. وهنا، تبرز أهمية تأهيل الطفل قبل قدوم رمضان وتشجيعه والثناء عليه عند تأديته هذا الركن من أركان الإسلام.