رونق الامل
17 Jan 2013, 02:14 AM
http://up.ala7ebah.com/img/qim77743.jpg
فوزية الغربي
قد يكون لم يتذوق يوماً ما تلك الحلوى باهظة الثمن، لكن في لسانه من حلاوة المنطق وعذوبة اللفظ ما يفوق أي حلاوة ؟!
قد تكون ممن لا يعرف أسماء الماركات العالمية، ولا شركات التجميل، لكن روحها جميلة تبيت سهرانة ليلتها إن أساءت لأحدهم أو قصّرت معهم، ضميرها حي وقلبها يَقِظ.
تطورت الماديات، ووفرت لنا من الترف المادي ما جعل وجبة تكون جاهزة للأكل خلال دقائق. انتشرت محلات التغذية بكل أصنافها وملذاتها، ومراكز العناية بالشعر والبشرة بشكل سريع، أصبحنا نغيّر مرتبة السرير بحثاً عن الفراش الوثير؛ لننعم بنوم مريح، نعيش دلالاً باذخاً، تنعم به أجسادنا وبطوننا، نحتار ماذا نلبس فالملابس غدت أكثر من المناسبات!؟
في الصيف والشتاء تتغيّر الوجبات ونوعية اللباس وأثاث المنزل، فالماديات وفرت لنا الوقت والجهد والرفاهية، نحمد الله على ذلك كثيراً، لكن أن تكون مقاييسنا مادية فهذا أمر مخيف للغاية، أن نستوحي فخامة الشخص من ماركة ساعته، أو من سعر شنطتها أو من موديل سيارته، أو من حجم الألماس الذي يزيّن نحرها، فإننا بذلك ننحر الروح ونَئِد ملامح الشخصية.
قيمة المرء الحقيقية وفخامته في شخصيته قولاً وفعلاً، فخامة الشخصية معيارها الدقيق توافق الفعل مع القول، فكلما تقلصت المسافة بين ما تقوله وما تفعله فشخصيتك فخمة، معيارها أن تعامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم. أن تبذل أجمل ما لديك حين يرميك الناس بنفاية أخلاقياتهم، أن تكون الأسمى والأرقى مع كل فئات المجتمع.
جميع الناس ينشدون العظمة ويتحدثون عن التميز، لكن الفعل هو من يصدق ذلك أو يكذبه؟!
لا يكن معيارك مادياً ولا تقييمك سطحيّاً، تأمل من حولك لتكتشف أن فخامة الشخصية وعظمتها ليست فيما نأكل ونلبس ولا فيما نركب ونسكن، بل هي فيما نبذله!
هي في ذلك القول الذي يصدِّقه فعلنا.
أن ترى يتيماً فيرِّق له قلبُك فأنت إنسان.
أنت مرهف الحس، فتُترجم شعورك هذا بإحسانٍ تقدمه للأيتام.
أن تكون فخماً يعني أن تحني رأسك لتقبّل رأس والدك، تقدّمه أمامك تغضي طرفك بين يديك.
تكون عظيماً حينما يسيء لك أحدهم، فتدفع إساءته بإحسانك، وتكمّل تقصيره بمعروفك، حينما تفرح بتفوق أحدهم فلا حسد في قلبك، عندما تضع رأسك على وسادتك وأنت قد تصدقت بعرضك على المسلمين، فلا يعرف الغل إلى قلبك طريقا فأنت فخم.
تكون عظيماً حينما تقسم المبلغ اليسير الذي وفرته من مرتبك الشهري بينك وبين قريبك المعدم.
الفخامة أحبائي هي معنى نتذوقه، وشعور نسمو به، و سلوك نتعالى به عن حظوظ النفس، خاب من ظن أن الفخامة هي فيما يحويه رصيدك من مبالغ أو في جمالك الذي وهبك الله إياه من غير سعي منك.
أو أن يؤيك قصر مشيد، أو أن تلبس ساعة عالمية أو أن تسافر لدولة أوروبية.
هي في الحقيقة أفخم مما يتوقع الناس.
لم تكن الفخامة يوماً في مظهر أو أمر مادي.
الفخامة تتمثل في الشعور والأفعال والتصرفات والترفّع عن كل ما يسوء الناس ويسيء إليهم، حال رضاك وغضبك.
تتفاجأ أحيانا حينما ترى شخصاً جميل الملبس، أنيق المظهر فإذا تعرّض لموقف اندثرت أناقته وانقلبت وسامته.
إن من يعتني بمظهره ويهمل مخبره هو تماماً كالمزهرية الفارغة، مظهرها جميل وباطنها خاوٍ فارغ، ولكنها لا تزدان حقا إلا عندما تضم بضع زهرات قشيبة وتبرز جمالها لأعين الناظرين.
كم من أناس نزدريهم من مظاهرهم، لكن فيهم من المروءة والسماحة ما يهبهم عظمة وفخامة يعجز وصفها!
البس أجمل ما لديك، استمتع بما وهبك الله من ماديات، لكن احذر أن تكون ملابسك ومقتنياتك أثمن منك!
أو أن تظن أنها هي من يمنحك قيمة و مكانة!؟
غيّر معاييرك، اقترب من الفخامة شيئاً فشيئاً برقي سلوكك ونقاء أفعالك وطهر نواياك حتى تكون هي سجيتك، وعوّد أطفالك على أن تكون أقوالهم فخمة بأفعالهم .
تغريدة:
أن تكون فخماً عظيماً يعني أنك ذو حظٍ عظيم.
قال تعالى: }ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{سورة فصلت.
لها أون لاين
فوزية الغربي
قد يكون لم يتذوق يوماً ما تلك الحلوى باهظة الثمن، لكن في لسانه من حلاوة المنطق وعذوبة اللفظ ما يفوق أي حلاوة ؟!
قد تكون ممن لا يعرف أسماء الماركات العالمية، ولا شركات التجميل، لكن روحها جميلة تبيت سهرانة ليلتها إن أساءت لأحدهم أو قصّرت معهم، ضميرها حي وقلبها يَقِظ.
تطورت الماديات، ووفرت لنا من الترف المادي ما جعل وجبة تكون جاهزة للأكل خلال دقائق. انتشرت محلات التغذية بكل أصنافها وملذاتها، ومراكز العناية بالشعر والبشرة بشكل سريع، أصبحنا نغيّر مرتبة السرير بحثاً عن الفراش الوثير؛ لننعم بنوم مريح، نعيش دلالاً باذخاً، تنعم به أجسادنا وبطوننا، نحتار ماذا نلبس فالملابس غدت أكثر من المناسبات!؟
في الصيف والشتاء تتغيّر الوجبات ونوعية اللباس وأثاث المنزل، فالماديات وفرت لنا الوقت والجهد والرفاهية، نحمد الله على ذلك كثيراً، لكن أن تكون مقاييسنا مادية فهذا أمر مخيف للغاية، أن نستوحي فخامة الشخص من ماركة ساعته، أو من سعر شنطتها أو من موديل سيارته، أو من حجم الألماس الذي يزيّن نحرها، فإننا بذلك ننحر الروح ونَئِد ملامح الشخصية.
قيمة المرء الحقيقية وفخامته في شخصيته قولاً وفعلاً، فخامة الشخصية معيارها الدقيق توافق الفعل مع القول، فكلما تقلصت المسافة بين ما تقوله وما تفعله فشخصيتك فخمة، معيارها أن تعامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم. أن تبذل أجمل ما لديك حين يرميك الناس بنفاية أخلاقياتهم، أن تكون الأسمى والأرقى مع كل فئات المجتمع.
جميع الناس ينشدون العظمة ويتحدثون عن التميز، لكن الفعل هو من يصدق ذلك أو يكذبه؟!
لا يكن معيارك مادياً ولا تقييمك سطحيّاً، تأمل من حولك لتكتشف أن فخامة الشخصية وعظمتها ليست فيما نأكل ونلبس ولا فيما نركب ونسكن، بل هي فيما نبذله!
هي في ذلك القول الذي يصدِّقه فعلنا.
أن ترى يتيماً فيرِّق له قلبُك فأنت إنسان.
أنت مرهف الحس، فتُترجم شعورك هذا بإحسانٍ تقدمه للأيتام.
أن تكون فخماً يعني أن تحني رأسك لتقبّل رأس والدك، تقدّمه أمامك تغضي طرفك بين يديك.
تكون عظيماً حينما يسيء لك أحدهم، فتدفع إساءته بإحسانك، وتكمّل تقصيره بمعروفك، حينما تفرح بتفوق أحدهم فلا حسد في قلبك، عندما تضع رأسك على وسادتك وأنت قد تصدقت بعرضك على المسلمين، فلا يعرف الغل إلى قلبك طريقا فأنت فخم.
تكون عظيماً حينما تقسم المبلغ اليسير الذي وفرته من مرتبك الشهري بينك وبين قريبك المعدم.
الفخامة أحبائي هي معنى نتذوقه، وشعور نسمو به، و سلوك نتعالى به عن حظوظ النفس، خاب من ظن أن الفخامة هي فيما يحويه رصيدك من مبالغ أو في جمالك الذي وهبك الله إياه من غير سعي منك.
أو أن يؤيك قصر مشيد، أو أن تلبس ساعة عالمية أو أن تسافر لدولة أوروبية.
هي في الحقيقة أفخم مما يتوقع الناس.
لم تكن الفخامة يوماً في مظهر أو أمر مادي.
الفخامة تتمثل في الشعور والأفعال والتصرفات والترفّع عن كل ما يسوء الناس ويسيء إليهم، حال رضاك وغضبك.
تتفاجأ أحيانا حينما ترى شخصاً جميل الملبس، أنيق المظهر فإذا تعرّض لموقف اندثرت أناقته وانقلبت وسامته.
إن من يعتني بمظهره ويهمل مخبره هو تماماً كالمزهرية الفارغة، مظهرها جميل وباطنها خاوٍ فارغ، ولكنها لا تزدان حقا إلا عندما تضم بضع زهرات قشيبة وتبرز جمالها لأعين الناظرين.
كم من أناس نزدريهم من مظاهرهم، لكن فيهم من المروءة والسماحة ما يهبهم عظمة وفخامة يعجز وصفها!
البس أجمل ما لديك، استمتع بما وهبك الله من ماديات، لكن احذر أن تكون ملابسك ومقتنياتك أثمن منك!
أو أن تظن أنها هي من يمنحك قيمة و مكانة!؟
غيّر معاييرك، اقترب من الفخامة شيئاً فشيئاً برقي سلوكك ونقاء أفعالك وطهر نواياك حتى تكون هي سجيتك، وعوّد أطفالك على أن تكون أقوالهم فخمة بأفعالهم .
تغريدة:
أن تكون فخماً عظيماً يعني أنك ذو حظٍ عظيم.
قال تعالى: }ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ{سورة فصلت.
لها أون لاين