عبدالله الكعبي
29 Jan 2013, 11:12 PM
الزمان فوق حكاياتٍ محبوسة
هل أنا كنت طفلا أم أن الذي كان طفلا سواي؟
هذه الصورة العائلية.. كان أبي جالسا وأنا واقفا.. تتدلى يداي، رفسة من فرس تركت في جبيني شجا، وعلمتِ القلب أن يحترس.
أتذكر.. سال دمي أتذكر مات أبي نازفا.
1
كنا نغسل النهار بدردشاتنا ونحاكي خلوة الروح قُبيل افتضاح السحر، كنا وكانت جزيرتنا ترتدي صحوة صبحها،صحوة عنفوانها، وكان القلب يحيك نبضه بمعجون
الصبر،وبحكايات محبوسة الشوق والدم.
وكان الحرس يجوب فناء الخلوات ويتنفس الرهبة في ثنايا الذاكرة. خلوتهم في الجمع..وصحبتهم في جبة عالم يطوي كتابه في عيون النهار.
ومع أول الصيد نتلفت، نقيس حدود شباكهم ونسأل الفضول عن لوعة في الجرح.
قالوا: أول العيد سوف يأتي مارد يفتح جراح الشوق ويغسل الجزيرة من شهوات العسس، يفتح جدار المنع أمام ساكنيها. قالوا: ولم يضحك الصباح.
الجراح بقيت شواهد تلون جدار الخوف، وتتلو ما للزمان من وجع لم يهدأ، وكنت معهم ألاعب النبض، واستحضر ما للجزيرة من همس ومن الق، وعند مفترق
الحكايات أسرد صبابتي واحتضن يومي بأمل جديد..لأنهم معي والزمان واقع فوق جبة عالم، بل هو واقع حوافر الخيل من الم الجسد.
2
من لنا بعد كل الذي لوعنا وغسل خطاياه من جروحنا، مشعلٌ مزاميره بالكذب والأقاويل الوسخة؟
من لنا والدار قد ضاقت بأهلها، وبقي في دمعنا صحوة من وطن؟
أطفال رضعوا موتهم واستراحوا على جهات لم ترحمهم، ولم تسقهم شهقة الريح.
قلت ما لم تقله العاصفة:
لن أبكيك يا أبي، لأنني خجل من بكائي في حضرة الوطن، فلتبكك السماء
وليشتعل العمر بالحب
3
أمي لتغطيني بانتظارك ولتكن دعواتك أعراس ميلادي الذي لم ينته.. ولم تكن جراح المنتمين للشوق، كما عرفت وكما علّمني عنه وفاؤكِ.
أمي.. تنورك المضيء بالانتظار ظل يشتعل بالدعاء وظل ما حوله وطنا يبحثُ عن صغار،نلتحفه رغم الوجع، ورغم الموانع وانحدارات السيول. وظلوا معي صحبة
يفتلون الحكايات من أنين واقعهم واشتعال البحر بالصمت، رغم ما خلفته من قروح تقيح بالدم.
4
ولسناعلى خلاف مع الموت.
ولسنا على خلاف مع الحب.
ولسنا من سلالة الغجر حتى نتجبر على سقف شوقنا ونغتال المحبين.
الحكاية في نصها اننا والعصافير في عرس هذا الوطن، نلوك جراحنا وننتظر الشمس.
لأن بيتها يا أمي أنت، وأنت عمق خيوط العناق، وثوب مطرز بزهور الروح.
5
صبية يا أمي حائر اتبحث عن ضياعها، والدار أوسع من أن تضيق بنا
حملوا نعشهم، فرفض ملك الموت أن يتقدم نعشهم، لأنه عالم ان نهارهم باقٍ، ويوم موتهم خدعة في النهار الكبير.
انتظروا سنين وهم يغزلون دموعهم ويشعلون عيونهم بالنور والصحوة العالقة بالصبر.
انتظروا، وكنتِ يا أماه أول من زغرد وآخر من زغرد يوم شب عود الصبا في جسدي، لمسة
من حنان، ذكرتني بسدرة المنتهى سدرة علمتنا العناق، بين فضة في
الغياب وبهجة في الحلم وصهوة في الغيم، انشغلت الذاكرة بلون كفيك وبوصد همك.
لأن الجدار في انتمائه للأرض ظل على حيزوم البرق ينتفض بالمطر، وظل طيفك يجوس بعالمي.
كلوعة في الغياب.. وكصحوة في الوله.
يا حصان أبي..
يا صلاة الوطن، صبية في الحكايات يسردون يومهم ويسبّحون تسبيحة الروح من دون خجل،من دون واعز من احد.
6
أبي..لست سوى صيحة في الحياة.. ولسنا سوى شهقة في المطر.
7
هي تدرك ما لنا في السحب سوى الحلم، ونحن في فيضها نستعيد البرقئ
وفي صبيحة الرسائل.. جاءوا بحلم جديد.. وبعرس جديد فتحوا قلوبهم..
فضحك الحرف وبكت خطوات العسكر... آه.. لسنا سوى شهب انحدرت في حبها، في شوقها،
في شغفها المفتون بالدفء نحو احتضان الوطن.
8
ادري انك كنت تراقبين حلمي من ثقوب القلب.. ادري انك على عتبات حلمي تغزلين بوحك..
ولكن الذي لا تدرين عنه انني اسرق طيفك وأباهي به كل مخلوقات الدنيا.
9
ياذا البهاء الجميل.. يا ذا الوطن النائم على صحوة الحب، لأنك الخيل المطهمة بالانتظار احبك.. وأتوسد كل جراح العمر فيك.
لأن شهقة النائم في المرسى على موعد مع السفن.
ونوارس الماء.
وأناعلى موعد مع الحب ولن أختار من جهاتي سوى أنتِ.. وكل ما دونك خواء.
كل ما حولك يشدني للجسد، بل يشدنا للحياة، شهقة النائم للحلم.
أينا كان طفلا؟
لم تكن طفولتنا سوى سارية للحنين، سارية ظلت على علوها ترقب النجوم وتحلب الانتظار من عيون النهار.
احبك َأيها الوطن احبكِ يا بلاد النخيل.
أينا كان طفلا أينا أضاع البلاد؟
وفي غفلة من الموت، تعلقنا بصواري الحلم، نلوك جراحنا بصمت ونرقب فتيل الصبر،
نشعل بدفء أجسادنا فناء الجزيرة، لعل عائدنا قد فتق غيمة البشارة وجاءنا
بوعد الضرير في صحوة الفجر.
لعل رعدنا أشعل الغيم بالمطر، وعاد بنا نحو سرب الطيور المبشرة بالانعتاق.
هكذا هجسنا، حلمنا، هكذا رقص بنا الانتظار.
فنم فوق ساعدين من حنان.
ونم يا وطن في عيون أمي وشهقة أبي ورقصة الصحاب.
10
صحوت من حلم..
نحوحلم جديد
فتحت رسالة قادمة من جهة القلب.
وبعامية العوام أنشدت..
ابجده..
وبديرتي يحجون عنك
والحج يعنك أسير
قرح عيون المحبين
طاير بشوقك..
على بالك تطير
العشق توه صغير.
11
دخلت ُفضاء لحافي..
حضنتك بقوة، وصرختُ، أماه دثريني في عيون الوطن..
وبكيت بخجل.
كلما رأيتك تحملين زوادة سجني وتقطعين المسافات كي تريني، رغم قسوة العسس،
واستغاثات حبيبتي التي غسلت لها شعرها من سعق النخل وبماء البحر دعكت
جسدها بالشوق.
هل أنا كنت طفلا أم أن الذي كان طفلا سواي؟
هذه الصورة العائلية.. كان أبي جالسا وأنا واقفا.. تتدلى يداي، رفسة من فرس تركت في جبيني شجا، وعلمتِ القلب أن يحترس.
أتذكر.. سال دمي أتذكر مات أبي نازفا.
1
كنا نغسل النهار بدردشاتنا ونحاكي خلوة الروح قُبيل افتضاح السحر، كنا وكانت جزيرتنا ترتدي صحوة صبحها،صحوة عنفوانها، وكان القلب يحيك نبضه بمعجون
الصبر،وبحكايات محبوسة الشوق والدم.
وكان الحرس يجوب فناء الخلوات ويتنفس الرهبة في ثنايا الذاكرة. خلوتهم في الجمع..وصحبتهم في جبة عالم يطوي كتابه في عيون النهار.
ومع أول الصيد نتلفت، نقيس حدود شباكهم ونسأل الفضول عن لوعة في الجرح.
قالوا: أول العيد سوف يأتي مارد يفتح جراح الشوق ويغسل الجزيرة من شهوات العسس، يفتح جدار المنع أمام ساكنيها. قالوا: ولم يضحك الصباح.
الجراح بقيت شواهد تلون جدار الخوف، وتتلو ما للزمان من وجع لم يهدأ، وكنت معهم ألاعب النبض، واستحضر ما للجزيرة من همس ومن الق، وعند مفترق
الحكايات أسرد صبابتي واحتضن يومي بأمل جديد..لأنهم معي والزمان واقع فوق جبة عالم، بل هو واقع حوافر الخيل من الم الجسد.
2
من لنا بعد كل الذي لوعنا وغسل خطاياه من جروحنا، مشعلٌ مزاميره بالكذب والأقاويل الوسخة؟
من لنا والدار قد ضاقت بأهلها، وبقي في دمعنا صحوة من وطن؟
أطفال رضعوا موتهم واستراحوا على جهات لم ترحمهم، ولم تسقهم شهقة الريح.
قلت ما لم تقله العاصفة:
لن أبكيك يا أبي، لأنني خجل من بكائي في حضرة الوطن، فلتبكك السماء
وليشتعل العمر بالحب
3
أمي لتغطيني بانتظارك ولتكن دعواتك أعراس ميلادي الذي لم ينته.. ولم تكن جراح المنتمين للشوق، كما عرفت وكما علّمني عنه وفاؤكِ.
أمي.. تنورك المضيء بالانتظار ظل يشتعل بالدعاء وظل ما حوله وطنا يبحثُ عن صغار،نلتحفه رغم الوجع، ورغم الموانع وانحدارات السيول. وظلوا معي صحبة
يفتلون الحكايات من أنين واقعهم واشتعال البحر بالصمت، رغم ما خلفته من قروح تقيح بالدم.
4
ولسناعلى خلاف مع الموت.
ولسنا على خلاف مع الحب.
ولسنا من سلالة الغجر حتى نتجبر على سقف شوقنا ونغتال المحبين.
الحكاية في نصها اننا والعصافير في عرس هذا الوطن، نلوك جراحنا وننتظر الشمس.
لأن بيتها يا أمي أنت، وأنت عمق خيوط العناق، وثوب مطرز بزهور الروح.
5
صبية يا أمي حائر اتبحث عن ضياعها، والدار أوسع من أن تضيق بنا
حملوا نعشهم، فرفض ملك الموت أن يتقدم نعشهم، لأنه عالم ان نهارهم باقٍ، ويوم موتهم خدعة في النهار الكبير.
انتظروا سنين وهم يغزلون دموعهم ويشعلون عيونهم بالنور والصحوة العالقة بالصبر.
انتظروا، وكنتِ يا أماه أول من زغرد وآخر من زغرد يوم شب عود الصبا في جسدي، لمسة
من حنان، ذكرتني بسدرة المنتهى سدرة علمتنا العناق، بين فضة في
الغياب وبهجة في الحلم وصهوة في الغيم، انشغلت الذاكرة بلون كفيك وبوصد همك.
لأن الجدار في انتمائه للأرض ظل على حيزوم البرق ينتفض بالمطر، وظل طيفك يجوس بعالمي.
كلوعة في الغياب.. وكصحوة في الوله.
يا حصان أبي..
يا صلاة الوطن، صبية في الحكايات يسردون يومهم ويسبّحون تسبيحة الروح من دون خجل،من دون واعز من احد.
6
أبي..لست سوى صيحة في الحياة.. ولسنا سوى شهقة في المطر.
7
هي تدرك ما لنا في السحب سوى الحلم، ونحن في فيضها نستعيد البرقئ
وفي صبيحة الرسائل.. جاءوا بحلم جديد.. وبعرس جديد فتحوا قلوبهم..
فضحك الحرف وبكت خطوات العسكر... آه.. لسنا سوى شهب انحدرت في حبها، في شوقها،
في شغفها المفتون بالدفء نحو احتضان الوطن.
8
ادري انك كنت تراقبين حلمي من ثقوب القلب.. ادري انك على عتبات حلمي تغزلين بوحك..
ولكن الذي لا تدرين عنه انني اسرق طيفك وأباهي به كل مخلوقات الدنيا.
9
ياذا البهاء الجميل.. يا ذا الوطن النائم على صحوة الحب، لأنك الخيل المطهمة بالانتظار احبك.. وأتوسد كل جراح العمر فيك.
لأن شهقة النائم في المرسى على موعد مع السفن.
ونوارس الماء.
وأناعلى موعد مع الحب ولن أختار من جهاتي سوى أنتِ.. وكل ما دونك خواء.
كل ما حولك يشدني للجسد، بل يشدنا للحياة، شهقة النائم للحلم.
أينا كان طفلا؟
لم تكن طفولتنا سوى سارية للحنين، سارية ظلت على علوها ترقب النجوم وتحلب الانتظار من عيون النهار.
احبك َأيها الوطن احبكِ يا بلاد النخيل.
أينا كان طفلا أينا أضاع البلاد؟
وفي غفلة من الموت، تعلقنا بصواري الحلم، نلوك جراحنا بصمت ونرقب فتيل الصبر،
نشعل بدفء أجسادنا فناء الجزيرة، لعل عائدنا قد فتق غيمة البشارة وجاءنا
بوعد الضرير في صحوة الفجر.
لعل رعدنا أشعل الغيم بالمطر، وعاد بنا نحو سرب الطيور المبشرة بالانعتاق.
هكذا هجسنا، حلمنا، هكذا رقص بنا الانتظار.
فنم فوق ساعدين من حنان.
ونم يا وطن في عيون أمي وشهقة أبي ورقصة الصحاب.
10
صحوت من حلم..
نحوحلم جديد
فتحت رسالة قادمة من جهة القلب.
وبعامية العوام أنشدت..
ابجده..
وبديرتي يحجون عنك
والحج يعنك أسير
قرح عيون المحبين
طاير بشوقك..
على بالك تطير
العشق توه صغير.
11
دخلت ُفضاء لحافي..
حضنتك بقوة، وصرختُ، أماه دثريني في عيون الوطن..
وبكيت بخجل.
كلما رأيتك تحملين زوادة سجني وتقطعين المسافات كي تريني، رغم قسوة العسس،
واستغاثات حبيبتي التي غسلت لها شعرها من سعق النخل وبماء البحر دعكت
جسدها بالشوق.