مشاهدة النسخة كاملة : الكريم ، الأكرم
ام حفصه
23 Jan 2013, 03:25 PM
http://up.ala7ebah.com/img/LMm71282.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكريم ، الأكرم
أما (الكريم) فقد ورد في ثلاثة مواضع ،قال تعالى :{ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }،وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ }،وقال تعالى :{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }على قراءة من قرأ برفع (الكريم) على أنه صفة للرب ،وأما الأكرم فقد ورد في موضع واحد ،وهو قوله تعالى :{ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ }.
وهو دال على ثبوت الكرم وصفًا لله عز و جل ،،ولفظ (الكرم )لفظ جامع للمحاسن والمحامد،لا يراد به مجرد الإعطاء ،بل الإعطاء من تمام معناه ،ولذا ورد عن أهل العلم في معنى هذا الاسم أقوال عديدة ،فقيل :معناه :أي:كثير الخير والعطاء،وقيل :الدائم بالخير ،وقيل :الذي له قدر عظيم وشأن كبير ،وقيل:أي: المنزه عن النقائص والآفات ،وقيل :معناه :المكِرم المنعِم المتفضِل،،وقيل :الذي يعطي لا لعوض،وقيل :الذي يعطي لغير سبب ،وقيل الذي يعطي من يحتاج ومن لا يحتاج ،وقيل :الذي إذا وعد وفّى ،وقيل :الذي تُرفع إليه كل حاجة صغيرة أو كبيرة ،وقيل :الذي لا يضيع من توسل إليه ولا يترك من التجأ إليه ،وقيل في معناه :الذي يتجاوز عن الذنوب ويغفر السيئات ،إلى غير ذلك مما قيل في معنى هذا الاسم العظيم ،وكل ذلك حق،لأن هذا الاسم من الأسماء الحسنى الدالة على معانٍ عديدة لا على معنى مفرد ،وإذا اعتبرت جميع ما قيل في معنى هذا الاسم علمت أن الذي وجب لله تعالى من ذلك لا يحصى من جلائل المعاني ،وكرائم الأوصاف.
ام حفصه
23 Jan 2013, 03:26 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
العفو الغفور
قال الله تعالى :{ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }،
وقال تعالى :{ فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً }.
والعفوّ:هو الذي يمحو السيئات ،ويتجاوز عن المعاصي ،وهو قريب من الغفور ،ولكنه أبلغ منه ؛
فإن الغفران ينبئ عن السِّتر،والعفو ينبئ عن المحو ،والمحو أبلغ من السِّتر،وهذا حال الاقتران،
أما حال انفرادهما فإنّ كلَّ واحد منهما يتناول معنى الآخر.
وعفوه تعالى نوعان :
النوع الأول:عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار و غيرهم،بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ،
والمقتضية لقطع النّعم عنهم ،فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشرك وغيرها من أصناف المخالفات ،وهو يعافيهم ويزقهم و يدرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة ،
ويبسط لهم الدنيا ،ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه .
والنوع الثاني: عفوه الخاص، ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين والدّاعين والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ،
فكلّ من تاب إليه توبة نصوحًا-وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصبحها تردُّد ولا إصرار –فإنّ الله يغفر له من أيّ ذنب كان من كفر وفسوق وعصيان ،وكلها داخلة في قوله تعالى :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }.
وأبواب عفوه وغفرانه مفتوحة ،ولم يزل ولا يزال عفوّاً غفورا،
وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها ،كما قال سبحانه :{ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }.
ام حفصه
23 Jan 2013, 03:27 PM
الحفيظ الحافظ
قال الله تعالى :{ إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } ،وقال تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.
وهذان الاسمان العظيمان دالان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ، وحفظه تعالى لعباده نوعان عام وخاص.
فالعام :حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام والشراب والهواء، وهدايتهم إلى مصالحهم ،وإلى ما قدّر لهم وقضى لهم من ضرورات وحاجات وهي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه :{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } وحفظهم بدفع أصناف المكاره والمضار والشرور عنهم ،وهذا الحفظ يشترك فيه البر والفاجر بل الحيوانات وغيرها ،وقد وكّل ببني آدم ملائكة يحفظونهم بأمر الله كما قال سبحانه :{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ } أي: يدفعون عنه بأمر الله كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله .
والخاص:حفظه لأوليائه –إضافة إلى ما تقدم-بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة والفتن الجارفة والشهوات المهلكة ،فيعافيهم منها و،ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيد الأعداء ومكرهم،كما قال سبحانه :{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }،وعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في وصيته لابن عباس-رضي الله عنهما – (احفظ الله يحفظك). رواه أحمد والترمذي. أي:احفظ أوامره بالامتثال ،ونواهيه بالاجتناب ،وحدوده بعدم تعديها ،يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك وفي جميع ما آتاك الله سبحانه .
ام حفصه
23 Jan 2013, 03:27 PM
الشهيد الرقيب
أما (الشهيد) فقد تكرر في مواضع عديدة من القرآن ،قال تعالى :{ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً } ،
وأما الرقيب فقد ورد في ثلاثة مواطن ،قرن معه في أحدها اسم الشهيد،،قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ،
وقال تعالى :{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }،
وقال تعالى :{ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
ومعنى الشهيد أي المطلع على كل شيء الذي لا يخفى عليه شيء ، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها ،
وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ،وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها ، صغيرها وكبيرها ،
و أحاط علمه بكل شيء ،الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه .
ومعنى الرقيب أي المطّلع على ما أكنته الصدور القائم على كل نفس بما كسبت الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير،
رقيب للمبصرات ببصره الذي لا يغيب عنه شيء،ورقيب للمسموعات بسمعه الذي وسع كلّ شيء،
و رقيب على جميع المخلوقات بعلمه المحيط بكلّ شيء.
والإيمان بهذا الاسم وبمدلوله يحرِّك في العبد مراقبة الله عزّ و جل في كل أعماله وجميع أحواله ،
إذ المراقبة ثمرة من ثمار علم العبد بأنّ الله سبحانه رقيب عليه ،ناظر إليه ،
سامع لقوله ،مطّلع على عمله في كل وقت ،وكلِّ لحظة،وكلِّ نفس،وكلِّ طرفة عين
ام حفصه
23 Jan 2013, 03:28 PM
الأول والآخر ، والظاهر والباطن
وقد وردت هذه الأسماء الأربعة مجتمعة في موضع واحد من القرآن الكريم ،قال الله تعالى :{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }وخير ما تفسر به هذه الأسماء الحسنى ويبين به معناها ما ورد في السنة النبوية في مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لربه بهذه الأسماء مناجاة تتضمن بيان معاني هذه الأسماء وتوضيح مدلولاتها.
روى مسلم في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ،فالق الحَبّ والنوى ،ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ،اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،وأنت الآخر فليس بعدك شيء و،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء،اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر )
فبيّن عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء الجامع معنى كل اسم ونفى ما يناقضه ،وهذا أعلى درجات البيان .
رونق الامل
23 Jan 2013, 03:32 PM
http://up.ala7ebah.com/img/9m773955.gif
عبدالله الكعبي
23 Jan 2013, 11:35 PM
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا في الموضوع
شامخه بديني
29 Jan 2013, 11:35 AM
بارك الله فيكم لاحرمتم من الاجر والثواب
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir