عبدالله الكعبي
17 Dec 2012, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله وبعد
إنما يعرف الفضل من الناس ذووه. كثيرا ما نسمع هذا التعبير وأمثاله كقول القائل:
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل من أهل العقل
وقول الآخر:
هيهات يدري الفضل من ليس له فضل، ولو كان من أهل النبل إلا أننا لا نجد من يطبق هذا المعنى تطبيقا عمليا كما طبقه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته، ومن ذلك :
١
بينما النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ في المسجد إذ أقبل علي ؟ رضي الله عنه ؟ فسلم ثم وقف ينظر موضعا يجلس فيه، فنظر النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ في وجوه أصحابه أيهم يوسع له،
وكان أبوبكر ؟ رضي الله عنه ؟ عن يمينه فتزحزح له عن مجلسه، وقال اجلس هنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ وبين أبي بكر، فعرف السرور في وجه النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ وقال: يا أبا بكر: إنما
يعرف الفضل من الناس ذوو الفضل ؟ رواه العسكري في الأمثال عن أنس بن مالك ؟ رضي الله عنه-.
٢
وكان ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ يقول عن أبي بكر الصديق ؟ رضي الله عنه ؟ معترفا له بالفضل: ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه بها ماخلا أبا بكر فإن له عندنا يد يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي
بكر،ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وان صاحبكم خليل الله.
رواه الترمذي في كتاب المناقب.
٣
وعن عائشة ؟ رضي الله عنها ؟ كان رسول الله ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يوما فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة في السن، قالت: فرأيته غضب غضبا شديدا أسقطت في خلدي وقلت في نفسي: اللهم ان اذهب غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء، فلما رأى النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس ورزقت منها الولد وحرمنه مني. قالت: فغدا وراح علي بها شهرا ؟ رواه أحمد.
٤
ولما وفدَ وفدُ الحبشة قام النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ على خدمتهم بنفسه، فلما قال له الصحابة: نحن نكفيك ذلك يا رسول الله. قال لهم معلما ومؤدبا وقدوة للمؤمنين: إنهم كانوا لإخواننا مكرمين وإني أحب أن أكافئهم. يعني بذلك التكريم من النجاشي للمهاجرين حينما فروا بدينهم من أذى مشركي مكة، فاعتبر ذلك فضلا من الحبشة على أصحابه الذين هاجروا إليهم. فقام هو ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ بخدمة وفدهم بنفسه تكريما لهم، أو تكريما لأهل الحبشة من خلالهم.
وقد سار على هديه ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ أصحابه الكرام كما سار خلفاؤه الراشدون فكانوا خير مثال يحتذى ؟ رضي الله عنهم ؟ وجاء التابعون من بعدهم فكانوا خير خلف لأفضل سلف.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله وبعد
إنما يعرف الفضل من الناس ذووه. كثيرا ما نسمع هذا التعبير وأمثاله كقول القائل:
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل من أهل العقل
وقول الآخر:
هيهات يدري الفضل من ليس له فضل، ولو كان من أهل النبل إلا أننا لا نجد من يطبق هذا المعنى تطبيقا عمليا كما طبقه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته، ومن ذلك :
١
بينما النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ في المسجد إذ أقبل علي ؟ رضي الله عنه ؟ فسلم ثم وقف ينظر موضعا يجلس فيه، فنظر النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ في وجوه أصحابه أيهم يوسع له،
وكان أبوبكر ؟ رضي الله عنه ؟ عن يمينه فتزحزح له عن مجلسه، وقال اجلس هنا يا أبا الحسن، فجلس بين النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ وبين أبي بكر، فعرف السرور في وجه النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ وقال: يا أبا بكر: إنما
يعرف الفضل من الناس ذوو الفضل ؟ رواه العسكري في الأمثال عن أنس بن مالك ؟ رضي الله عنه-.
٢
وكان ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ يقول عن أبي بكر الصديق ؟ رضي الله عنه ؟ معترفا له بالفضل: ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه بها ماخلا أبا بكر فإن له عندنا يد يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي
بكر،ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وان صاحبكم خليل الله.
رواه الترمذي في كتاب المناقب.
٣
وعن عائشة ؟ رضي الله عنها ؟ كان رسول الله ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يوما فحملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة في السن، قالت: فرأيته غضب غضبا شديدا أسقطت في خلدي وقلت في نفسي: اللهم ان اذهب غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء، فلما رأى النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ ما لقيت قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس ورزقت منها الولد وحرمنه مني. قالت: فغدا وراح علي بها شهرا ؟ رواه أحمد.
٤
ولما وفدَ وفدُ الحبشة قام النبي ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ على خدمتهم بنفسه، فلما قال له الصحابة: نحن نكفيك ذلك يا رسول الله. قال لهم معلما ومؤدبا وقدوة للمؤمنين: إنهم كانوا لإخواننا مكرمين وإني أحب أن أكافئهم. يعني بذلك التكريم من النجاشي للمهاجرين حينما فروا بدينهم من أذى مشركي مكة، فاعتبر ذلك فضلا من الحبشة على أصحابه الذين هاجروا إليهم. فقام هو ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ بخدمة وفدهم بنفسه تكريما لهم، أو تكريما لأهل الحبشة من خلالهم.
وقد سار على هديه ؟ صلى الله عليه وسلم ؟ أصحابه الكرام كما سار خلفاؤه الراشدون فكانوا خير مثال يحتذى ؟ رضي الله عنهم ؟ وجاء التابعون من بعدهم فكانوا خير خلف لأفضل سلف.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح