ام حفصه
27 Jan 2013, 09:30 AM
http://up.ala7ebah.com/img/Gdw71466.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
الحمد لله الذي أتمَّ لنا النعمة، ووالَى علينا العطيَّة والمنَّة، وجعل أُمَّتنا - أمة الإسلام - خيرَ أمة، هدانا إليه صراطًا مستقيمًا، ودلَّنا إلى دِينه القويم، فلله الحمد أولاً وآخِرًا، وله الشكر ظاهرًا وباطنًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أبان التوحيد، وأوضح معالمه، وحمى حِماه، وسدَّ الذرائع المفضية إلى الإخلال بأصله أو الإنقاص من كماله ووفائه، صلَّى الله وسلم عليه وعلى آله، وأصحابه أجمعين، وجزاه عنَّا وعن أمة الإسلام خيرَ ما جزى نبيًّا عن أُمَّته.
الخطبة الثانيةأما بعد:عباد الله، اتقوا الله - تعالى - فإن تقوى الله - عز وجل - أساس السعادة، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، ثم اعلموا - رعاكم الله - أن مِنَّة الله عليكم بهذا الدين عظيمة؛ حيث هداكم لهذا الدين، وجعلكم مِن أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - مُعلمِ الخير، وهادي البشرية إلى صراط الله المستقيم، دين الله - جل وعلا - الذي ارتضاه لعباده، ولا يُقبل منهم دِينًا سواه، دين التوحيد والإخلاص، دين الإسلام والإيمان، دين البرِّ والإحسان، دين الوفاء والصفاء. عباد الله:إن هذا الدِّينَ القويمَ يقوم على تنقية دين الناس من كلِّ انحرافٍ وضلال وبُعدٍ عن الصراط المستقيم، وعلى تنقية عقولهم من الخُرافات الواهية، والخُزَعْبلات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، دينٌ ينهض بأهله إلى عالي المقامات ورفيعها، وعالي الدرجات ورفيعها، فاحمدوا الله على هذا الدين، واسألوا الله - جل وعلا - أن يثبِّتكم عليه إلى الممات. عباد الله:وإن مِن مِنَّة الله علينا بهذا الدين، دين الإخلاص والتوحيد، دين صفاء العبادة لربِّ العالمين، دين تعلُّق القلب بالله وحدًه؛ خضوعًا وتذلُّلاً، طمعًا وأملاً، تعلُّقٍ بالله وحدَه دونما سواه، وإنَّ مِن شُكْرِ الله - جل وعلا - على الهداية لهذا الدين أنْ يحرص كلُّ فردٍ من أفراده على الحفاظ عليه، وحُسن رعايته، والبُعد كلَّ البُعد من كلِّ أمرٍ يذهب أصله، أو يَنقص كماله. عباد الله:وإن التوحيد الذي هو أساس هذا الدين يعني إخلاص الأعمال كلِّها لله، فلا يسأل إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يُطلب المدد والعون، والشفاء والعافية إلا من الله؛ فهو - جل وعلا - الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وهو الذي يكشف الكربات، ويزيل الشدائد، وهو - تبارك وتعالى - الذي بيده أزمة الأمور، لا ربَّ إلا هو، ولا خالق إلا إياه، ولا معبود بحقٍّ سواه. عباد الله:وإن مما ينقص هذا التوحيد، وربَّما كان مُذْهِبًا لأصله، مُبطِلاً له من أساسه التعلُّق بالخيوط والحُروز والصدف ونحوها؛ لجلب النفع أو دفع الضُّرِّ، فإن هذا - عباد الله - من الشرك بالله - جل وعلا - فإن من الشرك بالله تعليق التمائم، والحُروز والخَرز ونحوها؛ لجلب النفع أو دفع الضُّرِّ، والله - جل وعلا - يقول في محكم التنزيل: ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر : 38]. الاعتماد إنما يكون على الله - جل وعلا - وطلب الشفاء وطلب دفع البلاء، ورفعه إنما يكون من الله؛ فهو - جل وعلا - المعطي المانع، الخافض الرافع، الذي بيده أزمة الأمور؛ روى الإمام أحمد في "مسنده" بإسناد لا بأس به عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، (والصفر النحاس)، فقال: ((ما هذه؟))، قال: من الواهنة، (والواهنة مرضٌ يصيب العَضُد)، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((انْبذْها))، وفي رواية ((انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، وإنك لو مِتَّ على ذلك، مِتَّ على غير مِلَّة محمد - صلى الله عليه وسلم))، وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من تعلَّق تميمة، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعةً، فلا وَدَعَ الله له))، وفي رواية: ((مَن تعلَّق تميمة، فقد أشرك))، وصحَّ عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ((إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلَة شِرْكٌ))، وتأمَّل هذه الأحاديث، وأمثالها في السُّنَّة كثير، وهذا - عباد الله - من نُصْحِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيانه لأُمَّته - أمة الإسلام - لتبقى أُمَّة عزيزة متعلِّقة بربِّها، معتمدة على خالقها ومولاها، منه وحدَه تطلب الشفاء، وإليه وحدَه تلتجئ، لا إلى خيوط وحروز، ولا إلى نحاس وحديد، ولا إلى صدف وودع من مخلوقات لا تغني عن نفسها شيئًا، فضلاً عن أن تَجلبَ لغيرها نفعًا أو دفعًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
الحمد لله الذي أتمَّ لنا النعمة، ووالَى علينا العطيَّة والمنَّة، وجعل أُمَّتنا - أمة الإسلام - خيرَ أمة، هدانا إليه صراطًا مستقيمًا، ودلَّنا إلى دِينه القويم، فلله الحمد أولاً وآخِرًا، وله الشكر ظاهرًا وباطنًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أبان التوحيد، وأوضح معالمه، وحمى حِماه، وسدَّ الذرائع المفضية إلى الإخلال بأصله أو الإنقاص من كماله ووفائه، صلَّى الله وسلم عليه وعلى آله، وأصحابه أجمعين، وجزاه عنَّا وعن أمة الإسلام خيرَ ما جزى نبيًّا عن أُمَّته.
الخطبة الثانيةأما بعد:عباد الله، اتقوا الله - تعالى - فإن تقوى الله - عز وجل - أساس السعادة، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، ثم اعلموا - رعاكم الله - أن مِنَّة الله عليكم بهذا الدين عظيمة؛ حيث هداكم لهذا الدين، وجعلكم مِن أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - مُعلمِ الخير، وهادي البشرية إلى صراط الله المستقيم، دين الله - جل وعلا - الذي ارتضاه لعباده، ولا يُقبل منهم دِينًا سواه، دين التوحيد والإخلاص، دين الإسلام والإيمان، دين البرِّ والإحسان، دين الوفاء والصفاء. عباد الله:إن هذا الدِّينَ القويمَ يقوم على تنقية دين الناس من كلِّ انحرافٍ وضلال وبُعدٍ عن الصراط المستقيم، وعلى تنقية عقولهم من الخُرافات الواهية، والخُزَعْبلات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان، دينٌ ينهض بأهله إلى عالي المقامات ورفيعها، وعالي الدرجات ورفيعها، فاحمدوا الله على هذا الدين، واسألوا الله - جل وعلا - أن يثبِّتكم عليه إلى الممات. عباد الله:وإن مِن مِنَّة الله علينا بهذا الدين، دين الإخلاص والتوحيد، دين صفاء العبادة لربِّ العالمين، دين تعلُّق القلب بالله وحدًه؛ خضوعًا وتذلُّلاً، طمعًا وأملاً، تعلُّقٍ بالله وحدَه دونما سواه، وإنَّ مِن شُكْرِ الله - جل وعلا - على الهداية لهذا الدين أنْ يحرص كلُّ فردٍ من أفراده على الحفاظ عليه، وحُسن رعايته، والبُعد كلَّ البُعد من كلِّ أمرٍ يذهب أصله، أو يَنقص كماله. عباد الله:وإن التوحيد الذي هو أساس هذا الدين يعني إخلاص الأعمال كلِّها لله، فلا يسأل إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يُطلب المدد والعون، والشفاء والعافية إلا من الله؛ فهو - جل وعلا - الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وهو الذي يكشف الكربات، ويزيل الشدائد، وهو - تبارك وتعالى - الذي بيده أزمة الأمور، لا ربَّ إلا هو، ولا خالق إلا إياه، ولا معبود بحقٍّ سواه. عباد الله:وإن مما ينقص هذا التوحيد، وربَّما كان مُذْهِبًا لأصله، مُبطِلاً له من أساسه التعلُّق بالخيوط والحُروز والصدف ونحوها؛ لجلب النفع أو دفع الضُّرِّ، فإن هذا - عباد الله - من الشرك بالله - جل وعلا - فإن من الشرك بالله تعليق التمائم، والحُروز والخَرز ونحوها؛ لجلب النفع أو دفع الضُّرِّ، والله - جل وعلا - يقول في محكم التنزيل: ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر : 38]. الاعتماد إنما يكون على الله - جل وعلا - وطلب الشفاء وطلب دفع البلاء، ورفعه إنما يكون من الله؛ فهو - جل وعلا - المعطي المانع، الخافض الرافع، الذي بيده أزمة الأمور؛ روى الإمام أحمد في "مسنده" بإسناد لا بأس به عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، (والصفر النحاس)، فقال: ((ما هذه؟))، قال: من الواهنة، (والواهنة مرضٌ يصيب العَضُد)، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((انْبذْها))، وفي رواية ((انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، وإنك لو مِتَّ على ذلك، مِتَّ على غير مِلَّة محمد - صلى الله عليه وسلم))، وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من تعلَّق تميمة، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعةً، فلا وَدَعَ الله له))، وفي رواية: ((مَن تعلَّق تميمة، فقد أشرك))، وصحَّ عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ((إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلَة شِرْكٌ))، وتأمَّل هذه الأحاديث، وأمثالها في السُّنَّة كثير، وهذا - عباد الله - من نُصْحِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيانه لأُمَّته - أمة الإسلام - لتبقى أُمَّة عزيزة متعلِّقة بربِّها، معتمدة على خالقها ومولاها، منه وحدَه تطلب الشفاء، وإليه وحدَه تلتجئ، لا إلى خيوط وحروز، ولا إلى نحاس وحديد، ولا إلى صدف وودع من مخلوقات لا تغني عن نفسها شيئًا، فضلاً عن أن تَجلبَ لغيرها نفعًا أو دفعًا.