ام حفصه
20 Sep 2012, 09:18 AM
هو أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء بن زُهر، ولد بـ"أشبيلية" في زمن تقدره دائرة المعارف الإسلامية بأنه بين عامي (484-487هـ). تلقى علوم الأدب والفقه والشريعة وبلغ فيها منزلة عالية، ثم علمه أبوه الطب، ولم يمر وقت طويل حتى بز أستاذه في الطب وفاقه في كثير من مسائله الدقيقة. ثم ساعدت ميوله العلمية على النبوغ السريع في الطب، فكان أمهر أطباء أسرة زُهر، ومن نُطُس أطباء العرب، وكان أيضًا أديبًا وشاعرًا. وقد خدم الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي، ونال الحظوة لديه وألف له كتابًا عن "الأغذية"، كما ألف كتبًا أخرى أهمها كتاب "التيسير في المداواة والتدبير" الذي أهداه إلى صديقه وتلميذه ابن رشد، وقد تمت ترجمته إلى اللاتينية عام 1280م، وتتجلى في هذا الكتاب شخصية ابن زهر بشكل واضح.
كانت له تجارب مبتكرة في إعداد الأدوية ومعالجة المرضى. بدأ حياته العلمية بخدمة المرابطين كما كان أبوه من قبل، وبعد انتهاء عهد المرابطين التحق بخدمة الموحدين. كان ابن رشد الفيلسوف الأندلسي حينئذ، يحتل مركزًا ساميًا في العلوم والفلسفة، فتعرف بالطبيب الناشئ، وقامت بينهما صلة قوية توطدت عُراها على مر الأيام... وكان ابن رشد يقدّر أبا مروان بن زهر، ويقدر نبوغه وعبقريته في صناعة الطب، ولا يفتأ يتحدث عنه في المحافل العامة، ونقل عنه أنه قال فيه: "إنه أعظم الأطباء منذ عهد جالينوس".
كانت وظيفة ابن زهر كمدير للمستشفى، قد أتاحت له فرصة العثور على كثير من جثث الموتى لتشريحها، وقد تمكن من فصل طب العيون عن الطب العام في هذا الوقت المبكر. كان يجري كثيرًا من الجراحات الهامة، إلا أنه كان يأنف من إجراء عمليات الفصد، واستخراج الحصى من المثانة
(Talla)، ومع ذلك فقد قام بكثير من العمليات الهامة والناجحة.
ومن ثم يتبيّن لنا تلك التقاليد العلمية التي سادت بعض الأسر النبيلة في الحضارة العربية الإسلامية؛ هؤلاء الذين ثبت عندهم أن يتعلم الأبناء على الآباء والأجداد... وكما سلكت الأجيال السابقة هذا المسلك، نراه هو الآخر يتعلم عن أبيه الصناعة بشقيها النظري والعملي. وبعد طول الممارسة، وصل الحفيد بصواب الرأي وحسن المعالجة وجودة التدبير، تلك التي تميز بها نتيجة اهتمامه بالتجربة في إثبات صحة الدواء وفعالية المعالجة.
وليس أدل على كثرة دربته (تجربته) من أنه أعاد تركيب دواء مركب كان والده قد ركبه للملك، وأمر الوالد بصحة تركيبه... ومثل هذه الحالة تدلنا على الجانب النقدي لدى أطباء بني زهر، وأن التلميذ لا ينبغي أن يكون نسخة طبق الأصل من الأستاذ حتى ولو كان والده، إذ لو تمسك التلاميذ بكل ما لدى الأساتذة، لما تقدمت العلوم وتطورت. ولذلك يقول الباحث "خالد حربي" في مقال له عن أسرة بني زهر الطبية: "وقد قادني البحث إلى الوقوف على جانب هام من جوانب فكره، وهو ممارسته للعمل العلمي الجماعي. فلقد استطاع ذلك الحفيد أن يكوّن جماعة علمية ممتازة ومتعاونة ضمت إلى جانبه أخته وبنت أخته... فكما تعلم هو على أبيه وأسلافه، تعلم ابنه أبو محمد عليه، فأوقفه على كثير من أسرار الصناعة وعملها، من خلال القراءة النظرية لأمهات الكتب الطبية إلى جانب الممارسة العملية".
مؤلفات ابن زهر
جميع مؤلفات ابن زهر تقع في مجال العلوم الطبية، وأسلوب بن زهر في كتاباته أسلوب علمي تعليمي من الدرجة الأولى، وهو ثري بمصطلحاته العلمية المتميزة المختارة بدقة بالغة، والتي تدل على سعة الاطلاع وعمق الخبرة العلمية، وهو أسلوب محبب لأنه مرصع ببعض الطرائف الشائقة، والتعليقات الظريفة التي يسوقها بن زهر من واقع خبراته الشخصية وذكرياته في مهنة الطب.
وعلى الرغم من أنه وضع كتبًا كثيرة في الطب، إلا أنه لم يشتهر منها إلا كتابان؛ كتاب "الاقتصاد وإصلاح الأنفس والأجساد"، وقد شجعه على تأليفه -كما يرى- الأمير إبراهيم بن يوسف. والثاني كتاب"التيسير في المداواة والتدبير"، وقد وضعه بإشارة من صديقه ابن رشد الفيلسوف المشهور. وكان أبو مروان يؤمن بنظرية الأمزجة التي وضعها جالينوس من الناحية النظرية، ولكنه من الناحية العملية كان يؤمن إيمانًا قويًّا بالتجربة وأثرها؛ إذ كان يرى أن التجربة خير مرشد. وله في هذا الكتاب ابتكارات طبية تقوم على التجارب الصحيحة والملاحظات الدقيقة... وبذلك أضاف إلى علوم الطب ثروة علمية جديدة.
وقد كان لابن زهر مؤلفات أخرى مهمة، إلا أنها لم تشتهر مثل هذين الكتابين، وهي كتاب "الترياق السبعيني" ومختصره، وكتاب "الأغذية"، ورسالة كتب فيها إلى بعض الأطباء بأشبيلية في علمي "البرص" و"البهق"، ومقال في "علل الكلى". وله أيضًا كتاب "التذكرة" وضعه لولده في معالجة الأمراض، وفيه نصائح تتصل بالأحوال الجوية وصلتها بالأمراض المألوفة في مدينة مراكش وملاحظات شخصية تستحق الذكر، منها قوله: "إن أحسن علاج للحمى في الأعضاء هي غمس المحموم في الماء البارد". وقد انتقد بشدة تهافت الأطباء على استعمال المسهلات وبيّن أضرارها، فإنما هي سموم يجب تجنّبها. وله أيضًا كتاب "التعليق في الطب"؛ وهو كتاب في الإرشادات الطبية، ومخطوطه محفوظ في مكتبة "تشستربتي" بمدينة "دبلن" عاصمة "إيرلندا".
ابن زهر وكتاب التيسير
أما أهم كتب ابن زهر وأشهرها هو "التيسير في المداواة والتدبير"، ألفه لصديقه الفيلسوف ابن رشد صاحب كتاب "الكليات في الطب" ليكون الكتابان متممين أحدهما للآخر. وقد ذكر ابن زهر نفسه أنه مأمور في تأليفه (على ما يوضحه الجغرافي والمؤرخ التركي "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"). ويرى المؤرخون أن هذا الكتاب قد اشتهر شهرة كبيرة، فـ"المقري" في "نفح الطيب" مثلاً يقول: "وأما كتب الطب، فالمشهور بأيدي الناس الآن في المغرب، وقد سار أيضًا في المشرق لنبله كتاب "التيسير" لعبد الملك بن مروان العلاء بن زهر". وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية بعنوان "Theisir".
والكتاب يتألف من ثلاثة أقسام، في كل قسم عدد من الرسائل، تختص كل رسالة منها بعدد من الأمراض. ويميل ابن زهر في هذا الكتاب إلى الاقتصاد والوضوح؛ عالج فيه مختلف الأمراض الباطنية والجلدية بالإضافة إلى الجراحة. فقد بحث فيه قروح الرأس وأمراضه وما يعرض له من الخراجات، وأمراض الأذنين والأنف والفم والشفاه والأسنان والعيون، وأمراض الرقبة والرئة والقلب والنقرس، والحميات والأمراض الوبائية.
ووصف فضلاً عن ذلك، خراج الحيزوم وصفًا دقيقًا لأنه كان مصابًا به، كما وصف التهاب غشاء القلب وفرّق بينه وبين التهاب الرئة، وناقش فيه كتاب "القانون" لابن سينا، والكتاب "الملكي" أو كما يسمى أيضًا كتاب"كامل الصناعة" للمجوسي، واتهمهما بالإطالة. كما كان له اهتمام كبير ببيان فضل التغذية الصناعية، وشرح طريقتها بدقة ومهارة فائقة سواء أكانت بطريق الحلقوم أم بطريق الشرج.
ولا شك أن تأليف ابن زهر مثل هذا الكتاب في ذلك العصر، عمل أصيل دعاه إلى إنجازه ابن رشد. ويذكر ابن زهر في مقدمة الكتاب، أنه ما أقدم على تأليفه إلا بسبب نقص الكتب الطبية وإلحاح الإخوان عليه في تأليفه. وقارئ هذا الكتاب يعجب باستقلال صاحبه بآرائه وبجرأته على نقد الخاطئ من آراء المتقدمين السابقين، وهو فضلاً عن ذلك، كتاب عامر بالملاحظات الشخصية والأفكار الخاصة والنصائح الطبية الثمينة. وقد ألحق ابن زهر بهذا الكتاب مقالة أطلق عليها اسم "الجامع في الأشربة والمعجونات"، وهي عبارة عن مجموعة من وصفات الأدوية والعقاقير والترياقات، وطرق تركيبها ووجوه استعمالها. ويلاحظ أن وضع العلاج في متناول غير المتخصصين أمر معروف في تلك العصور، كما أن وصفات الأدوية المركبة التي أثبتها المؤلف تزيد على الخمسين، وفيها بيان تحضير الأشربة والمراهم والمعاجين. ويعدّ ابن زهر بسبب هذا الكتاب أعظم أطباء الأندلس.
كانت له تجارب مبتكرة في إعداد الأدوية ومعالجة المرضى. بدأ حياته العلمية بخدمة المرابطين كما كان أبوه من قبل، وبعد انتهاء عهد المرابطين التحق بخدمة الموحدين. كان ابن رشد الفيلسوف الأندلسي حينئذ، يحتل مركزًا ساميًا في العلوم والفلسفة، فتعرف بالطبيب الناشئ، وقامت بينهما صلة قوية توطدت عُراها على مر الأيام... وكان ابن رشد يقدّر أبا مروان بن زهر، ويقدر نبوغه وعبقريته في صناعة الطب، ولا يفتأ يتحدث عنه في المحافل العامة، ونقل عنه أنه قال فيه: "إنه أعظم الأطباء منذ عهد جالينوس".
كانت وظيفة ابن زهر كمدير للمستشفى، قد أتاحت له فرصة العثور على كثير من جثث الموتى لتشريحها، وقد تمكن من فصل طب العيون عن الطب العام في هذا الوقت المبكر. كان يجري كثيرًا من الجراحات الهامة، إلا أنه كان يأنف من إجراء عمليات الفصد، واستخراج الحصى من المثانة
(Talla)، ومع ذلك فقد قام بكثير من العمليات الهامة والناجحة.
ومن ثم يتبيّن لنا تلك التقاليد العلمية التي سادت بعض الأسر النبيلة في الحضارة العربية الإسلامية؛ هؤلاء الذين ثبت عندهم أن يتعلم الأبناء على الآباء والأجداد... وكما سلكت الأجيال السابقة هذا المسلك، نراه هو الآخر يتعلم عن أبيه الصناعة بشقيها النظري والعملي. وبعد طول الممارسة، وصل الحفيد بصواب الرأي وحسن المعالجة وجودة التدبير، تلك التي تميز بها نتيجة اهتمامه بالتجربة في إثبات صحة الدواء وفعالية المعالجة.
وليس أدل على كثرة دربته (تجربته) من أنه أعاد تركيب دواء مركب كان والده قد ركبه للملك، وأمر الوالد بصحة تركيبه... ومثل هذه الحالة تدلنا على الجانب النقدي لدى أطباء بني زهر، وأن التلميذ لا ينبغي أن يكون نسخة طبق الأصل من الأستاذ حتى ولو كان والده، إذ لو تمسك التلاميذ بكل ما لدى الأساتذة، لما تقدمت العلوم وتطورت. ولذلك يقول الباحث "خالد حربي" في مقال له عن أسرة بني زهر الطبية: "وقد قادني البحث إلى الوقوف على جانب هام من جوانب فكره، وهو ممارسته للعمل العلمي الجماعي. فلقد استطاع ذلك الحفيد أن يكوّن جماعة علمية ممتازة ومتعاونة ضمت إلى جانبه أخته وبنت أخته... فكما تعلم هو على أبيه وأسلافه، تعلم ابنه أبو محمد عليه، فأوقفه على كثير من أسرار الصناعة وعملها، من خلال القراءة النظرية لأمهات الكتب الطبية إلى جانب الممارسة العملية".
مؤلفات ابن زهر
جميع مؤلفات ابن زهر تقع في مجال العلوم الطبية، وأسلوب بن زهر في كتاباته أسلوب علمي تعليمي من الدرجة الأولى، وهو ثري بمصطلحاته العلمية المتميزة المختارة بدقة بالغة، والتي تدل على سعة الاطلاع وعمق الخبرة العلمية، وهو أسلوب محبب لأنه مرصع ببعض الطرائف الشائقة، والتعليقات الظريفة التي يسوقها بن زهر من واقع خبراته الشخصية وذكرياته في مهنة الطب.
وعلى الرغم من أنه وضع كتبًا كثيرة في الطب، إلا أنه لم يشتهر منها إلا كتابان؛ كتاب "الاقتصاد وإصلاح الأنفس والأجساد"، وقد شجعه على تأليفه -كما يرى- الأمير إبراهيم بن يوسف. والثاني كتاب"التيسير في المداواة والتدبير"، وقد وضعه بإشارة من صديقه ابن رشد الفيلسوف المشهور. وكان أبو مروان يؤمن بنظرية الأمزجة التي وضعها جالينوس من الناحية النظرية، ولكنه من الناحية العملية كان يؤمن إيمانًا قويًّا بالتجربة وأثرها؛ إذ كان يرى أن التجربة خير مرشد. وله في هذا الكتاب ابتكارات طبية تقوم على التجارب الصحيحة والملاحظات الدقيقة... وبذلك أضاف إلى علوم الطب ثروة علمية جديدة.
وقد كان لابن زهر مؤلفات أخرى مهمة، إلا أنها لم تشتهر مثل هذين الكتابين، وهي كتاب "الترياق السبعيني" ومختصره، وكتاب "الأغذية"، ورسالة كتب فيها إلى بعض الأطباء بأشبيلية في علمي "البرص" و"البهق"، ومقال في "علل الكلى". وله أيضًا كتاب "التذكرة" وضعه لولده في معالجة الأمراض، وفيه نصائح تتصل بالأحوال الجوية وصلتها بالأمراض المألوفة في مدينة مراكش وملاحظات شخصية تستحق الذكر، منها قوله: "إن أحسن علاج للحمى في الأعضاء هي غمس المحموم في الماء البارد". وقد انتقد بشدة تهافت الأطباء على استعمال المسهلات وبيّن أضرارها، فإنما هي سموم يجب تجنّبها. وله أيضًا كتاب "التعليق في الطب"؛ وهو كتاب في الإرشادات الطبية، ومخطوطه محفوظ في مكتبة "تشستربتي" بمدينة "دبلن" عاصمة "إيرلندا".
ابن زهر وكتاب التيسير
أما أهم كتب ابن زهر وأشهرها هو "التيسير في المداواة والتدبير"، ألفه لصديقه الفيلسوف ابن رشد صاحب كتاب "الكليات في الطب" ليكون الكتابان متممين أحدهما للآخر. وقد ذكر ابن زهر نفسه أنه مأمور في تأليفه (على ما يوضحه الجغرافي والمؤرخ التركي "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"). ويرى المؤرخون أن هذا الكتاب قد اشتهر شهرة كبيرة، فـ"المقري" في "نفح الطيب" مثلاً يقول: "وأما كتب الطب، فالمشهور بأيدي الناس الآن في المغرب، وقد سار أيضًا في المشرق لنبله كتاب "التيسير" لعبد الملك بن مروان العلاء بن زهر". وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية بعنوان "Theisir".
والكتاب يتألف من ثلاثة أقسام، في كل قسم عدد من الرسائل، تختص كل رسالة منها بعدد من الأمراض. ويميل ابن زهر في هذا الكتاب إلى الاقتصاد والوضوح؛ عالج فيه مختلف الأمراض الباطنية والجلدية بالإضافة إلى الجراحة. فقد بحث فيه قروح الرأس وأمراضه وما يعرض له من الخراجات، وأمراض الأذنين والأنف والفم والشفاه والأسنان والعيون، وأمراض الرقبة والرئة والقلب والنقرس، والحميات والأمراض الوبائية.
ووصف فضلاً عن ذلك، خراج الحيزوم وصفًا دقيقًا لأنه كان مصابًا به، كما وصف التهاب غشاء القلب وفرّق بينه وبين التهاب الرئة، وناقش فيه كتاب "القانون" لابن سينا، والكتاب "الملكي" أو كما يسمى أيضًا كتاب"كامل الصناعة" للمجوسي، واتهمهما بالإطالة. كما كان له اهتمام كبير ببيان فضل التغذية الصناعية، وشرح طريقتها بدقة ومهارة فائقة سواء أكانت بطريق الحلقوم أم بطريق الشرج.
ولا شك أن تأليف ابن زهر مثل هذا الكتاب في ذلك العصر، عمل أصيل دعاه إلى إنجازه ابن رشد. ويذكر ابن زهر في مقدمة الكتاب، أنه ما أقدم على تأليفه إلا بسبب نقص الكتب الطبية وإلحاح الإخوان عليه في تأليفه. وقارئ هذا الكتاب يعجب باستقلال صاحبه بآرائه وبجرأته على نقد الخاطئ من آراء المتقدمين السابقين، وهو فضلاً عن ذلك، كتاب عامر بالملاحظات الشخصية والأفكار الخاصة والنصائح الطبية الثمينة. وقد ألحق ابن زهر بهذا الكتاب مقالة أطلق عليها اسم "الجامع في الأشربة والمعجونات"، وهي عبارة عن مجموعة من وصفات الأدوية والعقاقير والترياقات، وطرق تركيبها ووجوه استعمالها. ويلاحظ أن وضع العلاج في متناول غير المتخصصين أمر معروف في تلك العصور، كما أن وصفات الأدوية المركبة التي أثبتها المؤلف تزيد على الخمسين، وفيها بيان تحضير الأشربة والمراهم والمعاجين. ويعدّ ابن زهر بسبب هذا الكتاب أعظم أطباء الأندلس.