رونق الامل
03 Jan 2013, 09:31 PM
المرأة والدعوة
فاطمة سعد الدين أحمد
إن المرأة التي رباها الإسلام وحافظ على حقوقها ورفع منزلتها وكرمها جعل منها مخلوقاً رائعاً ومثالاً يحتذى بها..
تقوم بواجباتها كأم ومربية أجيال خير قيام، وتساهم بعلمها وجهدها في سبيل رفع راية الإسلام وتنوير بنات جنسها بما يعود عليهن بالفائدة المثمرة.
وهي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة، وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها، وترتيب أولوياتها بين الارتقاء بنفسها إيمانيًّا وتزكيتها بالعبادات، ورعاية زوجها وبيتها، وتربية أولادها، والتواصل معهم في ظل ظروف العصر، وصولاً لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها، وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي، وتغيير عاداتها بالتبديل الكامل من المنظور الوضعي والعلماني إلى المنظور الإسلامي، وإذا نجحت المرأة المسلمة داخل بيتها ستنجح خارج بيتها.
وعليها أن لا تغفل نصيبها من العلوم والمعارف والأخذ بكل ما هو نافع ومفيد، فهي تتعلم وتعلم وتقوم بالدعوة إلى الله بالوسائل والطرق التي تتناسب مع طبيعتها كامرأة.
ولو تتبعنا تاريخ المرأة الإسلامي نجد أن المرأة المسلمة ضربت أكبر المثل والقدوة لبنات جنسها في علمها وأدبها وحرصها على تلقي العلم من منابعه الأصيلة والعمل به.
وقد ضربت لنا عائشة رضي الله عنها أروع المثل في إقبال المرأة المسلمة على التعلم؛ فقد كانت رضي الله عنها تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم؛ كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض.
قال الإمام الزهري عنها: " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضله ".
وقال هشام بن عروة:" مارأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا بشعر من عائشة ".
وكانت رضي الله عنها شديدة التمحيص والتنقيب، فقد ذكر المزي: أنها كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، كما أنها تعد من رواة الحديث المكثرين.
وبقيت بعد وفاة الرسول صلى الله غليه وسلم أنموذجاً رائعاً لبيت النبوة تفتي وتعلم وتنشر دين الله.. حتى كانت عضداً للخلفاء والأمراء من بعده صلى الله عليه وسلم.
فالمرأة عليها عبء كبير، وهي قد لا تشعر بأهمية دورها الدعوي ولذا يجب عليها ألا تنتظر الأجر إلا من الله، ولا تستصغر أي عمل ولو كان بسيطًا.
وقد تكون داعية في بيتها وبين بنات جنسها بمعاملتها الحسنة وأخلاقها الفاضلة وسلوكها بحيث تحث أولادها ليكون لهم دورا في الدعوة وتشجعهم على ذلك بكل الوسائل والطرق الممكنة بل أن تكون دعوتها أشمل من ذلك وأعم بحيث تشمل الطالبات والمعلمات والأمهات، وأن تضع نصب عينيها أن أمامها طريق ليس بالسهل فهو يحتاج إلى همة عالية وعزيمة صادقة ونية خالصة وجد واجتهاد واغتنام للأوقات واستغلا ل للفرص، ولتمضي ولا تستعجل النتائج والثمار ولتبشر بالنصر بإذن الله وكلٍ على حسب اجتهاده.
وهذا يتطلب منها أن يكون لديها فهم بأهداف دعوتها والوسائل الشرعية التي ينبغي لها أن تنهجها لتحقيق تلك الأهداف والإلمام بالمشكلات التي تواجه المرأة في طريق الالتزام ليساعدها ذلك على تخطيها.
وعلى المرأة الابتعاد عن العنف والتشدد، فتبسط الأمور، وتبرز مرونة الإسلام وسماحته، ورفق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب عرضها للإسلام كدين موافق للفطرة السليمة دين الوسطية والعدل بعيداً عن التنفير التعقيد.
كما عليها أن تحرص على الإخلاص في القول والعمل؛ لأن إخلاص النية لله تعالى فيما تقوم به من إصلاح وتربية وتعليم له أثر كبير وفعال في النفوس، فكلما أخلصت في دعوتها وجدت آذاناً صاغية وقلوبا صافية تستنير وتتقبل.
وعلى الداعية أن تتزود بالعلم الشرعي وتنهل من معينه الصافي حتى تدعو إلى الله على بصيرة، قال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))[يوسف:108] ولأن صاحب العلم يكون ذا مكانة لدى الناس ويؤخذ منه ويستجاب له أكثر من غيره، ففاقد الشيء لا يعطيه.
كمالا بد للمرأة الداعية من ترتيب الأولويات واستغلال الأوقات والتنظيم والتخطيط، بحيث لا تكون المرأة الداعية عفوية ولا عاطفية ولا تجعل نفسها هكذا ومن غير ترتيب.
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ياله من دين
فاطمة سعد الدين أحمد
إن المرأة التي رباها الإسلام وحافظ على حقوقها ورفع منزلتها وكرمها جعل منها مخلوقاً رائعاً ومثالاً يحتذى بها..
تقوم بواجباتها كأم ومربية أجيال خير قيام، وتساهم بعلمها وجهدها في سبيل رفع راية الإسلام وتنوير بنات جنسها بما يعود عليهن بالفائدة المثمرة.
وهي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة، وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها، وترتيب أولوياتها بين الارتقاء بنفسها إيمانيًّا وتزكيتها بالعبادات، ورعاية زوجها وبيتها، وتربية أولادها، والتواصل معهم في ظل ظروف العصر، وصولاً لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها، وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي، وتغيير عاداتها بالتبديل الكامل من المنظور الوضعي والعلماني إلى المنظور الإسلامي، وإذا نجحت المرأة المسلمة داخل بيتها ستنجح خارج بيتها.
وعليها أن لا تغفل نصيبها من العلوم والمعارف والأخذ بكل ما هو نافع ومفيد، فهي تتعلم وتعلم وتقوم بالدعوة إلى الله بالوسائل والطرق التي تتناسب مع طبيعتها كامرأة.
ولو تتبعنا تاريخ المرأة الإسلامي نجد أن المرأة المسلمة ضربت أكبر المثل والقدوة لبنات جنسها في علمها وأدبها وحرصها على تلقي العلم من منابعه الأصيلة والعمل به.
وقد ضربت لنا عائشة رضي الله عنها أروع المثل في إقبال المرأة المسلمة على التعلم؛ فقد كانت رضي الله عنها تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم؛ كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض.
قال الإمام الزهري عنها: " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضله ".
وقال هشام بن عروة:" مارأيت أحداً أعلم بفقه ولا طب ولا بشعر من عائشة ".
وكانت رضي الله عنها شديدة التمحيص والتنقيب، فقد ذكر المزي: أنها كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، كما أنها تعد من رواة الحديث المكثرين.
وبقيت بعد وفاة الرسول صلى الله غليه وسلم أنموذجاً رائعاً لبيت النبوة تفتي وتعلم وتنشر دين الله.. حتى كانت عضداً للخلفاء والأمراء من بعده صلى الله عليه وسلم.
فالمرأة عليها عبء كبير، وهي قد لا تشعر بأهمية دورها الدعوي ولذا يجب عليها ألا تنتظر الأجر إلا من الله، ولا تستصغر أي عمل ولو كان بسيطًا.
وقد تكون داعية في بيتها وبين بنات جنسها بمعاملتها الحسنة وأخلاقها الفاضلة وسلوكها بحيث تحث أولادها ليكون لهم دورا في الدعوة وتشجعهم على ذلك بكل الوسائل والطرق الممكنة بل أن تكون دعوتها أشمل من ذلك وأعم بحيث تشمل الطالبات والمعلمات والأمهات، وأن تضع نصب عينيها أن أمامها طريق ليس بالسهل فهو يحتاج إلى همة عالية وعزيمة صادقة ونية خالصة وجد واجتهاد واغتنام للأوقات واستغلا ل للفرص، ولتمضي ولا تستعجل النتائج والثمار ولتبشر بالنصر بإذن الله وكلٍ على حسب اجتهاده.
وهذا يتطلب منها أن يكون لديها فهم بأهداف دعوتها والوسائل الشرعية التي ينبغي لها أن تنهجها لتحقيق تلك الأهداف والإلمام بالمشكلات التي تواجه المرأة في طريق الالتزام ليساعدها ذلك على تخطيها.
وعلى المرأة الابتعاد عن العنف والتشدد، فتبسط الأمور، وتبرز مرونة الإسلام وسماحته، ورفق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب عرضها للإسلام كدين موافق للفطرة السليمة دين الوسطية والعدل بعيداً عن التنفير التعقيد.
كما عليها أن تحرص على الإخلاص في القول والعمل؛ لأن إخلاص النية لله تعالى فيما تقوم به من إصلاح وتربية وتعليم له أثر كبير وفعال في النفوس، فكلما أخلصت في دعوتها وجدت آذاناً صاغية وقلوبا صافية تستنير وتتقبل.
وعلى الداعية أن تتزود بالعلم الشرعي وتنهل من معينه الصافي حتى تدعو إلى الله على بصيرة، قال تعالى: (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ))[يوسف:108] ولأن صاحب العلم يكون ذا مكانة لدى الناس ويؤخذ منه ويستجاب له أكثر من غيره، ففاقد الشيء لا يعطيه.
كمالا بد للمرأة الداعية من ترتيب الأولويات واستغلال الأوقات والتنظيم والتخطيط، بحيث لا تكون المرأة الداعية عفوية ولا عاطفية ولا تجعل نفسها هكذا ومن غير ترتيب.
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ياله من دين