ام حفصه
25 Nov 2012, 01:09 PM
عن ميمون بن أبي شبيب أن عائشة رضي الله عنها مرّ بها سائل فأعطته كِسرة، ومرّ بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك،
فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه وقال: "ميمون لم يدرك عائشة"، وقال الإمام النووي في
مقدمة صحيحه: "وحديث عائشة هذا قد رواه البزار في مسنده وقال: هذا الحديث لا يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وقد روي
عن عائشة من غير هذا الوجه موقوفا"، وقد اختُلف في تصحيحه وتضعيفه إلا أن معناه صحيح.
معنى الحديث
أوضحت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبب صنيعها - حين أعطت الأول كِسرة خبز وأقعدت الثاني فأطعمته - بأنه إنزال للناس منازلهم، قال
العزيزي: "المراد بالحديث الحض على مراعاة مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم وتفضيل بعضهم على بعض في المجالس وفي القيام وغير ذلك من
الحقوق"، والمقصود معاملة كل أحد بما يلائم منصبه في الدين والعلم والشرف.
الحكمة والعدل
هذا التوجيه النبوي الكريم يرجع إلى أمرين هما: الحكمة والعدل؛ وهما أصلان من أصول الشرع والعقل، فالحكمة: وضع الأشياء في مواضعها
وتنزيلها منازلها، والعدل: إعطاء كل ذي حق حقه، فقوله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) موجب الحكمة وموجب العدل، فلا يسوّى
الجاهل بالعالم، ولا يسوّى الفاجر بالتقي الصالح، وقس على ذلك أشباههما.
ولهذا اعتمد أهل الحديث في الحكم على الرواة على معنى هذا الحديث، فحكموا على الرواة بناء على هذا الأصل، فميزوا الضعيف من الثقة، وميزوا
الحافظ من غيره، وجعلوهم على مراتب حسب درجة إتقانهم وضبطهم، وفي هذا إنزال لكل من الرواة منزلته، قال تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}
(الأنعام: 152) وهذا يشمل إنزال الناس منازلهم في الحكم عليهم، سواء كان ذلك في الشهادة عليهم أو في غير ذلك.
فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه وقال: "ميمون لم يدرك عائشة"، وقال الإمام النووي في
مقدمة صحيحه: "وحديث عائشة هذا قد رواه البزار في مسنده وقال: هذا الحديث لا يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، وقد روي
عن عائشة من غير هذا الوجه موقوفا"، وقد اختُلف في تصحيحه وتضعيفه إلا أن معناه صحيح.
معنى الحديث
أوضحت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سبب صنيعها - حين أعطت الأول كِسرة خبز وأقعدت الثاني فأطعمته - بأنه إنزال للناس منازلهم، قال
العزيزي: "المراد بالحديث الحض على مراعاة مقادير الناس ومراتبهم ومناصبهم وتفضيل بعضهم على بعض في المجالس وفي القيام وغير ذلك من
الحقوق"، والمقصود معاملة كل أحد بما يلائم منصبه في الدين والعلم والشرف.
الحكمة والعدل
هذا التوجيه النبوي الكريم يرجع إلى أمرين هما: الحكمة والعدل؛ وهما أصلان من أصول الشرع والعقل، فالحكمة: وضع الأشياء في مواضعها
وتنزيلها منازلها، والعدل: إعطاء كل ذي حق حقه، فقوله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) موجب الحكمة وموجب العدل، فلا يسوّى
الجاهل بالعالم، ولا يسوّى الفاجر بالتقي الصالح، وقس على ذلك أشباههما.
ولهذا اعتمد أهل الحديث في الحكم على الرواة على معنى هذا الحديث، فحكموا على الرواة بناء على هذا الأصل، فميزوا الضعيف من الثقة، وميزوا
الحافظ من غيره، وجعلوهم على مراتب حسب درجة إتقانهم وضبطهم، وفي هذا إنزال لكل من الرواة منزلته، قال تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}
(الأنعام: 152) وهذا يشمل إنزال الناس منازلهم في الحكم عليهم، سواء كان ذلك في الشهادة عليهم أو في غير ذلك.