فله المميزة
28 Aug 2012, 08:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة الزوجية الفعالة
http://38.121.76.242/memoadmin/media//version4_00911_werenotinkansasanymore_1280x1024_34 0_309_.jpg
المشاركة من أكثر ما يقرب الناس بعضهم من بعض، (سواء كانت هذه المشاركة في كسرة خبز أو فكر تدور في الذهن، ومشاركة من نحبهم فيما يمتعهم ويهتمون به، سر عظيم من أسرار بقاء الحب بيننا، المشاركة في الأهداف، المشاركة في المثل العليا، المشاركة في الميول والهوايات، ومشاركة كلا الزوجين لشريك حياته من أهم عوامل السعادة الزوجية، فحين ترسو سفينة الحياة الزوجية، وتتوقف عند جبال الثلج تذيب الزوجة هذه الجبال بدفء مشاعرها ولهيب أحاسيسها الصادقة حتى تعاود المسير، وأما الزوج، فإنه يصعد على برج السفينة، ليتحقق من صحة الطريق وعدم وجود العقبات التي تُعوِّق حركتها، وإلا أشار بتغيير الاتجاه فلا تصطدم السفينة بصخور الحياة أو تغرق، لأن الزوجين نسيا أنهما حبيبان، وأنهما شريكان)
[حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(619)].
تكامل يقود إلى استقرار:
إن الحياة الزوجية، هي بمثابة إعادة لتوحُّد كل من الزوج والزوجة، فيرجع الرجل إلى المرأة ليجد السكن على أساس المودة والرحمة، ثم ها هي الزوجة تترك بيت أهلها فتذهب لتعيش مع حبيبها وزوجها، فتعيش في كنفه في أمان، ثم ما تلبث أن تمنح لزوجها الحب والعشق، وتشاركه في المسئوليات، وحينما يرى الزوج هذا من امرأته، يستشعر واجباته تجاه زوجته وأسرته، فيعمل لإسعاد هذه الأسرة بشتى الوسائل المادية والروحية.
(إن الله خلق حواء من ضلع آدم، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعض الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذي انبثقت منه المرأة، فهذا هو ما يولد المودة والرحمة، لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء وأن يحتويه، والجزء ينبغي أن يطيع الكل، وعليه فينبغي أن يكون في وعي الرجل والمرأة عند التعامل في نطاق العلاقة الزوجية جزئية "عم الاستغناء" فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر، الجزئية الثانية في الحياة الزوجية والتي قررها القرآن أيضًا وهي المعاشرة بالمعروف وهي لون من ألوان الاتفاق الصامت الذي يوجب على طرف من أطراف العلاقة الزوجية أن يترك أو يتنازل عن جزء من حقه، لكي يلتقي بالطرف الآخر في نقطة سواء، لأن الإصرار على الحقوق كاملة لن تحقق العشرة بالمعروف.
وفي ظلال المعاشرة بالمعروف يكون كل حق من جهة هو واجب من جهة أخرى، فلكل واحد من الزوجين "حقوق" تجاه الآخر، هي واجبات على ذلك الآخر، حددها الشرع، وفصلها أوضح تفصيل.
الفرق بين الحق والواجب، هو أن صاحب الحق يجوز أن يتنازل عن حقه ويسامح به، بل يكون بذلك مأجورًا، أما المكلف بالواجب فلا يجوز له تركه إلا بإذن صاحبه) [مبادئ المعاشرة الزوجية، محمد أحمد كنعان، ص(251-252)، بتصرف].
وجود الثقة أصل المشاركة:
إن وجود الثقة بين الزوجين هي الأساس والقاعدة الراسخة التي ينبني عليها أي تعامل بين الزوجين، فالثقة لا بد أن تكون متبادلة ومطلقة, لا تشوبها شائبة, وكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب, ومن ثم يختل الاستقرار والثبات, ويبدأ قصر السعادة الزوجية في الانهيار، وللأسف كثير من الأزواج لا يدركون هذه الحقيقة الخطيرة، فإن أعظم قصر يمكن أن ينهار تدريجيًا قصر الثقة بين الزوجين.
(قد تتصور الزوجة مخطئة أنها بتحريك شكوك زوجها ستحرك عواطفه، وتجعله أكثر تشبسًا, ولعله يعرف قيمتها.
وكذلك قد يلعب الرجل هذه اللعبة السخيفة فتبدي الزوجة غيرتها, وتبدي اهتمامًا بزوجها.
ولكن ثمة شك انزرع في داخلها, وأوهام انغرست في عقلها، ومرارة علقت بعواطفها، وكذلك الزوج، قد يبدي غيرته الفعلية ويبدي اهتمامًا بزوجته.... ولكن يذهب من قلبه – ربما للأبد – براءة الحب وطهارة العلاقة.
وهكذا ينام الزوجان على فراش من شوك ويمشيان على أرض من نار, ويتنفسان هواء مسمومًا) [متاعب الزواج، د/ عادل صادق، ص273-275، بتصرف].
أما الثقة فإنها إذا تواجدت تواجد على الفور الشعور بالأمن وهو من أهم دعائم الحياة الزوجية، فالزوجة ستثق في زوجها وفي تصرفاته وقراراته التي يتخذها فهي تعلم علم اليقين أن زوجها يعرف ماذا يفعل؟ ولماذا؟ فهو يتحرك وفق مصلحة البيت، وكذلك الزوج ستجده يشعر بالأمن تجاه زوجته فيأتمنها على أسراره ويعطيها مصروف الشهر وهو مطمئن أن زوجته الحكيمة لن تضيع النقود هباءًا منثورًا.
إن الشعور بالأمن والأمان من الحاجات النفسية الضرورية، لكي يسعد الإنسان في حياته وينعم، ولو تخيلنا أن إنسانًا يملك النقود والطعام والبيوت, وبينه وبين هذه الملذات أسد جائع فاتح فمه مظهر أنيابه ينتظره، فهل يهنأ هذا الإنسان بهذه النعم, أم يكون تفكيره في الأسد وكيفية النجاة منه؟
(لا شك أن الأمن إن فُقد فإن الإنسان لا يهنأ بعيش أبدًا، فهذا ما يحدث لأحد الطرفين في الحياة الزوجية، إذا لم يتوفر له الأمن النفسي من الطرف الآخر حتى لو أغدق عليه المال والعقار، فإنه يبقى محتاجًا إلى الاهتمام به ليشعر أنه آمن، يبقى محتاجًا إلى اللمسة الحانية, وإلى النظرة الرحيمة, وإلى مشاركته في الأحزان والأفراح, ويبقى محتاجًا إلى الجلوس معه والحديث إليه عن الأحلام والأماني المشتركة, حينها يشعر أن الطرف الآخر مهتم به ويقدره ويحترمه، ولهذا لا بد أن يُسمع الزوج زوجته بعض الكلمات التي تشعرها بالأمان في حياتها معه, وكذلك الزوجة تسمع زوجها بعض الكلمات التي يشعر الزوج بعد سماعها بأنها تحافظ عليه وعلى أبنائه وأمواله وبيته فيطمئن ويستقر).
[الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية, جاسم محمد المطوع, ص(5)، بتصرف].
المشاركة تعني الصداقة:
كما أن الثقة هي الأساس في المشاركة بين الزوجين، إلا أن روح الصداقة في الحياة الزوجية تضفي على المشاركة روح حب العطاء من أجل الآخر، فإن الزوج الذي تربطه بزوجته روح الصداقة تجده يحب أن يشاركها في أعمالها ويفعل أي من أجلها، ويضعها في عينيه، فإن تعبت فهو بجانبها، وإن حزنت على شيء، فهو مواسيًا لها وخير مؤنس في وقت الضيق.
بالإضافة أن الزوج لا يحاول أن يظهر تلك العيوب، فهو يدرك أنه ليس من نبل المرء ولا من حسن ديانته أن يظهر ضعف الآخرين، وهو يعلم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر) [رواه مسلم].
والناس في هذا ثلاثة أقسام:
أعلاهم: من لحظ الأخلاق الجميلة والمحاسن، وغض عن المساوئ بالكلية وتناساها.
وأقلهم توفيقًا: من عكس القضية فأهدر المحاسن مهما كانت وجعل المساوئ نصب عينيه.
القسم الثالث: من لحظ الأمر ووازن بينهما، وعامل زوجته بمقتضى كل واحد منهما، وهذا منصف)
[حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، (ص274-275)، باختصار].
المشاركة = عطاء من الطرفين + استقلالية جزئية لكل طرف:
هذه هي المعادلة التي يجب أن يمشي بها الزوجان في حياتهما، فإذا كنا نطلب من الزوجين المشاركة الفعالة مع بعضهما، فإن هناك مسئولية شخصية لكل طرف في الحياة الزوجية، فإن السعادة الزوجية إذا أردنا أن نشبهها، فهي العش الذي يبنيه طائران، وكلما زاد الجهد في بنائه أصبح راسخًا قويًا ثابتًا، فمسئولية الحياة الزوجية السعيدة تقع على الزوجين، فالبمحبة الصافية في مساعدة الطرف الآخر تكون السعادة.
ونحن لا نقصد أبدًا هنا بالحب ذلك الشعور الهائج السريع الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، وإنما هو الشعور المتبادل في المسئولية والبذل والعطاء بين الزوجين.
ثم يأتي بعد المحبة (روح التسامح بين الزوجين والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين، والتعاون عامل رئيسي في تهيئة البيت السعيد، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح والتعاون يكون أدبيًا وماديًا، ويتمثل الأول في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات، فمعظم الشقاق ينشأ عن عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر، أو عدم إنصاف حقوق شريكه)
[حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(629)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ إن لكل من الرجل والمرأة دور ومسئولية في الأسرة (ومن مقتضيات العشرة بالمعروف تعاونهما في أداء هذه المسئوليات, ومن أهم المسئوليات الخاصة بالمرأة هي تدبير شئون البيت ومسئولياتها في تربية الأولاد.
وهذه المسئوليات, وإن كان العبء الأكبر منها يقع على المرأة فإنها تعتبر من حيث مبدأ التعاون مسئوليات مشتركة بين الزوجين)
[تحرير المرأة في عصر الرسالة، عبد الحليم محمد أبو شقة].
ولذا حتى نختم كلامنا بشيء عملي إليكم أيها الأزواج هذه النصائح:
ـ فليساعد كل منكما الآخر، فإذا طلب منك شريك حياتك مساعدتك في شيء فبادر على الفور لمساعدته.
ـ لابد أن يكون لكما رؤية مشتركة في حياتكما الزوجية، سواء كان في تربية الأولاد، مصاريف البيت، وغيرها.
ـ لا تهدما جدار الثقة بينكما، فليكن الزوج داعمًا لزوجته بتمثيل رمز الأمان لها، وكذلك الزوجة تثق في قدرة الزوج على اتخاذ القرارات الصائبة.
المصادر:
·حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري.
·تحرير المرأة في عصر الرسالة، عبد الحليم محمد أبو شقة.
·الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية, جاسم محمد المطوع.
·مبادئ المعاشرة الزوجية، محمد أحمد كنعان.
·متاعب الزواج، د/ عادل صادق.
منقووووووووووول
المشاركة الزوجية الفعالة
http://38.121.76.242/memoadmin/media//version4_00911_werenotinkansasanymore_1280x1024_34 0_309_.jpg
المشاركة من أكثر ما يقرب الناس بعضهم من بعض، (سواء كانت هذه المشاركة في كسرة خبز أو فكر تدور في الذهن، ومشاركة من نحبهم فيما يمتعهم ويهتمون به، سر عظيم من أسرار بقاء الحب بيننا، المشاركة في الأهداف، المشاركة في المثل العليا، المشاركة في الميول والهوايات، ومشاركة كلا الزوجين لشريك حياته من أهم عوامل السعادة الزوجية، فحين ترسو سفينة الحياة الزوجية، وتتوقف عند جبال الثلج تذيب الزوجة هذه الجبال بدفء مشاعرها ولهيب أحاسيسها الصادقة حتى تعاود المسير، وأما الزوج، فإنه يصعد على برج السفينة، ليتحقق من صحة الطريق وعدم وجود العقبات التي تُعوِّق حركتها، وإلا أشار بتغيير الاتجاه فلا تصطدم السفينة بصخور الحياة أو تغرق، لأن الزوجين نسيا أنهما حبيبان، وأنهما شريكان)
[حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(619)].
تكامل يقود إلى استقرار:
إن الحياة الزوجية، هي بمثابة إعادة لتوحُّد كل من الزوج والزوجة، فيرجع الرجل إلى المرأة ليجد السكن على أساس المودة والرحمة، ثم ها هي الزوجة تترك بيت أهلها فتذهب لتعيش مع حبيبها وزوجها، فتعيش في كنفه في أمان، ثم ما تلبث أن تمنح لزوجها الحب والعشق، وتشاركه في المسئوليات، وحينما يرى الزوج هذا من امرأته، يستشعر واجباته تجاه زوجته وأسرته، فيعمل لإسعاد هذه الأسرة بشتى الوسائل المادية والروحية.
(إن الله خلق حواء من ضلع آدم، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعض الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذي انبثقت منه المرأة، فهذا هو ما يولد المودة والرحمة، لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء وأن يحتويه، والجزء ينبغي أن يطيع الكل، وعليه فينبغي أن يكون في وعي الرجل والمرأة عند التعامل في نطاق العلاقة الزوجية جزئية "عم الاستغناء" فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر، الجزئية الثانية في الحياة الزوجية والتي قررها القرآن أيضًا وهي المعاشرة بالمعروف وهي لون من ألوان الاتفاق الصامت الذي يوجب على طرف من أطراف العلاقة الزوجية أن يترك أو يتنازل عن جزء من حقه، لكي يلتقي بالطرف الآخر في نقطة سواء، لأن الإصرار على الحقوق كاملة لن تحقق العشرة بالمعروف.
وفي ظلال المعاشرة بالمعروف يكون كل حق من جهة هو واجب من جهة أخرى، فلكل واحد من الزوجين "حقوق" تجاه الآخر، هي واجبات على ذلك الآخر، حددها الشرع، وفصلها أوضح تفصيل.
الفرق بين الحق والواجب، هو أن صاحب الحق يجوز أن يتنازل عن حقه ويسامح به، بل يكون بذلك مأجورًا، أما المكلف بالواجب فلا يجوز له تركه إلا بإذن صاحبه) [مبادئ المعاشرة الزوجية، محمد أحمد كنعان، ص(251-252)، بتصرف].
وجود الثقة أصل المشاركة:
إن وجود الثقة بين الزوجين هي الأساس والقاعدة الراسخة التي ينبني عليها أي تعامل بين الزوجين، فالثقة لا بد أن تكون متبادلة ومطلقة, لا تشوبها شائبة, وكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب, ومن ثم يختل الاستقرار والثبات, ويبدأ قصر السعادة الزوجية في الانهيار، وللأسف كثير من الأزواج لا يدركون هذه الحقيقة الخطيرة، فإن أعظم قصر يمكن أن ينهار تدريجيًا قصر الثقة بين الزوجين.
(قد تتصور الزوجة مخطئة أنها بتحريك شكوك زوجها ستحرك عواطفه، وتجعله أكثر تشبسًا, ولعله يعرف قيمتها.
وكذلك قد يلعب الرجل هذه اللعبة السخيفة فتبدي الزوجة غيرتها, وتبدي اهتمامًا بزوجها.
ولكن ثمة شك انزرع في داخلها, وأوهام انغرست في عقلها، ومرارة علقت بعواطفها، وكذلك الزوج، قد يبدي غيرته الفعلية ويبدي اهتمامًا بزوجته.... ولكن يذهب من قلبه – ربما للأبد – براءة الحب وطهارة العلاقة.
وهكذا ينام الزوجان على فراش من شوك ويمشيان على أرض من نار, ويتنفسان هواء مسمومًا) [متاعب الزواج، د/ عادل صادق، ص273-275، بتصرف].
أما الثقة فإنها إذا تواجدت تواجد على الفور الشعور بالأمن وهو من أهم دعائم الحياة الزوجية، فالزوجة ستثق في زوجها وفي تصرفاته وقراراته التي يتخذها فهي تعلم علم اليقين أن زوجها يعرف ماذا يفعل؟ ولماذا؟ فهو يتحرك وفق مصلحة البيت، وكذلك الزوج ستجده يشعر بالأمن تجاه زوجته فيأتمنها على أسراره ويعطيها مصروف الشهر وهو مطمئن أن زوجته الحكيمة لن تضيع النقود هباءًا منثورًا.
إن الشعور بالأمن والأمان من الحاجات النفسية الضرورية، لكي يسعد الإنسان في حياته وينعم، ولو تخيلنا أن إنسانًا يملك النقود والطعام والبيوت, وبينه وبين هذه الملذات أسد جائع فاتح فمه مظهر أنيابه ينتظره، فهل يهنأ هذا الإنسان بهذه النعم, أم يكون تفكيره في الأسد وكيفية النجاة منه؟
(لا شك أن الأمن إن فُقد فإن الإنسان لا يهنأ بعيش أبدًا، فهذا ما يحدث لأحد الطرفين في الحياة الزوجية، إذا لم يتوفر له الأمن النفسي من الطرف الآخر حتى لو أغدق عليه المال والعقار، فإنه يبقى محتاجًا إلى الاهتمام به ليشعر أنه آمن، يبقى محتاجًا إلى اللمسة الحانية, وإلى النظرة الرحيمة, وإلى مشاركته في الأحزان والأفراح, ويبقى محتاجًا إلى الجلوس معه والحديث إليه عن الأحلام والأماني المشتركة, حينها يشعر أن الطرف الآخر مهتم به ويقدره ويحترمه، ولهذا لا بد أن يُسمع الزوج زوجته بعض الكلمات التي تشعرها بالأمان في حياتها معه, وكذلك الزوجة تسمع زوجها بعض الكلمات التي يشعر الزوج بعد سماعها بأنها تحافظ عليه وعلى أبنائه وأمواله وبيته فيطمئن ويستقر).
[الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية, جاسم محمد المطوع, ص(5)، بتصرف].
المشاركة تعني الصداقة:
كما أن الثقة هي الأساس في المشاركة بين الزوجين، إلا أن روح الصداقة في الحياة الزوجية تضفي على المشاركة روح حب العطاء من أجل الآخر، فإن الزوج الذي تربطه بزوجته روح الصداقة تجده يحب أن يشاركها في أعمالها ويفعل أي من أجلها، ويضعها في عينيه، فإن تعبت فهو بجانبها، وإن حزنت على شيء، فهو مواسيًا لها وخير مؤنس في وقت الضيق.
بالإضافة أن الزوج لا يحاول أن يظهر تلك العيوب، فهو يدرك أنه ليس من نبل المرء ولا من حسن ديانته أن يظهر ضعف الآخرين، وهو يعلم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر) [رواه مسلم].
والناس في هذا ثلاثة أقسام:
أعلاهم: من لحظ الأخلاق الجميلة والمحاسن، وغض عن المساوئ بالكلية وتناساها.
وأقلهم توفيقًا: من عكس القضية فأهدر المحاسن مهما كانت وجعل المساوئ نصب عينيه.
القسم الثالث: من لحظ الأمر ووازن بينهما، وعامل زوجته بمقتضى كل واحد منهما، وهذا منصف)
[حتى يبقى الحب، د/ محمد محمد بدري، (ص274-275)، باختصار].
المشاركة = عطاء من الطرفين + استقلالية جزئية لكل طرف:
هذه هي المعادلة التي يجب أن يمشي بها الزوجان في حياتهما، فإذا كنا نطلب من الزوجين المشاركة الفعالة مع بعضهما، فإن هناك مسئولية شخصية لكل طرف في الحياة الزوجية، فإن السعادة الزوجية إذا أردنا أن نشبهها، فهي العش الذي يبنيه طائران، وكلما زاد الجهد في بنائه أصبح راسخًا قويًا ثابتًا، فمسئولية الحياة الزوجية السعيدة تقع على الزوجين، فالبمحبة الصافية في مساعدة الطرف الآخر تكون السعادة.
ونحن لا نقصد أبدًا هنا بالحب ذلك الشعور الهائج السريع الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، وإنما هو الشعور المتبادل في المسئولية والبذل والعطاء بين الزوجين.
ثم يأتي بعد المحبة (روح التسامح بين الزوجين والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن والثقة بين الطرفين، والتعاون عامل رئيسي في تهيئة البيت السعيد، وبغيره تضعف قيم المحبة والتسامح والتعاون يكون أدبيًا وماديًا، ويتمثل الأول في حسن استعداد الزوجين لحل ما يعرض للأسرة من مشكلات، فمعظم الشقاق ينشأ عن عدم تقدير أحد الزوجين لمتاعب الآخر، أو عدم إنصاف حقوق شريكه)
[حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري، ص(629)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ إن لكل من الرجل والمرأة دور ومسئولية في الأسرة (ومن مقتضيات العشرة بالمعروف تعاونهما في أداء هذه المسئوليات, ومن أهم المسئوليات الخاصة بالمرأة هي تدبير شئون البيت ومسئولياتها في تربية الأولاد.
وهذه المسئوليات, وإن كان العبء الأكبر منها يقع على المرأة فإنها تعتبر من حيث مبدأ التعاون مسئوليات مشتركة بين الزوجين)
[تحرير المرأة في عصر الرسالة، عبد الحليم محمد أبو شقة].
ولذا حتى نختم كلامنا بشيء عملي إليكم أيها الأزواج هذه النصائح:
ـ فليساعد كل منكما الآخر، فإذا طلب منك شريك حياتك مساعدتك في شيء فبادر على الفور لمساعدته.
ـ لابد أن يكون لكما رؤية مشتركة في حياتكما الزوجية، سواء كان في تربية الأولاد، مصاريف البيت، وغيرها.
ـ لا تهدما جدار الثقة بينكما، فليكن الزوج داعمًا لزوجته بتمثيل رمز الأمان لها، وكذلك الزوجة تثق في قدرة الزوج على اتخاذ القرارات الصائبة.
المصادر:
·حتى يبقى الحب، محمد محمد بدري.
·تحرير المرأة في عصر الرسالة، عبد الحليم محمد أبو شقة.
·الحروف الأبجدية في السعادة الزوجية, جاسم محمد المطوع.
·مبادئ المعاشرة الزوجية، محمد أحمد كنعان.
·متاعب الزواج، د/ عادل صادق.
منقووووووووووول