ثلاث صور من كرامات المجاهدين, للكاتب أبي طلحة الداغستاني.

[الداغستاني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, كيف حالكم يا إخواني ويا أحبابي, هل تذكرونني؟ :rolleyes:
ولكني والله ما نسيتكم وما نسيت الأيام الجميلة التي كنت أقضيها معكم في هذه الملتقى المبارك بإذن الله.
وقد عدت إليكم بعد غياب طويل بهذه الهدية...

ثلاث صور من كرامات المجاهدين.


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين...وبعد:

كل أمة, وكل دولة لها تاريخها الخاص وأصولها, وكل مجتمع له أبطاله الذين يفتخرون ببطولاتهم, وينشدون حولهم الأشعار, ليكونوا نماذجا للأجيال من بعدهم, من أجل أن يقتدوا بهم, أو يحاولوا أن يسلكوا سبيلهم.
أما تلك الأمم التي لا يُعرف لها أبطال, فيسعون ليختلقوا أبطالا وهميين, أمثال إيليا مورومِتس, أو أوليغ كاشيفيخ, أو باوليك موروزوف, وأمثالهم من الأبطال الوهميين.
والكفار ينفقون الملايين في تأليف المجلدات حول روايات (أبطالهم) الذين لا يخرجون عن كونهم خيالات بعيدة من صورة (الرجل الخارق).
لكن على النقيض من أعداء الله, فأبطال الإسلام هم أناس حقيقيون. وحول كل واحد منهم يمكن تأليف كتاب, وحتى هذا أيضا قد يكون قليلا!
ومنذ عهد السلف الصالح وحتى يومنا هذا, فإن الأرض مخضلّة ومرتوية من دماء أولئك المجاهدين, الذين كل فرد منهم يُعد بمثابة بطل, وشخصية مثالية للأجيال المتعاقبة من بعده.
لكن للأسف, فقصص الشجاعة والثبات, وكذلك الكرامات التي تحدث لأولئك المجاهدين في جهادهم, لا تصل إلى عوام المسلمين, وذلك لعدة أسباب:
بسبب حياة المجاهد الحافلة بالأحداث والشواغل, وبسبب حياء المجاهد وعدم رغبته في الشهرة...ولغيرها من الأسباب.

وقد كان سعيد البورياتي –رحمه الله-, خير مثال في وصف حياة المجاهدين اليومية, والحديث عن كراماتهم المذهلة, والتي تجعل القارئ يشعر بالسعادة والحماس عند قراءة ما كتبه.
فإن شاء الله, سنستمر في هذا العمل, ونسأل الله إن كان في هذه الروايات خيرا, أن يجازي سعيدًا –رحمه الله- جزاءً حسنا. آمين.

في هذه المقالة سيكون الحديث عن عدد من المجاهدين, الذين صاروا اليوم عند ربهم شهداء –نحسبهم كذلك ونسأل الله لهم القبول-.
والغرض من هذه القصص, هو أن يدعوا المسلمون للمجاهدين, وأن يفهموا الصعوبات التي يمر بها المجاهدون, والكرامات المدهشة التي يريهم الله إياها.

القصة الأولى:

في يوم من الأيام, خرج سيف الله وأبو سمية (من بلدة إيزبرغ), خرجا إلى عملية.
الكفار عرفوا مكان ظهروهما المفترض, وجلبوا إلى هناك قواتهم, ونصبوا الكمين.
قرر الكفار أن يمكروا بالإخوة, وأن يأخذوهم على حين غِرَّة, إلا أن الله يدافع عن أوليائه, وهو خير الماكرين.

كان الإخوة يتحركون في الظلام, عبر المروج وهم يتحدثون مع بعضهم, ولم يخطر ببالهم أصلا أن يكون هناك كمين.
أما الكفار, ولأنهم كانوا قد افترضوا مجيء الإخوة ومكانَ ظهورهما, فهم قد اتخذوا أنسب المواقع, على تلة غير مرتفعة, حيث يظهر الحقل أمامهم بنظرة واحدة.

انتظر الكفار حتى يقترب الإخوة إلى أقرب نقطة, راقبوهم بالمناظير الليلية, وسيطروا على حركتهم, وانتظروهم وأسلحتُهم جاهزة. كانوا يراقبون الإخوة, دون أن تكون لدى الإخوة أية فكرة عن وجودهم, ولم يكونوا مستعدين لأي شيء!

كل الظروف, الاستفادة الموضعية, التفوق العددي, المعلومات عن وجود الإخوة ومراقبة تحركاتهم, وبالتالي عنصر المفاجأة, ثم العتاد والمعدات التقنية. كل الظروف كانت لصالح العدو!

واصل الإخوة سيرهم, حتى صاروا على بعد حوالي مترين من صفوف الكفار! والذين كانوا قد تراصوا منبطحين على الأرض بين المروج والأحراش, وكانت هناك أيضا آلية مموهة غير بعيدة, كما أن المكان لم يكن جبليا مشجرا, فالكفار كانوا في موضع أفضل, وكانوا أيضا يمتلكون الأفضلية التقنية والعددية, نعم...كل ذلك كان في جانبهم! إلا شيئا واحدا...فإنهم كانوا جندًا للشيطان, يقاتلون جندًا للرحمن!

ومن مسافة مترين, وبمفاجأة تامة, فتح كلاب سوبْر (القوات الخاصة للتدخل السريع) نيرانهم على المجاهدين, وتراشقت النيران بعشوائية وبكثافة. لم يكن الأمر كما تزعمها دائما وسائل الإعلام الكاذبة, أنهم حاولوا أن يتحققوا من بطاقات المجاهدين, ففتح المجاهدون النار, وأنهم قُتلوا نتيجة الاشتباك!

حدَّث المجاهدون بعد ذلك وقالوا : "والله كانت الرصاصات تومض أمام أعيننا, وكنا نستطيع أن نرى الشرر, إلا أن الرصاصات لم تصل إلينا! وكان هناك شعور كأن الملائكة تحول بيننا وبين الرصاص الطائر, كأن الرصاصات تصيب حاجزا وتتحول إلى شرارة. لم نر الحاجز, وإنما كانت الرصاصات ترتد من أمام وجوهنا مباشرة كأنها ارتطمت بمعدن, وتُحدث الشرر!"

ويكمل المجاهدون "وإن كنا قد شعرنا بقليل من الرهبة مما يحصل حولنا, إلا أن الله قد ثبتنا في تلك اللحظات"

وبعون من الله, استطاع المجاهدون أن يردوا عليهم, وأطلقوا النار على المواضع التي كانوا يرون منها شرارة نيران العدو. كل هذا حدث, وهم على بعد حوالي مترين من أعداء الله (!) وفي ظلام دامس بالنسبة للمجاهدين, بينما الكفار يستطيعون رؤيتهم من خلال المناظير الليلية.

وبحول الله, قَتَل المجاهدَان اثنين من أعداء الله من القوات الخاصة, وأصابوا اثنين آخرَين. هذا فقط وفق ما اعترف به الروس أنفسهم. فالله أعلم, قد يكون عدد خسائرهم أكثر, فهم معروفون بتقليل خسائرهم. من أجل ألا يخسروا الحرب الإعلامية, وحتى يحافظوا على أسطورة قواتهم الخاصة التي لا تُقهر حسب ادعائهم.

قال الله –تعالى- (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال 30

واصل الأخ: "بعد ذلك بدأ الكفار يطلقون الصواريخ الضوئية, ثم جلبوا مدرعاتهم, ومركبات أخرى. بعد ذلك جاءت مدرعات (هانتر)"
وبعد الاشتباكات, انسحب المجاهدون. ثم بدأ الكفار يطلقون النيران قِبل المجاهدين.

وأكمل الأخ "كنا نسمع الرصاصات تصفِّر فوق رؤوسنا, الحمد لله, لم تصبنا واحدة منها. وهكذا تمكنا من العودة إلى القاعدة!"

وفي الأخبار أعلن الكفار, أن القوات الأمنية, في مدينة إزبِرباش أوقفوا سيارة مشبوهة من أجل فحص الوثائق, وأن روادَها أطلقوا النار على عناصر الأمن, ما أدى إلى إصابة مجاهدَين اثنين نتيجة الاشتباك!

نقول: إن هذا الحدث, هو مثال جيد لأولئك (المرجئة), الذين يزعمون أن المجاهدين اليوم يلقون أنفسهم إلى التهلكة بسبب قِلّتهم, وعدم توفر القدرة لديهم.
فالله –سبحانه وتعالي- يقول في كتابه الكريم (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله, والله مع الصابرين) البقرة 249.
وقال –تعالى- أيضا (بل الله مولاكم, وهو خير الناصرين) آل عمران 150.
وقال –تعالى- أيضا (إن ينصركم الله فلا غالب لكم, وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده, وعلى الله فليتوكل المؤمنون) آل عمران 160.


القصة الثانية:

القصة الثانية حدثت في نفس المنطقة التي حدثت فيها القصة الأولى, على جبل إزبرباش, وهي أيضا مدهشة ومليئة بكرامات الله وقدراته.
كانت قاعدة المجاهدين على جبل قرب مدينة إزبِرباش, لم يكن الجبل مرتفعا. وكان أعلى الجبل أرض تشكل مساحة 800×500 متر. تملؤها الأشواك والشجيرات الصغيرة, ولم تكن ثمة غابة. باختصار, لا مكان للاختباء!
قام الإخوة بإنشاء قاعدة صيفية في هذا المكان, لأنه لا يمكن للكفار أن يتصوروا أن يقوم الإخوة بذلك في مثل ذلك المكان, وأنى لهم أن يفكروا في ذلك حتى!

هنا قبل أن نسرد القصة يجدر أن نفكر في أمر.
الكفار في أفلامهم يظهرون كأنهم لا يُقهرون, (الصقور السوداء) (قطط البحر) (حمير الجبال!) وغيرها. لكن في واقع الحياة هم مجرد جبناء, أحفاد القردة والخنازير. وأوامر هؤلاء الخنازير ينفذها الكفار من (القوقازيين), والذين إذا رجعوا من الخدمة في الجيش الكافر, يتكلمون كيف أنهم كانوا يسيطرون على كتيبتهم في الجيش, لكن أثناء تنفيذ العمليات الخاصة, ولسبب من الأسباب, يكون الأمر عكس ما يخبرون, حيث يتلقون هم أوامرَهم من الخنازير الروس!
وإذا جرت عمليات الاقتحام في المدن, فإنهم يقفون في الحلقة الثالثة من الطوق الأمني, يحمون ظهور الكفار. هذا المكان (الحلقة الثالثة) يُعتبر أخطر الأماكن في العمليات التي تكون في المدن, حيث يكون من السهل غالبا استهدافه بعملية استشهادية.
أما في الغابات والبرية, حيث الخطورة تكون في المقدمة, فإن الكفار يقدمونهم إلى الصفوف الأمامية, ويطلقون عليهم وصف (الهنود).
الهنود على الأقل كانوا يحصلون على الحلي بدلا من الذهب, أما المرتدون المحليون فيكفيهم بعض المديح, بأن يقولوا لهم (أنتم شباب أقوياء بدنيا, ولا أحد يمكنه خوض الغابات مثلكم!)

لا أحد يرغب أن يخطو على ألغام المجاهدين, أو أن يقع في كمائنهم, ولماذا هذا, إذا كان عندك من ترسله, مثل "بيلكا" و "ستريلكا" (اسم كلبين أُرسلا إلى الفضاء من أجل دراسة مؤثرات الفضاء على الكائنات الحية, قبل إرسال أول إنسان إلى الفضاء).
إن هؤلاء المرتدين, اختاروا الكفار سادة وأولياء من دون الله, ويحمون الدستور بدلا من شرع الله, ويقدمون أرواحهم من أجل مجموعة من المبادئ الشيطانية, بدلا من إعلاء كلمة الله, فالحمد لله الذي أذلهم, وجعلهم دروعا حية أمام الكفار الروس.

نعود لقصتنا...كان في تلك القاعدة 5-6 من المجاهدين, وفي يوم من الأيام, مرت عليهم مجموعة من جامعي الفِطر عن طريق الصدفة, المجاهدون بعد محادثات قصيرة, ناصحوا هؤلاء (الضيوف الغير مدعوين), ثم أطلقوهم إلى سبيلهم.
بعد عدة أيام, وأثناء تواجد 3 مجاهدين فقط في القاعدة, تم تطويق المكان مِن قبل ثلاثة آلافٍ من الكفار. تحلقت القوات الروسية حول المكان في ثلاث حلقات, جلبوا المعدات الثقيلة, وبدأوا يقصفون تلك الشجيرات بشكل متواصل, استطاع الإخوة أن يبتعدوا عن قاعدتهم حيث كان يتركز القصف, إلا أنهم لا زالوا داخل التطويق, ولا مكان للاختفاء, في اليوم الثاني بدأ العدوا يتقدم للتمشيط, والحلقة بدأت تضيق تدريجيا.

تخيل الوضع الآن, أنت تتواجد داخل مساحة محدودة, ولا وجود لغابات أو وديان أو جبال عالية, حيث يمكنك الانحياز, وأنت محصور داخل ثلاث حلقات من العدو, ومعهم المعدات الثقيلة, مدرعات (بي تي آر), وناقلات جند (أورال), ومدرعات (هانتر), وبدأ قصف جوي متواصل. وأنت تواجههم بيقين صلب وتوكل على الله, وسلاحك جاهز.

الإخوة أخبروا أنهم حين أيقنوا بأنْ لا مخرج لهم من هذا الوضع, فإنهم ودعوا بعضهم, وتعانقوا. وتمنوا خيرا ولقاءً في الجنة. وكان في بالهم أن يخوضوا هذه المعركة الأخيرة, ويخرجوا بعدها من هذه الدنيا شهداء.

قبل أن نخوض في تفاصيل ما جرى مع الإخوة, فإننا نحب أن نعرفكم بهم, هم خالد الغوبديني, والبراء الغوبديني, وأبو يوسف الغوبديني.
خالد والبراء كانا أبناء عمومة. الغوبدينيون أناس مدهشون, فإنهم يخرجون إلى الجهاد أُسرًا! أسرة صالح, هذان الأخوان. وكذلك أسرة سيف الله (غير الأمير)وهو أحد الإخوة الكبار في السن, وذو لحية بيضاء, ربما رأيتموه في صور ومقاطع المجاهدين, خرج إلى الجهاد مع أبنائه الثلاثة.
أبو يوسف –أمير جماعة غوبدين- وياسر, كانوا إخوة من الطراز الفريد, وخاصة البراء, والذي لا يزال المجاهدون يذكرونه إلى الآن في مجالسهم.

البراء هذا خطر في باله أن يعرض على الإخوة ولو سببا واحدة للمقاومة, وهو أن يقوم الإخوة بحفر خنادق صغيرة, بطول الجسم, وعمق 30 سنتيمترا. فقام كل واحد منهم بحفر واحدة, وتمدد اثنان في حفرتيهما وقام البراء بإخفائهما تماما بالتراب وأوراق الأشجار, بعدها تمدد في حفرته وبدأ بتغطية نفسه بادئا بساقيه, إلا أنه لم يتغط تماما, غمر يديه في التراب, وبقيت عيناه ونصف وجهه باديا.
وعلى هذه الحالة, انتظر الإخوة حتى يتقدم العدو, من أجل أن يباغتوهم بمعركة مفاجئة!

البراء وحده كان يمكن أن تخطر على باله هذه الفكرة, وذلك نظرا إلى خبرته, ومعرفته بحقيقة (العمليات الخاصة), وما يمكن أن يفعله الكفار أو أن يخطر على بالهم في مثل تلك الظروف!

في هذه اللحظات العصيبة, وتحت حصار الآلاف من أعداء الله, ومع اقتراب المعركة, أنزل الله سكينته على المجاهدين, حتى نام اثنان منهم, وحتى سُمع لأحدهم الغطيط!
وفي ظهيرة اليوم الثاني, اقترب منهم اثنان من الكفار, حتى وقفا عند أرجلهم وأخذا ينظران في المحيط, كان البراء الذي ظل وجهه مكشوفا يراقب أحدهما, التفت الكافر برأسه في ناحية كأنه يراقب شيئا, ثم نظر إلى الأرض, ثم التفت ثانية, ثم أرجع بصره إلى الأرض مسرعا مرة أخرى, مباشرة حيث كان ينظر إليه البراء وهو تحت الأرض!

الله –سبحانه وتعالى- ألقى الخوف والرعب في قلب عدوه, حتى أن هذا العملاق الكافر, وهو بطول مترين تقريبا, صرخ من الخوف, وألقى سلاحه, وبدأ يجري من المكان, حتى تعثر وسقط بين المروج. في هذه اللحظة, ارتفع المجاهدون من تحت الأرض وقاموا! وقتلوا هذين العلجين في المكان. بعدها وجهوا أسلحتهم نحو جموع قوات النخبة الروسية الذين كانوا في مكان غير بعيد, وأعدادهم تفوق أضعاف عدد المجاهدين. وانهال عليهم المجاهدون بالنيران, وبدأ العلوج يفرون في البرية مثل الظِّباء. أخذ المجاهدون أسلحة الكفار التي تركوها, وانتقلوا بعيدا عن هذا المكان. بعد ذلك سمع الإخوة قائد القوات الخاصة يصرخ في مقاتليه الذين اختبأوا داخل مدرعاتهم وشاحناتهم, "اخرجوا أيها الجبناء! ما لكم تختبؤون؟!"

المجاهدون الذين لم يأكلوا ولم يشربوا لمدة ثلاثة أيام, أظهروا شجاعةً وثباتا ومرونة بقوة الله, أما الكفار فبدأوا يقصفون المكان الذي حدث فيه الاشتباك. كانت هناك على الأرض أجساد عشرة من الكفار القتلى والجرحى, والذين صاروا أيضا تحت النار! هكذا يتعامل الجيش الروسي مع جنوده الذين قتلوا أو الذين لم يعد هناك نفع منهم.

انتظر الإخوة إلى الليل, وقبيل الصباح, وبثقة في الله, قرروا أن يخرجوا من الحلقة, والتي تضيق تدريجيا, سار المجاهدون جِهة الكفار, وبنعمة من الله, استطاعوا أن يجتازوا الطوق الذي يحاصرهم ووصلوا إلى قاعدتهم الرئيسية في اليوم الثالث.

حسب اعتراف العدو, أربعة من أعداء الله هَلكوا وأصيب سبعة في هذه العملية, وأعلنوا أيضا أنهم قتلوا مجاهدا واحدا, لكن هذا كذب, فالمجاهدون الثلاثة استطاعوا أن يفكوا الحصار ويصلوا إلى القاعدة, والله وحده يعلم من هو المسكين الذي قتلوه ورموه هناك, ليعلنوا أنه مجاهد!

سيف الله الإزبيرغي, والذي كان وقتها يعمل في المخابرات (إف إس بي), وهو (مجاهد قانوني) يعمل سرا لصالحهم ويساعد جماعة غوبدين, ذهب بعدها إلى المستشفى التي يرقد فيها مصابو الكفار في هذه العملية, مقاتلوا القوات الخاصة كانوا يحدثونه عن المعركة, وأن من واجهوهم لم يكونوا أناسا بسطاء, وإنما كانوا مجاهدين متمرسين ومحترفين, وكان سيف الله يستمع إليهم ويهز رأسه باستمرار ويبدي تعجبه "تسؤ- تسؤ- تسؤ!". يخبر سيف الله أنه كان ينظر إلى من يحدثه ويقول في نفسه "آه أيها الكلب, لو كنت أستطيع أن أقضي عليك هنا بهدوء, ودون أن يشعر أحد!".
سيف الله الإزبيرغي أيضا كان أخا فريدا من نوعه, وإن شاء الله, سأتحدث عنه لاحقا, فأمثال هؤلاء الإخوة يجب أن يتعرف عليهم المسلمون!

استشهد أبو يوسف في شامل-قلعة, وخالد والبراء رحلا عنا أثناء محاولتهم تفخيخ سيارة على قسم مدينة غوبدين في شتاء هذه السنة.
(..........................)


القصة الثالثة:

ذهب الإخوة لتفجير قطار نقل البضائع, والذي سيسبب ضررا اقتصاديا كبيرا للكفار, في المنطقة الواقعة بين محطتي مناس وآشِّي. كان هذا في شهر رمضان المبارك, في الليلة الحادية والعشرين, خرج الإخوة في الساعة الثانية عشر ليلا.
كانوا ثلاثة إخوة, يسيرون مع مسار السكة الحديدية, يبحثون عن مفصل مناسب لوضع القنبلة, كانت القنبلة عبارة عن ريسيفر من شاحنة كَماز, وهي معبأة بنترات الأمونيوم ونترات الفضة بنسب معينة, بزنة 20 كيلوغراما. كان أحدهم يحمل القنبلة, وآخر يحمل الرشاش ويراقب المحيط, والثالث يبحث عن مفصل مناسب على قضبان السكة الحديدية لوضع القنبلة.

وبعد أن وجدوا المفصل المناسب, بدأ أحد الإخوة ينظر حول المكان, وعلى بعد حوالي 30 مترا من السكة الحديدية لاحظ رأسين مختبئين خلف إحدى الشجيرات, رغم أن المكان مظلم ولم يكن هناك ضوء القمر, ومدى الرؤية أقل من عشرة أمتار.
ولكن الله –سبحانه وتعالى- كشفهم لعباده. سأل الأخُ البقيةَ إن كانوا قد رأوا شيئا لكنهم نفوا, فتناقشوا حتى دخلوا في الحديث عن الإيحاءات.
لكن الأخ قرر أن يتحقق من الأمر, فتحركوا جميعا نحو تلك الشجيرة, فلما اقتربوا منها حتى ثمانية أمتار تقريبا, لاحظ الآخران أيضا ظِلالا هناك, الأخ الذي كان في المقدمة ويحمل السلاح صاح فيهم: "ماذا تفعلون هنا؟!"
كان يقف قرب هذا الأخ ذاك الذي يحمل القنبلة. أحد الذين كانوا خلف الشجيرة تحرك نحو شجرة قريبة ووقف خلفها. كان الصمت القاتل يخيم على المكان. عندها حوّل الأخ الذي يحمل السلاح فتيلَ الأمان من سلاحه, فسُمعت لذلك نقرة مميزة, عندها فُتح النار على الإخوة من خلف تلك الشجيرات. الأخ الذي كان يحمل القنبلة وقف في مكانه ثابتا ولم يتحرك كأنه مغروس في مكانه, الذي كان يحمل الرشاش بدأ يرش بسلاحه تلك الشجيرات. بعد هذا الكمين والهجوم المفاجئ استطاع الإخوة –بكرم من الله- أن يتراجعو, ثم عادوا إلى قواعدهم دون أن يصابوا بأذى.

وفي الأخبار, وكالعادة, ذكر الكفار في أخبارهم أن قوات الأمن أوقفت أشخاصا مشبوهين عند السكة الحديدية, وطلبوا فحص البطاقات, وأن هؤلاء فتحوا النار على قوات الأمن, وقُتلوا نتيجة الاشتباك (!)
.....................

هذه الأحداث وقعت مؤخرا, ويمكنكم أن تجدوا أخبارهم في الجرائد والمواقع الإخبارية, وتقارنوا بين روايات الكفار وروايات المسلمين. ابحثوا وتأملوا في تلك الكرامات التي حصلت. ومن الضروري أيضا التفكير والتأمل في مسألة (أو شبهة) عدم وجود القدرة وإلقاء النفس في التهلكة.
أنا لن أطيل في سرد القصص, بل سأرسل ثلاث قصص في أجزاء مختلفة.
آمل أن يكون هذا خيرا ونفعا وتذكيرا للمؤمنين.
لاحول ولا قوة إلا بالله, له الحمد وهو خير الحافظين.

لا تنسوا إخوانكم المجاهدين من دعائكم.

وفي النهاية أحمد الله, وما كان فيما كتبته ما وافق الكتاب والسنة فهو من الله, وما كان من خطأ أو سهو أو غموض فمني.
سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد ألا إله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك.

أبو طلحة الداغستاني.
إمارة القوقاز, ولاية داغستان, القاطع الأوسط.

........
مع تحيات إخوانكم في الهيئة الإعلامية لولاية داغستان.