ام حفصه
21 Jan 2013, 08:41 PM
http://www.islamweb.net/PicStore/Random/1356239310_.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعددت أساليب القرآن الكريم في خطاب النفس البشرية، ما بين ترغيب وترهيب، وإنذار وتبشير، ووعد ووعيد. وكان التهديد من الأساليب التي اعتمدها القرآن في خطابه؛ وذلك أن من النفوس البشرية من لا تستجيب لنداء الحق إلا إذا خوطبت بخطاب فيه تهديد ووعيد.
والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن أسلوب التهديد لم يأت بصيغة التهديد الصريحة فحسب، بل جاء في العديد من المواضع بطريق التلميح والتعريض، وبطرق أخرى نبينها فيما يلي:
التعبير بصيغة (افعل) وهي صيغة أمر، وليس المراد حقيقة الأمر بل التهديد، وهذا نحو قوله تعالى: {ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا} (النحل:55)، فصيغة الأمر {ليكفروا} و{فتمتعوا} ليس المراد منها الأمر بالكفر والتمتع بالحياة الدنيا، بل المراد حقيقة التهديد، وكأن المعنى: استمروا فيما أنتم عليه من الكفر والعصيان والتمتع بزخرف الحياة الدنيا، فسوف تعلمون يوم الحساب عاقبة هذا الكفر والتمتع. وهذا الأسلوب في صرف الأمر عن حقيقته كثير في القرآن الكريم، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {قل تمتع بكفرك قليلا} (الزمر:8).
ومن صيغ التهديد التعبير بصيغة العلم، قال أبو حيان: وكثيراً ما يقع التهديد في القرآن بذكر (العلم)، والمثال على هذا قوله عز وجل: {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} (البقرة:223)، فالأمر بـ (العلم) بأن لقاء الله آتٍ لا مفر منه مشعر بالتهديد. ومن هذا القبيل أيضاً، قوله تعالى: {إن ربك هو أعلم بالمعتدين} (الأنعام:119).
ومن صيغ التهديد التعبير بصيغة (أَفْعَل) والمراد المبالغة في التهديد والزجر، والمثال عليه قوله سبحانه: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} (البقرة:114)، ففي الآية تهديد عظيم لمن منع مساجد الله أن تقام فيها العبادة. ونحو هذا قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} (البقرة:140). وهذا غير قليل في القرآن.
ومن صيغ التهديد الإملاء للمعرضين والإمداد لهم، والمثال عليه قوله سبحانه: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} (الزخرف:83)، وهذا كما يقول الأب لولده: افعل ما يحلو لك، فسوف تعرف عاقبة ما تفعله. ونظير هذا قوله عز وجل: {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} (الطور:45).
ومن صيغ التهديد سوق الجملة مساق الإخبار، نحو قوله سبحانه: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} (القمر:51) فهذا الخبر مستعمل في التهديد بالإهلاك، وبأنه يفاجئهم قياساً على إهلاك الأمم السابقة. ونظيره قوله تعالى: {فعصى فرعون الرسول} (المزمل:16)، وهذا خبر أيضاً، الغرض منه التهديد بأن يحلَّ بالمخاطبين لما عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم مثل ما حلَّ بفرعون.
ومن صيغ التهديد الأمر بما هو خلاف مراد الله سبحانه، نحو قوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف:29)، فقوله: {فليكفر} ليس أمراً بالكفر، بل سيق الكلام مساق التهديد والزجر من الكفر. ونظيره قوله عز وجل: {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا} (الإسراء:107).
ومن صيغ التهديد سوق الكلام مساق الاستفهام، والمثال عليه قوله عز وجل: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} (يوسف:109)، فالكلام سيق مساق الاستفهام، غير أن المراد التهديد والوعيد لمن لا يسير في الأرض، وينظر في سنن الله في الخلق والكون. ونظير هذا قوله سبحانه: {ألم نهلك الأولين} (المرسلات:16). وهذا الأسلوب كثير في القرآن الكريم.
ومن صيغ التهديد التعبير بلفظ (الفراغ)، ومثاله قوله عز وجل: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} (الرحمن:31)، و(الفراغ) للشيء يُستعمل في التهديد كثيراً؛ كأنه فرغ عن كل شيء لأجله، فلم يبق له شغل غيره.
ومن صيغ التهديد سوق الكلام مساق القسم، نحو قوله تعالى: {لترون الجحيم} (التكاثر:6)، فالقسم هنا يفيد التهديد، وكأن المعنى: والله لتذوقون عذاب الجحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعددت أساليب القرآن الكريم في خطاب النفس البشرية، ما بين ترغيب وترهيب، وإنذار وتبشير، ووعد ووعيد. وكان التهديد من الأساليب التي اعتمدها القرآن في خطابه؛ وذلك أن من النفوس البشرية من لا تستجيب لنداء الحق إلا إذا خوطبت بخطاب فيه تهديد ووعيد.
والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن أسلوب التهديد لم يأت بصيغة التهديد الصريحة فحسب، بل جاء في العديد من المواضع بطريق التلميح والتعريض، وبطرق أخرى نبينها فيما يلي:
التعبير بصيغة (افعل) وهي صيغة أمر، وليس المراد حقيقة الأمر بل التهديد، وهذا نحو قوله تعالى: {ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا} (النحل:55)، فصيغة الأمر {ليكفروا} و{فتمتعوا} ليس المراد منها الأمر بالكفر والتمتع بالحياة الدنيا، بل المراد حقيقة التهديد، وكأن المعنى: استمروا فيما أنتم عليه من الكفر والعصيان والتمتع بزخرف الحياة الدنيا، فسوف تعلمون يوم الحساب عاقبة هذا الكفر والتمتع. وهذا الأسلوب في صرف الأمر عن حقيقته كثير في القرآن الكريم، ومن هذا القبيل قوله تعالى: {قل تمتع بكفرك قليلا} (الزمر:8).
ومن صيغ التهديد التعبير بصيغة العلم، قال أبو حيان: وكثيراً ما يقع التهديد في القرآن بذكر (العلم)، والمثال على هذا قوله عز وجل: {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} (البقرة:223)، فالأمر بـ (العلم) بأن لقاء الله آتٍ لا مفر منه مشعر بالتهديد. ومن هذا القبيل أيضاً، قوله تعالى: {إن ربك هو أعلم بالمعتدين} (الأنعام:119).
ومن صيغ التهديد التعبير بصيغة (أَفْعَل) والمراد المبالغة في التهديد والزجر، والمثال عليه قوله سبحانه: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله} (البقرة:114)، ففي الآية تهديد عظيم لمن منع مساجد الله أن تقام فيها العبادة. ونحو هذا قوله تعالى: {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله} (البقرة:140). وهذا غير قليل في القرآن.
ومن صيغ التهديد الإملاء للمعرضين والإمداد لهم، والمثال عليه قوله سبحانه: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} (الزخرف:83)، وهذا كما يقول الأب لولده: افعل ما يحلو لك، فسوف تعرف عاقبة ما تفعله. ونظير هذا قوله عز وجل: {فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون} (الطور:45).
ومن صيغ التهديد سوق الجملة مساق الإخبار، نحو قوله سبحانه: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} (القمر:51) فهذا الخبر مستعمل في التهديد بالإهلاك، وبأنه يفاجئهم قياساً على إهلاك الأمم السابقة. ونظيره قوله تعالى: {فعصى فرعون الرسول} (المزمل:16)، وهذا خبر أيضاً، الغرض منه التهديد بأن يحلَّ بالمخاطبين لما عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم مثل ما حلَّ بفرعون.
ومن صيغ التهديد الأمر بما هو خلاف مراد الله سبحانه، نحو قوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} (الكهف:29)، فقوله: {فليكفر} ليس أمراً بالكفر، بل سيق الكلام مساق التهديد والزجر من الكفر. ونظيره قوله عز وجل: {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا} (الإسراء:107).
ومن صيغ التهديد سوق الكلام مساق الاستفهام، والمثال عليه قوله عز وجل: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا} (يوسف:109)، فالكلام سيق مساق الاستفهام، غير أن المراد التهديد والوعيد لمن لا يسير في الأرض، وينظر في سنن الله في الخلق والكون. ونظير هذا قوله سبحانه: {ألم نهلك الأولين} (المرسلات:16). وهذا الأسلوب كثير في القرآن الكريم.
ومن صيغ التهديد التعبير بلفظ (الفراغ)، ومثاله قوله عز وجل: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} (الرحمن:31)، و(الفراغ) للشيء يُستعمل في التهديد كثيراً؛ كأنه فرغ عن كل شيء لأجله، فلم يبق له شغل غيره.
ومن صيغ التهديد سوق الكلام مساق القسم، نحو قوله تعالى: {لترون الجحيم} (التكاثر:6)، فالقسم هنا يفيد التهديد، وكأن المعنى: والله لتذوقون عذاب الجحيم.