منير 83
23 Dec 2004, 01:50 PM
عفت الديار فما لهن جواب * أنى ، وعنها زايل الأصحاب
والدار مقفرة الربوع وسوحها * أقوت ، وحقت إذ قضى الأحباب
سحبت ذيول الحزن بين دروبها * وله عليها شدت الأطناب
قد كنت أسلو الشجو بين ربوعها * واليوم شجوي عندها ينتاب
ويذيبني حزن إذا رجعت في * أرجائها بصراً يكاد يذاب
ويهزني هول المصائب هزة * صم الجنادل لو دهته تراب
والقلب من أسف عليها واجف * والدمع من وله بها صباب
خبر طوى الدنيا له أسماعنا * صكت وكاد العقل منه يصاب
لما أتى أن الهزبر مجندل * ودم الشهادة في يديه خضاب
صعق الجميع له وبات سؤالهم * أواه حقاً قد مضى خطاب
خطاب يا بطلا له الساحات قد * تركت ومنه سعيرها شباب
خطاب يا رمز البطولة في زمان * صار فيه أخـو الإباء يعـاب
وأخو الشجاعة أحمق متهور * والحرب ضد المعتدي إرهاب
خطاب يا من أذهل الروس الجبابرة * العتاة فحــارت الألبـاب
كم مرة حشدوا الجيوش لحربكم * وقتالكم لكنهم قد خابوا
جرعتهم أهوال حرب قطعت * أوصالهم إربا وهم أرباب
كم ضربة سددتها لديارهم * فإذا الديار بلاقع وخراب
نعبت عليها البوم وهي خرائب* وعثا بها وحش وصاح غراب
كم راية عقدت وكنت إمامها * فإذا الجموع أمامهن سراب
كم خطة نفذتها في حربهم * فإذا العباقرة الدهاة ذباب
كم صيحة رددتها في سوحهم * الله أكبر من صداها شابوا
وتركتهم نهب المخاوف حقبة * لو خايلوا شبح الأمير لذابوا
يفنيهم الهلع الممزق قبل أن * يأتي عليهم جحفل ضراب
ما عادت الروس الغلاظ لحربكم * روسا رؤوسا بل همو أذناب
يا من رأى حضن النعيم ودفئه * ذلا فبادر للعلا طلاب
صنع البطولة ناشئا ومراهقا * وأتى عليها حين راع شباب
مهلا فمن يسطيع فعلك إنها * تعيا الرجال وتخسأ الأشناب
الكل يهوى المجد لكن دونه * تنبو الفعال وتقصر الأسباب
أتعبت بعدك من سواك من الورى * إذ بالمكارم يجمل الأتعاب
وبردت بالبارود حرقة أمة * مقهورة فتكت بها الأوصاب
وطمحت للعلياء من يطمح لها * هانت عليه شدائد وصعاب
همم تضاءل عندها الأفلاك في * عليائها وتطامن الأسراب
ومواهب لو قسمت بين الورى * لأتت على الدنيا وزاد نصاب
ما أنجبتك ملاعب ومراقص * لكن غذاك بدره المحراب
فإذا تسلى بالرياضة فاشل* فلك القنابل والقنا ألعاب
وإذا تفاصح بالبلاغة فارغ * فبمثل فعلك يحكم الإعراب
وإذا تباهى بالقبائل تافه * فبنحو مجدك تعظم الأنساب
لله يا أبويه ما أنجبتما * فكذا وإلا يهلك الإنجاب
خطاب يا للخطب حين تركتنا * كالبهم أجفل حولهن ذئاب
غادرتنا ورحلت رحلت صادق * لما دعاك وصحبه خباب
غدر الجبان ولو أتاك إذا رأى * أسدا ولكن لم يسعه الباب
فأتاك من دبر بغادر طعنة * فعل الأفاعي سمها والناب
ما دولة عظمى بكل سلاحها * هول النواة وعسكر غلاب
لم تستطعك بغير سم قاتل * هذا لعمرو الناظرين عجاب
يا ضيغما ترك العرين مودعا * لله أنت وعزمك الوثاب
فلئن قتلت فما بقتلك سبة * فشهادة زمنا لها خطاب
فلأنت بدر غاب حين تمامه * فأناخ ليل غاسق وقاب
ولأنت في الأعداء سهم خارق* ولأنت نجم حارق وشهاب
ولأنت سيف الله صلتا باترا * عرضت عليه جماجم ورقاب
فبمثل موتك فلتعزى أمة* لا أسرة وقبيلة وصحاب
والدار مقفرة الربوع وسوحها * أقوت ، وحقت إذ قضى الأحباب
سحبت ذيول الحزن بين دروبها * وله عليها شدت الأطناب
قد كنت أسلو الشجو بين ربوعها * واليوم شجوي عندها ينتاب
ويذيبني حزن إذا رجعت في * أرجائها بصراً يكاد يذاب
ويهزني هول المصائب هزة * صم الجنادل لو دهته تراب
والقلب من أسف عليها واجف * والدمع من وله بها صباب
خبر طوى الدنيا له أسماعنا * صكت وكاد العقل منه يصاب
لما أتى أن الهزبر مجندل * ودم الشهادة في يديه خضاب
صعق الجميع له وبات سؤالهم * أواه حقاً قد مضى خطاب
خطاب يا بطلا له الساحات قد * تركت ومنه سعيرها شباب
خطاب يا رمز البطولة في زمان * صار فيه أخـو الإباء يعـاب
وأخو الشجاعة أحمق متهور * والحرب ضد المعتدي إرهاب
خطاب يا من أذهل الروس الجبابرة * العتاة فحــارت الألبـاب
كم مرة حشدوا الجيوش لحربكم * وقتالكم لكنهم قد خابوا
جرعتهم أهوال حرب قطعت * أوصالهم إربا وهم أرباب
كم ضربة سددتها لديارهم * فإذا الديار بلاقع وخراب
نعبت عليها البوم وهي خرائب* وعثا بها وحش وصاح غراب
كم راية عقدت وكنت إمامها * فإذا الجموع أمامهن سراب
كم خطة نفذتها في حربهم * فإذا العباقرة الدهاة ذباب
كم صيحة رددتها في سوحهم * الله أكبر من صداها شابوا
وتركتهم نهب المخاوف حقبة * لو خايلوا شبح الأمير لذابوا
يفنيهم الهلع الممزق قبل أن * يأتي عليهم جحفل ضراب
ما عادت الروس الغلاظ لحربكم * روسا رؤوسا بل همو أذناب
يا من رأى حضن النعيم ودفئه * ذلا فبادر للعلا طلاب
صنع البطولة ناشئا ومراهقا * وأتى عليها حين راع شباب
مهلا فمن يسطيع فعلك إنها * تعيا الرجال وتخسأ الأشناب
الكل يهوى المجد لكن دونه * تنبو الفعال وتقصر الأسباب
أتعبت بعدك من سواك من الورى * إذ بالمكارم يجمل الأتعاب
وبردت بالبارود حرقة أمة * مقهورة فتكت بها الأوصاب
وطمحت للعلياء من يطمح لها * هانت عليه شدائد وصعاب
همم تضاءل عندها الأفلاك في * عليائها وتطامن الأسراب
ومواهب لو قسمت بين الورى * لأتت على الدنيا وزاد نصاب
ما أنجبتك ملاعب ومراقص * لكن غذاك بدره المحراب
فإذا تسلى بالرياضة فاشل* فلك القنابل والقنا ألعاب
وإذا تفاصح بالبلاغة فارغ * فبمثل فعلك يحكم الإعراب
وإذا تباهى بالقبائل تافه * فبنحو مجدك تعظم الأنساب
لله يا أبويه ما أنجبتما * فكذا وإلا يهلك الإنجاب
خطاب يا للخطب حين تركتنا * كالبهم أجفل حولهن ذئاب
غادرتنا ورحلت رحلت صادق * لما دعاك وصحبه خباب
غدر الجبان ولو أتاك إذا رأى * أسدا ولكن لم يسعه الباب
فأتاك من دبر بغادر طعنة * فعل الأفاعي سمها والناب
ما دولة عظمى بكل سلاحها * هول النواة وعسكر غلاب
لم تستطعك بغير سم قاتل * هذا لعمرو الناظرين عجاب
يا ضيغما ترك العرين مودعا * لله أنت وعزمك الوثاب
فلئن قتلت فما بقتلك سبة * فشهادة زمنا لها خطاب
فلأنت بدر غاب حين تمامه * فأناخ ليل غاسق وقاب
ولأنت في الأعداء سهم خارق* ولأنت نجم حارق وشهاب
ولأنت سيف الله صلتا باترا * عرضت عليه جماجم ورقاب
فبمثل موتك فلتعزى أمة* لا أسرة وقبيلة وصحاب