ام حفصه
02 Feb 2013, 11:32 AM
http://islamstory.com/sites/default/files/styles/300px_node_fullcontent_img/public/12/12/01/158922.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يفتر المشركون عن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم، وأظهره الله عليهم، ومع ما له صلى الله عليه وسلم من عظيم القَدْر والمنزلة، إلا أنه قد حظي من البلاء بالحِمْل الثقيل، والعناء الطويل، منذ أول يومٍ صدع فيه بالدعوة، فكانت فترة رسالته صلى الله عليه وسلم وحياته سلسلة متصلة من المحن والابتلاء.. فما وهن لما أصابه في سبيل الله، بل صبر واحتسب، وأعطى أصحابه القدوة في التحمل والصبر، والثبات على دين الله والدعوة إليه، وربَّاهم على ذلك.ومن ثَمّ فقد تحمل الصحابة -رضوان الله عليهم- من البلاء العظيم ما تنوء به الجبال، وبلغ بهم الجَهْد ما شاء الله أن يبلغ، لكنهم ثبتوا، وضربوا لنا المثال في الصبر والثبات، ومِنْ هؤلاء الرجال الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم خباب بن الارت رضي الله عنه..في صحراء مكة، التي كانت تلفح بالحر الشديد، كان خباب لا يزال دون العشرين من عمره، وهو من أوائل من آمن بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأظهر إسلامه، وكان -رضي الله عنه- مولى لأم أنمار بنت سِباع الخزاعية، فلما علمت بإسلامه عذَّبته بالنار، وكانت تأتي بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره ورأسه، ليكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانًا. وكذلك كان المشركون يعذبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفأها إلا شحم ظهره.وقد تحدث خباب -رضي الله عنه- عن بعض ما كان يلقى من المشركين من سوء معاملة، ومساومة على الحقوق حتى يعود إلى الكفر، فقال -فيما رواه البخاري-: "كنت قينًا (حدادًا) في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل السهمي دَيْن فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. فقال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: بلى. قال: دعني حتى أموت ثم أبعث فسوف أُوتي مالاً وولدًا فأقضيك (أعطيك)، فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا} [مريم: 77] إلى قوله: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: 80].
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يفتر المشركون عن إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم، وأظهره الله عليهم، ومع ما له صلى الله عليه وسلم من عظيم القَدْر والمنزلة، إلا أنه قد حظي من البلاء بالحِمْل الثقيل، والعناء الطويل، منذ أول يومٍ صدع فيه بالدعوة، فكانت فترة رسالته صلى الله عليه وسلم وحياته سلسلة متصلة من المحن والابتلاء.. فما وهن لما أصابه في سبيل الله، بل صبر واحتسب، وأعطى أصحابه القدوة في التحمل والصبر، والثبات على دين الله والدعوة إليه، وربَّاهم على ذلك.ومن ثَمّ فقد تحمل الصحابة -رضوان الله عليهم- من البلاء العظيم ما تنوء به الجبال، وبلغ بهم الجَهْد ما شاء الله أن يبلغ، لكنهم ثبتوا، وضربوا لنا المثال في الصبر والثبات، ومِنْ هؤلاء الرجال الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم خباب بن الارت رضي الله عنه..في صحراء مكة، التي كانت تلفح بالحر الشديد، كان خباب لا يزال دون العشرين من عمره، وهو من أوائل من آمن بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأظهر إسلامه، وكان -رضي الله عنه- مولى لأم أنمار بنت سِباع الخزاعية، فلما علمت بإسلامه عذَّبته بالنار، وكانت تأتي بالحديدة المحماة فتجعلها على ظهره ورأسه، ليكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يزيده ذلك إلا إيمانًا. وكذلك كان المشركون يعذبونه فيلوون عنقه، ويجذبون شعره، وقد ألقوه على النار، ثم سحبوه عليها، فما أطفأها إلا شحم ظهره.وقد تحدث خباب -رضي الله عنه- عن بعض ما كان يلقى من المشركين من سوء معاملة، ومساومة على الحقوق حتى يعود إلى الكفر، فقال -فيما رواه البخاري-: "كنت قينًا (حدادًا) في الجاهلية، وكان لي على العاص بن وائل السهمي دَيْن فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد. فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. فقال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: بلى. قال: دعني حتى أموت ثم أبعث فسوف أُوتي مالاً وولدًا فأقضيك (أعطيك)، فأنزل الله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدًا} [مريم: 77] إلى قوله: {وَيَأْتِينَا فَرْدًا} [مريم: 80].