ام حفصه
20 Nov 2012, 04:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شهر الله «المحرم» هو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية، وهو أحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه العظيم، فقال جل ذكره: { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } [التوبة:36] فخصها الله بالتحريم دون غيرها.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: لا تظلموا أنفسكم في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرما، وعظم حرمتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.
قال العز بن عبد السلام -رحمه الله-: وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دنيوي، والضرب الثاني: تفضيل ديني راجع إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء، ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها. (1)
وشهر «محرم» سمي بذلك لكونه شهرا محرما، وتأكيدا لتحريمه لأن العرب في الجاهلية كانت تتقلب به فتحله عاما وتحرمه عاما، ولقد سمَّى النَّبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح المحرَّم ( شهر الله ) وإضافته إلى الله تدلُّ على شرفه وفضله وتعظيمه؛ فإنَّ الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواصَّ مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء –صلوات الله عليهم وسلامه- إلى عبوديَّتِه، ونسب إليه بيته وناقته.
قال الحسن البصري: إن الله تعالى افتتح السنة بشهر حرام -أي المحرم- وختمها بشهر حرام -أي ذي الحجة- فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم .. وكان يسمى شهر الله الأصم، من شدة تحريمه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) (2) فلمَّا كان هذا الشهر مختصَّاً بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصِّيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى؛ فإنَّه له من بين الأعمال، ناسب أن يختصَّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه، المختصِّ بهِ، وهو الصِّيام.
قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرم. ولكن قد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهراً كاملاً قط غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومه كله. وقد ثبت إكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصوم في شعبان، ولعل لم يوح إليه بفضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه. (3)
وقال ابن رجب: والذي يظهر لي -والله أعلم- أن التطوع بالصيام نوعان:
(أحدهما): التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضله المحرم، كما أن أفضل التطوع بالصلاة قيام الليل.
(الثاني): ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده، فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه تبع لصيام رمضان وهو ملتحق بصيام رمضان، ولهذا قيل إن صيام ستة أيام من شهر شوال يلتحق بصيام رمضان، ويكتب بذلك لمن صامها مع رمضان صيام الدهر فرضا، فهذا النوع من الصيام يلتحق برمضان وصيامه أفضل التطوع مطلقا، فأما التطوع المطلق فأفضله صيام الأشهر الحرم، وأفضل صيام الأشهر الحرم صيام شهر الله المحرم، ويشهد لهذا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال في هذا الحديث: ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) ومراده بعد المكتوبة ولواحقها من سننها الرواتب، فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض، فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده ملتحق برمضان، وصيامه أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم (4)
شهر الله «المحرم» هو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية، وهو أحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه العظيم، فقال جل ذكره: { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } [التوبة:36] فخصها الله بالتحريم دون غيرها.
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: لا تظلموا أنفسكم في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرما، وعظم حرمتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.
قال العز بن عبد السلام -رحمه الله-: وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دنيوي، والضرب الثاني: تفضيل ديني راجع إلى أن الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء، ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها. (1)
وشهر «محرم» سمي بذلك لكونه شهرا محرما، وتأكيدا لتحريمه لأن العرب في الجاهلية كانت تتقلب به فتحله عاما وتحرمه عاما، ولقد سمَّى النَّبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح المحرَّم ( شهر الله ) وإضافته إلى الله تدلُّ على شرفه وفضله وتعظيمه؛ فإنَّ الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواصَّ مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء –صلوات الله عليهم وسلامه- إلى عبوديَّتِه، ونسب إليه بيته وناقته.
قال الحسن البصري: إن الله تعالى افتتح السنة بشهر حرام -أي المحرم- وختمها بشهر حرام -أي ذي الحجة- فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المحرم .. وكان يسمى شهر الله الأصم، من شدة تحريمه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) (2) فلمَّا كان هذا الشهر مختصَّاً بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصِّيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى؛ فإنَّه له من بين الأعمال، ناسب أن يختصَّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه، المختصِّ بهِ، وهو الصِّيام.
قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرم. ولكن قد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهراً كاملاً قط غير رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومه كله. وقد ثبت إكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصوم في شعبان، ولعل لم يوح إليه بفضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه. (3)
وقال ابن رجب: والذي يظهر لي -والله أعلم- أن التطوع بالصيام نوعان:
(أحدهما): التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضله المحرم، كما أن أفضل التطوع بالصلاة قيام الليل.
(الثاني): ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده، فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه تبع لصيام رمضان وهو ملتحق بصيام رمضان، ولهذا قيل إن صيام ستة أيام من شهر شوال يلتحق بصيام رمضان، ويكتب بذلك لمن صامها مع رمضان صيام الدهر فرضا، فهذا النوع من الصيام يلتحق برمضان وصيامه أفضل التطوع مطلقا، فأما التطوع المطلق فأفضله صيام الأشهر الحرم، وأفضل صيام الأشهر الحرم صيام شهر الله المحرم، ويشهد لهذا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال في هذا الحديث: ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) ومراده بعد المكتوبة ولواحقها من سننها الرواتب، فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض، فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده ملتحق برمضان، وصيامه أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم (4)