ام حفصه
28 Jan 2013, 11:50 AM
http://almoslim.net/files/images/thumb/57551026722220-thumb2.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نها ولاشك مشكلة تفرض نفسها على دوائر الثقافة العربية والإسلامية وهي كذلك مشكلة تلقي بظلالها على واقع اجتماعي حالي وآخر مستقبلي ستكتبه الأجيال , مشكلة الكثرة الهائلة في أعداد المطلقين والمطلقات في المجتمع العربي التي لا يجب أن تمر دون متابعة أو أن نغمض الأعين عنها لأنها قنبلة موقوتة تهدد بنسف المجتمعات العربية من جذورها. ومشكلة انهيار العلاقات الزوجية ستصيب البنية الأساسية للمجتمع والوحدة المكونة له وهي الأسرة، وهذا الانهيار لن يصيب فقط الأطراف المباشرة وهم الأزواج والزوجات، ولن ينعكس فحسب على الأبناء، بل إن آثاره تتعدى ذاك كله إلى المجتمع ككل في هيئة أشخاص غير أسوياء نفسيا ومتعبين ومكدودين لا يقدرون على الإنتاج أو الإتقان في العمل أو الابتكار والإبداع وإنما سيكونون منغلقين أو منشغلين فقط بهمومهم الخاصة. وهذا في حد ذاته يسهل الطرق أمام شيوع الفساد بكل أشكاله ودرجاته .. وفي حين نجد مبادرات علمية جادة في بعض بلاد الغرب والشرق الأقصى لبحث المشاكل الحقيقية للمجتمع وبث دعوات للاهتمام بالقيم والنظام الأسرى، يتكفل العلمانيون ودعاة التسوية في العالم العربي ببث أفكار تساهم في هدم القيم الأسرية إلى جانب الإصرار على فصل الدين عن الحياة وإشاعة أجواء عامة لاستقواء المرأة ضد الرجل وضد المنظومة الأسرية ككل. وقد لفت نظري مؤخراً مقال في إحدى الجرائد العربية الكبرى، وفي صفحة المرأة، فبرغم الإحصائيات والدراسات الميدانية التي تقوم بها المؤسسات البحثية والاجتماعية والتي تؤكد على وجود أرقام مخيفة لطلاق حديثي الزواج، إلا أن المعالجة كما جاءت في المقال، تتم بمزيد من الاشتعال والتفريق، فيرون أن الحل هو رفع سن الزواج حيث أن المطلقات من سن 20 ـ 25 .. والأفضل أن تتزوج الفتيات وهن في سن كبيرة وكذلك الشباب. وهذا من المضحك المبكي لأن سن الزواج قد ارتفع والعنوسة قد انتشرت والظروف الاقتصادية الخانقة جاسمة على الصدور ورغم ذلك فإن الحل الأوحد دائما عند هؤلاء هو مزيد من التعقيد .. بدلا من التشجيع على الزواج المبكر وتهيئة الأجواء لنمو المشاعر الإنسانية بين الفتيات والشباب داخل الحصانة الزوجية. إحدى المهتمات بقضايا المرأة تؤكد أن الحل دائما في تغيير قوانين الأسرة، وكأن مثل تلك الدعاوي صارت من ضروريات الحياة ويجب أن يكون التغيير في تلك القوانين بشكل دوري ! . ويساهم هؤلاء بالدور الأكبر في تدمير الأسرة العربية وإشاعة الطلاق والتفكك من خلال الترويج لقيم الفردية والأنانية والتمرد والنشوز وعدم الرضا والتفلت لدى النساء تحت شعارات المساواة والحرية والتمكين والاستقلال وتنمية الذات. ويؤدي رواج هذه القيم إلى أن المرأة تعتبر أن تحقيق ذاتها وسعادتها ومعنى وجودها لا يتحقق أبدا داخل أسرتها، التي أصبحت الآن تصور على أنها سجن بغيض للمرأة ويعوق حريتها ويعطلها عن مواصلة نشاطاتها خارج الأسرة مثل التعليم والعمل وما شابه ذلك ولذلك توضع بذرة التفكك أو بذره النهاية داخل الأسرة حتى قبل أن تبدأ حياتها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نها ولاشك مشكلة تفرض نفسها على دوائر الثقافة العربية والإسلامية وهي كذلك مشكلة تلقي بظلالها على واقع اجتماعي حالي وآخر مستقبلي ستكتبه الأجيال , مشكلة الكثرة الهائلة في أعداد المطلقين والمطلقات في المجتمع العربي التي لا يجب أن تمر دون متابعة أو أن نغمض الأعين عنها لأنها قنبلة موقوتة تهدد بنسف المجتمعات العربية من جذورها. ومشكلة انهيار العلاقات الزوجية ستصيب البنية الأساسية للمجتمع والوحدة المكونة له وهي الأسرة، وهذا الانهيار لن يصيب فقط الأطراف المباشرة وهم الأزواج والزوجات، ولن ينعكس فحسب على الأبناء، بل إن آثاره تتعدى ذاك كله إلى المجتمع ككل في هيئة أشخاص غير أسوياء نفسيا ومتعبين ومكدودين لا يقدرون على الإنتاج أو الإتقان في العمل أو الابتكار والإبداع وإنما سيكونون منغلقين أو منشغلين فقط بهمومهم الخاصة. وهذا في حد ذاته يسهل الطرق أمام شيوع الفساد بكل أشكاله ودرجاته .. وفي حين نجد مبادرات علمية جادة في بعض بلاد الغرب والشرق الأقصى لبحث المشاكل الحقيقية للمجتمع وبث دعوات للاهتمام بالقيم والنظام الأسرى، يتكفل العلمانيون ودعاة التسوية في العالم العربي ببث أفكار تساهم في هدم القيم الأسرية إلى جانب الإصرار على فصل الدين عن الحياة وإشاعة أجواء عامة لاستقواء المرأة ضد الرجل وضد المنظومة الأسرية ككل. وقد لفت نظري مؤخراً مقال في إحدى الجرائد العربية الكبرى، وفي صفحة المرأة، فبرغم الإحصائيات والدراسات الميدانية التي تقوم بها المؤسسات البحثية والاجتماعية والتي تؤكد على وجود أرقام مخيفة لطلاق حديثي الزواج، إلا أن المعالجة كما جاءت في المقال، تتم بمزيد من الاشتعال والتفريق، فيرون أن الحل هو رفع سن الزواج حيث أن المطلقات من سن 20 ـ 25 .. والأفضل أن تتزوج الفتيات وهن في سن كبيرة وكذلك الشباب. وهذا من المضحك المبكي لأن سن الزواج قد ارتفع والعنوسة قد انتشرت والظروف الاقتصادية الخانقة جاسمة على الصدور ورغم ذلك فإن الحل الأوحد دائما عند هؤلاء هو مزيد من التعقيد .. بدلا من التشجيع على الزواج المبكر وتهيئة الأجواء لنمو المشاعر الإنسانية بين الفتيات والشباب داخل الحصانة الزوجية. إحدى المهتمات بقضايا المرأة تؤكد أن الحل دائما في تغيير قوانين الأسرة، وكأن مثل تلك الدعاوي صارت من ضروريات الحياة ويجب أن يكون التغيير في تلك القوانين بشكل دوري ! . ويساهم هؤلاء بالدور الأكبر في تدمير الأسرة العربية وإشاعة الطلاق والتفكك من خلال الترويج لقيم الفردية والأنانية والتمرد والنشوز وعدم الرضا والتفلت لدى النساء تحت شعارات المساواة والحرية والتمكين والاستقلال وتنمية الذات. ويؤدي رواج هذه القيم إلى أن المرأة تعتبر أن تحقيق ذاتها وسعادتها ومعنى وجودها لا يتحقق أبدا داخل أسرتها، التي أصبحت الآن تصور على أنها سجن بغيض للمرأة ويعوق حريتها ويعطلها عن مواصلة نشاطاتها خارج الأسرة مثل التعليم والعمل وما شابه ذلك ولذلك توضع بذرة التفكك أو بذره النهاية داخل الأسرة حتى قبل أن تبدأ حياتها.