ام حفصه
03 Dec 2012, 08:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله
https://lh6.googleusercontent.com/jO68aj_jlfWSm8iW23Hf24Ng0hVdahNtwheKpLg2twXW_wozOF vviaY_HD4CJU8pXxXexu9HmaQp6ygcfLMSuNb7wcF7UzVtKvD1 Lj-40hM0qwIU2lg
قد يخفى على البعض أن التهاب البلعوم أو اللوزتين ـ إذا لم يعالج معالجة فعالة ـ يمكن أن يؤدي إلى إصابة القلب بكثير من المتاعب، فالحمى
الروماتيزمية ما هي إلا ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين، ببكتريا تسمى المكورات السبحية من المجموعة أgroup A
streptococci وتصيب أيضا المفاصل بالالتهاب، كما قد تصيب عضلة القلب، فتظهر أعراض فشل القلب نتيجة لردة فعل الجهاز المناعي ضد هذه
البكتريا فيبدا الجسم المضاد يستهدف عضلة القلب والمفاصل لوجود تشابه في التركيب بين البكتريا وهذه الأنسجة.، وإذا لم تعالج معالجة
فعالة، فقد يؤدي ذلك ـ بعد سنين إلى ـ إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك، وما يعقبه من تضيق في صمامات القلب أو تسرب فيها،
وتصيب الأطفال عادة ما بين 5 - 15 سنة، في الوقت الذي كادت تختفي فيه من أمريكا وأوروبا فإنها لا تزال تمثل مشكلة طبية كبيرة في بلادنا
العربية من المحيط إلى الخليج، وخاصة في المجتمعات الفقيرة ذات التغذية السيئة، والتي تعيش في أماكن سكنية مكتظة وغير صحية.
ما هي الحمى الروماتيزمية؟
تبدأ علامات الحمى الروماتيزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين، وقد تحدث بعد أسبوع واحد. وتسبب
ارتفاعا في الحرارة وآلاما والتهابا وانتفاخا في عدد من المفاصل، وتبدو المفاصل المصابة حمراء، منتفخة، ساخنة ومؤلمة عند الحركة. ويبدو
المريض متعرقا وشاحبا، وعادة ما تختفي علامات الالتهاب في المفاصل بعد 42 - 48 ساعة، ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخرى
بالالتهاب.
وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين. ونادرا ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين. وإذا كانت هجمة
الحمى الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب، ولهذا فقد تمر الحالة دون تشخيص.
https://lh4.googleusercontent.com/rWXFpR3Gq6CeLC7sr4tmbwHUS4Kor7Eoj3ixdFa-Wx3LZ29KIyata2kdEpH5f_x2MzLN4ms6_L14EhOpfUIuzCTN3G MgZUhoakNej6EcBO1AcUxzz8Y
أما إذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا، وقد يشكو المريض حينئذ من ضيق النفس عند القيام بالجهد، أو
حينما يكون مستلقيا على السرير. كما قد تظهر وذمة (انتفاخ) في الساقين.
وإذا لم تعالج نوبات الحمى الروماتيزمية أو تكرر حدوثها، ازداد خطر حدوث إصابة في صمامات القلب، حيث يحدث تليف وتسمك في صمامات
القلب مما يؤدي إلى حدوث تضيق أو تسرب فيها. وفي الغرب تحدث إصابة الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية، أما في
العالم الثالث، فتحدث الإصابة القلبية بصورة مبكرة جدا.
بعض الأعراض الأخرى:
- طفح جلدي واحمرار
- وبعض الحركات اللاراديه في اليدين والوجه
- ألم في البطن.
- نزيف الأنف
ماذا عن إصابة الأطفال بأمراض القلب الروماتيزمية؟
هي أكثر أنواع أمراض القلب المكتسبة عند الأطفال واليافعين شيوعا في عالمنا العربي، وتعتبر سببا رئيسيا من أسباب الوفيات والاختلاطات
القلبية عند الأطفال في العالم العربي، فمثلا تشير الاحصائيات إلى أن ثلاثة أطفال من كل ألف طفل في المملكة العربية السعودية يصاب
بالحمى الروماتيزمية، في حين تصيب خمسة أطفال من كل مئة ألف طفل في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وهذا ما يثير فينا الدوافع
لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه.
https://lh4.googleusercontent.com/2ZVjxB3DENGWCiY3INZv-V5NMI95EkTrRIM73qWRy4KzNqq2wJsI-vrV08hRdYeCQIRDZ0BosF2nwRPumC1aa0R2fnQDF40bMtkL2d_ Lt92EONDyHzE
كيف تعالج الحمى الروماتيزمية؟
تعالج هجمة الحمى الروماتيزمية بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي الحمى تماما، ويعود عدد ضربات القلب وتخطيط القلب (رسم
القلب) وسرعة الترسيب ESR إلى وضعها الطبيعي، ويعطى المريض حبوب الأسبرين، وقد يحتاج الأمر إلى إعطاء حبوب الكورتيزون.
https://lh6.googleusercontent.com/8MtIhHc_A3Ojh7LWJAR2FkvyP0dOO9x8eR1LBy4DM7Wz3GDjWd xJ5ySjF2KwH_ejAXpwiArj3h9SWrOqzOr4zUT71OCXeiMkFHQY Iwnka2W-aRxN1fs
هل يمكن منع حدوث الحمى الروماتيزمية؟
والجواب نعم. إذا ما عولج التهاب اللوزتين أو البلعوم الناجم عن المكورات السبحية معالجة صحيحة، وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية Primary
Prevention. كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضليا وبشكل متواصل لمنع حدوث أية هجمات من الحمى
الروماتيزمية، وهذا ما يسمى «الوقاية الثانوية» Secondary Prevention.
ما هي طرق الوقاية الأولية من الحمى الروماتيزمية؟
من المعروف أن معظم حالات ألم البلعوم Sore throat يسببها أحد الفيروسات. إلا أن 10 - 20% من الحالات يسببها نوع من البكتريا تسمى
المكورات السبحية streptococci. والحقيقة أنه يصعب التفريق بين التهاب البلعوم الفيروسي وبين النوع الجرثومي، ولكن هناك بعض الأعراض
التي ربما توحي بوجود سبب بكتيري لالتهاب البلعوم أو اللوزتين. وتشمل هذه الأعراض: حدوث الألم فجأة في البلعوم، والصداع وارتفاع الحرارة
وقد يترافق ذلك بألم في البطن وغثيان وقيء، وإن وجود عقد بلغمية أمامية في الرقبة، وصديد على اللوزتين والبلعوم، يثير الاشتباه بالسبب
البكتيري (الجرثومي) لالتهاب البلعوم.
يمكن التعرف على وجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم بأخذ مسحة من الحلق وزرعها في المختبر (مزرعة الجراثيم). كما أن هناك فحص دم
خاص يمكن من خلاله التعرف على حدوث إصابة بالمكورات السبحية. وإذا كان هذا الاختبار إيجابيا، أو كان الزرع الجرثومي إيجابيا، فينبغي
الاستمرار بالمضاد الحيوي لمدة عشرة أيام.
https://lh4.googleusercontent.com/D9pe6wVQkmOAruqRe_jBXVwdxchru8QLXqxg7wrRzkCCgazgis H36vkL5-2l1-7fmokanhryYdDtvb-XSrKTHnxFyvj5W4HkcDQK8z1ysLYJlNH4eZk
كيف يعالج التهاب البلعوم الجرثومي؟
تعتبر معالجة التهاب البلعوم الجرثومي أهم خطوة في الوقاية الأولية لمحاربة حدوث الحمى الروماتيزمية. ومازال البنسلين هو الدواء الأمثل في
هذه الحالات. ويفضل إعطاء جرعة واحدة من البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل للأطفال الذين يشكون من التهاب البلعوم عندما
يكون الزرع الجرثومي لمسحة الحلق إيجابيا.
ويمكن استخدام البنسلين عن طريق الفم (بنسلين 500مجم مرتين يوميا لمدة 10 أيام)، أو الايرثرومايسين (250 مجم مرتين يوميا) عند
الذين لديهم حساسية من البنسلين لمدة 10 أيام. وينبغي التأكيد على ضرورة الالتزام بهذه المدة (10 أيام) حتى ولو اختفت الأعراض التي
يشكو منها المريض خلال الأيام الأولى من تناول العلاج. وليس للـ Ampicillin أو الـ Amoxil أية مزايا تفوق تأثير البنلسين في هذه الحالات.
كيف يمكن منع تكرر حدوث الحمى الروماتيزمية ومنع تطور الإصابة القلبية عند من أصيب أحد صمامات قلبه؟
لا شك أن الطريقة المثلى لذلك هي بإعطاء البنسلين المديد Benzathin Penicillin في العضل مرة كل 3 - 4 أسابيع باستمرار. ويمكن استعمال
البنسلين عن طريق الفم أو sulfadiazine أو الايرثرومايسين عند من لديه حساسيه للبنسلين
https://lh3.googleusercontent.com/TTFXzb2ildHWkWhZxefM-KbhtyjlAK_1mTMndUCTwC27Irl0mtifi22LUWcV7dN-mW9-DW2NDW7GwsXVs4O6lp0owr4WSS2DM722_qtjiS-HVhGvElo
ولكن استعمال الحبوب عن طريق الفم لسنوات يعتبر أقل فعالية في الوقاية من هجمات التهاب البلعوم الجرثومي. وإذا تمكنا من منع تكرر
هجمات الحمى الروماتيزمية فإن 70% من نفخات القصور التاجي (التسرب في الصمام التاجي)، و 72% من نفخات القصور الأورطي تختفي
تماما خلال 10 سنين، ولا يحدث تضيق في الصمامات عندهم.
إلى متى يستمر إعطاء البنسلين المديد بالعضل؟
ليس هناك اتفاق بين العلماء على المدة التي ينبغي الاستمرار فيها إعطاء حقن البنسلين عضليا. والحقيقة أن ذلك يعتمد أساسا على ما إذا
كانت هناك إصابة قلبية بالحمى الروماتيزمية أم لا. ففي حال وجود إصابة قلبية فينبغي استخدام البنسلين المديد بالعضل حقنة كل 3 أسابيع
وربما مدى الحياة ولكن غالبا إلى أن يصل المريض إلى سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين.
أما إذا لم تكن هناك إصابة قلبية فينبغي إعطاء البنسلين في العضل كل 3 أسابيع لمدة 5 سنوات بعد هجمة الحمى الروماتيزمية أو ربما لأوائل
العشرينات من العمر. ومن الحكمة أن يقرر الطبيب المعالج تلك المدة الزمنية تبعا لحالة المريض وظروفه المعاشية واستجابته للمتابعة الطبية.
ولا يزال الأمل يحدونا في الحصول على لقاح vaccine لمنع حدوث الحمى الروماتيزمية في المستقبل القريب.
ماذا عن الحساسية من البنسلين؟تساور بعض المرضى مخاوف من حقنة البنسلين، خشية حدوث تحسس للبنسلين عند المريض، حتى أن تلك المخاوف حالت دون حصول
المريض على معالجة فعالة لالتهاب البلعوم، كما حالت دون إعطاء المريض وقاية كافية ضد الحمى الروماتيزمية، ورغم أن الارتكاسات
التحسسية للبنسلين قد تحدث عند بعض المرضى، إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث عند الذين يعطون البنسلين المديد عضليا كل 3 - 4 أسابيع.
والارتكاس التحسسي (كالطفح الجلدي مثلا) يحدث عند حوالي 3% من الناس. أما الصدمة التحسسية فتحدث عند 2 بالألف من الحالات
فقط.ومعظم هذه الحالات حدثت عند أطفال يزيد عمرهم عن 12 سنة. ولهذا فإن فوائد الوقاية من الحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية
تفوق بكثير مخاطر الارتكاس التحسسي للبنسلين. فقد أكدت الدراسات أن 90% من الهجمات الأولى من الحمى الروماتيزمية يمكن منعها إذا
ما استعمل البنسلين المديد في العضل بصورة منتظمة.
ولكن يجب عمل اختبار حساسية للبنسلين قبل أخذه، و يفضل أخذ حقنة البنسلين تحت اشراف طبيب و في مستشفى حتى
يتم التعامل السريع مع المريض إذا تعرض لصدمة تحسسية من البنسلين.
الدكتور راشد جمعة الحمدان
استشاري أمراض القلب ورئيس وحدة القلب بمستشفى الجهراء
https://lh6.googleusercontent.com/jO68aj_jlfWSm8iW23Hf24Ng0hVdahNtwheKpLg2twXW_wozOF vviaY_HD4CJU8pXxXexu9HmaQp6ygcfLMSuNb7wcF7UzVtKvD1 Lj-40hM0qwIU2lg
قد يخفى على البعض أن التهاب البلعوم أو اللوزتين ـ إذا لم يعالج معالجة فعالة ـ يمكن أن يؤدي إلى إصابة القلب بكثير من المتاعب، فالحمى
الروماتيزمية ما هي إلا ارتكاس مناعي يمكن أن يتلو التهاب البلعوم أو اللوزتين، ببكتريا تسمى المكورات السبحية من المجموعة أgroup A
streptococci وتصيب أيضا المفاصل بالالتهاب، كما قد تصيب عضلة القلب، فتظهر أعراض فشل القلب نتيجة لردة فعل الجهاز المناعي ضد هذه
البكتريا فيبدا الجسم المضاد يستهدف عضلة القلب والمفاصل لوجود تشابه في التركيب بين البكتريا وهذه الأنسجة.، وإذا لم تعالج معالجة
فعالة، فقد يؤدي ذلك ـ بعد سنين إلى ـ إصابة صمامات القلب بالتليف والتسمك، وما يعقبه من تضيق في صمامات القلب أو تسرب فيها،
وتصيب الأطفال عادة ما بين 5 - 15 سنة، في الوقت الذي كادت تختفي فيه من أمريكا وأوروبا فإنها لا تزال تمثل مشكلة طبية كبيرة في بلادنا
العربية من المحيط إلى الخليج، وخاصة في المجتمعات الفقيرة ذات التغذية السيئة، والتي تعيش في أماكن سكنية مكتظة وغير صحية.
ما هي الحمى الروماتيزمية؟
تبدأ علامات الحمى الروماتيزمية عادة بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التهاب البلعوم أو اللوزتين، وقد تحدث بعد أسبوع واحد. وتسبب
ارتفاعا في الحرارة وآلاما والتهابا وانتفاخا في عدد من المفاصل، وتبدو المفاصل المصابة حمراء، منتفخة، ساخنة ومؤلمة عند الحركة. ويبدو
المريض متعرقا وشاحبا، وعادة ما تختفي علامات الالتهاب في المفاصل بعد 42 - 48 ساعة، ولكن إذا لم تعالج الحالة تصاب مفاصل أخرى
بالالتهاب.
وأكثر المفاصل إصابة هي مفاصل الرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين. ونادرا ما تصاب مفاصل أصابع اليدين أو القدمين. وإذا كانت هجمة
الحمى الروماتيزمية خفيفة فقد لا تبدو أية أعراض خاصة تشير إلى إصابة عضلة القلب، ولهذا فقد تمر الحالة دون تشخيص.
https://lh4.googleusercontent.com/rWXFpR3Gq6CeLC7sr4tmbwHUS4Kor7Eoj3ixdFa-Wx3LZ29KIyata2kdEpH5f_x2MzLN4ms6_L14EhOpfUIuzCTN3G MgZUhoakNej6EcBO1AcUxzz8Y
أما إذا كانت هجمة الحمى الروماتيزمية شديدة فتكون الأعراض أكثر وضوحا، وقد يشكو المريض حينئذ من ضيق النفس عند القيام بالجهد، أو
حينما يكون مستلقيا على السرير. كما قد تظهر وذمة (انتفاخ) في الساقين.
وإذا لم تعالج نوبات الحمى الروماتيزمية أو تكرر حدوثها، ازداد خطر حدوث إصابة في صمامات القلب، حيث يحدث تليف وتسمك في صمامات
القلب مما يؤدي إلى حدوث تضيق أو تسرب فيها. وفي الغرب تحدث إصابة الصمامات بعد سنوات عديدة من نوبة الحمى الروماتيزمية، أما في
العالم الثالث، فتحدث الإصابة القلبية بصورة مبكرة جدا.
بعض الأعراض الأخرى:
- طفح جلدي واحمرار
- وبعض الحركات اللاراديه في اليدين والوجه
- ألم في البطن.
- نزيف الأنف
ماذا عن إصابة الأطفال بأمراض القلب الروماتيزمية؟
هي أكثر أنواع أمراض القلب المكتسبة عند الأطفال واليافعين شيوعا في عالمنا العربي، وتعتبر سببا رئيسيا من أسباب الوفيات والاختلاطات
القلبية عند الأطفال في العالم العربي، فمثلا تشير الاحصائيات إلى أن ثلاثة أطفال من كل ألف طفل في المملكة العربية السعودية يصاب
بالحمى الروماتيزمية، في حين تصيب خمسة أطفال من كل مئة ألف طفل في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وهذا ما يثير فينا الدوافع
لمحاربة هذا المرض والقضاء عليه.
https://lh4.googleusercontent.com/2ZVjxB3DENGWCiY3INZv-V5NMI95EkTrRIM73qWRy4KzNqq2wJsI-vrV08hRdYeCQIRDZ0BosF2nwRPumC1aa0R2fnQDF40bMtkL2d_ Lt92EONDyHzE
كيف تعالج الحمى الروماتيزمية؟
تعالج هجمة الحمى الروماتيزمية بالراحة التامة في الفراش إلى أن تختفي الحمى تماما، ويعود عدد ضربات القلب وتخطيط القلب (رسم
القلب) وسرعة الترسيب ESR إلى وضعها الطبيعي، ويعطى المريض حبوب الأسبرين، وقد يحتاج الأمر إلى إعطاء حبوب الكورتيزون.
https://lh6.googleusercontent.com/8MtIhHc_A3Ojh7LWJAR2FkvyP0dOO9x8eR1LBy4DM7Wz3GDjWd xJ5ySjF2KwH_ejAXpwiArj3h9SWrOqzOr4zUT71OCXeiMkFHQY Iwnka2W-aRxN1fs
هل يمكن منع حدوث الحمى الروماتيزمية؟
والجواب نعم. إذا ما عولج التهاب اللوزتين أو البلعوم الناجم عن المكورات السبحية معالجة صحيحة، وهذا ما يسمى بالوقاية الأولية Primary
Prevention. كما يمكن وقف تطور الإصابة القلبية باستعمال البنسلين المديد عضليا وبشكل متواصل لمنع حدوث أية هجمات من الحمى
الروماتيزمية، وهذا ما يسمى «الوقاية الثانوية» Secondary Prevention.
ما هي طرق الوقاية الأولية من الحمى الروماتيزمية؟
من المعروف أن معظم حالات ألم البلعوم Sore throat يسببها أحد الفيروسات. إلا أن 10 - 20% من الحالات يسببها نوع من البكتريا تسمى
المكورات السبحية streptococci. والحقيقة أنه يصعب التفريق بين التهاب البلعوم الفيروسي وبين النوع الجرثومي، ولكن هناك بعض الأعراض
التي ربما توحي بوجود سبب بكتيري لالتهاب البلعوم أو اللوزتين. وتشمل هذه الأعراض: حدوث الألم فجأة في البلعوم، والصداع وارتفاع الحرارة
وقد يترافق ذلك بألم في البطن وغثيان وقيء، وإن وجود عقد بلغمية أمامية في الرقبة، وصديد على اللوزتين والبلعوم، يثير الاشتباه بالسبب
البكتيري (الجرثومي) لالتهاب البلعوم.
يمكن التعرف على وجود سبب جرثومي لالتهاب البلعوم بأخذ مسحة من الحلق وزرعها في المختبر (مزرعة الجراثيم). كما أن هناك فحص دم
خاص يمكن من خلاله التعرف على حدوث إصابة بالمكورات السبحية. وإذا كان هذا الاختبار إيجابيا، أو كان الزرع الجرثومي إيجابيا، فينبغي
الاستمرار بالمضاد الحيوي لمدة عشرة أيام.
https://lh4.googleusercontent.com/D9pe6wVQkmOAruqRe_jBXVwdxchru8QLXqxg7wrRzkCCgazgis H36vkL5-2l1-7fmokanhryYdDtvb-XSrKTHnxFyvj5W4HkcDQK8z1ysLYJlNH4eZk
كيف يعالج التهاب البلعوم الجرثومي؟
تعتبر معالجة التهاب البلعوم الجرثومي أهم خطوة في الوقاية الأولية لمحاربة حدوث الحمى الروماتيزمية. ومازال البنسلين هو الدواء الأمثل في
هذه الحالات. ويفضل إعطاء جرعة واحدة من البنسلين المديد Benzathin Penicillin بالعضل للأطفال الذين يشكون من التهاب البلعوم عندما
يكون الزرع الجرثومي لمسحة الحلق إيجابيا.
ويمكن استخدام البنسلين عن طريق الفم (بنسلين 500مجم مرتين يوميا لمدة 10 أيام)، أو الايرثرومايسين (250 مجم مرتين يوميا) عند
الذين لديهم حساسية من البنسلين لمدة 10 أيام. وينبغي التأكيد على ضرورة الالتزام بهذه المدة (10 أيام) حتى ولو اختفت الأعراض التي
يشكو منها المريض خلال الأيام الأولى من تناول العلاج. وليس للـ Ampicillin أو الـ Amoxil أية مزايا تفوق تأثير البنلسين في هذه الحالات.
كيف يمكن منع تكرر حدوث الحمى الروماتيزمية ومنع تطور الإصابة القلبية عند من أصيب أحد صمامات قلبه؟
لا شك أن الطريقة المثلى لذلك هي بإعطاء البنسلين المديد Benzathin Penicillin في العضل مرة كل 3 - 4 أسابيع باستمرار. ويمكن استعمال
البنسلين عن طريق الفم أو sulfadiazine أو الايرثرومايسين عند من لديه حساسيه للبنسلين
https://lh3.googleusercontent.com/TTFXzb2ildHWkWhZxefM-KbhtyjlAK_1mTMndUCTwC27Irl0mtifi22LUWcV7dN-mW9-DW2NDW7GwsXVs4O6lp0owr4WSS2DM722_qtjiS-HVhGvElo
ولكن استعمال الحبوب عن طريق الفم لسنوات يعتبر أقل فعالية في الوقاية من هجمات التهاب البلعوم الجرثومي. وإذا تمكنا من منع تكرر
هجمات الحمى الروماتيزمية فإن 70% من نفخات القصور التاجي (التسرب في الصمام التاجي)، و 72% من نفخات القصور الأورطي تختفي
تماما خلال 10 سنين، ولا يحدث تضيق في الصمامات عندهم.
إلى متى يستمر إعطاء البنسلين المديد بالعضل؟
ليس هناك اتفاق بين العلماء على المدة التي ينبغي الاستمرار فيها إعطاء حقن البنسلين عضليا. والحقيقة أن ذلك يعتمد أساسا على ما إذا
كانت هناك إصابة قلبية بالحمى الروماتيزمية أم لا. ففي حال وجود إصابة قلبية فينبغي استخدام البنسلين المديد بالعضل حقنة كل 3 أسابيع
وربما مدى الحياة ولكن غالبا إلى أن يصل المريض إلى سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين.
أما إذا لم تكن هناك إصابة قلبية فينبغي إعطاء البنسلين في العضل كل 3 أسابيع لمدة 5 سنوات بعد هجمة الحمى الروماتيزمية أو ربما لأوائل
العشرينات من العمر. ومن الحكمة أن يقرر الطبيب المعالج تلك المدة الزمنية تبعا لحالة المريض وظروفه المعاشية واستجابته للمتابعة الطبية.
ولا يزال الأمل يحدونا في الحصول على لقاح vaccine لمنع حدوث الحمى الروماتيزمية في المستقبل القريب.
ماذا عن الحساسية من البنسلين؟تساور بعض المرضى مخاوف من حقنة البنسلين، خشية حدوث تحسس للبنسلين عند المريض، حتى أن تلك المخاوف حالت دون حصول
المريض على معالجة فعالة لالتهاب البلعوم، كما حالت دون إعطاء المريض وقاية كافية ضد الحمى الروماتيزمية، ورغم أن الارتكاسات
التحسسية للبنسلين قد تحدث عند بعض المرضى، إلا أن ذلك أمر نادر الحدوث عند الذين يعطون البنسلين المديد عضليا كل 3 - 4 أسابيع.
والارتكاس التحسسي (كالطفح الجلدي مثلا) يحدث عند حوالي 3% من الناس. أما الصدمة التحسسية فتحدث عند 2 بالألف من الحالات
فقط.ومعظم هذه الحالات حدثت عند أطفال يزيد عمرهم عن 12 سنة. ولهذا فإن فوائد الوقاية من الحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية
تفوق بكثير مخاطر الارتكاس التحسسي للبنسلين. فقد أكدت الدراسات أن 90% من الهجمات الأولى من الحمى الروماتيزمية يمكن منعها إذا
ما استعمل البنسلين المديد في العضل بصورة منتظمة.
ولكن يجب عمل اختبار حساسية للبنسلين قبل أخذه، و يفضل أخذ حقنة البنسلين تحت اشراف طبيب و في مستشفى حتى
يتم التعامل السريع مع المريض إذا تعرض لصدمة تحسسية من البنسلين.
الدكتور راشد جمعة الحمدان
استشاري أمراض القلب ورئيس وحدة القلب بمستشفى الجهراء