ام حفصه
26 Nov 2012, 09:40 AM
الفحص قبل الزواج .. هل يكشف جميع الأمراض الوراثية؟
د.محمد بن حسن عدار
ان زواج الاقارب شائع جداً في البلدان العربية خصوصاً في المملكة العربية السعودية وقد تم في السنين الأخيرة إدخال نظام الفحص قبل الزواج
لبعض الامراض الوراثية الشائعة. ولكن هناك العديد من الامور التي لا يفهمها الكثير من الناس عن معنى الفحص الوراثي قبل الزواج - حيث يعتقد
الكثيرون ان إجراء تحليل الدم وظهور نتائج سلبية سوف لن يؤدي الى حدوث الامراض الوراثية وبالتالي تحدث المفاجأة بعد ولادة طفل غير طبيعي
او ظهور مرض وراثي معين لهذا الاطفال.
ان ما يتم اجراؤه لاخذ الموافقة على انهاء إجراءات الزواج هو فقط فحص بعض انواع فقر الدم الوراثي (اي الانيميا المنجلية وانيميا البحر
المتوسط) وهي متوارثة فقط في بعض مناطق المملكة مثل المنطقة الجنوبية والشرقية وبعض اماكن المنطقة الوسطى.
ان فحص قبل الزواج ليس المقصود منه فقط اجراء تحليل الدم للانيميا الوراثية بل الاستشارة الوراثية هي اهم من اختبار الدم فمثلا هناك العديد من
الامراض الوراثية المنتشرة التي لا يوجد لها فحص قبل الزواج مثل عيوب القلب الخلقية وعيوب المسالك البولية وعيوب العمود الفقري والدماغ
وعيوب نقص تكون العظام او التقزم، كما ان هناك العديد من الامراض الوراثية التي قد لا تكون ظاهرة في سن مبكرة اي في سن الزواج والتي
ترتبط بالعامل الوراثي مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والصرع والاورام السرطانية مثل سرطان الثدي وهذة الامراض قد تظهر بعد
تقدم المرأة في السن وهي كما هو معروف منتشرة في بلادنا.
ان الغرض من الفحص قبل الزواج هو الاستشارة الوراثية للبحث في تاريخ العائلة المرضي ومحاولة معرفة اذا كان هناك امراض وراثية مثل
وجود حالات وفيات الاجنة بسبب عيوب خلقية او حالات اجهاض متكررة او وجود مواليد لديهن بعض الاعاقات او الخلل في السمع او البصر او
النطق او تأخر في التحصيل العلمي. قد يعتقد القارىء لهذا المقال ان المقصود هو منع الزواج من الاقارب بشكل قطعي لان معظم المشاكل التي
ذكرت متواجدة عند الغالبية العظمى من العوائل ولكن رسالتنا هي التوعية والارشاد وضرورة استقصاء الاستشارة الوراثية المفيدة والمتكاملة
بارادة الله تعالى، وعدم الاعتقاد بان ما يتم اجراؤه من فحوصات قبل الزواج تكون كافية لتفادي معظم العيوب الخلقية على الرغم من الدور المميز
لهذه الفحوصات. كما يجب العلم بان ليس جميع الامراض والاعاقات وراثية فمثلاً الطفل المنغولي - متلازمة داون - ليس وراثيا ولكنة يحدث عند
بعض السيدات الحوامل في سن متقدمة. بالاضافة لذلك فان هناك بعض الامراض الوراثية التي من الممكن تفاديها بارادة الله سبحانة وتعالى مثل
السنسنة المشقوقة او العصب المشقوق وذلك باستخدام حمض الفوليك قبل الحمل كما ان الكثير من العيوب الخلقية التي تحدث نتيجة سكر الحمل
يمكن تجنبها ان شاء الله بضبط مستويات السكر للمرأة الحامل. ونكرر دور التثقيف الصحي في نشر الوعي لتفادي العديد من المشكلات الصحية
والوقاية خير من العلاج.
الأمراض الناتجة من شذوذ الصبغيات معظمها ليست مورثة
يتركز اهتمام الأم الحامل بان يولد طفلها معافى حيث يمكن التنبؤ بالكثير من الاعتلالات وبالتالي منعها مسبقا إن شاء الله بحيث يحمل نتاج الحمل
مخاطر اقل. وفي الكثير من الحالات يمكن للنساء ان يتجنبن الحمل قبل معرفة فرص تمرير عيوب وراثية، وبالنسبة لبعض الأمراض تتوافر
المعلومات من خلال فحوص تجرى قبل الحمل عن التركيب الوراثي للأم او الاب وصحتهما العامة بحيث يمكن معرفة ما يمكن ان يكون عليه
اطفالهما في المستقبل. ويمكن لبعض فحوص ما قبل الحمل ان تحدد بعض الأمراض الوراثية الكامنة التي يحملها الزوجان ويمكن تمريرها الى
اطفالهما. وفي الاحوال الطبيعية تحمل كل خلية في الجسد 46صبغية وفي حال حمل اي من الوالدين او كلاهما لموروثة او صبغية ذات عيب يمكن ان
يؤثر ذلك في اطفالهما المحتملين.
بشكل عام يمكن ان تنتج الاعتلالات الوراثية التالي:
o شذوذ في بنية او عدد او ترتيب الصبغيات
o الموروثات المهيمنة
o الموروثات المنحسرة
o الموروثات التي تقع في الصبغيات X
o الموروثات التي تتفاعل مع موروثات أخرى وعوامل بيئية.
د.محمد بن حسن عدار
ان زواج الاقارب شائع جداً في البلدان العربية خصوصاً في المملكة العربية السعودية وقد تم في السنين الأخيرة إدخال نظام الفحص قبل الزواج
لبعض الامراض الوراثية الشائعة. ولكن هناك العديد من الامور التي لا يفهمها الكثير من الناس عن معنى الفحص الوراثي قبل الزواج - حيث يعتقد
الكثيرون ان إجراء تحليل الدم وظهور نتائج سلبية سوف لن يؤدي الى حدوث الامراض الوراثية وبالتالي تحدث المفاجأة بعد ولادة طفل غير طبيعي
او ظهور مرض وراثي معين لهذا الاطفال.
ان ما يتم اجراؤه لاخذ الموافقة على انهاء إجراءات الزواج هو فقط فحص بعض انواع فقر الدم الوراثي (اي الانيميا المنجلية وانيميا البحر
المتوسط) وهي متوارثة فقط في بعض مناطق المملكة مثل المنطقة الجنوبية والشرقية وبعض اماكن المنطقة الوسطى.
ان فحص قبل الزواج ليس المقصود منه فقط اجراء تحليل الدم للانيميا الوراثية بل الاستشارة الوراثية هي اهم من اختبار الدم فمثلا هناك العديد من
الامراض الوراثية المنتشرة التي لا يوجد لها فحص قبل الزواج مثل عيوب القلب الخلقية وعيوب المسالك البولية وعيوب العمود الفقري والدماغ
وعيوب نقص تكون العظام او التقزم، كما ان هناك العديد من الامراض الوراثية التي قد لا تكون ظاهرة في سن مبكرة اي في سن الزواج والتي
ترتبط بالعامل الوراثي مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني والصرع والاورام السرطانية مثل سرطان الثدي وهذة الامراض قد تظهر بعد
تقدم المرأة في السن وهي كما هو معروف منتشرة في بلادنا.
ان الغرض من الفحص قبل الزواج هو الاستشارة الوراثية للبحث في تاريخ العائلة المرضي ومحاولة معرفة اذا كان هناك امراض وراثية مثل
وجود حالات وفيات الاجنة بسبب عيوب خلقية او حالات اجهاض متكررة او وجود مواليد لديهن بعض الاعاقات او الخلل في السمع او البصر او
النطق او تأخر في التحصيل العلمي. قد يعتقد القارىء لهذا المقال ان المقصود هو منع الزواج من الاقارب بشكل قطعي لان معظم المشاكل التي
ذكرت متواجدة عند الغالبية العظمى من العوائل ولكن رسالتنا هي التوعية والارشاد وضرورة استقصاء الاستشارة الوراثية المفيدة والمتكاملة
بارادة الله تعالى، وعدم الاعتقاد بان ما يتم اجراؤه من فحوصات قبل الزواج تكون كافية لتفادي معظم العيوب الخلقية على الرغم من الدور المميز
لهذه الفحوصات. كما يجب العلم بان ليس جميع الامراض والاعاقات وراثية فمثلاً الطفل المنغولي - متلازمة داون - ليس وراثيا ولكنة يحدث عند
بعض السيدات الحوامل في سن متقدمة. بالاضافة لذلك فان هناك بعض الامراض الوراثية التي من الممكن تفاديها بارادة الله سبحانة وتعالى مثل
السنسنة المشقوقة او العصب المشقوق وذلك باستخدام حمض الفوليك قبل الحمل كما ان الكثير من العيوب الخلقية التي تحدث نتيجة سكر الحمل
يمكن تجنبها ان شاء الله بضبط مستويات السكر للمرأة الحامل. ونكرر دور التثقيف الصحي في نشر الوعي لتفادي العديد من المشكلات الصحية
والوقاية خير من العلاج.
الأمراض الناتجة من شذوذ الصبغيات معظمها ليست مورثة
يتركز اهتمام الأم الحامل بان يولد طفلها معافى حيث يمكن التنبؤ بالكثير من الاعتلالات وبالتالي منعها مسبقا إن شاء الله بحيث يحمل نتاج الحمل
مخاطر اقل. وفي الكثير من الحالات يمكن للنساء ان يتجنبن الحمل قبل معرفة فرص تمرير عيوب وراثية، وبالنسبة لبعض الأمراض تتوافر
المعلومات من خلال فحوص تجرى قبل الحمل عن التركيب الوراثي للأم او الاب وصحتهما العامة بحيث يمكن معرفة ما يمكن ان يكون عليه
اطفالهما في المستقبل. ويمكن لبعض فحوص ما قبل الحمل ان تحدد بعض الأمراض الوراثية الكامنة التي يحملها الزوجان ويمكن تمريرها الى
اطفالهما. وفي الاحوال الطبيعية تحمل كل خلية في الجسد 46صبغية وفي حال حمل اي من الوالدين او كلاهما لموروثة او صبغية ذات عيب يمكن ان
يؤثر ذلك في اطفالهما المحتملين.
بشكل عام يمكن ان تنتج الاعتلالات الوراثية التالي:
o شذوذ في بنية او عدد او ترتيب الصبغيات
o الموروثات المهيمنة
o الموروثات المنحسرة
o الموروثات التي تقع في الصبغيات X
o الموروثات التي تتفاعل مع موروثات أخرى وعوامل بيئية.