ام حفصه
02 Oct 2012, 09:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدني وسددني
المرأة الداعية في الحج
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الحج من المواسم العظيمة التي ينبغي استثماره، والعناية به، كيف لا؟! وهو مجمع الإسلام العظيم، وركن من أركان الدين القويم، وفيه أكمل الله للمؤمنين الدين، وأداؤه ببقعة هي محط أنظار المسلمين، وقبلة جميع الموحدين.
إن الحج فرصة عظيمة لأنواع العبادات، وشتى الطاعات والقربات، ومن أجل هذه القربات اجتماع المسلمين على طاعة واحدة، وكلمة سواء.
في هذا الموسم العظيم تتقارب الأجساد والقلوب، وتتلاقح الأفكار والعقول، وتذوب الفروقات، وتقل الخلافات، الجميع على صعيد واحد، يؤدون عبادة واحدة، يقفون في عرفات جميعاً، ويفيضون إلى منى سوياً، ويرجمون معاً، هذه حكمة عظيمة ومنة من الله لعباده جليلة.
إن هذا الموسم موسم دين ودنيا، فالدين بالعبادة والذكر، والدنيا بالابتغاء من فضل الله تعالى، يقول الله عز وجل:لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ [البقرة:198].
ومن الميادين التي ينبغي استغلالها والمسارعة إليها في هذا الموسم العظيم ميدان الدعوة إلى الله تعالى، وهو ميدان خصب لجميع العاملين في شتى حقول العمل الدعوي، فالداعية بالقول يجد مكانه، والداعية بالمال يجد مجاله، والداعية بالخدمة يلقى ترحابه، وكل عامل في هذا الموسم يجد حظه ونصيه من العمل، والرجال والنساء في ذلك سواء.
ومن المجالات المهمة التي ينبغي العناية بها ورعايتها وخاصة مع حملة التغريب والتدمير العالمية على نساء المسلمين مجال الدعوة في الجانب النسوي، وموسم الحج من المواسم المهمة لاستغلال مثل هذا الأمر، وتبرز أهمية العمل في هذا المجال من خلال ما يلي:
أ- الواجب الشرعي في الدعوة لله تعالى.
ب- بسبب الهجمة التغريبية العالمية على المرأة المسلمة.
ت- كثرة الشبهات التي أثيرت حول المرأة المسلمة.
ث- كثرة الشهوات وخاصة في الجانب النسائي، واستغلا المرأة في ذلك.
ج- كثرة الجهل وخاصة في جانب النساء.
فإذا عُلمت هذه الأمور كان من الواجب القيام بالدعوة إلى الله في جانب النساء، وخاصة ممن تملك حظاً من علم وبصيرة، مع حكمة وموعظة بالحسنى.
وقبل البدء في عرض بعض المشاريع التي يمكن استثمارها في الحج أحب أن أذكر بمجموعة من الوصايا لأخواتي الداعيات قبل أي عمل لعل الله أن ينفعهن وينفع بهن:
الوصية الأولى: إخلاص العمل لله - تعالى -، وللإخلاص أهمية عظمى في نجاح العمل وبركته، فلتحرص الداعية على الإخلاص التام لله تعالى.
الوصية الثانية: العلم، ولا يشترط حداً عالياً منه، بل كل ما تعلمته الأخت وتثق في ثبوته تبلغه وتنشره ولو كان آية من كتاب الله تعالى.
الوصية الثالثة: النظر إلى المدعوات بعين الرحمة والشفقة واللطف، فالداعية هي رحمة على من تدعوهن، فلتشفق عليهن.
الوصية الرابعة: الاحتساب، ويكون ذلك في أي عمل من الأعمال، فاحتساب الثواب يُحَمِّسُ على العمل، فإن من لاح له أجر العمل هانت عليه مشقة التكليف.
الوصية الخامسة: حسن الخلق، فإن كثير من بلاد الهند والسند لم تفتح في عهد المسلمين الأوائل بالسيف بل بحسن التعامل، وطيب الأخلاق.
ومن الخلق الحسن التبسم الدائم في وجوه المدعوات، فكم فتحت الابتسامة الصادقة مغاليق القلوب، فالابتسامة هي التي تدخل القلب بلا استئذان، وقد عرف الحسن البصري - رحمه الله تعالى - حسن الخلق بقوله:(كلام لين ووجه منبسط).
الوصية السادسة: القدوة الصالحة، فإن المدعوات بحاجة إلى قدوة يَرَيْنَها منكِ أيتها الداعية المباركة، يقول الحسن البصري - رحمه الله تعالى - لبعض أصحابه:(كونوا دعاة صامتين)، أي تكن الدعوة بالقدوة، والدعوة بالقدوة أحياناً تكن أبلغ من ألف كلمة وكلمة.
الوصية السابعة: الصبر، فإن أي عمل من أعمال البر التي يراد به وجه الله - تعالى - تحتاج إلى احتساب وصبر، فإن الدعوة تحتاج إلى صبر ومصابرة، وإن من لوازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الصبر على ما يلاقيه الداعي في سبيلهما يقول الله - تعالى - حكاية عن لقمان الحكيم في وصيته لابنه:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان:17]؛ فهو يوصيه بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهده, وتحمَّل ما يصيبه من الأذى مقابل أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
اللهم اهدني وسددني
المرأة الداعية في الحج
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الحج من المواسم العظيمة التي ينبغي استثماره، والعناية به، كيف لا؟! وهو مجمع الإسلام العظيم، وركن من أركان الدين القويم، وفيه أكمل الله للمؤمنين الدين، وأداؤه ببقعة هي محط أنظار المسلمين، وقبلة جميع الموحدين.
إن الحج فرصة عظيمة لأنواع العبادات، وشتى الطاعات والقربات، ومن أجل هذه القربات اجتماع المسلمين على طاعة واحدة، وكلمة سواء.
في هذا الموسم العظيم تتقارب الأجساد والقلوب، وتتلاقح الأفكار والعقول، وتذوب الفروقات، وتقل الخلافات، الجميع على صعيد واحد، يؤدون عبادة واحدة، يقفون في عرفات جميعاً، ويفيضون إلى منى سوياً، ويرجمون معاً، هذه حكمة عظيمة ومنة من الله لعباده جليلة.
إن هذا الموسم موسم دين ودنيا، فالدين بالعبادة والذكر، والدنيا بالابتغاء من فضل الله تعالى، يقول الله عز وجل:لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ [البقرة:198].
ومن الميادين التي ينبغي استغلالها والمسارعة إليها في هذا الموسم العظيم ميدان الدعوة إلى الله تعالى، وهو ميدان خصب لجميع العاملين في شتى حقول العمل الدعوي، فالداعية بالقول يجد مكانه، والداعية بالمال يجد مجاله، والداعية بالخدمة يلقى ترحابه، وكل عامل في هذا الموسم يجد حظه ونصيه من العمل، والرجال والنساء في ذلك سواء.
ومن المجالات المهمة التي ينبغي العناية بها ورعايتها وخاصة مع حملة التغريب والتدمير العالمية على نساء المسلمين مجال الدعوة في الجانب النسوي، وموسم الحج من المواسم المهمة لاستغلال مثل هذا الأمر، وتبرز أهمية العمل في هذا المجال من خلال ما يلي:
أ- الواجب الشرعي في الدعوة لله تعالى.
ب- بسبب الهجمة التغريبية العالمية على المرأة المسلمة.
ت- كثرة الشبهات التي أثيرت حول المرأة المسلمة.
ث- كثرة الشهوات وخاصة في الجانب النسائي، واستغلا المرأة في ذلك.
ج- كثرة الجهل وخاصة في جانب النساء.
فإذا عُلمت هذه الأمور كان من الواجب القيام بالدعوة إلى الله في جانب النساء، وخاصة ممن تملك حظاً من علم وبصيرة، مع حكمة وموعظة بالحسنى.
وقبل البدء في عرض بعض المشاريع التي يمكن استثمارها في الحج أحب أن أذكر بمجموعة من الوصايا لأخواتي الداعيات قبل أي عمل لعل الله أن ينفعهن وينفع بهن:
الوصية الأولى: إخلاص العمل لله - تعالى -، وللإخلاص أهمية عظمى في نجاح العمل وبركته، فلتحرص الداعية على الإخلاص التام لله تعالى.
الوصية الثانية: العلم، ولا يشترط حداً عالياً منه، بل كل ما تعلمته الأخت وتثق في ثبوته تبلغه وتنشره ولو كان آية من كتاب الله تعالى.
الوصية الثالثة: النظر إلى المدعوات بعين الرحمة والشفقة واللطف، فالداعية هي رحمة على من تدعوهن، فلتشفق عليهن.
الوصية الرابعة: الاحتساب، ويكون ذلك في أي عمل من الأعمال، فاحتساب الثواب يُحَمِّسُ على العمل، فإن من لاح له أجر العمل هانت عليه مشقة التكليف.
الوصية الخامسة: حسن الخلق، فإن كثير من بلاد الهند والسند لم تفتح في عهد المسلمين الأوائل بالسيف بل بحسن التعامل، وطيب الأخلاق.
ومن الخلق الحسن التبسم الدائم في وجوه المدعوات، فكم فتحت الابتسامة الصادقة مغاليق القلوب، فالابتسامة هي التي تدخل القلب بلا استئذان، وقد عرف الحسن البصري - رحمه الله تعالى - حسن الخلق بقوله:(كلام لين ووجه منبسط).
الوصية السادسة: القدوة الصالحة، فإن المدعوات بحاجة إلى قدوة يَرَيْنَها منكِ أيتها الداعية المباركة، يقول الحسن البصري - رحمه الله تعالى - لبعض أصحابه:(كونوا دعاة صامتين)، أي تكن الدعوة بالقدوة، والدعوة بالقدوة أحياناً تكن أبلغ من ألف كلمة وكلمة.
الوصية السابعة: الصبر، فإن أي عمل من أعمال البر التي يراد به وجه الله - تعالى - تحتاج إلى احتساب وصبر، فإن الدعوة تحتاج إلى صبر ومصابرة، وإن من لوازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الصبر على ما يلاقيه الداعي في سبيلهما يقول الله - تعالى - حكاية عن لقمان الحكيم في وصيته لابنه:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[لقمان:17]؛ فهو يوصيه بالأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهده, وتحمَّل ما يصيبه من الأذى مقابل أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.