ام حفصه
27 Nov 2012, 09:16 AM
أخواتي يقول الله سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ . آل عمران
هذه الآية تحتاج منا إلى وقفات أربع كل وقفة لها معنى ودلالة: أول هذه الوقفات قوله سبحانه وتعالى "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ"
نحن متفقون مسلمين وكفاراً أننا سنموت لكن انظروا إلى الكلمات التالية وهي الوقفة الثانية، من منا يا أخوان قرأ هذه الآية بيقين
وخاف وتوقف عن الذنب فالله سبحانه وتعالى يقول أن كل نفس ستموت، وقال تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) إذا سألنا
طالب الثانوية العامة كيف تحضيرك للامتحان؟ يقول مستعد، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. إذاً هذا عنده يقين أن هناك
امتحان واجتهد له.. كم منا يا أخواني شمّر إذا قرأ هذه الآية أو دمع دمعة واحدة وفكر وتذكر مصائبه: غيبة نميمة كذب ظلم، لا
يوجد يقين.. اليقين الذي يمنعنا عن المعاصي مهزوز، والوقفة الثالثة قوله تعالى "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز"..
أسأل الله العلي العظيم الرحمن الرحيم المنان الكريم أن أكون أنا وإياكم يا رب يا عليم ومن نحب من المسلمين من الفائزين يوم
القيامة.
السؤال الآن لماذا نسينا الموت؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية بقوله تعالى "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور" وهي
الوقفة الرابعة كأنه يقول لنا انتبهوا، إن تركتم العنان لأنفسكم في هذه الدنيا نسيتم الموت، وإذا نسيتم الموت نسيتم التوبة، المسألة
مترابطة.
إذاً عرفنا لماذا نسوّف؟ لأننا نسينا الموت. لماذا نسينا الموت؟ لأننا شغلنا بالدنيا. يجب أن تكون الآخرة أكبر همنا والدنيا طريق
نمشي فيه إلى الآخرة إلى الفردوس الأعلى حتى لو كان هذا الطريق مليئاً بالشوك لابد أن نمهده حتى نصل إلى الفردوس الأعلى. يا
أخوان يجب أن تكون عندنا همة فلا نكون كالطالب البليد تسأله أي الكليات تريد أن تلتحق؟ يقول الكلية الفلانية، ولكن هذه الكلية
تحتاج إلى مجموع عال جداً فكم مجموعك في الفصل الأول فيقول 60% فترد عليه مستغرباً كيف ستتمكن من الحصول على أكثر
من 90% في الفصل الثاني لتدخل هذه الكلية فيرد عليك يساعدني الله، فتستغرب وتقول له ولكن أنت لا تساعد نفسك ليساعدك
الله.. أخواني من يريد الكلية المرموقة لابد أن يعمل، ومن يريد الجنة لابد لها من عمل وصبر فقد وعدنا ربنا وعداً ووعد ربي حق
بأن نكون من السابقين ولماذا لا نكون؟ وما الذي يقربني من السابقين؟ الشيطان أدحره، نفسي أؤدبها، هواي أسيطر عليه وأكون مع
محمد صلى الله عليه وسلم أو مع السابقين.. ربي سبحانه وتعالى ماذا قال؟ (وَالسَّابقُونَ السَّابقُونَ) (الواقعة:10). لماذا لا نكون
أنا وأنت منهم؟ هل فينا نقص عنهم؟ هم بشر عبدوا الله على بصيرة.. لماذا الإحباط؟ إذا قلت لشخص أسأل الله لك الفردوس الأعلى..
يقول: تكفينا الجنة ولو على الأعراف!. وهذا البليد في الفصل عندما تسأله عن طموحه أريد أن أنجح فقط. لا بد من الهمة العالية
لأن نكون مع محمد صلى الله عليه وسلم.. فلا نقبل إلا مرافقته صلى الله عليه وسلم.
قال له غلامه: يا رسول الله ادع الله أن أكون معك في الجنة. فأجاب صلى الله عليه وسلم: اعنّي على نفسك بكثرة السجود.. وإذا
أعنته على نفسي بكثرة السجود فسوف تقل أخطائي وسوف أكون من السابقين.. يا رب وعدتنا ووعدك الحق اعنّي وإياهم ومن
نحب من المسلمين ومن يؤمن بك بأن نكون من السابقين.. فلا نريد إلا مصاحبة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
يقولون: إننا لم ننس الموت! سأثبت لكم أننا نسينا الموت! بأن أسأل نفسي وإياكم خمسة أسئلة وكل منا يصحّح لنفسه:
السؤال الأول: من منا يا أخوان إذا لبس الثوب الأبيض بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر الكفن وقال: يا رب يا كريم يا حليم يا منان لا
توصلني للكفن إلا وقد كفيت لساني عن ما يغضبك وغضضت بصري عما حرمت و أعنتني على الخشوع وأعنتني على المحافظة على
الصلاة.. من منا يفعل ذلك عندما نغير ونلبس ملابسنا يومياً عدة مرات؟.. والله لو تبنا في اليوم كلما لبسنا ملابسنا لحمانا ربنا من
كل ذنب لأن ربي هو التواب الرحيم فلنلح عليه بالمسألة لعل التواب يتوب علينا.
السؤال الثاني: من منا إذا خلع ثيابه ونظر إلى نفسه عرياناً بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر ذلك المقص الذي يقص الثوب من النصف وإذا
أنتهي من قص الثوب قص السروال وبعدها اللباس الداخلي لأنهم آنذاك لن يخلعوا ملابسه.. لأنه على خشبة، إذا تذكر النعش تفقد
نفسه وسألها عن معاصيه!!
السؤال الثالث: كم منا يا أخوان إذا قال الإمام بعد الصلاة المكتوبة.. الصلاة على فلان بن فلان.. حاول أن ينظر إلى الجنازة..
وتخيل نفسه ملفوفاً فيها ويقول: يا رب لا توصلني لهذا المكان إلا وقد تبت علي. وهو يتذكر ذنوبه واحداً واحداً ويبكي أو يتباكى
ويطلب من ربه التوبة.
السؤال الرابع: من منا إذا ذهب إلى المقبرة ينقطع عن الكلام حتى من معه يسألونه ما بك؟ وهو لا يريد أن يتكلم.. انقطع الإرسال
لديه.. اقشعرّ بدنه، قام شعر رأسه.. انتفض ما بداخله.. لماذا؟ لأنه نظر إلى قبر من القبور ثم سأل نفسه هل أنا مستعد أم لا؟
هل رأيتم حال المقابر اليوم؟ لقد رأيت من يدخّن في المقبرة، و من يمازح في المقبرة. وأنت واقف في المقبرة تنظر إلى تلك القبور
بين محاسبة وخوف ورجاء وخشوع يأتي إليك أحدهم ويقول: السلام عليكم كيف حالك؟ هل بعت أرضك الفلانية؛ أنت في وادي وهو
في آخر.. أخواني هل الموت لا يخيفنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نخشع ولو لدقائق.. أخواني والله إني امقت كل من يأتي
ويسألني عن دنيا وأنا في المقبرة.. بين قبور قد ملئت وأخرى تنتظر وقد نكون أنا أو أنت الذي عليه الدور. من منا يا أخوان إذا
دخل المقبرة للتعزية يستغل بعض الوقت ويذهب إلى أحد القبور الخالية وينظر إليه وإلى اللحد ويسترجع أموره ومن ثم يتفقد الذي
له وما عليه ويحاسب نفسه ويخرج.
السؤال الخامس: كم منا إذا رأى النار بكى أو تباكى وتذكر ذنوبه وقال يا رب نجني من جهنم؟
أخواني ما هو حالنا مع الموت؟
حالنا مع الموت على ثلاثة أمور الأمر الأول: يردد بعض الناس أنا لا أرغب في الموت الآن لماذا؟ لأنني غير مستعد؟ إذاً متى
ستستعد؟ فيرد عليك بسرعة: الله غفور رحيم، لكن لا أريد أن أموت الآن. أتاني شاب عمرة سبعة عشر عاماً قررت له عملية في
الصمام الأورطي، عندما أدخل المستشفى ويوم العملية الساعة الخامسة فجراً اتصل بي المستشفى قالوا مريضك هرب قلت: خير..
بعد أسبوعين قابلت المريض عند غرفة العمليات قال: عرفتني يا دكتور قلت: نعم أنت الذي هربت من غرفة العمليات. فقلت: لماذا
هربت قال: والله خفت أن أموت. ولماذا خفت أن تموت؟ قال: لست مستعداً. ولماذا لم تستعد؟ قال وبكل صراحة: النفس والهوى
والشيطان. قلت طيب متى تريد أن تموت. قال: ماذا تقول قلت: متى ترغب أن تموت؟ قال: أتهزأ بي يا دكتور قلت: والله هذا
السؤال خرج من لساني عفوياً و لكن أريد أن أسألك سؤالاً جاداً متى ستستعد حتى يأتي إليك ملك الموت قال: ما هو بيدي. قلت: إذا
كان ما هو بيدك هل تضمن أن تخرج من هذا الباب؟ قال: لا . قلت: اسمع هذه القصة وهذا هو الأمر الثاني: تعاملنا مع الموت.
تذهب إلى شخص وتقول له: اتق الله.. صلّ يا أخي. يقول: سأبدأ الصلاة من يوم الجمعة وأنتظم بالصلاة، والبعض يقول اليوم الأول
في الشهر القادم أبدأ الصلاة، ومنهم من يضع خطة طويلة الأمد يقول لما أنهي الجامعة وأرتاح أنتظم في الصلاة.
قصة عجيبة حدثت لي ذهبت لأزور أحد المعارف في مكتبه وأنصحه بالصلاة عصر الثلاثاء وبعد أن جادلته وجادلني قال لي: أبا
محمد إن كان ما أتى بك إلي هذا الموضوع انسه.. لن أصلي. قلت: اتق الله! قال أبداً. قد تموت الآن أو قد تموت غداً قبل أن تخرج
من بيتك، قال: أنا الآن في الأربعين ووالدي بلغ التسعين من عمره وجدي بلغ مائة، إن شاء الله إذا وصلت الستين سوف أصلي،
جادلته فلم يسمع كلامي، حاولت معه فلم يسمع.. فتركته. وفي يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلاً اتصل بي أحد الاخوة وقال: إنّ فلاناً
( الذي كنت عنده يوم الثلاثاء) قد توفي وسوف نصلي عليه غداً، سألته كيف توفي؟ قال: ذهب اليوم عصراً إلى المنطقة الشرقية
ومات في الطريق، أراد عشرين سنة فلم يمهله المولى عشرين ساعة. إخواني أسألكم بالله كم واحد منا الآن يسوّف في التوبة.
هذه الآية تحتاج منا إلى وقفات أربع كل وقفة لها معنى ودلالة: أول هذه الوقفات قوله سبحانه وتعالى "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ"
نحن متفقون مسلمين وكفاراً أننا سنموت لكن انظروا إلى الكلمات التالية وهي الوقفة الثانية، من منا يا أخوان قرأ هذه الآية بيقين
وخاف وتوقف عن الذنب فالله سبحانه وتعالى يقول أن كل نفس ستموت، وقال تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة) إذا سألنا
طالب الثانوية العامة كيف تحضيرك للامتحان؟ يقول مستعد، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.. إذاً هذا عنده يقين أن هناك
امتحان واجتهد له.. كم منا يا أخواني شمّر إذا قرأ هذه الآية أو دمع دمعة واحدة وفكر وتذكر مصائبه: غيبة نميمة كذب ظلم، لا
يوجد يقين.. اليقين الذي يمنعنا عن المعاصي مهزوز، والوقفة الثالثة قوله تعالى "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز"..
أسأل الله العلي العظيم الرحمن الرحيم المنان الكريم أن أكون أنا وإياكم يا رب يا عليم ومن نحب من المسلمين من الفائزين يوم
القيامة.
السؤال الآن لماذا نسينا الموت؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى ختم هذه الآية بقوله تعالى "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور" وهي
الوقفة الرابعة كأنه يقول لنا انتبهوا، إن تركتم العنان لأنفسكم في هذه الدنيا نسيتم الموت، وإذا نسيتم الموت نسيتم التوبة، المسألة
مترابطة.
إذاً عرفنا لماذا نسوّف؟ لأننا نسينا الموت. لماذا نسينا الموت؟ لأننا شغلنا بالدنيا. يجب أن تكون الآخرة أكبر همنا والدنيا طريق
نمشي فيه إلى الآخرة إلى الفردوس الأعلى حتى لو كان هذا الطريق مليئاً بالشوك لابد أن نمهده حتى نصل إلى الفردوس الأعلى. يا
أخوان يجب أن تكون عندنا همة فلا نكون كالطالب البليد تسأله أي الكليات تريد أن تلتحق؟ يقول الكلية الفلانية، ولكن هذه الكلية
تحتاج إلى مجموع عال جداً فكم مجموعك في الفصل الأول فيقول 60% فترد عليه مستغرباً كيف ستتمكن من الحصول على أكثر
من 90% في الفصل الثاني لتدخل هذه الكلية فيرد عليك يساعدني الله، فتستغرب وتقول له ولكن أنت لا تساعد نفسك ليساعدك
الله.. أخواني من يريد الكلية المرموقة لابد أن يعمل، ومن يريد الجنة لابد لها من عمل وصبر فقد وعدنا ربنا وعداً ووعد ربي حق
بأن نكون من السابقين ولماذا لا نكون؟ وما الذي يقربني من السابقين؟ الشيطان أدحره، نفسي أؤدبها، هواي أسيطر عليه وأكون مع
محمد صلى الله عليه وسلم أو مع السابقين.. ربي سبحانه وتعالى ماذا قال؟ (وَالسَّابقُونَ السَّابقُونَ) (الواقعة:10). لماذا لا نكون
أنا وأنت منهم؟ هل فينا نقص عنهم؟ هم بشر عبدوا الله على بصيرة.. لماذا الإحباط؟ إذا قلت لشخص أسأل الله لك الفردوس الأعلى..
يقول: تكفينا الجنة ولو على الأعراف!. وهذا البليد في الفصل عندما تسأله عن طموحه أريد أن أنجح فقط. لا بد من الهمة العالية
لأن نكون مع محمد صلى الله عليه وسلم.. فلا نقبل إلا مرافقته صلى الله عليه وسلم.
قال له غلامه: يا رسول الله ادع الله أن أكون معك في الجنة. فأجاب صلى الله عليه وسلم: اعنّي على نفسك بكثرة السجود.. وإذا
أعنته على نفسي بكثرة السجود فسوف تقل أخطائي وسوف أكون من السابقين.. يا رب وعدتنا ووعدك الحق اعنّي وإياهم ومن
نحب من المسلمين ومن يؤمن بك بأن نكون من السابقين.. فلا نريد إلا مصاحبة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
يقولون: إننا لم ننس الموت! سأثبت لكم أننا نسينا الموت! بأن أسأل نفسي وإياكم خمسة أسئلة وكل منا يصحّح لنفسه:
السؤال الأول: من منا يا أخوان إذا لبس الثوب الأبيض بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر الكفن وقال: يا رب يا كريم يا حليم يا منان لا
توصلني للكفن إلا وقد كفيت لساني عن ما يغضبك وغضضت بصري عما حرمت و أعنتني على الخشوع وأعنتني على المحافظة على
الصلاة.. من منا يفعل ذلك عندما نغير ونلبس ملابسنا يومياً عدة مرات؟.. والله لو تبنا في اليوم كلما لبسنا ملابسنا لحمانا ربنا من
كل ذنب لأن ربي هو التواب الرحيم فلنلح عليه بالمسألة لعل التواب يتوب علينا.
السؤال الثاني: من منا إذا خلع ثيابه ونظر إلى نفسه عرياناً بكى أو تباكى؟ لأنه تذكر ذلك المقص الذي يقص الثوب من النصف وإذا
أنتهي من قص الثوب قص السروال وبعدها اللباس الداخلي لأنهم آنذاك لن يخلعوا ملابسه.. لأنه على خشبة، إذا تذكر النعش تفقد
نفسه وسألها عن معاصيه!!
السؤال الثالث: كم منا يا أخوان إذا قال الإمام بعد الصلاة المكتوبة.. الصلاة على فلان بن فلان.. حاول أن ينظر إلى الجنازة..
وتخيل نفسه ملفوفاً فيها ويقول: يا رب لا توصلني لهذا المكان إلا وقد تبت علي. وهو يتذكر ذنوبه واحداً واحداً ويبكي أو يتباكى
ويطلب من ربه التوبة.
السؤال الرابع: من منا إذا ذهب إلى المقبرة ينقطع عن الكلام حتى من معه يسألونه ما بك؟ وهو لا يريد أن يتكلم.. انقطع الإرسال
لديه.. اقشعرّ بدنه، قام شعر رأسه.. انتفض ما بداخله.. لماذا؟ لأنه نظر إلى قبر من القبور ثم سأل نفسه هل أنا مستعد أم لا؟
هل رأيتم حال المقابر اليوم؟ لقد رأيت من يدخّن في المقبرة، و من يمازح في المقبرة. وأنت واقف في المقبرة تنظر إلى تلك القبور
بين محاسبة وخوف ورجاء وخشوع يأتي إليك أحدهم ويقول: السلام عليكم كيف حالك؟ هل بعت أرضك الفلانية؛ أنت في وادي وهو
في آخر.. أخواني هل الموت لا يخيفنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نخشع ولو لدقائق.. أخواني والله إني امقت كل من يأتي
ويسألني عن دنيا وأنا في المقبرة.. بين قبور قد ملئت وأخرى تنتظر وقد نكون أنا أو أنت الذي عليه الدور. من منا يا أخوان إذا
دخل المقبرة للتعزية يستغل بعض الوقت ويذهب إلى أحد القبور الخالية وينظر إليه وإلى اللحد ويسترجع أموره ومن ثم يتفقد الذي
له وما عليه ويحاسب نفسه ويخرج.
السؤال الخامس: كم منا إذا رأى النار بكى أو تباكى وتذكر ذنوبه وقال يا رب نجني من جهنم؟
أخواني ما هو حالنا مع الموت؟
حالنا مع الموت على ثلاثة أمور الأمر الأول: يردد بعض الناس أنا لا أرغب في الموت الآن لماذا؟ لأنني غير مستعد؟ إذاً متى
ستستعد؟ فيرد عليك بسرعة: الله غفور رحيم، لكن لا أريد أن أموت الآن. أتاني شاب عمرة سبعة عشر عاماً قررت له عملية في
الصمام الأورطي، عندما أدخل المستشفى ويوم العملية الساعة الخامسة فجراً اتصل بي المستشفى قالوا مريضك هرب قلت: خير..
بعد أسبوعين قابلت المريض عند غرفة العمليات قال: عرفتني يا دكتور قلت: نعم أنت الذي هربت من غرفة العمليات. فقلت: لماذا
هربت قال: والله خفت أن أموت. ولماذا خفت أن تموت؟ قال: لست مستعداً. ولماذا لم تستعد؟ قال وبكل صراحة: النفس والهوى
والشيطان. قلت طيب متى تريد أن تموت. قال: ماذا تقول قلت: متى ترغب أن تموت؟ قال: أتهزأ بي يا دكتور قلت: والله هذا
السؤال خرج من لساني عفوياً و لكن أريد أن أسألك سؤالاً جاداً متى ستستعد حتى يأتي إليك ملك الموت قال: ما هو بيدي. قلت: إذا
كان ما هو بيدك هل تضمن أن تخرج من هذا الباب؟ قال: لا . قلت: اسمع هذه القصة وهذا هو الأمر الثاني: تعاملنا مع الموت.
تذهب إلى شخص وتقول له: اتق الله.. صلّ يا أخي. يقول: سأبدأ الصلاة من يوم الجمعة وأنتظم بالصلاة، والبعض يقول اليوم الأول
في الشهر القادم أبدأ الصلاة، ومنهم من يضع خطة طويلة الأمد يقول لما أنهي الجامعة وأرتاح أنتظم في الصلاة.
قصة عجيبة حدثت لي ذهبت لأزور أحد المعارف في مكتبه وأنصحه بالصلاة عصر الثلاثاء وبعد أن جادلته وجادلني قال لي: أبا
محمد إن كان ما أتى بك إلي هذا الموضوع انسه.. لن أصلي. قلت: اتق الله! قال أبداً. قد تموت الآن أو قد تموت غداً قبل أن تخرج
من بيتك، قال: أنا الآن في الأربعين ووالدي بلغ التسعين من عمره وجدي بلغ مائة، إن شاء الله إذا وصلت الستين سوف أصلي،
جادلته فلم يسمع كلامي، حاولت معه فلم يسمع.. فتركته. وفي يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلاً اتصل بي أحد الاخوة وقال: إنّ فلاناً
( الذي كنت عنده يوم الثلاثاء) قد توفي وسوف نصلي عليه غداً، سألته كيف توفي؟ قال: ذهب اليوم عصراً إلى المنطقة الشرقية
ومات في الطريق، أراد عشرين سنة فلم يمهله المولى عشرين ساعة. إخواني أسألكم بالله كم واحد منا الآن يسوّف في التوبة.