عبدالله الكعبي
20 Jan 2013, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله و صلاة و السلام على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
النظرة الواقعية
إن مما اعتاد عليه الناس في هذه الأيام التي تسمى بعطلة الربيع، التخييم بالبر، وقد انقسم الناس في استغلال التخييم إلى عدة اقسام:
فمن الناس من يستغل هذا التخييم بشكل متزن، بحيث يكون ترفيهاً مباحاً لا حرام فيه، كأن يقضي نصف يومه في البر مع الأهل والأسرة، ولا يتخلل هذا اليوم أي شيء من الحرام،
ومن الناس من يستغله بالأنشطة العلمية كنوع من تغيير الجو، ومنهم من يجعله لقاءات أخوية سواء ثقافية أو رياضية أو شرعية، فهذا الصنف استغل التخييم على الوجه المشروع.
ولكن هناك من يستغل التخييم على غير الوجه الذي ينبغي الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى، حيث أخذوا الترفيه المباح غاية ومطية للقيام بأمور غير مشروعة، فمنهم من يسهر
الليالي ويضيع الصلوات، ويترك الأسرة من غير عائل، وقد يزعج الناس بآلات محرمة كالموسيقى، ناهيك السيارات ذات الاصوات المزعجة، وهناك من يجعله مكاناً للغيبة
والنميمة، وهناك الكثير الكثير من المظاهر السلبية الأخرى التي تمارس في موسم التخييم بما يعكر صفو الراحة والطمأنينة التي ينشدها الناس في تخييمهم.
وقد سمعنا قصصاً من ذلك يشيب منها الشعر، وتدمع الاعين بسببها، ويتشقق القلب لوقوعها وانتشارها، دون تحريك طرف من قبل المسؤولين في البلد، وبغياب دور الدعاة في
تثقيف الناس وحضهم على الاستمتاع بالبر دون التضييق على الاخرين وازعاجهم.
النظرة الشرعية
(الإسلام أباح الترفيه الحلال)
فالإسلام أباح صورا شتى من الترفيه ولكن بشروط، منها: أن لا يكون فيه حرام، وأن لا يضيع فيه ذكر الله، وأن لا تضيع الأوقات بسببه أو من أجله.
ومن الأدلة على اهتمام الإسلام بالترفيه ودعوته وحثه عليه حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما قال لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولربك عليك حقا،
فأعط كل ذي حق حقه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على كلامه.
ولا يمكن أن يكون الترفيه غاية ووسيلة لترك الفرائض والواجبات كمن يترك الصلاة ويتهاون في أمرها، فإن الله تبارك وتعالى حذر من اهمال الفرض فقد قال عز من قائل: (فويل
للمصلين. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) سورة الماعون:4-5
كما أن ضياع الصلاة سبب لنزول العذاب قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) سورة مريم: 59
ومع التنبيه أنه مع إباحة الترفيه فلا يمكننا ان نبيح ما حرمه ربي العظيم رب الملائكة وكل الخلق أجمعين.
كما ينبغي ان يكون هذا الترفيه بعيدا كل البعد عن ما يشوبه من مجاوزة القانون، فالتخييم في البر لا يعني تجاوز القانون وعدم احترامه، فالقانون خارج نطاق المساحة المخصصة
للتخييم يطبق ايضاً داخل المساحة المخصصة للتخييم، ومن خالف النظام والقانون فهو آثم شرعا.
كما لا يجوز ان يعرض الإنسان نفسه والآخرين للخطر جراء تجاوزه للسرعة، او القيام بأمور من شأنها تعرضه للخطر كالسرعة الجنونية عند قيادة السيارة او ما شابهها.
(الإسلام يأمر بالمحافظة على الأوقات)
إن الإسلام أمرنا بالاهتمام بالوقت وعدم تضييعه، وعلمنا أن الغاية من خلقنا هي عبادته فقال سبحانه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنسَ إِلأ لِيَعْبُدُونِ) 6سورة الذاريات.
ومن الأمور العظيمة الدالة على أهمية الوقت أن الله تبارك وتعالى أقسم بالوقت فقال عز من قائل: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر) سورة العصر:1-2، والإنسان يسأل بعد موته
عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه، فعن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه
ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي (2417)
فالوقت أمانة وتضييعه في غير نفع خيانة.
فإذن علينا أن نزرع لنحصد غداً، فمن جد وجد ومن زرع حصد.
ولا نستهين بنعمة الصحة والوقت فقد قال الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب) سورة الشرح: 7-8.
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت فقال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. حديث متفق عليه، البخاري ((6412)).
(استحضار المراقبة في كل مكان)
لا يظن الإنسان أنه بمجرد الخروج عن جو المدينة وعن أعين الناس يباح له فعل كل شيء، بل إن غبت عن أعين الناس فلن تغيب عن نظر الله، والمراقبة من أشرف أعمال
القلوب، لأنه من أقوى الأدلة على حياة القلب بالإيمان.
قال الشاعر
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل
ولا تحسبنّ الله يغفلُ ساعة
خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيبُ
وأولى منه وأخوف قوله تعالى:
( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ× إِلاَّ فِي كِتَابٍ ملابِينٍ) 16سورة يونس.
الخلاصة
فعلينا أن نحافظ على أوقاتنا ولا نقضيها إلا فيما أحل الله تبارك وتعالى، فالتخييم مباح واهتمام الاسرة بالذهاب إليه شيء جميل ما لم يكن فيه شيء من الحرام ولا تضييع الأوقات ولا ترك الصلوات والفرائض كالاهتمام بشؤون الأسرة وحاجتها.
وفي الختام أنبه على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه وآدابه بين المخيمات، فقد قال عز من قائل: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ 110 سورة آل عمران،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم
الحمدالله و صلاة و السلام على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
النظرة الواقعية
إن مما اعتاد عليه الناس في هذه الأيام التي تسمى بعطلة الربيع، التخييم بالبر، وقد انقسم الناس في استغلال التخييم إلى عدة اقسام:
فمن الناس من يستغل هذا التخييم بشكل متزن، بحيث يكون ترفيهاً مباحاً لا حرام فيه، كأن يقضي نصف يومه في البر مع الأهل والأسرة، ولا يتخلل هذا اليوم أي شيء من الحرام،
ومن الناس من يستغله بالأنشطة العلمية كنوع من تغيير الجو، ومنهم من يجعله لقاءات أخوية سواء ثقافية أو رياضية أو شرعية، فهذا الصنف استغل التخييم على الوجه المشروع.
ولكن هناك من يستغل التخييم على غير الوجه الذي ينبغي الذي لا يرضي الله تبارك وتعالى، حيث أخذوا الترفيه المباح غاية ومطية للقيام بأمور غير مشروعة، فمنهم من يسهر
الليالي ويضيع الصلوات، ويترك الأسرة من غير عائل، وقد يزعج الناس بآلات محرمة كالموسيقى، ناهيك السيارات ذات الاصوات المزعجة، وهناك من يجعله مكاناً للغيبة
والنميمة، وهناك الكثير الكثير من المظاهر السلبية الأخرى التي تمارس في موسم التخييم بما يعكر صفو الراحة والطمأنينة التي ينشدها الناس في تخييمهم.
وقد سمعنا قصصاً من ذلك يشيب منها الشعر، وتدمع الاعين بسببها، ويتشقق القلب لوقوعها وانتشارها، دون تحريك طرف من قبل المسؤولين في البلد، وبغياب دور الدعاة في
تثقيف الناس وحضهم على الاستمتاع بالبر دون التضييق على الاخرين وازعاجهم.
النظرة الشرعية
(الإسلام أباح الترفيه الحلال)
فالإسلام أباح صورا شتى من الترفيه ولكن بشروط، منها: أن لا يكون فيه حرام، وأن لا يضيع فيه ذكر الله، وأن لا تضيع الأوقات بسببه أو من أجله.
ومن الأدلة على اهتمام الإسلام بالترفيه ودعوته وحثه عليه حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه لما قال لأبي الدرداء: إن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، ولربك عليك حقا،
فأعط كل ذي حق حقه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على كلامه.
ولا يمكن أن يكون الترفيه غاية ووسيلة لترك الفرائض والواجبات كمن يترك الصلاة ويتهاون في أمرها، فإن الله تبارك وتعالى حذر من اهمال الفرض فقد قال عز من قائل: (فويل
للمصلين. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) سورة الماعون:4-5
كما أن ضياع الصلاة سبب لنزول العذاب قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) سورة مريم: 59
ومع التنبيه أنه مع إباحة الترفيه فلا يمكننا ان نبيح ما حرمه ربي العظيم رب الملائكة وكل الخلق أجمعين.
كما ينبغي ان يكون هذا الترفيه بعيدا كل البعد عن ما يشوبه من مجاوزة القانون، فالتخييم في البر لا يعني تجاوز القانون وعدم احترامه، فالقانون خارج نطاق المساحة المخصصة
للتخييم يطبق ايضاً داخل المساحة المخصصة للتخييم، ومن خالف النظام والقانون فهو آثم شرعا.
كما لا يجوز ان يعرض الإنسان نفسه والآخرين للخطر جراء تجاوزه للسرعة، او القيام بأمور من شأنها تعرضه للخطر كالسرعة الجنونية عند قيادة السيارة او ما شابهها.
(الإسلام يأمر بالمحافظة على الأوقات)
إن الإسلام أمرنا بالاهتمام بالوقت وعدم تضييعه، وعلمنا أن الغاية من خلقنا هي عبادته فقال سبحانه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنسَ إِلأ لِيَعْبُدُونِ) 6سورة الذاريات.
ومن الأمور العظيمة الدالة على أهمية الوقت أن الله تبارك وتعالى أقسم بالوقت فقال عز من قائل: (والعصر، إن الإنسان لفي خسر) سورة العصر:1-2، والإنسان يسأل بعد موته
عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه، فعن أبي برزة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه
ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي (2417)
فالوقت أمانة وتضييعه في غير نفع خيانة.
فإذن علينا أن نزرع لنحصد غداً، فمن جد وجد ومن زرع حصد.
ولا نستهين بنعمة الصحة والوقت فقد قال الله تعالى: (فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب) سورة الشرح: 7-8.
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على اغتنام الوقت فقال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. حديث متفق عليه، البخاري ((6412)).
(استحضار المراقبة في كل مكان)
لا يظن الإنسان أنه بمجرد الخروج عن جو المدينة وعن أعين الناس يباح له فعل كل شيء، بل إن غبت عن أعين الناس فلن تغيب عن نظر الله، والمراقبة من أشرف أعمال
القلوب، لأنه من أقوى الأدلة على حياة القلب بالإيمان.
قال الشاعر
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل
ولا تحسبنّ الله يغفلُ ساعة
خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيبُ
وأولى منه وأخوف قوله تعالى:
( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ× إِلاَّ فِي كِتَابٍ ملابِينٍ) 16سورة يونس.
الخلاصة
فعلينا أن نحافظ على أوقاتنا ولا نقضيها إلا فيما أحل الله تبارك وتعالى، فالتخييم مباح واهتمام الاسرة بالذهاب إليه شيء جميل ما لم يكن فيه شيء من الحرام ولا تضييع الأوقات ولا ترك الصلوات والفرائض كالاهتمام بشؤون الأسرة وحاجتها.
وفي الختام أنبه على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه وآدابه بين المخيمات، فقد قال عز من قائل: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ 110 سورة آل عمران،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم