ام حفصه
18 Jan 2013, 07:39 AM
http://alzhour.com/essays/%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%A8.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الاخت نور الهدى سعد
الغيرة على نعم الله المهدرة.. الإشفاق على زوجة مسكينة تؤدي مهامها المنزلية في ظروف صعبة وأجواء مستفزة مثيرة للحنق والغضب..
الاستياء من رب بيت لا يتفقد مرافق بيته المعطوبة، ولا يسارع بإصلاحها؛ قربى لله أولاً، ثم مراعاة لمشاعر
من استرعاه الله إياها فتركها تموت كل لحظة كمدًا ونفورًا من إهماله وعدم اكتراثه بما تعانيه.
تلك هي المشاعر التي تتملكني كلما زرت جارة أو قريبة أو صديقة فسمعت صوت قطرات الماء المتساقطة
من الصنابير التالفة، ورأيت بعض قطع الأثاث المكسورة، وعرفت أن جهازًا كهربائيًا قد أصابه عطل
منذ شهور والزوج يؤجل إصلاحه بلا سبب مقنع وجوهري، تاركًا أم أولاده تحفظ بعض الطعام في ثلاجة الجيران،
وتستعير منهم الثلج أو الماء المثلج، أو تقترض منهم المكواة، أو تغسل ملابس أسرتها على يديها والغسالة قابعة
تشكو إلى الله عطبها والتسويف في إصلاحها.
تمتلئ نفسي بتلك المشاعر التي يزاحمها باحثًا له عن مكان سؤالٌ يدق رأسي إلحاحًا: كيف ينهض
بمهمة إعمار الأرض من يتركون بيوتهم خربة؟! وهل يستحق من يفشل في إصلاح مرافق بيته أن يحظى بشرف تكليفه بإصلاح الكون؟
وما الدور الذي يمكن أن يؤديه في خلافة الله في الأرض من عجز عن أداء دوره في بيته؟
هكذا أرى عدم اكتراث بعض الأزواج بإصلاح مرافق بيوتهم في إطاره الأوسع ودلالته الأبعد،
أراه تفريطًا في واجبات الخلافة وتعطيلاً لسنة الاستخلاف.. مثلما هو تفريط في واجبات القوامة وحقوق الزوجة.
هل يمكن أن تكون الزوجة مسؤولة عن تلف بعض مرافق البيت وأثاثه أو تعطلها بسوء استخدامها لها وتعاملها معها؟ ربما،
ولكن هذا لا يبرر تباطؤ الزوج في إصلاح التالف وترميم المعطوب وكأنه يعاقب زوجته قبل أن يسمع دفاعها أو يعظها ويعلمها!
ويزداد إلحاح السؤال.. وتزيد وطأة تلك المشاعر السلبية، ويتضاعف ألمي وحيرتي عندما يكون
هذا الزوج "داعية" يبذل وسعه في إرشاد الناس ونصحهم، وينام ويصحو على حلم التمكين للإسلام وتحكيم الشريعة، ويغيب عن بيته ساعات طوالاً
في سبيل دعوته مطمئنًا إلى الطيبة الصابرة التي ستتحمل غيابه وتقوم بدوره
في غيبته، وستتحمل أيضًا تقصيره في إصلاح ما يعينها على أداء مهامها المنزلية بيسر ونفس مستريحة.
تؤرقني هذه الازدواجية، ويقلقني هذا الانفصام، وأتخيل أن تلك المرافق والأجهزة المعطوبة ستشهد على مثل هذا الزوج أمام الله الذي بذل وسعه
في المجتمع الكبير، وضن ببعض جهده على بيته الصغير.
"بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم"... مثل سمعته من امرأة التقيتها في حافلة عامة عندما تجاذبنا أطراف الحديث،
وحكت لي عن حرص زوجها على إصلاح كل ما يفسد في البيت أولاً بأول، فضلاً عن حرصهما معًا على ألا يتلف أو يتعطل شيء في بيتهما.
ما أبلغ المثل..! وإن كنت أحسب أن بيت المهمل يخرب، وربما مجتمعه وأمته أيضًا قبل أي بيت،
وليس بيت الظالم وحده، فالإهمال منتهى الظلم للنفس... والآخرين معًا.
http://up.ala7ebah.com/img/vYf36699.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الاخت نور الهدى سعد
الغيرة على نعم الله المهدرة.. الإشفاق على زوجة مسكينة تؤدي مهامها المنزلية في ظروف صعبة وأجواء مستفزة مثيرة للحنق والغضب..
الاستياء من رب بيت لا يتفقد مرافق بيته المعطوبة، ولا يسارع بإصلاحها؛ قربى لله أولاً، ثم مراعاة لمشاعر
من استرعاه الله إياها فتركها تموت كل لحظة كمدًا ونفورًا من إهماله وعدم اكتراثه بما تعانيه.
تلك هي المشاعر التي تتملكني كلما زرت جارة أو قريبة أو صديقة فسمعت صوت قطرات الماء المتساقطة
من الصنابير التالفة، ورأيت بعض قطع الأثاث المكسورة، وعرفت أن جهازًا كهربائيًا قد أصابه عطل
منذ شهور والزوج يؤجل إصلاحه بلا سبب مقنع وجوهري، تاركًا أم أولاده تحفظ بعض الطعام في ثلاجة الجيران،
وتستعير منهم الثلج أو الماء المثلج، أو تقترض منهم المكواة، أو تغسل ملابس أسرتها على يديها والغسالة قابعة
تشكو إلى الله عطبها والتسويف في إصلاحها.
تمتلئ نفسي بتلك المشاعر التي يزاحمها باحثًا له عن مكان سؤالٌ يدق رأسي إلحاحًا: كيف ينهض
بمهمة إعمار الأرض من يتركون بيوتهم خربة؟! وهل يستحق من يفشل في إصلاح مرافق بيته أن يحظى بشرف تكليفه بإصلاح الكون؟
وما الدور الذي يمكن أن يؤديه في خلافة الله في الأرض من عجز عن أداء دوره في بيته؟
هكذا أرى عدم اكتراث بعض الأزواج بإصلاح مرافق بيوتهم في إطاره الأوسع ودلالته الأبعد،
أراه تفريطًا في واجبات الخلافة وتعطيلاً لسنة الاستخلاف.. مثلما هو تفريط في واجبات القوامة وحقوق الزوجة.
هل يمكن أن تكون الزوجة مسؤولة عن تلف بعض مرافق البيت وأثاثه أو تعطلها بسوء استخدامها لها وتعاملها معها؟ ربما،
ولكن هذا لا يبرر تباطؤ الزوج في إصلاح التالف وترميم المعطوب وكأنه يعاقب زوجته قبل أن يسمع دفاعها أو يعظها ويعلمها!
ويزداد إلحاح السؤال.. وتزيد وطأة تلك المشاعر السلبية، ويتضاعف ألمي وحيرتي عندما يكون
هذا الزوج "داعية" يبذل وسعه في إرشاد الناس ونصحهم، وينام ويصحو على حلم التمكين للإسلام وتحكيم الشريعة، ويغيب عن بيته ساعات طوالاً
في سبيل دعوته مطمئنًا إلى الطيبة الصابرة التي ستتحمل غيابه وتقوم بدوره
في غيبته، وستتحمل أيضًا تقصيره في إصلاح ما يعينها على أداء مهامها المنزلية بيسر ونفس مستريحة.
تؤرقني هذه الازدواجية، ويقلقني هذا الانفصام، وأتخيل أن تلك المرافق والأجهزة المعطوبة ستشهد على مثل هذا الزوج أمام الله الذي بذل وسعه
في المجتمع الكبير، وضن ببعض جهده على بيته الصغير.
"بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم"... مثل سمعته من امرأة التقيتها في حافلة عامة عندما تجاذبنا أطراف الحديث،
وحكت لي عن حرص زوجها على إصلاح كل ما يفسد في البيت أولاً بأول، فضلاً عن حرصهما معًا على ألا يتلف أو يتعطل شيء في بيتهما.
ما أبلغ المثل..! وإن كنت أحسب أن بيت المهمل يخرب، وربما مجتمعه وأمته أيضًا قبل أي بيت،
وليس بيت الظالم وحده، فالإهمال منتهى الظلم للنفس... والآخرين معًا.
http://up.ala7ebah.com/img/vYf36699.jpg