ام حفصه
28 Jan 2013, 05:13 PM
http://almoslim.net/files/images/thumb/prostration-3-thumb2.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعد العثمان
إنَّ من العجب العجيب العجاب، أنَّ الكثيرين من العلماء، أو طلاب العلم، في الشَّام وغيرها، لم يحسموا موقفهم بعد من الثورة، وما زالوا يعتبرون النَّظام السُّوري له ولاية شرعيَّة، ويجب طاعته.
إنَّ النَّظام الحاكم في سوريَّة، نظامٌ طائفيُّ حتَّى النُّخاع، بيد أنَّ الثَّورة السُّوريَّة وطنيَّة بامتياز، والنِّظام كلُّ همِّه وغايته، أن يُقحم الطَّائفيَّة والمذهبيَّة في السَّاحة السُّوريَّة، ورجال الثَّورة ينكرون، ويرفضون، ويشجبون، هذا الإقحام، ومستمرُّون على سلميَّة ثورتهم، ووحدة أطياف المجتمع السُّوري، وإقرار مبدأ التَّعايش السِّلمي.
ولكنَّ النِّظام الأسدي فاجأ السُّوريين بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، ببعض الممارسات، والتَّصرفات، التي تُخرج من ملة الإسلام، وقد شاهد المواطنون في سوريَّة، والمسلمون في أنحاء العالم ذلك، ولمَسوه بحواسِّهم، ومشاعرهم، وقلوبهم، وضمائرهم، وتحرَّقوا على تلك الممارسات، ودماؤهم تغلي في قلوبهم كرهاً، وبغضاً، لهذا النِّظام، الذي اعتدى على الذَّات الإلهيَّة، وأكره أهلَ السُّنَّة على هذا الاعتداء.
أما رأيت – أخي المسلم- عبر الأقنية الفضائيَّة، جلاوزة النِّظام، وهم يُكرِهون رجالاً من أهل السُّنَّة، للسِّجود لطاغية الشَّام وظالمها، وتأليهه، وإجبار الجنود للمتظاهرين على التَّلفظ بتوحيده، بدلاً من توحيد الله عزَّ وجلَّ، ليس هذا عملاً فردياً أبداً، كما ادعى الطَّاغية، بل هو سلوك؛ يعكس عقائد كفريَّة، لطائفة تسبَّبت بنبذ ذاتها اجتماعياً. لكن!! التَّجاهل الإعلامي، ظلَّ سيد الموقف، حتى نقلت إحدى القنوات الأجنبيَّة، بعد خمسة شهور، مشاهد حيَّة لجنود النِّظام، يلطمون جنديَّاً سنِّيَّاً ويطالبونه بترديد عبارة: لا إله إلا ماهر .. لا إله إلا بشار!!!.
إنَّ الطَّائفة النُّصيريَّة التي تحكم لأول مرة في تاريخها، بلداً مسلماً سنِّيَّاً، تمارس أبشع أنواع القتل ضدَّ السُّوريين، سواءً كانوا أطفالاً رضْعاً، أو عجائز، لأنَّها طائفة لا تؤمن بالله، ولا ببعث أو نشور، ولا بجنَّة أو نار؛ إلا في الدُّنيا، وبالتَّالي لا يمكن لها، أن تخشَ على ما تراه جنَّتها التي تحقَّقت في الأرض؛ إلا من أولئك الذين يسعون لإزاحتها عن الحكم، أعني المتظاهرين السِّلميين!!.
كلُّ المراقبين، والسِّياسيين، والسُّوريين، يعلمون علم اليقين، حقيقة المواجهة مع هذا النِّظام، وإلى أين ستؤدي. وكلُّ هؤلاء، وغيرهم، يعلمون أنَّ درجة الاحتقان ما بين السُّنَّة والعلويين، وصلت حدوداً بالغة الخطورة، خاصَّة وأنَّ الفرقة الرَّابعة، تشهد تطوُّعاً هائلاً من أفراد الطَّائفة في صفوفها، الأمر الذي ضاعف أعدادها، بشكل جنوني، أو بعد أن دفعت الثَّورة السُّورية ثمن " السلميَّة " آلاف الضَّحايا، وآلاف المفقودين، وآلاف المعتقلين، ومئات آلاف المعذَّبين، في المدن المنكوبة يوماً بعد يوم.
إنَّهم ببساطة، يُسَرِّعون الخُطى، لتكون حرباً طائفيَّةً في المنطقة، لا تبقي ولا تذر. فهل يجب أن يفنى السُّوريون، حتَّى يقتنع الإعلام، ودعاة السلميَّة، أنَّ النِّظام لن يُسلِّم لهم بالهزيمة إلا على أشلائه؟!.
ألم يقل رامي مخلوف، لصحيفة نيويورك تايمز، بتاريخ: 9/5/2011، عباراته الماكرة الحاقدة:( هذا يعني الكارثة، ولدينا الكثير من المقاتلين، سنجلس هنا، ونعتبرها معركة حتَّى النِّهاية، ويجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني لوحدنا!!)
من هو الذي لا يعرف اليوم، أنَّ الجيش والشُّرطة السُّوريين يتمركزان في الوسط، والجنوب، بيد أنَّ الحدود التُّركية شبه خالية، على عمق مائتي كيلومتر أو أكثر؟!. ومن هو الذي لا يعرف، أنَّ حماة، وحمص خاصَّة، ومناطق أخرى، ليست درعا استثناء منها، باتت تتحضر صراحة، لمواجهة عسكريَّة طاحنة، مع نظام ليس مؤهلا إلا للقتل؟!.
كلُّ المؤشرات، تدلُّ على أنَّ الثَّورة السُّورية، تتجه نحو العسكرة، ليس رغبة في الإطاحة بالنِّظام، بقدر ما هي مرغمة على الدِّفاع عن النَّفس، وحماية الأعراض، والأرواح البريئة، من أن يسفكها قتلة، بلا مبدأ، ولا ذمَّة، ولا دين، ولا ضمير.
أمَّا الدَّعوات المنادية بالتَّدخل الدَّولي؛ فنأمل أن يحكِّم أصحابُها العقل، والدِّين، والضَّمير، فيما يدعون إليه، لاسيَّما وأنَّهم يعلمون حقيقة المواقف الدَّولية، من النِّظام السُّوري، وحاجتهم إليه. فأي منطق يدفع الغرب، لتقديم الحماية لشعب ذو تاريخيَّة إسلامية عريقة ومميزة؟!!.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعد العثمان
إنَّ من العجب العجيب العجاب، أنَّ الكثيرين من العلماء، أو طلاب العلم، في الشَّام وغيرها، لم يحسموا موقفهم بعد من الثورة، وما زالوا يعتبرون النَّظام السُّوري له ولاية شرعيَّة، ويجب طاعته.
إنَّ النَّظام الحاكم في سوريَّة، نظامٌ طائفيُّ حتَّى النُّخاع، بيد أنَّ الثَّورة السُّوريَّة وطنيَّة بامتياز، والنِّظام كلُّ همِّه وغايته، أن يُقحم الطَّائفيَّة والمذهبيَّة في السَّاحة السُّوريَّة، ورجال الثَّورة ينكرون، ويرفضون، ويشجبون، هذا الإقحام، ومستمرُّون على سلميَّة ثورتهم، ووحدة أطياف المجتمع السُّوري، وإقرار مبدأ التَّعايش السِّلمي.
ولكنَّ النِّظام الأسدي فاجأ السُّوريين بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، ببعض الممارسات، والتَّصرفات، التي تُخرج من ملة الإسلام، وقد شاهد المواطنون في سوريَّة، والمسلمون في أنحاء العالم ذلك، ولمَسوه بحواسِّهم، ومشاعرهم، وقلوبهم، وضمائرهم، وتحرَّقوا على تلك الممارسات، ودماؤهم تغلي في قلوبهم كرهاً، وبغضاً، لهذا النِّظام، الذي اعتدى على الذَّات الإلهيَّة، وأكره أهلَ السُّنَّة على هذا الاعتداء.
أما رأيت – أخي المسلم- عبر الأقنية الفضائيَّة، جلاوزة النِّظام، وهم يُكرِهون رجالاً من أهل السُّنَّة، للسِّجود لطاغية الشَّام وظالمها، وتأليهه، وإجبار الجنود للمتظاهرين على التَّلفظ بتوحيده، بدلاً من توحيد الله عزَّ وجلَّ، ليس هذا عملاً فردياً أبداً، كما ادعى الطَّاغية، بل هو سلوك؛ يعكس عقائد كفريَّة، لطائفة تسبَّبت بنبذ ذاتها اجتماعياً. لكن!! التَّجاهل الإعلامي، ظلَّ سيد الموقف، حتى نقلت إحدى القنوات الأجنبيَّة، بعد خمسة شهور، مشاهد حيَّة لجنود النِّظام، يلطمون جنديَّاً سنِّيَّاً ويطالبونه بترديد عبارة: لا إله إلا ماهر .. لا إله إلا بشار!!!.
إنَّ الطَّائفة النُّصيريَّة التي تحكم لأول مرة في تاريخها، بلداً مسلماً سنِّيَّاً، تمارس أبشع أنواع القتل ضدَّ السُّوريين، سواءً كانوا أطفالاً رضْعاً، أو عجائز، لأنَّها طائفة لا تؤمن بالله، ولا ببعث أو نشور، ولا بجنَّة أو نار؛ إلا في الدُّنيا، وبالتَّالي لا يمكن لها، أن تخشَ على ما تراه جنَّتها التي تحقَّقت في الأرض؛ إلا من أولئك الذين يسعون لإزاحتها عن الحكم، أعني المتظاهرين السِّلميين!!.
كلُّ المراقبين، والسِّياسيين، والسُّوريين، يعلمون علم اليقين، حقيقة المواجهة مع هذا النِّظام، وإلى أين ستؤدي. وكلُّ هؤلاء، وغيرهم، يعلمون أنَّ درجة الاحتقان ما بين السُّنَّة والعلويين، وصلت حدوداً بالغة الخطورة، خاصَّة وأنَّ الفرقة الرَّابعة، تشهد تطوُّعاً هائلاً من أفراد الطَّائفة في صفوفها، الأمر الذي ضاعف أعدادها، بشكل جنوني، أو بعد أن دفعت الثَّورة السُّورية ثمن " السلميَّة " آلاف الضَّحايا، وآلاف المفقودين، وآلاف المعتقلين، ومئات آلاف المعذَّبين، في المدن المنكوبة يوماً بعد يوم.
إنَّهم ببساطة، يُسَرِّعون الخُطى، لتكون حرباً طائفيَّةً في المنطقة، لا تبقي ولا تذر. فهل يجب أن يفنى السُّوريون، حتَّى يقتنع الإعلام، ودعاة السلميَّة، أنَّ النِّظام لن يُسلِّم لهم بالهزيمة إلا على أشلائه؟!.
ألم يقل رامي مخلوف، لصحيفة نيويورك تايمز، بتاريخ: 9/5/2011، عباراته الماكرة الحاقدة:( هذا يعني الكارثة، ولدينا الكثير من المقاتلين، سنجلس هنا، ونعتبرها معركة حتَّى النِّهاية، ويجب أن يعلموا أننا حين نعاني لن نعاني لوحدنا!!)
من هو الذي لا يعرف اليوم، أنَّ الجيش والشُّرطة السُّوريين يتمركزان في الوسط، والجنوب، بيد أنَّ الحدود التُّركية شبه خالية، على عمق مائتي كيلومتر أو أكثر؟!. ومن هو الذي لا يعرف، أنَّ حماة، وحمص خاصَّة، ومناطق أخرى، ليست درعا استثناء منها، باتت تتحضر صراحة، لمواجهة عسكريَّة طاحنة، مع نظام ليس مؤهلا إلا للقتل؟!.
كلُّ المؤشرات، تدلُّ على أنَّ الثَّورة السُّورية، تتجه نحو العسكرة، ليس رغبة في الإطاحة بالنِّظام، بقدر ما هي مرغمة على الدِّفاع عن النَّفس، وحماية الأعراض، والأرواح البريئة، من أن يسفكها قتلة، بلا مبدأ، ولا ذمَّة، ولا دين، ولا ضمير.
أمَّا الدَّعوات المنادية بالتَّدخل الدَّولي؛ فنأمل أن يحكِّم أصحابُها العقل، والدِّين، والضَّمير، فيما يدعون إليه، لاسيَّما وأنَّهم يعلمون حقيقة المواقف الدَّولية، من النِّظام السُّوري، وحاجتهم إليه. فأي منطق يدفع الغرب، لتقديم الحماية لشعب ذو تاريخيَّة إسلامية عريقة ومميزة؟!!.