شوقي الى الله ابكاني
12 Jan 2013, 07:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله) وهي بعنوان :"هكذا تسعد الأسرة المسلمة"، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.
هكذا تسعد الأسرة المسلمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد وعلى آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن مما يجب علينا أيها الأفاضل أن نقابل نِعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى،بالشكر ونستعين بها على الطاعة والبر، ومن هذه النعم الكثيرة، أن جعل الله لنا بيوتا نسكن فيها، تقينا حر الصيف وتحمينا من برد الشتاء،ننعم فيها بالسعادة والطمأنينة وهذا كله من لطف الباري جلَّ جلاله ورحمته بنا قال تعالى:(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا...)[النحل:80]
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- :"يذكر تعالى عباده نعمه،ويستدعي منهم شكرها والاعتراف بها فقال:(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا)في الدور والقصور ونحوها تكنُّكم من الحر والبرد وتستركم أنتم وأولادكم وأمتعتكم،وتتخذون فيها الغرف والبيوت التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم وغير ذلك من الفوائد المشاهدة". تفسير السعدي(1/445)
إن الأصل في بيت المسلم أنه يتميز عن غيره من البيوت بكثرة ذكر الله تعالى و إقام الصلوات وقراءة القرآن وغير ذلك من الطاعات التي ترضي رب البريات،فهو مدرسة للخير لا يقتصر نفعه على أسرته بل يعم حتى لمن هو خارج عنه.
إن مما ينبغي أن نعلمه أيها الأحبة أن صلاح المجتمع الإسلامي وعيش أفراده في محبة ومودة وتآخي يكون بصلاح أُسره، وسعادتها ، وفساده وتشتت شمله ووجود الشحناء و البغضاء بين أفراده يكون بفساد أُسره وتعاستها،فالأسرة هي أساس المجتمع وأُسُّ سعادته أو تعاسته.
إن السعادة الحقيقة للأسرة المسلمة ليست في كثرة مالها وتنعمها في رغد العيش!، فهذه سعادة زائفة أمدية ليست مستمرة وإنما سعادتها الأبدية المستمرة،هو في طاعتها لربها جلَّ وعلا، وذلك بامتثال أوامره والابتعاد عن نواهيه،فكل أفراد الأسرة مطالبين بالتعاون على تحقيق العبودية لرب البرية سبحانه وتعالى.
فالأب يؤدي ما فُرض عليه تجاه أسرته بنصحهم على فعل ما ينفعهم في الدنيا و الآخرة من الطاعات والبعد عما يضرهم فيهما من المحرمات،وأن لا يُقَصِّر في توفير حاجياتهم من الطعام والشراب و غير ذلك من المستلزمات، ولا يكون سيء الظن كثير المن ،لأنه يؤدي ما وجب عليه، وليعلم أن عائلته أمانة في عنقه سيُسأل عنها يوم القيامة،قال صلى الله عليه وسلم : "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته،والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم".رواه البخاري(6719) ومسلم(1829)واللفظ له،من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-.
وعلى المرأة أن تعي مسؤوليتها تجاه بيتها وتحرص على طاعة زوجها فيما يرضي ربها،و أن لا تكون المرأة كثيرة الخروج من البيت لا يقر لها قرار فيه!،بين الزيارات!والمجمعات!والحفلات!،فيؤثر ذلك على تربية أطفالها، وقد يكون سببا لتقصيرها في خدمة زوجها،ونظافة بيتها!، فتُسخط عليها خالقها.
وعليهما معا أن يُربيا ما رزقهم الله من ذرية على الصلاح والتمسك بالدين وحب سنة خير المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى توقير العلماء و الكبار في السن والصالحين.
وليحذرا أن يجعلا بيتهما يعج بالمعاصي والمنكرات،بدلا من الصلوات و قراءة القرآن والطاعات،فإن البيوت إذا خلت من ذكر الله صارت كأنها مقابر مظلمة،فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ،مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ".رواه مسلم (779)
وعليهما معا أن يعلما أن العلاقة الزوجية التي جمعتهما هي ليست بهيمية شهوانية!وإنما هي علاقة كريمة إيمانية وهي من الوسائل الجالبة للمودة و الرحمة بينهما،قال تعالى:(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)[النحل :72].
قال الشيخ الشنقيطي-رحمه الله-:"ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة:أنه امتن على بني آدم أعظم مِنَّة بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم،ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة،ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً،وجعل الإناث أزواجاً للذكور،وهذا من أعظم المنن،كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده".أضواء البيان(2/412)
وعلى الأبناء أن يجازوا من أحسنوا إليهم وسهروا وتعبوا على راحتهم، ببرهم والمعروف إليهم بالقول و الفعل، وطاعتهم في غير معصية الله جلَّ وعلا.
قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-:"والوالدان هم الأب والأم، والواجب على الإنسان أن يبر بهما،وأن يخدمهما بقدر ما يستطيع،وأن يطيعهما إلا ما فيه ضرر أو معصية لله عز وجل،فإنه لا يطيعهما". شرح رياض الصالحين(6/190).
فالسعادة الحقيقية التي تستمر وترسي السكينة في القلب و الانشراح في الصدر بين أفراد المجتمع أيها الكرام ، هي في كون الأسرة المسلمة طائعة لأمر ربها سبحانه وذلك بتحقيق الواجبات و الزيادة من الخيرات، مبتعدة عن نهيه جلَّ جلاله وذلك باجتناب المحرمات وسائر المعاصي و المنكرات.
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُسعد أسر المسلمين ويغرس بين أفرادها المودة والألفة،ويُبعد عنهم شر كل ذي شر من شياطين الإنس والجن الذين يسعون في تشتيت الأسر وقطع أواصل المحبة بينها،فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله) وهي بعنوان :"هكذا تسعد الأسرة المسلمة"، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.
هكذا تسعد الأسرة المسلمة
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد وعلى آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن مما يجب علينا أيها الأفاضل أن نقابل نِعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى،بالشكر ونستعين بها على الطاعة والبر، ومن هذه النعم الكثيرة، أن جعل الله لنا بيوتا نسكن فيها، تقينا حر الصيف وتحمينا من برد الشتاء،ننعم فيها بالسعادة والطمأنينة وهذا كله من لطف الباري جلَّ جلاله ورحمته بنا قال تعالى:(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا...)[النحل:80]
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- :"يذكر تعالى عباده نعمه،ويستدعي منهم شكرها والاعتراف بها فقال:(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا)في الدور والقصور ونحوها تكنُّكم من الحر والبرد وتستركم أنتم وأولادكم وأمتعتكم،وتتخذون فيها الغرف والبيوت التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم وغير ذلك من الفوائد المشاهدة". تفسير السعدي(1/445)
إن الأصل في بيت المسلم أنه يتميز عن غيره من البيوت بكثرة ذكر الله تعالى و إقام الصلوات وقراءة القرآن وغير ذلك من الطاعات التي ترضي رب البريات،فهو مدرسة للخير لا يقتصر نفعه على أسرته بل يعم حتى لمن هو خارج عنه.
إن مما ينبغي أن نعلمه أيها الأحبة أن صلاح المجتمع الإسلامي وعيش أفراده في محبة ومودة وتآخي يكون بصلاح أُسره، وسعادتها ، وفساده وتشتت شمله ووجود الشحناء و البغضاء بين أفراده يكون بفساد أُسره وتعاستها،فالأسرة هي أساس المجتمع وأُسُّ سعادته أو تعاسته.
إن السعادة الحقيقة للأسرة المسلمة ليست في كثرة مالها وتنعمها في رغد العيش!، فهذه سعادة زائفة أمدية ليست مستمرة وإنما سعادتها الأبدية المستمرة،هو في طاعتها لربها جلَّ وعلا، وذلك بامتثال أوامره والابتعاد عن نواهيه،فكل أفراد الأسرة مطالبين بالتعاون على تحقيق العبودية لرب البرية سبحانه وتعالى.
فالأب يؤدي ما فُرض عليه تجاه أسرته بنصحهم على فعل ما ينفعهم في الدنيا و الآخرة من الطاعات والبعد عما يضرهم فيهما من المحرمات،وأن لا يُقَصِّر في توفير حاجياتهم من الطعام والشراب و غير ذلك من المستلزمات، ولا يكون سيء الظن كثير المن ،لأنه يؤدي ما وجب عليه، وليعلم أن عائلته أمانة في عنقه سيُسأل عنها يوم القيامة،قال صلى الله عليه وسلم : "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته،والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم".رواه البخاري(6719) ومسلم(1829)واللفظ له،من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-.
وعلى المرأة أن تعي مسؤوليتها تجاه بيتها وتحرص على طاعة زوجها فيما يرضي ربها،و أن لا تكون المرأة كثيرة الخروج من البيت لا يقر لها قرار فيه!،بين الزيارات!والمجمعات!والحفلات!،فيؤثر ذلك على تربية أطفالها، وقد يكون سببا لتقصيرها في خدمة زوجها،ونظافة بيتها!، فتُسخط عليها خالقها.
وعليهما معا أن يُربيا ما رزقهم الله من ذرية على الصلاح والتمسك بالدين وحب سنة خير المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى توقير العلماء و الكبار في السن والصالحين.
وليحذرا أن يجعلا بيتهما يعج بالمعاصي والمنكرات،بدلا من الصلوات و قراءة القرآن والطاعات،فإن البيوت إذا خلت من ذكر الله صارت كأنها مقابر مظلمة،فعن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم:"مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ،مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ".رواه مسلم (779)
وعليهما معا أن يعلما أن العلاقة الزوجية التي جمعتهما هي ليست بهيمية شهوانية!وإنما هي علاقة كريمة إيمانية وهي من الوسائل الجالبة للمودة و الرحمة بينهما،قال تعالى:(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)[النحل :72].
قال الشيخ الشنقيطي-رحمه الله-:"ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة:أنه امتن على بني آدم أعظم مِنَّة بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم،ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة،ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً،وجعل الإناث أزواجاً للذكور،وهذا من أعظم المنن،كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده".أضواء البيان(2/412)
وعلى الأبناء أن يجازوا من أحسنوا إليهم وسهروا وتعبوا على راحتهم، ببرهم والمعروف إليهم بالقول و الفعل، وطاعتهم في غير معصية الله جلَّ وعلا.
قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-:"والوالدان هم الأب والأم، والواجب على الإنسان أن يبر بهما،وأن يخدمهما بقدر ما يستطيع،وأن يطيعهما إلا ما فيه ضرر أو معصية لله عز وجل،فإنه لا يطيعهما". شرح رياض الصالحين(6/190).
فالسعادة الحقيقية التي تستمر وترسي السكينة في القلب و الانشراح في الصدر بين أفراد المجتمع أيها الكرام ، هي في كون الأسرة المسلمة طائعة لأمر ربها سبحانه وذلك بتحقيق الواجبات و الزيادة من الخيرات، مبتعدة عن نهيه جلَّ جلاله وذلك باجتناب المحرمات وسائر المعاصي و المنكرات.
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُسعد أسر المسلمين ويغرس بين أفرادها المودة والألفة،ويُبعد عنهم شر كل ذي شر من شياطين الإنس والجن الذين يسعون في تشتيت الأسر وقطع أواصل المحبة بينها،فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.