عبدالله الكعبي
08 Nov 2012, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله وبعد
الفرق بين الموت والوفاة
(الموت)
حال انتقالية للروح تنفك فيه عن البدن انفكاكا تاما ,وسبب الانفكاك -الظاهري-كون البدن اهترأ ولا يلائمها ومثل ذلك كمثل شخص يلبس ثوبا فلما اهترأ الثوب القى به ليلبس ثوبا جديدا فالبدن بمنزلة الثوب والشخص بمنزلةالروح ,والروح تجد مطلوباتها النفسية والعقلية عن طريق البدن فتتعلق به تعلقا شديدا فلذا تخشى من مفارقة من يقوم بمطلوبها فلذا يخشى الناس من الموت ,فإذا ايقنت الروح بوجود حال افضل لتحقيق مطلوباتها أحبت الموت وهذا سر اقبال المسلمين على الشهادة في سبيل الله تعالى واذا فشلت الروح في تحقيق مطلوباتها عن طريق الجسد أصبحت تقاسي وتعاني فترى أنه لامعنى لوجودها في هذا الجسد كمن يشتري ثوبا ضيقا يؤذيه سرعان ما يرميه فيحب الانتحار .
والموت وصف لحال الجسد بعد فرار الروح منه وليس وصف للروح فإنها لاتفنى قال ابن رسلان الشافعي(والروح تبقى ليس تفنى للأبد),فعندما يقال مات فلان ليس هو بل جسده الذي مات اما هو فلم يمت ولكنه انتقل الى حال أخرى لها قوانينها المختلفة فلذا يقول الملائكة لروح المؤمن (صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه),فبكاء الناس على الميت بسبب فقد ارواحهم الاستمتاع ببقاء روح الميت في بدنه -ليس إلا-وهذا من جنس بكاءهم على الشخص عندما يسافر الى بلاد بعيدة او ينتقل للعيش الى بلاد اخرى .
ولذا فإن للروح وظيفة عندما تكون في الجسد وهي ان تمرن نفسها وتعد نفسها لأن تتهيأ للنعيم اللائق بها بتحصيل كمالاتها من خلال الجسد فرأس مالها هو الجسد الابتلائي الدنيوي ,فإن حصل لها تقصي في التهيؤ لهذا النعيم حصل لها في البرزخ او يوم القيامة من النكال ما يجعلها صالحة للتنعم ,وهذا لايتم الا باقتفاء اثر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة المولى جل وعلا .
فإن اهملت جانب التهيؤ لم تكن صالحة للنعيم إلا أن يشاء ربك ان ربك فعال لما يريد.
(الوفاة)
فهي من الاستيفاء واستيفاءالمدة اي مدة الحياة فعندما تقول توفاه الله أي ان الله استوفى مدته فالله بتقديره موت فلان استوفى مدته فلا حاجة ولا مصلحة في بقاءه قال تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها) فليس لله مصلحة في بقاءها بعد موتها لأنها قد استوفى مدتها ,(والتي لم تمت في منامها)اي يتوفى التي لم تمت في منامها اي يستوفي عملها عند النوم وقد قال عليه السلام (النوم اخو الموت واهل الجنة لاينامون)لذا فالنائم غير مكلف والروح منفكة عنه جزئيا لاكليا ,فلذا نقول بعد الاستيقاظ (الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور)قال تعالى (فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ).والله تعالى اعلم بحقائق الأمور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله وبعد
الفرق بين الموت والوفاة
(الموت)
حال انتقالية للروح تنفك فيه عن البدن انفكاكا تاما ,وسبب الانفكاك -الظاهري-كون البدن اهترأ ولا يلائمها ومثل ذلك كمثل شخص يلبس ثوبا فلما اهترأ الثوب القى به ليلبس ثوبا جديدا فالبدن بمنزلة الثوب والشخص بمنزلةالروح ,والروح تجد مطلوباتها النفسية والعقلية عن طريق البدن فتتعلق به تعلقا شديدا فلذا تخشى من مفارقة من يقوم بمطلوبها فلذا يخشى الناس من الموت ,فإذا ايقنت الروح بوجود حال افضل لتحقيق مطلوباتها أحبت الموت وهذا سر اقبال المسلمين على الشهادة في سبيل الله تعالى واذا فشلت الروح في تحقيق مطلوباتها عن طريق الجسد أصبحت تقاسي وتعاني فترى أنه لامعنى لوجودها في هذا الجسد كمن يشتري ثوبا ضيقا يؤذيه سرعان ما يرميه فيحب الانتحار .
والموت وصف لحال الجسد بعد فرار الروح منه وليس وصف للروح فإنها لاتفنى قال ابن رسلان الشافعي(والروح تبقى ليس تفنى للأبد),فعندما يقال مات فلان ليس هو بل جسده الذي مات اما هو فلم يمت ولكنه انتقل الى حال أخرى لها قوانينها المختلفة فلذا يقول الملائكة لروح المؤمن (صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه),فبكاء الناس على الميت بسبب فقد ارواحهم الاستمتاع ببقاء روح الميت في بدنه -ليس إلا-وهذا من جنس بكاءهم على الشخص عندما يسافر الى بلاد بعيدة او ينتقل للعيش الى بلاد اخرى .
ولذا فإن للروح وظيفة عندما تكون في الجسد وهي ان تمرن نفسها وتعد نفسها لأن تتهيأ للنعيم اللائق بها بتحصيل كمالاتها من خلال الجسد فرأس مالها هو الجسد الابتلائي الدنيوي ,فإن حصل لها تقصي في التهيؤ لهذا النعيم حصل لها في البرزخ او يوم القيامة من النكال ما يجعلها صالحة للتنعم ,وهذا لايتم الا باقتفاء اثر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة المولى جل وعلا .
فإن اهملت جانب التهيؤ لم تكن صالحة للنعيم إلا أن يشاء ربك ان ربك فعال لما يريد.
(الوفاة)
فهي من الاستيفاء واستيفاءالمدة اي مدة الحياة فعندما تقول توفاه الله أي ان الله استوفى مدته فالله بتقديره موت فلان استوفى مدته فلا حاجة ولا مصلحة في بقاءه قال تعالى (الله يتوفى الانفس حين موتها) فليس لله مصلحة في بقاءها بعد موتها لأنها قد استوفى مدتها ,(والتي لم تمت في منامها)اي يتوفى التي لم تمت في منامها اي يستوفي عملها عند النوم وقد قال عليه السلام (النوم اخو الموت واهل الجنة لاينامون)لذا فالنائم غير مكلف والروح منفكة عنه جزئيا لاكليا ,فلذا نقول بعد الاستيقاظ (الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه النشور)قال تعالى (فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ).والله تعالى اعلم بحقائق الأمور